حوار مع هيثم مناع مسؤول المهجر في هيئة التنسيق السورية المعارضة..
نضال حمادة - باريس
حوار مع هيثم مناع مسؤول المهجر في هيئة التنسيق السورية المعارضة..
في بروكسل حيث عقد مؤتمر ضد التدخل العسكري في سوريا وضد الدكتاتورية حضر الناشط الحقوقي السوري المعارض هيثم مناع ( العودات)، الى جانبه نشطاء سياسيون وحقوقيون من أوروبا والولايات المتحدة ومن العالم العربي على مدار يومين طرح فيه الموضوع السوري وبالتحديد موضوع التدخل العسكري الخارجي الذي كان اوباما يلوح به قبل حصول الاتفاق الروسي الأمريكي حول السلاح الكيماوي السوري. وضمن فعاليات هذا المؤتمر كان لموقع المنار حوار مع مناع حول الأزمة السورية وأفق الحل والصدام فيها.
تحدثتم في هيئة التنسيق عن وقوفكم وراء فكرة المبادرة الروسية بخصوص الكيماوي السوري. هل يمكن ان تشرحوا لنا ذلك؟
بعد ان أصعد السيد اوباما نفسه الى الأعلى وأصبحت الضربة العسكرية على سوريا بحكم المؤكدة سعينا مع الأحزاب اليسارية الفرنسية والأوروبية ومع الناشطين المناهضين للحرب والتدخل العسكري في سوريا الى إيجاد حل يجنب سوريا ويلات التدخل العسكري الخارجي ويجعل التغيير يحصل من المعارضة الداخلية في سوريا وذلك لعدة أسباب هي:
1. أن أي تغيير سوف يحصل بفعل التدخل العسكري الخارجي مهما كان نوعه هو بالضرورة سيغير العلاقة بين السوريين انفسهم
2. سيزيد وتيرة العنف
3. سيمزق اكثر في البنيات التحتية السورية
4. سوف يعطي للولايات المتحدة او هذا هو مسعاه دورا رئيسيا في الأزمة السورية
وكل هذا لا يمكن ان يكون إلا على حساب الحركة الشعبية الديمقراطية المدنية التي تطالب بإقامة دولة مدنية ديمقراطية في سوريا. من هنا قمنا باتصالات مع الدول الأوروبية التي كان لها موقف ايجابي في معارضة التدخل العسكري في سوريا مثل النمسا، بلجيكا، تشيكيا، إسبانيا كذلك تم الاتصال بالخارجية المصرية والخارجية العراقية، بالطبع لم تكن المهمة سهلة بسبب وجود بعض الجهات والأحزاب التي اخذت الخبر من الإعلام كما هو لذلك كان سعينا يتركز على ثلاثة مسائل أساسية: مسألة الكيماوي بحد ذاته، ولا شك ان ما حصل مأساة إنسانية ولا يمكن ان يقبل من أي طرف لديه الحد الأدنى من الأخلاق واحترام القانون الدولي ان يستعمل السلاح الكيماوي، لكن نحن كان لدينا حظ استثنائي بوجود بعثة تحقيق دولية على بعد ثلاثين كلم من المكان، لذلك فلنطالب بذهاب البعثة الى مكان المأساة لكي تتحقق بنفسها ونخرج من المزايدات السياسية لأن هذه البعثة قادرة على تحديد الموضوع بسرعة ولا نبقى ننتظر خمسة أشهر كما فعلت الولايات المتحدة في قضية خان العسل.
ماذا فعلت امريكا في خان العسل؟
الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اخرت عمل بعثة التحقيق التي طلب منها الحضور الى سوريا في شهر آذار الماضي، وأنا كنت في نيويورك حينها وشاهدت بأم عيني كيف ان مندوبي هذه الدول عطلوا عمل البعثة عبر المطالبة ان تكون صلاحياتها محدودة خوفا من اتهام تنظيم القاعدة المسؤول مباشرة عن الكيماوي في خان العسل، وهم كانوا يريدون أن لا يتم استثمار ذلك من النظام السوري باتهام المعارضة المسلحة، ونحن في الاتجاه الديمقراطي الوطني في سوريا نعتقد دائما ان الحقيقة كما يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ضالة المؤمن او كما يقول لينين الحقيقة ثورية وبالتالي لا يمكن ان نخشى من الحقيقة ونطلب ان تكون عادة في القواعد المتبعة للكشف عن الفاعل.
كيف ذهبت البعثة الى الغوطة؟
بالفعل اتصلنا بالطرف الأمريكي والطرف الروسي وطالبنا بذهاب البعثة الى الغوطتين، ولحسن الحظ سمح للجنة التحقيق بزيارة مكان الحادث وصرنا اقرب الى معرفة الحقيقة بعيدا عن التوظيفات السياسية. ونحن شعرنا ان الكيماوي بحد ذاته لم يعد السبب ولكن هناك مشروع متكامل حول الكيماوي يمكن أن يؤدي بالبلاد الى أزمة كبيرة والى تدمير كبير. نحن نعرف ان معلومات الأمريكيين عن الوضع السوري هزيلة جدا بعضها يعتمد على اطراف من المعارضة تذكرنا بالشلبي، ليس لديها لا دقة عسكرية ولا معرفة حتى ان بعضها قدم مواقع عسكرية فيها معتقلون سياسيون، كيف يمكن لضربة ضد هذه المواقع ان تدمر السلاح الكيماوي السوري دون أن تأتي بالكامل على المعتقلين السياسيين، إذا لم نتكلم عن الجندي السوري او المواطن السوري سواء تواجد في عين المكان او في محيطه ، من هنا تقدمنا بمبادرة الى الخارجية الروسية حول هذا الموضوع.
هل يمكن ان تحدد لنا بنود هذه المبادرة؟
المبادرة قائمة على عدة نقاط هي:
أ - ان يتم وضع الكيماوي السوري تحت إشراف وقرار روسيا الاتحادية
ب – أن يتم التصديق على معاهدة حظر نشر واستعمال الأسلحة الكيماوية والجرثومية ليس فقط من قبل سوريا ولكن من قبل كل دول الإقليم بما فيها إسرائيل.
ج - أن تتم الدعوة من الدولتين الراعيتين لمؤتمر جنيف الى عقد جولة مفاوضات خلال أسابيع لأن الحل السياسي هو المنفذ الوحيد للشعب السوري للخلاص من الدمار والمأساة التي يعيشها.
توجه وفد من هيئة التنسيق الى بيروت وناقش المبادرة مع السفير الروسي في لبنان وكنا سعداء ان نسمع ان هناك اتجاها مشابها في الخارجية الروسية مع اختلاف في بعض التفاصيل من أجل نقل الموضوع من المواجهة العسكرية الى الحل السياسي، وهذا لن يكون ضمن قضية واحدة وإنما ضمن حزمة متكاملة بالتأكيد انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا جزء منها.
هل هذا يعني ان هناك غطاء امريكيا روسيا لحل شامل؟
في البداية لم تكن الأمور واضحة لكن اجتماع (لافروف- كيري) في جنيف ومن ثم اجتماعهما بالأخضر الإبراهيم سلط الضوء على ان هناك أزمة امريكية في التعامل مع جنيف على أساس الخلافات داخل الإئتلاف السوري المعارض والصراع الكبير داخله بين مؤيدي ورافض لمؤتمر جنيف، حتى أن بعض المسؤولين الأمريكيين قال نحن نعد أنفسنا لانشقاق في الإئتلاف كون هذا الإئتلاف مهمته التشريعية والسياسية سوف تنتهي بمجرد انعقاد المؤتمر فقط يشكل الوفد ثم يصبح الوفد سيد نفسه وبعدها الحكومة الانتقالية المنبثقة عن مؤتمر جنيف تتسلم مقاليد الأمور بعد انعقاد المؤتمر. نحن نعتقد ان هناك طرف معاد للحل السياسي ويعتبر ان الحل السياسي لن يحقق أهداف الثورة السورية.
من هو هذا الطرف؟
هذا الطرف بشكل واضح هم الإخوان المسلمون والحركات المتطرفة الجديدة من سلفيين واتجاهات اخرى وأيضا إعلان دمشق، وبشكل أساسي حزب الشعب الديمقراطي بقيادة رياض الترك الذي يعتبر نفسه أخذ بيضة ذهبية من المجلس الوطني ومن ثم من الإئتلاف وبالتالي سوف يعود الى حجمه الحقيقي اذا انفرط عقد هاتين الهيئتين وبالتالي هناك خاسرين كثر في هذه الصفقة.
من هم؟
هناك تجار الحرب وتجار البؤس وعلى رأس هذه المنظمات التي تقول لا للحل السلمي أشخاص كان مرتبهم الشخصي 250 دولار كمدرس في مدرسة الآن يقبض في الشهر 25 الف دولار وبالتالي أي حل سياسي سوف يفقده امتيازات هو يتمتع بها الآن ، هناك أيضا أحزاب واطراف سياسية كان دخلها السنوي لا يتجاوز 10 آلاف دولار، بينما حاليا وحسب معلومات الخارجية الأمريكية تلقى المجلس الوطني والإئتلاف 250 مليون دولار فقط من الجانب الأمريكي هذا إذا لم نتحدث عن التمويل السعودي والقطري إذن هناك بئر ذهب سوف يغلق وهناك مصالح مالية سوف تنتهي و رائحة الفساد بدأت تعم والان هناك أكثر من مسؤول في الإئتلاف بدأت تتكشف سرقات لهم وهذا لم يعد سرا، أنا وصلني رسالة من عضو في الإئتلاف يتحدث عن مسؤولة في هذه الإئتلاف تتحدث عن السرقات التي تقوم بها هذه المسؤولة وهذا الأمر أصبح معروفا لأكثر من جهة ولم يعد من الأسرار، مثالا على ذلك مركزين صحيين في الأردن تحت إشراف احد اعضاء الإئتلاف الذي كان يأخذ من الدول الراعية ويضع في جيبه وبأخذ من رجل اعمال ويدفع المبلغ الذي يحصل عليه من الرجل، بمعنى ان هناك امتيازات كبيرة حصل عليها هؤلاء بحكم موقعهم ولا يريدون التخلي عنها .
كيف ترى تعيين رئيس جديد لحكومة الإتئلاف؟
هذه الحكومة ينطبق عليها قول لا تعليق ، لأن سوريا المستقبل لن تقرر لا من قبل موظفين من الدرجة الرابعة في السعودية ولا من قبل موظفين من الدرجة الثالثة في بلدان أخرى.
كيف هي علاقتكم مع الطرف الفرنسي؟
ليس لدينا أي تواصل مع الخارجية الفرنسية ولا مع أي مسؤول فرنسي، لدينا اتصال جيد مع أحزاب اليسار الفرنسي وأيضا مع عدد من النواب الديغوليين ذوي المواقف الناضجة والمتقدمة فيما يتعلق بالملف السوري.