رصدت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 20-9-2013 تطورات الازمة السورية وخصوصاً خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الذي تحدث فيه عن أدلة تقنية تمتلكها موسكو
رصدت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 20-9-2013 تطورات الازمة السورية وخصوصاً خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الذي تحدث فيه عن أدلة تقنية تمتلكها موسكو تنفي تورط الجيش السوري بالهجوم الغوطة الكيميائي، كما أطلق دعوة الى نزع السلاح الكيميائي من منطقة الشرق الاوسط اذ ربط بذلك بين الترسانة الكيميائية السورية والسلاح النووي الإسرائيلي.
السفير
كيري يريد «الإلزام» والأسد قد يعفو عن مسلحين
بوتين: ماذا عن السلاح النووي الإسرائيلي؟
وكتبت صحيفة السفير تقول "مضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطوة إضافية الى الأمام في دفاعه عن موقف موسكو من الازمة السورية، وخصوصاً التسوية الكيميائية الاخيرة، في اطار التجاذب المستمر بينه وبين الاميركيين. لكن المفاجأة التي ألقاها الرئيس الروسي هذه المرة كانت أكثر بلاغة، اذ ربط بين الترسانة الكيميائية السورية والسلاح النووي الإسرائيلي، مطلقاً دعوة لنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الاوسط.
وفي إطار شد الحبال بينه وبين الإدارة الأميركية بشأن الأزمة السورية، قدّم بوتين ما يبدو انه احد «الادلة التقنية» التي قالت موسكو إنها بحوزتها قبل يومين والتي تنفي تورط الجيش السوري بهجوم الغوطة الكيميائي في 21 آب الماضي، عندما أعلن أن الهجوم نفذ بـ«قذيفة قديمة سوفياتية الصنع لم يعد يستخدمها الجيش السوري».
في هذا الوقت، حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري من جهته، استمالة نظيره الصيني وانغ يي، من دون نجاح ظاهر على ما يبدو، لدعم قرار «ملزم» من مجلس الأمن الدولي لتطبيق اتفاق إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، بالرغم من إشادته «بدعم الصين لحل سياسي، الخيار الوحيد المتوافر والممكن». وحضّ الوزير الاميركي مجلس الأمن على التصويت «الأسبوع المقبل» على قرار محتمل يلزم سوريا باحترام خطة تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيميائية.
وتعهّد الرئيس السوري بشار الأسد بتسليم الأسلحة الكيميائية التي بحوزة النظام، لكنه حذر من أن ضبطها وتدميرها سيستغرق سنة وربما يتطلّب مليار دولار. وحذر، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» بثت أمس، من أن أيديولوجية المسلحين في سوريا هي التي يجب أن تكون مصدر قلق لسوريا ودول الجوار، وحتى الولايات المتحدة، معتبراً أن بلاده لا تشهد «حرباً أهلية» بل تتعرّض إلى هجوم من تنظيم «القاعدة». وقدّم تقديراً لعدد قتلى الجيش، موضحاً أن 15 ألف جندي قتلوا، وأعرب عن استعداد السلطات السورية لإصدار عفو جديد «كجزء من المصالحة الوطنية، يشمل من تلطخت أياديهم بدماء السوريين».
وأعلن نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن السلطات السورية ستطلب وقفاً لإطلاق النار في حال انعقد مؤتمر «جنيف 2» لتسوية الأزمة السورية. واعتبر أن النزاع بين النظام والمسلحين وصل إلى «مأزق»، لافتاً إلى أن أياً من الجانبين لا يستطيع حسمه. وأشار إلى انه يجب أن يكون «هناك مراقبة دولية» إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار.
بوتين
وقال بوتين، الذي اضطلعت بلاده بدور رئيسي في خطة تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، «أريد فقط التذكير بكيفية ظهور هذا السلاح الكيميائي: كبديل لسلاح إسرائيل النووي».
وأضاف بوتين، في مداخلة أمام منتدى «فالداي» في شرق روسيا والذي يجمع قادة سابقين وصحافيين وخبراء أجانب وروساً، أن «التفوق التكنولوجي لإسرائيل في ذاته ينفي حاجة هذه الدولة إلى سلاح نووي». وأكد أن «قضية انتشار أسلحة الدمار الشامل تظل حاضرة وأكثر من حاضرة»، مشدداً على وجوب «العمل على نزع صفة النووي عن مناطق معينة، وخصوصاً الشرق الأوسط».
واعتبر بوتين أن موقف سوريا لجهة الوفاء بالتزاماتها بتفكيك ترسانتها الكيميائية «يوحي الثقة». وقال «لا يمكنني أن أؤكد مئة في المئة أننا سننجح في إنجاز (خطة تفكيك الأسلحة الكيميائية) حتى النهاية، لكن كل ما شاهدناه في الأيام الأخيرة يوحي الثقة بأن هذا الأمر سيحصل».
ونفى بوتين أن تكون بلاده تسعى لتحقيق مصالحها في سوريا عبر الدفاع عن الحكومة الحالية، موضحاً أن «موسكو تناضل من أجل الحفاظ على مبادئ القانون الدولي». ووصف بـ«الاستفزاز» الهجوم بأسلحة كيميائية على غوطة دمشق في 21 آب الماضي. وقال «لدينا كل الأسباب للاعتقاد انه استفزاز ماهر»، مضيفاً «في الوقت ذاته، فإن التقنية بدائية: قذيفة قديمة سوفياتية الصنع لم يعد يستخدمها الجيش السوري منذ وقت طويل، والأمر الأساسي أنها تحمل عبارة صنع في الاتحاد السوفياتي».
وقال بوتين «نتحدث دائماً عن مسؤولية حكومة الأسد لو كان هو من استخدمها (الأسلحة الكيميائية). وماذا لو كانت المعارضة هي التي استخدمتها؟»، داعياً إلى دراسة جميع الأمور المتعلقة باستخدام الكيميائي بدقة. وتابع «إذا توصلنا في نهاية المطاف، رغم كل الصعوبات، إلى الإجابة على سؤال عمن ارتكب هذه الجريمة، ستكون هناك خطوة تالية، عندما سنحدّد مع شركائنا في مجلس الأمن مدى مسؤولية مرتكبي هذه الجريمة».
وشدد بوتين على أن مسألة استخدام القوة ضد سوريا يجب أن تناقش في مجلس الأمن وليس في الكونغرس الأميركي. وحذر واشنطن من أن أي ضربة عسكرية لدمشق «ستكون ضربة موجهة للنظام العالمي وليس لسوريا». واشتكى من أنه يكون للتهديد بعمل عسكري تداعيات غير مقصودة بمساعدة متشدّدي تنظيم «القاعدة» على الوصول إلى السلطة. وقال «الولايات المتحدة أقرّت بأن القاعدة تحارب هناك. عندما أتحدث مع زملائي أسألهم: حسنا أنتم في الواقع تريدون الانحياز لهم ومساعدتهم على الوصول للسلطة. ماذا بعد؟».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، خلال مغادرته مطار بيروت متوجهاً إلى موسكو عن طريق اسطنبول، بعد زيارة لدمشق، «لا شك في أن هذه التسوية (الكيميائي) ستنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية ونحن نعتقد ذلك، ونرى تأثيراً إيجابياً في هذا الإطار، واليوم لاحظنا بطريقنا من دمشق إلى بيروت عبر المصنع أن الحدود بين سوريا ولبنان هادئة والسيارات تسير بشكل طبيعي، ولم نلحظ أي زحمة بعدد الهاربين من سوريا، وإنما لو حصلت الحرب فهذا سيكون له تأثير سلبي على الوضع في لبنان، خاصة على العلاقات بين الأطراف في هذا البلد، وكذلك تأثير سلبي على الاقتصاد في لبنان. وإنما في حال السير بالتسوية السياسية فهذا بالتأكيد سيكون له تأثير إيجابي على الوضع الداخلي في لبنان».
وقال كيري، في تصريح في وزارة الخارجية الأميركية، قبل أن يتوجه الأحد إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، «على مجلس الأمن الاستعداد للتحرك الأسبوع المقبل. من المهم أن يهب المجتمع الدولي ويتحدث بأقوى العبارات الممكنة عن أهمية القيام بعمل ملزم لتخليص العالم من الأسلحة الكيميائية السورية». وقال «هذه المعركة بشأن أسلحة سوريا الكيميائية ليست مزحة. إنها حقيقية ومهمة».
وكان كيري قال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني وانغ يي في واشنطن، بأن الولايات المتحدة والصين «اختلفتا في شكل كبير حول كيفية رد المجتمع الدولي على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية»، لكنه أعرب عن «الأمل في أن تؤدي بكين دوراً مهماً» في السعي إلى حل ديبلوماسي للنزاع السوري.
وأضاف كيري، الذي كان يشيد قبل 10 أيام فقط بأهمية توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا، «إننا نقدر دعم الصين لحل سياسي (في سوريا)، الخيار الوحيد المتوافر والممكن».
وأكد وانغ يي، الذي استخدمت بلاده ثلاث مرات حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات تدين سوريا، انه على استعداد «للتحدث بعمق وبروح منفتحة» في الملف السوري. ورحب بالاتفاق الروسي - الأميركي بشأن «الكيميائي».
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في باماكو، ان «الروس يسلمون (النظام السوري السلاح) في شكل منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في إطار موسع، مع مجموعة من الدول وفي إطار يمكن إخضاعه للمراقبة لانه لا يمكننا القبول بان تصل اسلحة الى جهاديين وليس الى الجيش السوري الحر». واضاف «قلنا دائماً اننا نريد مراقبة عمليات تسليم الاسلحة اذا قمنا بهذا الامر، بحيث تصل الى الجيش السوري الحر»."
النهار
الغرب يتمسّك بـ"قرار قوي" في مجلس الأمن بوتين يشكّك في إنجاز الاتفاق مع واشنطن
علي بردى
وكتبت صحيفة النهار تقول "أخفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مجدداً أمس في تسوية خلافاتها المستحكمة على مشروع قرار أعده الأعضاء المتماثلو التفكير، وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، للتعامل مع الأزمة في سوريا انطلاقاً من تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيميائية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن من الضروري تنفيذ الاتفاق الاميركي - الروسي، وإن على مجلس الأمن التحرك في هذا الشأن الأسبوع المقبل.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال انه لا يمكنه ان يؤكد "مئة في المئة اننا سننجح في انجاز (خطة تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية) حتى النهاية، لكن كل ما شاهدناه في الايام الاخيرة يوحي بأن هذا الامر سيحصل"، مبرزا اهمية موافقة دمشق على الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية. وتعهد الرئيس السوري بشار الاسد تسليم الاسلحة الكيميائية السورية، ملاحظاً ان ضبطها وتدميرها سيستغرقان سنة وسيتطلبان مليار دولار.
وقال كيري: "على مجلس الأمن الاستعداد للتحرك الأسبوع المقبل... من المهم أن يهب المجتمع الدولي ويتحدث بأقوى العبارات الممكنة عن أهمية القيام بعمل ملزم لتخليص العالم من الأسلحة الكيميائية السورية". وأكد إنه لا شك يذكر في أن الهجوم بالغاز السام في 21 آب على مدنيين في ضواحي دمشق كان من فعل قوات الأسد وليس المعارضة. وشدد على ان "هذه المعركة في شأن أسلحة سوريا الكيميائية ليست مزحة. إنها حقيقية ومهمة".
وصرح نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية أوردها موقعها الالكتروني ان النظام السوري سيطلب وقفا للنار في حال انعقاد مؤتمر جنيف - 2 لتسوية الازمة السورية. ورأى ان النزاع بين النظام ومقاتلي المعارضة وصل الى "مأزق"، لافتا الى ان ايا من الجانبين لا يستطيع حسمه. واكد ان الحرب كلفت الاقتصاد السوري حتى الان نحو 100 مليار دولار.
ميدانياً، وصلت تعزيزات من "الجيش السوري الحر" الى بلدة اعزاز في محافظة حلب بشمال سوريا والتي كان مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) المرتبط بتنظيم "القاعدة" سيطروا عليها ليل الاربعاء بعد معركة خاطفة مع مقاتلين من "لواء عاصفة الشمال" المنضوي تحت لواء "الجيش السوري الحر".
مجلس الامن
وفي نيويورك، عقد المندوبون الدائمون في مجلس الامن الأميركية سامانتا باور والبريطاني السير مارك ليال غرانت والروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي ونائب الفرنسي آلكسي لاميك اجتماعاً آخر في ساعة متقدمة من عصر أمس بتوقيت نيويورك (فجر اليوم بتوقيت بيروت).
وعلمت "النهار" من مصدر رفيع المستوى في مجلس الأمن قبل الإجتماع في مقر البعثة الأميركية، أن "الخلافات لا تزال قائمة بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى على ما إذا كان ينبغي إصدار القرار المرتجى تحت الفصل السابع كما تتمسك بذلك خصوصاً باريس ومعها لندن، بدعم من واشنطن التي تريد قراراً قوياً". وقال إن الأخيرة "لن تعرض تحالفاتها لأي اهتزاز إرضاء لموسكو وبيجينغ". وأوضح أن "الخلافات تتعدى الفصل السابع الى مسائل أخرى بالغة الحيوية تتعلق في جانب منها بالقرار المتوقع إصداره من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والذي كان مقرراً اليوم وأرجىء الى الأحد. وحيال هذا التطور، صار مرجحاً "ارجاء أي تصويت محتمل على مشروع القرار الى الأسبوع المقبل، بدل نهاية الاسبوع الجاري".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن تبني قرار في شأن سوريا في مجلس الأمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة سيتناقض مع الاتفاق الاميركي - الروسي حول الاسلحة الكيميائية السورية.
راسموسن
- في بروكسيل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إن أعضاء الحلف قد يوافقون افرادياً على المساعدة في تنفيذ اتفاق للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، لكن الحلف نفسه لن يضطلع بدور على الأرجح.
وتحدث الأمين العام للحلف بعد محادثات في مقره مع الرئيس التشيكي ميلوس زيمان. وقال: "بحثنا في القدرات التشيكية في هذا المجال، لكننا لم نناقش احتمال الاستعانة بها في نهاية المطاف لتنفيذ الاتفاق (الخاص بسوريا)". ولاحظ أنه قبل أن تقرر الدول ما إذا كانت قادرة على المساعدة في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، فهي في حاجة في البداية إلى أن تعرف الإطار القانوني الذي ستعمل بموجبه وهذا يعتمد على المناقشات الجارية في الأمم المتحدة. وأضاف: "أود صدور تفويض قوي من الأمم المتحدة يمكن أن يتيح إطار العمل للتخلص تماما من الأسلحة الكيميائية السورية. عندما يحصل هذا أعتقد أن الدول ستبدأ إفرادياً في البحث في ما إذا كانت قادرة على المساهمة في المهمة".
هولاند
وفي باماكو، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "الروس يسلمون (النظام السوري السلاح) بانتظام، ولكن نحن، سنفعل ذلك في اطار موسع، مع مجموعة من الدول، يمكن اخضاعه للمراقبة لانه لا يمكننا القبول بان تصل اسلحة الى جهاديين" وليس الى "الجيش السوري الحر... قلنا دوماً اننا نريد مراقبة عمليات تسليم الاسلحة اذا قمنا بهذا الامر، بحيث تصل الى الجيش السوري الحر".
واعلن انه قبل دعوة للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
مقتل 43 تونسياً
- في تونس، أوردت صحيفة "حقائق أون لاين" التونسية أن قوات الجيش السوري النظامي تمكنت من "إبادة" نحو 43 تونسياً ينتمون إلى "جبهة النصرة" في مكمن نُصب لهم على مشارف مدينة جسر الشعور شمال غرب سوريا. وأوضحت أن "كتيبة التوانسة" كانت بقيادة علي بن جمعة الحرابي المعروف بـ"أبو مريم التونسي"، حيث قُتل نحو 43 تونسياً، إلى عدد من الجزائريين وستة ليبيين"."
الاخبار
بوتين: هجوم الغوطة استفزاز ذكي!
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "في غمرة عودة «خطط» تسليح المعارضة «المعتدلة»، والتصريحات الأمنية عن «جهاديين» أوروبيين في سوريا، كانت موسكو على لسان رئيسها «تثبّت» أدبياتها حول الأزمة السورية، بما يعبّر عن ثقتها بعدم استخدام دمشق للسلاح الكيميائي وعن رفضها القاطع لأي تدخل عسكري في شؤونها.
وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ السلاح الكيميائي السوري ظهر كردّ على القدرات النووية الإسرائيلية. ورجح، في كلمة بمنتدى «فالداي» الدولي للحوار، أن يكون الهجوم في غوطة دمشق استفزازاً ذكياً تم التحضير له بدقة رغم أنه بدائي من حيث تقنية تنفيذه، مشيراً إلى أن المنطقة مليئة بالسلاح السوفياتي القديم، وليس من الصعب العثور على صاروخ عليه حروف روسية لاستخدامه لتنفيذ مثل هذا الاستفزاز. وتساءل: «لماذا لم يجروا تحقيقاً في الحوادث السابقة لاستخدام الكيميائي؟». ودعا إلى دراسة جميع الأمور المتعلقة باستخدام الكيميائي بدقة، معتبراً أنّه «إذا توصلنا في نهاية المطاف، رغم كل الصعوبات، إلى الإجابة عن سؤال عمن ارتكب هذه الجريمة، ستكون هناك خطوة تالية، عندما سنحدّد مع شركائنا في مجلس الأمن مدى مسؤولية مرتكبي هذه الجريمة». وتابع أنه ليس واثقاً من نجاح المبادرة الروسية الخاصة بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، ونجاح الجهود الرامية الى إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي بالكامل. لكنه أشار الى أن هناك العديد من البوادر الإيجابية في هذا الاتجاه، حيث وافقت دمشق بلا شروط على تسليم مخزونها وتعد نفسها عضواً في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
وشدّد الرئيس الروسي على أنّ مسألة استخدام القوة ضد سوريا لا يجب أن تناقش في الكونغرس الأميركي بل في مجلس الأمن. واعتبر أنّ التهديد باستخدام القوة ليس «دواء عاماً» لحل جميع المسائل الدولية.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن السلاح الكيميائي السوري ظهر كرد على امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية. وأشار إلى أنّ الطريق إلى حل هذه القضية يكمن في تنفيذ مشروع تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وتابع: «يجري الحديث دائماً عن مسؤولية حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد. وما إذا كانت المعارضة هي من استخدم الكيميائي؟ لماذا لا يتحدث أحد عن معاقبة المعارضة في هذه الحال؟».
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، خلال لقاء مع المشاركين في الجمعية العامة لمنظمة وكالات الأنباء في دول آسيا والمحيط الهادئ، أن بلاده تعتبر أيّ تدخل خارجي في سوريا بدون موافقة مجلس الأمن الدولي غير مقبول واجرامياً.
في موازاة ذلك، حضّ وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مجلس الأمن الدولي على التصويت «الأسبوع المقبل» على قرار محتمل يلزم سوريا باحترام خطة تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيميائية.
واعتبر أنّه «لا يمكن تصديق أنّ المعارضة تسللت خلف خطوط الجيش السوري وأطلقت صواريخ لا تمتلكها».
كذلك حضّ الصين على أداء دور «إيجابي وبناء» للتوصل إلى قرار في الأمم المتحدة في شأن سوريا. وذلك استقباله نظيره الصيني وانغ يي.
في السياق، أكد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أنّ بلاده ستزوّد «الجيش الحر» سلاحاً، ولكن «في إطار يخضع للمراقبة».
وقال، في مؤتمر صحافي في مالي: «الروس يسلمون (الحكومة السورية السلاح) في شكل منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في إطار موسع، مع مجموعة من الدول».
«البنتاغون»: خطة لتدريب «المعتدلين»
من ناحية أخرى، وضعت وزارة الدفاع الأميركية خطة لتدريب قوات المعارضة «المعتدلة» في سوريا، وذلك في أول خطوة معلنة للاتصال المباشر بين «البنتاغون» وهذه المعارضة. وأوضحت مصادر في الإدارة الأميركية، لمحطة «سي أن أن»، أن التدريب سيجري في بلد مجاور لسوريا، إلا أن وزارة الدفاع لن تزود قوات المعارضة بالأسلحة بشكل مباشر لأنها ليست مفوضة بذلك. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مارتين ديمبسي، قد قال أول من أمس: «لدينا عدد من الخيارات التي ندرسها ومن شأنها زيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، إلا أنه لم يُتخذ أي قرار حتى الآن». وتقضي خطة «البنتاغون» بتدريب قوات المعارضة على استخدام الأسلحة الخفيفة وغيره من التكتيكات العسكرية.
130 فرنسياً يقاتلون في سوريا
إلى ذلك، قال وزير الداخلية الفرنسي، ايمانويل فالس، إنّ «أكثر من 130 فرنسياً أو مقيماً في فرنسا» معظمهم من الاسلاميين المتشددين يقاتلون حالياً في سوريا.
وأكد الوزير، في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية، أنّه علاوة على هؤلاء «هناك حوالى 50 مقاتلاً عادوا، و40 في منطقة عبور وأكثر من مئة، بحسب أجهزة مخابراتنا، قالوا إنهم يمكن أن يذهبوا إلى هناك».
في السياق، أعلنت شرطة «سكوتلنديارد»، أمس، أنّ الشابين البريطانيين اللذين أوقفا في مطلع الأسبوع في فرنسا، يشتبه في قيامهما «بنشاطات ارهابية في سوريا»، معلنة عن توقيف شخصين إضافيين. واوقف الرجلان البالغان من العمر 22 و29 عاماً صباح الاثنين، عند وصولهما إلى بريطانيا.
كذلك أوقف رجل في الـ27 من العمر وامرأة في الـ26 في القضية نفسها، فيما جرت مداهمات في شرق لندن ومقاطعتي ايسيكي ولانكشير."
المستقبل
بوتين غير واثق بإقناع الأسد بالتخلي عن الكيميائي
واشنطن تحضّ مجلس الأمن على التحرّك وباريس "ستسلّح" المعارضة
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "حضّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس مجلس الامن الدولي على التصويت "الاسبوع المقبل" على قرار محتمل يلزم سوريا باحترام خطة تفكيك ترسانتها من الاسلحة الكيميائية، مكرراً بأن النظام السوري وحده يمتلك الصواريخ التي استخدمت في قصف الغوطة، فيما عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عدم الثقة بنجاح الجهود الرامية إلى إقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي بالكامل، لكنه أشار الى وجود العديد من البوادر الإيجابية في هذا الاتجاه.
وقال كيري في تصريح غير مبرمج سابقاً في وزارة الخارجية قبل ان يتوجه الاحد الى الجمعية العامة للامم المتحدة "على مجلس الامن ان يستعد للتحرك الاسبوع المقبل. من المهم أن يهب المجتمع الدولي ويتحدث بأقوى العبارات الممكنة عن أهمية القيام بعمل ملزم لتخليص العالم من الأسلحة الكيميائية السورية".
واكد انه "لا يمكن أي شخص أن يغيّر من الوقائع المتعلقة باستخدام الكيميائي في سوريا"، مشيراً الى ان "تقرير الأمم المتحدة أعطى أدلة دامغة على تورط الرئيس السوري بشار الأسد في استخدام الكيميائي".
واوضح كيري انه "بالرغم من محاولات الحكومة السورية التغطية، الا ان الشهود والحقائق يؤكدون ان النظام السوري قام بالهجوم"، معتبراً ان "مجلس الامن يجب ان يكون مستعداً للتصرف".
واشار كيري الى ان "النظام السوري وحده يمتلك الصواريخ التي استخدمت في قصف الغوطة"، مؤكداً ان "المعارضة ايضاً ليس لديها نفس نوع الصواريخ التي استخدمت في الهجوم الكيميائي"، موضحاً "اننا نعرف ان نظام لاسد لديه غاز السارين ولا يوجد اي دليل على ان المعارضة لديها هذا الغاز".
واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس، من جهته، في باماكو ان فرنسا ستزود الجيش السوري الحر سلاحاً ولكن "في اطار يخضع للمراقبة" و"موسّع مع مجموعة من الدول".
وقال هولاند في مؤتمر صحافي ان "الروس يسلمون (السلاح) في شكل منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في اطار موسّع، مع مجموعة من الدول وفي اطار يمكن اخضاعه للمراقبة لانه لا يمكننا القبول بان تصل اسلحة الى جهاديين" وليس الى "الجيش السوري الحر".
في غضون ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أمس للمرة الاولى أنها وضعت اقتراحاً على الطاولة لتدريب القوات العسكرية الاميركية للمعارضة السورية المعتدلة وتجهيزها.
وقال مسؤولان في الإدارة الأميركية إن البنتاغون وضع للمرة الاولى اقتراحاً على الطاولة لتدريب القوات العسكرية الأميركية للمعارضة السورية المعتدلة وتجهيزها. ونقلت شبكة "سي ان ان" الأميركية امس عن المسؤولين أنه "في حال المصادقة على الاقتراح فإن ذلك سيزيد بشكل دراماتيكي دور القوات الأميركية في الحرب الأهلية السورية وسيجعل للمرة الاولى الجنود الأميركيين على تماس مباشر مع قوات المعارضة السورية".
واكدت الشبكة ان "هذه الفكرة تخضع للدراسة منذ الهجوم الكيميائي" في 21 آب في ريف دمشق. وأشارت إلى "وجود تفاصيل قليلة حول الجنود أو جوانب أخرى من الاقتراح العسكري، لكن المسؤولين قالا إن الجهود تتطلّع الى أن يكون التدريب في بلد بالقرب من سوريا".
وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتين ديمبسي قال للصحافيين أول أمس "لدينا عدد من الخيارات يجري تطويرها والتي يمكن أن توسّع دعمنا المعارضة المعتدلة، لكن لا قرار اتخذ بعد في هذا المجال".
وذكرت الشبكة الأميركية أن الاقتراح التدريبي طرح للمرة الاولى في الأيام التي أعقبت هجوم آب الكيميائي كوسيلة لتصعيد الدعم الأميركي للمعارضة.
وقال أحد المسؤولين إن الاقتراح يتطلع الى تدريب الجنود الأميركيين بعض المتمردين على الأسلحة الصغيرة والقيادة العسكرية والسيطرة والتكتيكات العسكرية، لكن الأسلحة لن تقدمها الولايات المتحدة بشكل مباشر لأن ليس لـ "البنتاغون" السلطة الشرعية لتسليح هؤلاء.
وأفادت الشبكة أن فكرة التدريب واجهت مشاكل خلال الأيام الأخيرة مع تركيز الولايات المتحدة على الجهود الديبلوماسية لوضع السلاح الكيميائي السوري تحت المراقبة الدولية.
إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن امس إن خيار تنفيذ ضربة عسكرية أو عملية مماثلة في سوريا يجب أن يظل مطروحاً باعتباره سبيلاً للتعامل مع الأزمة السورية.
ورحب راسموسن بالاتفاق الأميركي ـ الروسي على التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، لكنه قال "إن من الضروري الإبقاء على الخيار العسكري مطروحاً للحفاظ على قوة الدفع في العملية الديبلوماسية والسياسية".
وقال راسموسن في لقاء نظمته مؤسسة "كارنيغي اوروبا" البحثية "أعتقد أن الخيار العسكري سيظل مطروحاً على الطاولة بغض النظر عن نتيجة المداولات في مجلس الأمن الدولي".
وأكد راسموسن أن ليس لديه شك في أن نظام الأسد مسؤول عن الهجوم بغاز السارين، رافضاً ما قاله النظام وموسكو من أن مقاتلي المعارضة هم المسؤولون عن الهجوم.
ديبلوماسياً، حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، الصين العضو الدائم في مجلس الامن الدولي، على أداء دور "ايجابي وبناء" للتوصل الى قرار في الامم المتحدة في شأن سوريا.
وخلال استقباله نظيره الصيني وانغ يي في وزارة الخارجية، اقر كيري بان الولايات المتحدة والصين "اختلفتا في شكل كبير" حول الملف السوري، لكنه اعرب عن "الامل في ان تؤدي بكين دورا مهما" في السعي الى حل دبلوماسي للنزاع السوري.
في المقابل، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن عدم الثقة بنجاح الجهود الرامية إلى إقناع الأسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي بالكامل، لكنه أشار الى وجود العديد من البوادر الإيجابية في هذا الاتجاه.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله أمام نادي فالداي الحواري الدولي "لست واثقاً من أننا سنتمكن من إقناع الأسد بالتخلي عن السلاح الكيميائي، لكن هناك بوادر إيجابية". وقال "إن أصابع الاتهام (حول استخدام الكيميائي في سوريا) موجهة إلى النظام السوري حالياً، لكن ماذا لو أظهر التحقيق أن من استخدموا السلاح الكيميائي ينتمون إلى المعارضة السورية ولا يقول أحد ماذا نفعل بالمعارضة في حال تم إثبات مسؤوليتها عن استخدام السلاح الكيميائي".
لكن الرئيس الروسي اعتبر أن مسألة استخدام القوة ضد سوريا يجب تناقش ليس في الكونغرس الأميركي بل في مجلس الأمن. وقال إن "التهديد باستخدام القوة ليس دواء عاماً لحل جميع المسائل الدولية". وأضاف "لا يجوز أن ننسى جوهر المسألة وهو أنه (استخدام القوة) يخرج من أطر القانون الدولي. يجب بحث هذه المسألة في مجلس الأمن الدولي"، مشددا على ضرورة أن تخرج سوريا من أزمتها بالطرق السياسية. وقال إن "توجيه ضربة الى سوريا سيصبح ضربة للنظام العالمي قبل كل شيء".
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، امس، إن روسيا تملك إمكانيات لتدمير الأسلحة الكيميائية الأجنبية في أراضيها، لكن لم يصدر بعد قرار باستخدام هذه الإمكانية في ما يخص السلاح الكيميائي السوري.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن شويغو قوله عمّا إذا كانت روسيا مستعدة لتدمير أسلحة كيميائية سورية في أراضيها، إن لدى بلاده إمكانيات لتدمير الأسلحة الكيميائية الأجنبية في أراضيها، لكن لم يصدر قرار بشأن استخدام هذه الإمكانيات.
وفي ما يخص شكل المشاركة في عملية نقل وتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، رجّح شويغو أن ترسل روسيا خبراءها ليقوموا بالتحضير لوضع مواد ومنشآت كيميائية تحت مراقبة دولية، مؤكداً أن لا مكان الآن للحديث عن إرسال وحدة من قوات العمليات الخاصة إلى سوريا.
وفي لاهاي، اعلن المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية مايكل لوهان ان المنظمة ستجتمع صباح الاحد في المدينة الهولندية لمناقشة "تدمير الاسلحة الكيميائية السورية".
وبعد ارجائه مراراً، سيتيح الاجتماع للدول الـ41 الاعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة بحث موضوع انضمام سوريا الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وبدء برنامج تدمير الكيميائي السوري.
ويندرج انضمام سوريا الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية التي تعود الى 1993، ضمن الخطة التي اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدة بشأن تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.
ويتألف المجلس التنفيذي للمنظمة المكلف تطبيق الاتفاقية من ممثلين دائمين هم غالبا سفراء 41 دولة لديها تمثيل دبلوماسي في لاهاي حيث مقر المنظمة.
وتجري الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي مشاورات حول مشروع قرار يهدف الى ضمان التفكيك الفعلي للاسلحة الكيميائية السورية.
وبحسب ديبلوماسيين، فان القوى الغربية تسعى الى اقناع روسيا بأن مشروع قرارها لا ينطوي على تهديد باللجوء الى عمل عسكري فوري في حال لم تحترم سوريا تعهداتها بنزع الاسلحة الكيميائية. واذا تم التوصل الى تسوية مع موسكو يمكن ان يعرض القرار على تصويت مجلس الامن نهاية الاسبوع الحالي.
الى ذلك، وفي ثاني مقابلة يجريها الأسد خلال شهر واحد مع قناة تلفزة تحدث عن أن ضبط السلاح الكيميائي وتدميره قد يستغرق سنة وسيتطلب مليار دولار.
وقال الاسد في المقابلة التي جرت معه بالانكليزية وبثتها شبكة" فوكس نيوز" الاميركية مساء الاربعاء، "اعتقد ان العملية معقدة جدا فنيا وتحتاج الى الكثير من المال، نحو مليار دولار". اضاف "عليكم ان تسألوا الخبراء ماذا يعنون حين يقولون بسرعة. هناك جدول زمني محدد. الامر بحاجة الى سنة او ربما اكثر بقليل".
واعلن نائب رئيس وزراء النظام السوري قدري جميل في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية نشرت على موقعها الالكتروني امس ان النظام السوري سيطلب وقفاً لاطلاق النار في حال انعقد مؤتمر جنيف 2 لتسوية الازمة السورية.
واعتبر جميل ان النزاع بين النظام ومقاتلي المعارضة وصل الى "مأزق"، لافتاً الى ان اياً من الجانبين لا يستطيع حسمه."
اللواء
بوتين لا يضمن التزام الأسد وكيري لقرار مُلزِم من مجلس الأمن
البنتاغون لتدريب المعارضة.. والنظام لوقف النار في «جنيف 2»
وكتبت صحيفة اللواء تقول "حضَّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم أمس، مجلس الامن الدولي على التصويت «الاسبوع المقبل» على قرار محتمل يُلزِم سوريا باحترام خطة تفكيك ترسانتها من الاسلحة الكيميائية.
وبينما لا تزال القوى الغربية تسعى إلى استصدار قرار لا يزال محل خلاف مع موسكو، قال كيري في تصريح غير مبرمج سابقا في وزارة الخارجية قبل ان يتوجه الاحد الى الجمعية العامة للامم المتحدة: «على مجلس الامن ان يستعد للتحرك الاسبوع المقبل».
واعتبر الوزير الاميركي ان «من الحيوي ان يعبر المجتمع الدولي (عن موقفه) بلهجة عالية وقوية».
وشدّد على وجوب التوصل الى قرار في مجلس الامن «يعبر بأقوى العبارات الممكنة عن اهمية تحرك تنفيذي ليتخلص العالم من الاسلحة الكيميائية السورية».
وتجهد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن منذ الاثنين لايجاد مساحة تفاهم تنتج قرارا دوليا «قويا وملزما» بحق سوريا لاجبارها على تدمير اسلحتها الكيميائية.
وفي هذا الخصوص، حض كيري خلال استقباله نظيره الصيني وانغ يي، الصين، على اداء دور «إيجابي وبنّاء» للتوصل الى قرار في شان سوريا.
وأكد الوزير الصيني الذي استخدمت بلاده ثلاث مرات حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد قرارات تُدين سوريا، انه على استعداد «للتحدث بعمق وبروح منفتحة» في الملف السوري.
ولفت كيري الى انه «لا يمكن لأي شخص أي يغير من الوقائع المتعلقة باستخدام الكيميائي في سوريا»، مشيرا الى ان «تقرير الأمم المتحدة أعطى أدلة دامغة على تورط الأسد في استخدام الكيميائي».
واوضح أنّه «بالرغم من محاولات الحكومة السورية التغطية الا ان هناك شهود عيان والحقائق تؤكد ان النظام السوري قام بالهجوم».
ولفت كيري الى ان «النظام السوري وحده يمتلك الصواريخ التي استخدمت في قصف الغوطة»، مشيرا الى ان «المعارضة ايضا ليس لديها نفس نوع الصواريخ التي استخدمت في الهجوم الكيميائي»، موضحا «اننا نعرف ان نظام لاسد لديه غاز السارين ولا يوجد اي دليل على ان المعارضة لديها هذا الغاز».
في هذا الوقت، اعلن المتحدث بإسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية عن ان المنظمة ستجتمع صباح الاحد في لاهاي لمناقشة «تدمير الاسلحة الكيميائية السورية».
وقال المتحدث بإسم المنظمة مايكل لوهان بأنّ موعد الاجتماع هو «صباح الاحد في الساعة 10،00 (8،00 ت غ)».
وقد أبدت روسيا استعدادها للمساهمة في تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية التي يتعين على دمشق أن تكشف عنها بحلول غد السبت.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أنّه لا يمكنه ضمان تطبيق سوريا لخطة القضاء على أسلحتها الكيميائية بنسبة 100%، لكنه أعرب عن أمله بإمكانية حدوث ذلك.
وذكر بوتين في مداخلة بنادي «فالداي» الحواري الدولي «لا يمكن لي أن أؤكد بنسبة 100% تطبيق خطة نزع السلاح الكيميائي حتى النهاية، لكن كل ما شهدناه حتى الان في الايام الاخيرة يشير إلى أن هذا سيحدث».
وأوضح أنّه «حتى الآن تشير جميع الامور إلى ان سوريا قبلت اقتراحنا ومستعدة للتحرك وفقا للخطة التي يعدها المجتمع الدولي في اطار الامم المتحدة».
وقال: «سوريا اعلنت استعدادها للانضمام وليس الاستعداد فقط لانها تعتبر بالفعل عضوا في المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية».
وشدّد رئيس الكريملين على أنّ هذه تمثل خطوات عملية اتخذتها دمشق مؤخرا، معربا عن ثقته في إمكانية اقناع الرئيس السوري بشار الاسد بالتخلص من كل ترسانته الكيميائية.
في غضون ذلك، اعلن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت على موقعها الالكتروني امس، ان النظام السوري سيطلب وقفا لاطلاق النار في حال انعقد مؤتمر جنيف 2 لتسوية الازمة السورية.
واعتبر جميل، وهو نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ان النزاع بين النظام ومقاتلي المعارضة وصل الى «مأزق»، لافتا الى ان ايا من الجانبين لا يستطيع حسمه.
وقال جميل: «لا المعارضة المسلحة ولا النظام قادران على الحاق الهزيمة بالمعسكر الاخر. ان ميزان القوى لن يتغير قبل فترة».
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد تعهّد بتسليم الاسلحة الكيميائية التي بحوزة نظامه، لكنه حذّر من ان ضبطها وتدميرها سيستغرق سنة وسيتطلب مليار دولار.
في هذا الوقت، طرحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اقتراحا على الطاولة لتدريب قوات المعارضة السورية وتجهيزها، وفق شبكة «سي إن إن» الأميركية التي نقلت ذلك عن اثنين من المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وأفادت الشبكة بأنّ المسؤولين الأميركيين أكدا أنه في حال المصادقة على الاقتراح، فإن ذلك سيعزز من دور القوات الأميركية ويجعل الجنود الأميركيين لأول مرة على تماس مباشر مع المعارضة السورية.
وفي الاطار نفسه، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باماكو ان فرنسا ستزود الجيش السوري الحر سلاحا ولكن «في اطار يخضع للمراقبة» و«موسّع مع مجموعة من الدول».
وقال هولاند في مؤتمر صحفي: «الروس يسلمون (السلاح) في شكل منتظم، ولكن نحن، سنقوم بذلك في اطار موسع، مع مجموعة من الدول وفي اطار يمكن اخضاعه للمراقبة لانه لا يمكننا القبول بأن تصل اسلحة الى جهاديين» وليس الى «الجيش السوري الحر».
ميدانياً، وفي محاولة منه لاستعادة السيطرة عليها، دفع الجيش الحر بتعزيزات الى مدينة اعزاز في محافظة حلب والتي كان مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) سيطروا عليها بعد معركة خاطفة مع مقاتلين من «لواء عاصفة الشمال» المنضوي تحت لواء الجيش الحر.
وفي الجانب الآخر من الحدود، افاد مصدر حكومي تركي بأنّ تركيا اغلقت مؤقتا احد معابرها الحدودية مع سوريا بعد سقوط اعزاز، فيما سقط ١٩ قتيلاً بانفجار استهداف حافلة في حمص."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها