28-11-2024 09:56 AM بتوقيت القدس المحتلة

حملة لقيادة السعودية للسيارة "أسوة بركوب الصحابيات الخيل والابل"

حملة لقيادة السعودية للسيارة

وعلى مدى السنوات الماضية، ألقت السلطات القبض على عدد من السعوديات اللواتي ضبطن وهن يقدن السيارة، وتم استدعاء أقاربهن، والإفراج عنهن بعد تعهدهن بـ ‘عدم تكرار الفعلة’

 هل المجتمع السعودي هو المتخلف ام حكام المملكة؟إحياء لحملة كادت تتلاشى خلال السنوات الماضية ، اطلقت مجموعة من الناشطات السعوديات حملة جديدة للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة بالمملكة التي تفرض حظرا على قيادتها.

وفي بيان تحت عنوان ‘قيادة المرأة للسيارة اختيار وليس إجبارا’ طالب أكثر من ستة آلاف امرأة ورجل، الدولة السعودية بتوفير السبل المناسبة لإجراء اختبارات قيادة للمواطنات الراغبات وإصدار تصاريح ورخص للواتي يتجاوزن هذا الاختبار، وذلك بما أنه لا يوجد مبرر يقتضي أن تمنع الدولة السعودية المواطنات البالغات اللواتي يتقن قيادة السيارة من القيادة، وفق الموقعين.

وشدد البيان على أن إرجاء أمر كهذا لحين اتفاق المجتمع عليه، ينتج عنه زيادة في الفرقة، لأنه يقتضي إجبار الناس على الرضا برأي واحد، و’نحن مجتمع نرضى باختلاف وجهات النظر خاصة في أمر لم يحرمه نص صريح من القرآن أو السنة’.
وذهب الموقعون لمطالبة الدولة في حال رفضت رفع الحظر الحالي عن قيادة النساء، بتقديم المبررات المقنعة للمواطنين، وأضافوا ‘في حال لم ترفع الدولة الحظر عن النساء ولم تقدم مبررات لاستمرار الرفض، نطالبها بأن توفر آلية يتمكن المجتمع من خلالها أن يعبر عما يريده’.

ودعا بيان الى الاعتراف بحق المرأة ‘الشرعي والمدني (…) وكما كانت الصحابيات يركبن الخيل والابل حسب آليات عصرهن، فمن حقنا القيادة حسب آليات عصرنا الحديث،الا ان اردتم لنا العودة الى البغال والخيول’. واضاف ‘لا يوجد نص شرعي واحد او مانع فقهي يحظر علينا ذلك، وان كانت هناك مبررات ممانعة فانما تنطلق من موروثات وعادات’.
وكانت ناشطات سعوديات قد دعين إلى خرق قانون حظر قيادتهن للسيارات في 17 يونيو/حزيران من العام الماضي، وهو الأمر الذي أثار غضب آلاف المحافظين بالبلاد.

واعتقلت الناشطة السعودية منال الشريف إثر قيادة سيارتها في أيار/ مايو 2011، قد أثار قضية حق المرأة في قيادة السيارة بنفسها، وظهرت على إثرها العديد من المبادرات التي تبنت الدعوة أكثر من مرة.

وعلى مدى السنوات الماضية، ألقت السلطات القبض على عدد من السعوديات اللواتي ضبطن وهن يقدن السيارة، وتم استدعاء أقاربهن، والإفراج عنهن بعد تعهدهن بـ ‘عدم تكرار الفعلة’ وتحذيرهن من مواجهة ‘عقوبات قاسية’ إذا قمن بذلك مجددا.
وبالرغم من أنه لا يوجد في السعودية أحكام قانونية مفصلة مكتوبة، إلى جانب أحكام الشريعة، فإن الشرطة والقضاء في البلاد يطبقون منذ أمد هذا الحظر، متذرعين بعادات البلد المحافظة.

وعلى الرغم من عدم وجود قانون محدد يمنع قيادة المرأة للسيارة، قبضت الشرطة على من تحدين هذا الحظر وقدمتهن للمحاكمة بتهم تتضمن زعزعة الاستقرار العام. وقال آل الشيخ – الذي عينه الملك عبدالله العام الماضي في رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‘لا يوجد في الشريعة الإسلامية أي نص يحرم المرأة من قيادة السيارة’.

وقالت الناشطة الحقوقية نسيمة السادة لفرانس برس ‘ساقود السيارة في 26 الشهر المقبل’ مشيرة الى ان نحو عشرين امراة سيفعلن ذلك في المنطقة الشرقية’ من المملكة. واضافت السادة التي تقدمت بدعوى للحصول على رخصة قيادة السيارة ‘هناك رغبة عارمة تبلغ حد الحماسة لدى كثيرات ليتعلمن القيادة او ليعلموها’ مؤكدة وجود تواصل وتعاون بين الناشطات في هذا المجال’.

سمح للمرأة السعودية بقيادة هذه الدراجة.. ايهما أكثر احترما لها ؟من جهتها، قالت الناشطة نجلاء الحريري وهي من اوائل النساء اللواتي قدن السيارة انها تؤيد بقوة الحملة التي تطالب بذلك. واضافت لفرانس برس ‘لكنني لا استطيع القيادة شخصيا بسبب التعهد الذي وقعته عندما اوقفتني الشرطة اثناء قيادتي السيارة’.
والسعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات.

بدورها، قالت الاعلامية المستقلة ميساء العمودي، احدى الناشطات اللواتي اطلقن الحملة الجديدة، ‘من المؤسف اننا ما زلنا ندور حول المطلب ذاته منذ عشرين عاما’. ورغم التقدم الحاصل في نيل حقوقها، ما تزال المرأة السعودية بحاجة الى ولي امر ذكر او محرم لاتمام معاملاتها، بما في ذلك الحصول على جواز سفر والسفر. وقد حاول آل الشيخ تحسين صورة الهيئة خلال فترة العام والنصف الماضية، بالحد من سلطة أعضائها الذين تجاوزوا سلطتهم، وتشجيع تبنيهم سلوكا أقل تشددا في التعامل مع العامة.

وتسعى جماعات حقوق المرأة في المملكة إلى تغيير القوانين المعمول بها في البلاد. ونظرا لمنع النساء من قيادة السيارات، يجب على المرأة السعودية الحصول على موافقة أحد أقاربها من الذكور – المعروفين بالمحارم – لاصطحابها للحصول على عمل، أو فتح حساب في مصرف، أو حتى الذهاب إلى عملية جراحية.