في غمرة الجدل حول الاسلحة الكيميائية السورية ، والتراجع الاميركي عن شن العدوان العسكري ، خرجت أخبار ميدانية من ريف دمشق ، عنوانها "لا تراجع عن تأمين العاصمة ومطارها".
حسين ملاح
في غمرة الجدل حول الاسلحة الكيميائية السورية ، والتراجع الاميركي عن شن العدوان العسكري ، خرجت أخبار ميدانية من ريف دمشق ، "عنوانها لا تراجع عن تأمين العاصمة ومطارها".
أواسط الشهر الحالي وبينما كانت اطراف عربية وغربية تحاول التسلل الى مجلس الامن الدولي والالتفاف على المبادرة الروسية حول الاسلحة الكيميائية السورية ، لفت تطور ميداني هام تمثل ببسط الجيش السوري سيطرته على بلدة شبعا الاستراتيجية في ريف دمشق.
شبعا… بالارقام
تقع بلدة شبعا في ناحية المليحة الواقعة بمحافظة ريف دمشق ، ويتجاوز عدد سكانها 15,000 نسمة ، ويحيط بها بلدات دير العصافير، حوش السلطان، حتيتة التركمان، المليحة، زبدين، صهبا".
طبعاً أهمية شبعا لا تقتصر على مساحتها وعدد سكانها ، فهي لا تُعد في خانة المدن والبلدات الكبيرة في الغوطة ، كحرستا ودوما او المعضمية، لكن قد توازيهم أهمية من حيث الموقع الاستراتيجي ، فهي تقع عند الحد الفاصل بين الغوطتين الشرقية والغربية وتشرف على طريق مطار دمشق الدولي ، بنحو 5 كيلومترات ، لهذا تكتسب عملية السيطرة عليها تكتسب أهمية جيو- استراتيجية كما يقول الخبير الاستراتيجي سليم حربا لموقع المنار، حيث يرى حربا ان "الهدوء النسبي الذي تم تنفيذه بالغوطة الشرقية خلال التهديدات الاميركية بشن عدوان على سورية ، ربما جعل بعض الجماعات المسلحة تتسلل الى بلدة شبعا كخط فاصل بين الغوطتين وكنقطة اتصال بين مطار دمشق والعاصمة ، لانه وبإستمرار سيطرة المسلحين على هذه البلدة يؤثر على أكثر من إتجاه".
اولا: تسمح للمسلحين بمواصلة هجماتهم باتجاه مواقع الجيش في منطقة السيدة زينب (ع)
ثانياً: تهديد وقطع طريق مطار دمشق الدولي
ثالثاً: تسهيل حركة المسلحين عبر التسلل بين الغوطتين
ووفق الخبير حربا "هذه الاهداف دفعت الجماعات المسلحة الى التسلل لمنطقة شبعا سواء عبر البساتين او الخنادق ومجاري الصرف الصحي وقنوات المياه".
واقع دفع الجيش السوري الى التعجيل بحسم المعركة عبر تنفيذ عملية خاطفة ومباغتة لم تتجاوز يومين ، ويؤكد حربا لموقع المنار ان "ردة فعل الجيش في شبعا كانت سريعة جداً ، حيث تم تطويق المسلحين وكشف الانفاق معتمداً مبدأ (الاغلاق والاحراق) ، وتمت السيطرة على المنطقة بسرعة قياسية ، وجرى تأمين طريق مطار دمشق الدولي بنسبة مئة في المئة".
اهمية السيطرة على شبعا
بدوره يؤكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الياس فرحات لموقع المنار ان "سيطرة القوات السورية على شبعا تشكل تقدماً هاماً على صعيد إعادة الامن الى هذه المنطقة ، خاصة ان الجيش كان فرض سيطرته قبل أشهر على حران العواميد والعتيبة وعدرا ، وهو الطرف الذي يحد الغوطة الشرقية مع بادية الشام ".
ويشير فرحات الى ان "الجيش يتقدم باتجاه الداخل ، بعد سيطرته على دير السلمان من الجهة الشمالية ، وهو المعقل المهم جداً ، والذي يماثل بتحصينه مدينة القصير(ريف حمص).
ويوضح العميد فرحات "ان مناطق سيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية باتت شبه مقطوعة ، وسط انهيار كبير في معنويات الجماعات المسلحة" ، ويستدل فرحات بالقول ان "دير السلمان سقطت بيد الجيش السوري خلال 48 ساعة وشبعا بأقل من ذلك رغم امتلاك الجماعات المسلحة امكانات هائلة من العتاد والاموال".
كما هناك عامل لا يمكن إغفاله وهو تأثر الجماعات المسلحة والاطراف الداعمة لها سلباً بالتراجع الاميركي عن شن العدوان على سورية ، كما يرى العميد فرحات.
أبرز النتائج التي تمخضت عن معركة شبعا:
1.التضييق على عملية التواصل بين الجماعات المسلحة المتواجدة في الغوطتين.
2.التضييق على طرق امداد المسلحين تمهيدا الى قطعها ، خاصة المتواجدين في حجيرة والذيابية في السيدة زينب (ع).
3.تأمين طريق مطار دمشق الدولي بعمق كيلومتر الى اثنين وربما اكثر .
4.السماح للجيش بتجميع قواته تمهيدا لمواصلة عملياته ضد معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية.
5.تكبد المسلحين خسائر فادحة بعد قتل اكثر من اربعين مسلحاً ، والقاء القبض على العشرات.
ماذا بعد شبعا؟
إنتهاء وحدات الجيش السوري من عملية شبعا ، سمح لها بتطوير الهجوم على معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية ، فالجيش سوف يتقدم (كالكماشة) على الغوطة الغربية من جهة برزة والقابون وجوبر، أما شرقاً فستتيح له عملية السيطرة على شبعا التقدم على محور شبعا - عدرا، والتغلغل داخل معاقل الجماعات المسلحة المتحصنة في الغوطة الشرقية.
اذاً ، معركة شبعا هي حلقة من حلقات معركة الغوطة الشرقية ، والتي تترافق مع تقدم الجيش السوري على محور - برزة - القابون - جوبر تمهيدا لإنهاء عملية "درع دمشق".