تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 28-9-2013 الحديث عن الكارثة الانسانية التي اصابة ابناء عكار بعد غرق لبنانيين على متن عبّارة اندونيسية
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 28-9-2013 الحديث عن الكارثة الانسانية التي اصابة ابناء عكار بعد غرق لبنانيين على متن عبّارة اندونيسية، كما تحدثت الصحف عن تطورات الازمة السورية وذلك مع ترقب تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار لمباشرة تفكيك ترسانة سورية من الأسلحة الكيميائية، والتي ستعتبر خطوة أولى لإطلاق عملية سياسية يتوقع أن تبدأ بعقد مؤتمر جنيف - 2 الشهر المقبل.
السفير
«عبّارة الموت»: بحر إندونيسيا يبتلع عشرات اللبنانيين
غسان ريفي
وكتبت صحيفة السفير تقول "مرة جديدة، يخاطر فقراء لبنان بأرواحهم مفضلين ركوب الأمواج على البقاء في بلد يشعرهم بالغربة، ويسلب منهم كل مباهج الحياة.
مرة جديدة، يختار اللبنانيون طوعاً المجهول، هرباً من انقسام سياسي يجر بلادهم الى الهاوية، ومن خطاب طائفي مقيت وشحن مذهبي بغيض ونفق اقتصادي اجتماعي مظلم وأمن مفتوح على أسوأ الاحتمالات.
مرة جديدة، يقع اللبنانيون ضحية مافيات التهريب تأخذهم أحياء يتطلعون الى تحسين ظروف حياتهم، وترميهم جثثاً في قلب المحيطات.
القصة واحدة. من «التيتانيك» الشهيرة التي نال اللبنانيون حصتهم فيها، الى العبّارة الإندونيسية المشؤومة التي شكلت لفقراء من عكار وطرابلس جسر عبور الى القارة الأسترالية، قبل أن يبتلعهم بحر «سيانجور» ويترك وراءهم مآسيَ تدمي القلوب.
قد لا ينسى اللبنانيون مشهد أقرانهم جثثاً تتقاذفها أمواج البحر الإندونيسي، وهم لطالما ألفوا هذا المشهد لأشخاص من البلدان الأكثر فقراً يقذفون أنفسهم في البحر هرباً من المجاعة والحروب والمآسي الاجتماعية.
يطرح مشهد «عبّارة الموت» سلسلة من الأسئلة أبرزها: هل سقط لبنان الى درك تلك الدول حتى يلقي أبناؤه أنفسهم في التهلكة؟ وهل بلغنا حافة اليأس الاجتماعي والكفر بلبنان حتى يفضل الفقراء خوض غمار المجهول على البقاء فيه؟ وهل تدرك الطبقة السياسية الحال التي أوصلت إليها البلاد والعباد؟
قبعيت، مشمش، فنيدق ومجدلا في عكار ومعها طرابلس وربما مدن ومناطق أخرى، كانت، أمس، عنوان مأساة بدت معها كل العناوين السياسية تافهة.
ولعل هذه الكارثة الوطنية لفتت الأنظار الى سلسلة من عمليات تهريب تزايدت قبل نحو سنة مع تدفق النازحين السوريين الى لبنان، حيث وجدت مافيات التهريب في مصيبتهم باباً للربح، فعملت على إغرائهم بالانتقال الى أوستراليا وغيرها من البلدان هرباً من آلة النار والموت والدمار في سوريا، وذلك مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين سبعة الى عشرة آلاف دولار أميركي.
وسرعان ما تطورت هذه «التجارة» بفعل التداخل الاجتماعي اللبناني السوري، لا سيما في طرابلس وعكار، فتم إغراء الكثير من العائلات اللبنانية بالهجرة غير الشرعية هرباً من الواقع الاجتماعي والأمني المتردي.
وتشير مصادر مطلعة الى أن رحلات الهجرة غير الشرعية كانت تتجه الى تيمور الشرقية ومنها الى السواحل الأوسترالية، لكن حكومة تيمور توقفت عن إعطاء التأشيرات للبنانيين بعدما كشفت أن أراضيها تستغلها مافيات التهريب، فتم الانتقال الى إندونيسيا حيث تم تسيير أربع رحلات ضمت المئات من اللبنانيين والسوريين والأردنيين واليمنيين، لكن الرحلة الخامسة أمس لم يكتب لها الوصول الى شاطئ الأمان فابتلعها بحر «سيانجور».
وتقول المصادر نفسها لـ«السفير» إن عائلات لبنانية وسورية حصلت على تأشيرات رسمية الى إندونيسيا، ولدى وصولها الى جاكرتا تسلمها شخص عراقي يدعى «أبو صالح» كان سبق هذه العائلات من لبنان الى هناك، حيث وضعها في مجمع سكني لنحو شهرين ونصف الشهر، وكان يبرر هذا التأخير بأنه ينتظر الفرصة السانحة لتهريب «ضيوفه» من أعين الأمن العام الإندونيسي الذي يفرض طوقاً أمنياً حول كل الثغرات البحرية التي يتم منها التهريب الى جزيرة كريسماس الأوسترالية.
وتتابع المصادر أن العائلات خرجت باتجاه بحر «سيانجور» قبل يومين، وفوجئت بعائلات أخرى من الأردن واليمن، ورفضت بداية الإبحار في مركب بدائي صغير ليحمل نحو 120 شخصاً، لكن «أبو صالح» أبلغهم بأن هذا المركب مؤقت وسيبحر لمدة أربع ساعات فقط ثم سينقلهم الى باخرة حديثة وآمنة.
وعلى هذا الأساس، أبحرت العائلات وانتظرت ساعات طويلة في عرض البحر من دون أن تصل الباخرة الحديثة، ليضل ربان المركب الطريق وتتعطل مضخاته وتجتاحه المياه وتؤدي به شيئاً فشيئاً الى الغرق، ما اضطر الركاب الـ120 الى القفز منه، والسباحة كيلومترات عدة نحو جزيرة قريبة، ومن لم يستطع السباحة فارق الحياة، وأكثرهم من الأطفال والنساء.
وتبين أن الحصيلة اللبنانية استقرت على 17 ضحية من أصل 19 غادروا بلدة قبعيت، وأربعة من خريبة الجندي، وثلاثة من بلدتي فنيدق ومجدلا، وخمسة من باب التبانة وجوارها في طرابلس، أي 29 ضحية، يضاف إليهم عدد كبير من الأشخاص من هذه المناطق وغيرها فقد الاتصال بهم ولم يتمكن ذووهم من معرفة مصيرهم حتى ساعة متأخرة من الليل، فيما أفيد عن إنقاذ 20 لبنانيا.
من جهته، أوعز رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في إندونيسيا جوانا قزي بالتوجه الى المرفأ الذي انطلقت منه الباخرة لمواكبة عمليات الإنقاذ ميدانيا والاهتمام باللبنانيين الناجين، إضافة الى متابعة عملية نقل جثث اللبنانيين الذين قضوا في الحادثة الى بيروت، كما شدد ميقاتي على «ضرورة متابعة موضوع التحقيقات في الحادثة مع السلطات الاندونيسية المختصة».
وأجرى ميقاتي اتصالا بالأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي وطلب منه إجراء الاتصالات الديبلوماسية اللازمة في هذا الشأن، مشددا على «سرعة الاتصال بالسلطات الاندونيسية لكشف ملابسات الموضوع وتحديد مصير اللبنانيين وتأمين سلامة الناجين منهم».
وتابع وزير الخارجية عدنان منصور من نيويورك، حادث غرق المركب فأجرى اتصالا مع المدير العام للمغتربين هيثم جمعة وكلفه بمتابعة الاتصالات لهذه الغاية. كما اتصل منصور بالقائمة بالأعمال قزي واطلع منها على التفاصيل التي توافرت لديها من السلطات الاندونيسية حول الحادث."
النهار
27 لبنانياً غرقوا قبل بلوغ شاطئ الأحلام نار المخطوفين حامية...
ومحرّك الحكومة مطفأ
وكتبت صحيفة النهار تقول "مركب الموت حملهم من عكار ليموت 27 منهم في اندونيسيا عالقين في عرض البحر املا في بلوغ الشواطئ الاوسترالية. هكذا يكتشف اللبنانيون ان التاريخ يتكرر، وان مواطنيهم بعد 101 سنة من كارثة التايتانيك الشهيرة عام 1912، لا يزالون يهاجرون بطرق شرعية او غير شرعية، من دون توافر عوامل الامان، ويقعون ضحية سماسرة، هربا من فقر مدقع، واهمال يطاول المناطق البعيدة من العاصمة منذ ما قبل الاستقلال. ويكفي للدلالة على ذلك احتفال بلدة وادي مشمش قبل ايام بوصول الكهرباء اليها للمرة الاولى.
نحو 50 لبنانيا هربوا من الحرمان، ولم يبلغوا بلد الاحلام، واجهوا قدرهم في بحر اندونيسيا عندما غرقت بهم العبارة التي كانت تنقلهم، وتردد انه كان على متنها ما بين 70 و 120 راكبا، نجا منهم 18 لبنانيا، طلب امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من السفارة اللبنانية في اندونيسيا اتخاذ الاجراءات لـتأمين اعادتهم الى لبنان، كما نقل الجثث ليوارى أصحابها في مسقطهم قبعيت.
وليلا افاد مراسل "النهار" في عكار ان عمر ابرهيم المحمود أجرى اتصالا باحد اقربائه في بلدة خريبة الجندي وابلغه انه كان في عداد ركاب المركب الاندونيسي هو وزوجته عائدة الجندي واولاده فاطمة وابرهيم وورود، وتمكن من النجاة وهو يعالج في احدالمستشفيات الاندونيسية الا ان افراد عائلته قضوا جميعا.
كما افيد ان عمر محمود عباس من بلدة مجدلا في عداد المفقودين الذين كانوا على متن المركب ليصير عدد المفقودين والضحايا المحتملين حتى الآن 27 لبنانيا من منطقة عكار.
سليمان
في الشأن السياسي، استرعى الانتباه كلام بارز لرئيس الجمهورية ميشال سليمان رأى فيه "ان الانسحاب من سوريا يجب ان يكون نتيجة تطبيق اعلان بعبدا"، داعيا "المتورطين في سوريا الى ان يضعوا مصلحة لبنان قبل اي مصلحة اخرى، ومصلحة لبنان تقتضي تحييده والابتعاد عن التدخل في سوريا". وقال: "آمل من الجميع ان يلتزموا هذا الامر وإعلان بعبدا وينسحبوا من سوريا".
وربطت مصادر نيابية كلام الرئيس سليمان "بمعلومات عن قرب تنفيذ "حزب الله" خطوة الانسحاب من سوريا بعدما اقترب الحل السياسي هناك وارجئت الضربة العسكرية، وفي مبادرة حسن نية من ايران حيال المجتمع الدولي".
حكومة
الى ذلك علمت "النهار" ان لقاء سيجمع في الساعات الـ 48 المقبلة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام للتشاور في المستجدات في ضوء نتائج زيارة سليمان لنيويورك واللقاءات المهمة التي عقدها هناك وكذلك لعرض المواقف الداخلية من تأليف الحكومة.
وفي تقويم لمصادر مواكبة لتأليف الحكومة ان ما ادلى به امس كل من نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يمثل طرفي النقيض في المقاربة لموضوع التأليف.
ففي حين اتهم قاسم "جماعة 14 آذار"بأنها "لا تريد حكومة بل مزرعة، وتريد أن تكون مسيطرة على الغالبية في داخل هذه الحكومة"، وقال: "نتمنى أن تأتي الحكومة الوطنية الجامعة ونريدها ونسعى إليها، فإذا لم تشاؤوا ذلك فحكومة تصريف الأعمال موجودة. أما حكومة 8-8-8 فهي مرفوضة ومستحيلة بالنسبة إلينا"، جدد جعجع دعوة الرئيسين سليمان و سلام الى" ممارسة صلاحياتهما الدستورية وفقاً لقناعتهما وضميرهما واستقامتهما لتشكيل حكومة من خارج فريقي 8 و14 آذار من شخصيات معروفة بنظافة كفها وتقنيتها في الوقت الراهن الى أن يحين وقت الحلول الكبرى في المنطقة". وأكّد ان "احتلال الوزارات من خلال الاستقواء بـالبندقية والتي يدّعون أنها للمقاومة، هو أمر مرفوض بل مستحيل..."، مشدداً على أن "أيام 7 أيار لا يُمكن أن تتكرر، وفي لبنان لا أحد يُخيف الآخر اذ أن هذا المنطق بالنسبة إلينا غير مقبول على الإطلاق".
ولاحظت المصادر ان الطريق الى تأليف حكومة جديدة باتت في المدى المنظور مسدودة بكل ما في الكلمة من معنى.
بري - السنيورة
وفي شأن اللقاء الطويل الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة اول من امس، افادت معلومات انه ستكون له تتمة خلال الايام المقبلة لمتابعة مواضيع عرضت في اللقاء الاول وخصوصاً في ما يتعلق بموضوع الحوار. وتقول اوساط المجتمعين ان الحوار يمثل نقطة تلاق في حين ان موضوع الحكومة يبقى معلقا. وتبدي اوساط السنيورة استعدادا لتلبية أي دعوة يوجهها الرئيس سليمان لاطلاق الحوار وهذا ما سيتضح قريبا، في حين ان تأليف الحكومة يبرز اصرارا من "المستقبل" على ان يبقى الامر محصورا بموجب الدستور برئيس الجمهورية والرئيس المكلف خلافا لاقتراح بري ان يطرح الموضوع على طاولة الحوار.
المخطوفون
وفي الشأن الامني، باتت قضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز في عهدة الاستخبارات الالمانية بعد طلب الخاطفين وساطة برلين. وعلمت "النهار" من مواكبين لهذا الملف ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم التقى مسؤولين الماناً مطلع الاسبوع وبحث معهم في مسألة المخطوفين، خصوصا ان لالمانيا خبرات عدة سابقة في عمليات تبادل اسرى.
وتفيد المعلومات ان الجهة الخاطفة، بعد الاحداث الاخيرة في منطقة اعزاز، ارتأت ان تدخل المانيا في مفاوضات الاطلاق لاسباب عدة، منها كسب التعاطف الاوروبي مع "لواء عاصفة الشمال" ومحاولة احراج الجانب السوري لحمله على اطلاق سجناء لديه، ولتخفيف العبء عن الجانب التركي. وفي السياق عينه، ابلغ الوسيط الالماني تطمينات عن المطرانين المخطوفين في سوريا منذ 23 نيسان الماضي، وهو يعمل على اطلاقهما.
ويرجح ان يعجّل في عملية المفاوضات والاطلاق خوفا من وقوع المخطوفين في قبضة "جبهة النصرة" او "دولة الاسلام في العراق والشام"، فتعمد الى قتلهم مما يسيء الى صورة المعارضة السورية ككل ويتسبب لها بخسارة في الرأي العام العالمي.
القرار "الكيميائي" في مجلس الأمن يفتح الطريق للسياسة في سوريا
مع بزوغ فجر هذا اليوم بتوقيت بيروت، يكون مجلس الأمن قد صوّت بالإجماع ليل أمس بتوقيت نيويورك على مشروع قرار ملزم قانوناً مع أنه ليس تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لمباشرة تفكيك ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية، خطوة أولى لإطلاق عملية سياسية يتوقع أن تبدأ بعقد مؤتمر جنيف - 2 الشهر المقبل، في ما يعد انتصاراً هائلاً للديبلوماسية الدولية بعد أسابيع من المفاوضات الشاقّة للتعامل مع الجانب الأسوأ والأخطر من الحرب السورية الطاحنة المستمرة منذ 30 شهراً.
وجاءت الخطوة الأولى من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي حيث أتخذ قرار ينص على أن تقدم سوريا "في موعد أقصاه سبعة أيام بعد اعتماد هذا القرار، لتكملة المعلومات التي قدمت في 19 أيلول 2013، مزيداً من المعلومات عما تملكه... أو تحوزه، أو يقع في اطار ولايتها أو سيطرتها من أسلحة كيميائية"، ثم أن تقدم "في موعد أقصاه 30 يوماً بعد اعتماد هذا القرار، الإعلان الذي تقضي بتقديمه المادة الثالثة من معاهدة" حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها، على أن "تتم ازالة جميع مواد الأسلحة الكيميائية ومعداتها في النصف الأول من سنة 2014". ويقرر أنه "في حال عدم الإمتثال لهذ