أعلن عضو تكتل التغيير والاصلاح في لبنان النائب زياد أسود أنّ الاجتماع الذي جمع رئيس التكتل العماد ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي هو لقاء كسر جليد أكثر مما هو تفاهم
حسين عاصي
لقاء عون وميقاتي كسر الجليد.. ويجب استكماله مع سليمان
من يستمع للتدخلات الخارجية يساهم بإسقاط مفهوم الدولة
على الأكثرية الجديدة إعادة النظر بتموضعها كي تحقق أهدافها
تعطيل المجلس عبر خلق تفسيرات وتأويلات للدستور غير مبرّر
هل هناك نيّة فعليّة لاسقاط النهج الحريري في الحكم؟
أعلن عضو تكتل التغيير والاصلاح في لبنان النائب زياد أسود أنّ الاجتماع الذي جمع رئيس التكتل العماد ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي هو لقاء كسر جليد أكثر مما هو تفاهم، مشيراً إلى أنّ هذا اللقاء يجب أن يُستكمل في ضوء اتصالات ميقاتي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أعرب النائب أسود عن اعتقاده بأنّ المشكلة التي تحول دون تشكيل الحكومة ليست فقط داخلية، متحدثاً في هذا السياق عن تدخلات خارجية لم تعد خافية على أحد، مشيراً إلى أنّ من يقبل أن يستمع إلى هذه السفارات وهؤلاء المسؤولين هو من يساهم في إسقاط مفهوم الدولة.
وفيما حمّل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مسؤولية مباشرة عن الأزمة الراهنة، معرباً عن اعتقاده بأنّ استمرار تغيّبه عن البلد لا ينمّ فقط عن قلة مسؤولية بل يدلّ على نية لخلق بلبلة في البلد، استغرب محاولات البعض خلق تفسيرات وتأويلات لنصوص الدستور وخصوصاً لدور المجلس النيابي، وذلك على خلفية الجلسة التشريعية التي كانت مقررة والتي لم تنعقد بسبب عدم اكتمال النصاب.
ازدواجية المعايير... وتفسير الدستور!
النائب زياد أسود استهلّ حديثه لموقع المنار بالتعليق على مجريات الجلسة النيابية التي لم تنعقد بسبب عدم اكتمال النصاب بعد أن دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لبحث عدد من مشاريع واقتراحات القوانين، فاستغرب ازدواجية المعايير لدى بعض الأفرقاء. وأسف لخلق تفسيرات وتأويلات لنصوص الدستور وخصوصاً لدور المجلس النيابي، معتبراً أنّه يحصل لأهداف تعطيلية من ناحية سياسية.
واستغرب كيف أنّ الفريق الذي يقبل بجلسة عفو في العام 2005 (في إشارة إلى الجلسة التي أقرّ فيها قانون العفو عن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع) في الظروف نفسها يرفض اليوم عقد جلسة تشريعية دون أن يراعي مصالح الناس والفراغ الحاصل، مشيراً إلى أنّ ذلك ينمّ عن عدم مسؤلية وطنية كبرى.
ولفت أسود إلى أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان واضحاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده في المجلس النيابي، موضحاً أنّ كل القوانين والاقتراحات التي كانت تنتظر إقرارها في الجلسة كانت قد مرّت على اللجان، مشدداً على أنّ هذا التعطيل غير مبرّر بأيّ شكل من الأشكال.
من ناحية أخرى، أشار أسود إلى أنه لا يجد مبرراً في أن يحضر النواب الجلسة لو كان على جدول أعمال بند واحد هو بند التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولا يحضرون إذا كان جدول الأعمال يشمل بنوداً أخرى، معتبراً أنّ هذه الازدواجية تثبت أنّ الهدف تعطيلي بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أنّ الحضور بغضّ النظر عن جدول الأعمال هو إقرار بقانونية ودستورية هذه الجلسة.
هل دخلنا في أكثرية جديدة من حيث النهج؟
ورأى النائب أسود أنّ الانقسام السياسي يؤدي بهذا الشكل لتعطيل إضافي، مشيراً إلى أنّ حكومة تصريف الأعمال معطّلة ومؤسسات الدولة مهدّمة كما أنّ التعطيل بارز أيضاً على مستوى دور الرئيس لجهة الصلاحيات وانعدام القدرة على تقديم أي مبادرة إنقاذية، لافتاً إلى أنّ ما حصل اليوم يشكّل تعطيلاً جديداً يقوده ذات الفريق.
ورداً على سؤال عن عدم قدرة الأكثرية الجديدة على تأمين نصاب الجلسة، لفت أسود إلى وجوب إعادة النظر بالتموضع الجديد، متسائلاً "هل صحيح أننا دخلنا في أكثرية جديدة بالنهج السياسي عندما أسقطنا حكومة سعد الحريري أم أننا لم ندخل؟ وهل هناك نية فعلية لاسقاط النهج الحريري أم أننا لا نزال نسير في النهج نفسه؟". واعتبر أنّ هذا السؤال هو برسم كلّ الكتل وخصوصاً تلك التي أعلنت أنها جزء من الأكثرية الجديدة عندما سمّت رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي.
ورداً على سؤال آخر، أقرّ أسود بوجوب حصول عملية إعادة تقييم للوضع على هذا المستوى لتحديد ما إذا كان التموضع الجديد في محلّه وما هي أهدافه، محذراً من أنّ الانقسام صورة عن سقوط مفهوم الدولة والمؤسسات ويهدف لافشال الأكثرية الجديدة عبر تأليف الحكومة.
وذكّر بأنّ نهج الأكثرية الجديدة يقوم على مبادئ رئيسية منها مواجهة لا عدالة المحكمة والتآمر على المقاومة ومفهوم تهديم مؤسسات الدولة، مشدداً على وجوب إعادة النظر بمدى تماسك أركان الأكثرية الجديدة على صعيد هذه المبادئ حتى تتمكّن من السير بمسارها السياسي "وإلا تكون أكثرية غير مكتملة".
لقاء عون وميقاتي كسر الجليد
وفي الوضع الحكومي، دعا أسود للتريث بعض الشيء قبل الحكم، إيجاباً أم سلباً، على مسار الأمور بعد الاجتماعات التي حصلت على هامش الجلسة النيابية بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال من جهة وبين كل من ميقاتي وعون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان من جهة أخرى.
وفيما أشار إلى أنّ بحثاً جرى في هذين الاجتماعين على مستويات مختلفة، أكد أن شيئاً ما رشح عنهما، لكنه لفت إلى أنه يجب أن يُستكمَل على ضوء اتصالات رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ورداً على سؤال عن قول ميقاتي أنّ الاجتماع مع عون كسر الجليد وأنّ تفاهماً حصل على الخطوات المقبلة، أعرب أسود عن اعتقاده بأنّ الاجتماع كان كسر جليد أكثر مما هو تفاهم، لافتاً إلى أنه تمّ فيه طرح لمسائل متعدّدة كانت شكّلت محور تجاذب سياسي ووُضِعت على طاولة البحث. لكنّه اعتبر أنه يبقى على ميقاتي أن يستكمل البحث مع الرئيس ميشال سليمان حتى يدرك الرأي العام اللبناني من هو الذي يسهّل عملية التأليف ومن هو المعطّل في المقابل.
ورداً على سؤال، أعرب النائب أسود عن اعتقاده بأنّ المشكلة التي تحول دون تشكيل الحكومة ليست فقط داخلية، متحدثاً في هذا السياق عن تدخلات خارجية لم تعد خافية على أحد، خصوصاً في ضوء تحركات السفارات وكلّ المسؤولين الأجانب خلافاً لكل الأصول الدبلوماسية ولمفهوم ومبدأ سيادة الدولة ودستورها. لكنّه أشار إلى أنّ من يقبل أن يستمع إلى هذه السفارات وهؤلاء المسؤولين هو من يساهم في إسقاط مفهوم الدولة.
الحريري يسعى لخلق بلبلة في البلد
ورداً على سؤال عن كيفية مواجهة المرحلة المقبلة والاستحقاقات المنتظرة في ظلّ حكومة تصريف الأعمال، أشار أسود إلى أنّ المواجهة تحصل بإعطاء الأجهزة الأمنية القدرة على التحرك وأن يكون هذا التحرك مغطّى بمعنى أنه لا يمكن لهذه الأجهزة أن تكون مكشوفة.
وشدّد أسود في هذا الاطار على وجوب أن تتحمّل حكومة تصريف الأعمال مسؤولياتها، متحدثاً عن مسؤولية مباشرة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مشيراً إلى أنّ استمرار تغيّبه لا ينمّ فقط عن قلة مسؤولية بل يدلّ على نية لخلق بلبلة في البلد.
وإذ رأى أسود أنّ هناك من يتلاعب بالدولة وسيادتها ومفهومها ووجودها، اعتبر انّ ترك الأمور فالتة وعدم وجود سلطة تمسك بزمام الأمور هو في الواقع أمر مقصود من الحريري لخلق بلبلة على مستوى الدولة. وقال: "لا أتصوّر أنّ هناك في العالم رئيس حكومة تصريف أعمال يغيب عن السمع بهذا الشكل ويترك المؤسسات فالتة كما هو حاصل اليوم في لبنان".
وختم قائلاً: "هذا الأمر ليس صدفة ولا أمراً عفوياً ولا حتى موجة حرد وزعل بسبب إسقاطه وإبعاده عن السلطة. الوضع أكبر من ذلك والحريري مسؤول عنه بشكل مباشر ومقصود".