الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ البلجيكي آن ماري ليزين لموقع المنار: مجموعة صغيرة في المخابرات الفرنسية قد تكون صنعت قضية الكيماوي في سوريا..
موقف الجمعة
الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ البلجيكي آن ماري ليزين لموقع المنار: مجموعة صغيرة في المخابرات الفرنسية قد تكون صنعت قضية الكيماوي في سوريا..
كيف تقرأين رفض الرأي العام الأوروبي لفكرة الحرب على سوريا؟
أعتقد أنَّ الفاتيكان قام بعمل هادف للغاية عبر فكرة الصلاة من أجل سوريا التي أثرت كثيراً في الرأي العام في البلدان الأوروبية، هي أتت في الوقت المناسب لأن الشعوب الأوروبية لم تعد تريد الحرب ، وفي فرنسا هذا العمل لامس من قريب قسما من اليمين الفرنسي الذين أيضا تأثروا بمسيحيي الشرق خصوصا مسيحيي سوريا، في بلجيكا مثلا هذه المواقف المسيحية وموقف الفاتيكان اثر بالرأي العام أيضا خصوصا هؤلاء الذين لم يكونوا يعرفون شيئا عن الوضع في سوريا أحسوا ان المسيحيين في الشرق في خطر.
في اوروبا أشتون ليست في وضع جيد حيث هناك 28 دولة غالبيتها لا تريد الحرب ، وهي يجب أن تراعيهم ، وهناك موقف فرنسا الذي يُؤخذ بالحسبان، وآشتون أيضا إنكليزية ومن حزب العمال ، ومن المعروف أنَّ حزب العمال هو الذي وقف في وجه كاميرون رافضاً الحرب، إذن هي لا يمكن لها أن تذهب بعيدا أكثر مما فعلت حتى لو كانت فرنسا تريد الحصول على أكثر من هذا من الاتحاد الأوروبي.
في بلجيكا الرأي العام معارض كلياً لفكرة الحرب ، 80 بالمائة ضد الحرب ، لم يحصل حتى نقاش جدي في الموضوع. في بلجيكا، الوجود الكردي أثر حيث هناك وجود كردي مهم ويتواصل مع الهيئات والشخصيات المهتمة بالسياسة الخارجية، الكرد شرحوا في المنتديات العامة في الحوارات الخاصة معركتهم مع المعارضة ومع جبهة النصرة ، وهذا بالنسبة لي كان له تأثيرا كبيرا في فهم ما يجري .
النظرة الى الكرد أنَّ لديهم ميليشيا ، ولكنهم ليسوا ديكتاتوريين كما يقال عن الدولة السورية، وأنهم فلاحون بسيطون لا يقبلون بحكم جبهة النصرة وبالمتطرفين فوق ارضهم ، والبلجيكيون الحساسون جدا في كل ما يتعلق بالمشاكل المناطقية ، يفهمون جيدا الموقف الكردي.
كيف تفسرين تصلب الموقف الفرنسي؟
اصدقائي الفرنسيون وهم من العارفين جيدا بالوضع السوري في البداية لم يكونوا أبدا مؤيدين لسياسة الخارجية (كي دورسيه). هناك نواة حول السفير الفرنسي في سوريا لأسباب نجهلها تشعر أنها مدفوعة للتطرف في هذا الموضوع ، وهؤلاء أخذوا معهم في الخارجية تركيبة كاملة محيطة بالوزير فضلا عن الوزير نفسه، إذن الوزير فابيوس والسفير شوفاليه أخذوا هذا الطريق ، وأنا أعتقد أنه بالنظر للحذر الذي يتميز به وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) ، فإن تطمينات فابيوس هي التي أخذت كيري نحو التصلب، وعندما شعر أوباما أنَّ كل هذه المواقف لن تخدمه، أصبح أكثر حذرا منذ الوقت الذي قال فيه ( أنا أريد أن يقول لي الجمهوريون ماذا يجب أن أفعل).
هناك إشكال في فرنسا وضع هذا الجنوح نحو التشدد ، وهنا يمكن لنا الحديث أنَّ الحكومة الإسرائيلية هي التي حرضت فابيوس، ليس هذا ضروريا ، ولكن المؤكد أنه لو طلبنا رأي الحكومة الإسرائيلية كلما طالت الأزمة هذا يريحها وكلما كثر عدد القتلى فهي لن تكون منزعجة ، ومن الطبيعي أن لا تقول هذا في العلن ، لكن في الجلسات الخاصة هذا هو الرأي عندهم.
كلنا يذكر الحرب العراقية الإيرانية ، كيف كنا نساعد طرفا لإضعاف الطرف الآخروهكذا دواليك حتى تطول الحرب ، وأنا رأيي هو بعد هذه الأشهر من الحرب الموقف الإسرائيلي هو (فليقتلوا بعضهم البعض).
هل الموقف البريطاني يمكن اعتباره موقفا مضادا لأميركا؟
أنا أعرف أصدقاء برلمانيين بريطانيين، أنا لا أعتقد أنها كانت مواقف ضد أميركا، النقاش لم يكن هنا، النقاش كان حول تلاعب أجهزة المخابرات ، والبريطانيون عاشوا هذا التلاعب بشكل سيء للغاية مع عملية انتحار لوزير (في قضية السلاح الكيماوي العراقي) ، خصوصا الفضيحة التي أحاطت بالانتحار ، وهم متأكدون للغاية أن أجهزة المخابرات هي الوحيدة القادرة على انتاج الفيديوهات التي تظهر الهجوم الكيماوي ، وهم صنعوا هذه الافلام في الوقت الذي كان فيه المفتشون في مكان قريب ، كل هذا بالنسبة للبريطاني المطلع ألاعيب مؤكدة لأجهزة المخابرات.
لماذا ليست هذه حال الفرنسيين؟
يمكن لأن نواة صغيرة قد يكون جزء من التلاعب نفذ معهم.. هذا ممكن، إذا كان هذا الطرف من المخابرات الفرنسية شارك بعملية التلاعب هم لن يقبلوا بسرور تغييرا في الرأي العام. انا اعتقد هنا ان أجهزة المخابرات لعبت دورا كبيرا.
أنا سمعت مثالا على ذلك على امواج الإذاعة الرسمية البلجيكية الأسبوع الماضي رجلا فرنسيا يعمل في شركة امن خاصة قال أنا أعمل على تدريب المقاتلين الذين لا يتكلمون العربية في سوريا على القتال، هو يعمل مع من ؟ لم نساله، لكن الواضح انه يعمل لصالح جهاز فرنسي منذ البداية، كان يدفع الأموال من أجل هذا الأمر، ويمكن للبرلمانيين الفرنسين أن يتأكدوا من الموضوع. هذه الشركة الخاصة دفع لها من أجل تدريب كل هؤلاء الشباب المسلم كي يذهبوا للدفاع عن السنة في سوريا، وبعد سنة من التدريب قال هذا الرجل للإذاعة الرسمية البلجيكية ان (هذا العمل قد مني بالفشل لأن هؤلاء الشبان ليسوا جديرين بخوض الحرب، نطلب منهم تأمين طريق لا يستطيعون القيام بتأمينه، وهم يخوفون المدنيين بشكل مرعب إذن يتسببون بأضرار كبيرة للمدنيين، انا سوف اتوقف ، هذا غير مجد وغير منتج).
هذا ما يقودك الى الاعتقاد ان هذه النواة لعبت دورا ما في تصنيع قصة الكيماوي؟
أنا رأيت فيديو ساهم في اطلاق الشعور أنه يجب التحرك ، وهذا الفيديو أخذ عبر مصور لا نراه من على شرفة وليس من طابق ارضي، وبمشاهدة الفيديو نرى انطلاقة الصاروخ ووصول الصاروخ، وقد ركزت الكاميرا قبل اربع او خمس ثواني نحو المكان الذي سوف يطلق منه الصاروخ، إذن من البديهي ان هذا مونتاج ، ومن المؤكد اننا بعد خمس او عشر سنوات سوف نعرف الحقيقة عن هذا التلاعب ، ولكن خلال هذا الوقت صنعت المشاعر، وبدأت عملية الاشعال من فابيوس وفريقه الصغير التي أثرت على كيري، واعتبارا من هذا الوقت بدأت حملة التأثير على اوباما الذي قال في النهاية (انا لن افعل هذا)، انا سمعت رأي اوباما على التلفزة الأمريكية عندما قال سألت زوجتي فرفضت الحرب ، وهذا شيء لا يمكن التفكير به عندنا في أوروبا ، لكن في امريكا هذا يعني الكثير ، يعني ان الرأي العام يرفض الحرب ، وان الرأي العام للسود يرفض الحرب بتاتا.