أعلن السياسي خلدون الشريف، المقرّب من رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، أنّ موجة التفاؤل على صعيد الحكومة هي موجة جدية، كاشفاً أنّ الحقائب حُسِمت وعدد الوزراء حُسِم ولم يبق إلا موضوع وضع الأسماء
حسين عاصي
حصة عون: 8 حقائب بينها الاتصالات على الارجح ووزارتي دولة
التأخير في تأليف الحكومة كان لمصلحة لبنان وامتص الأزمة
تأليف الحكومة بات مطلباً دولياً ولا ضغوط مباشرة على أحد
حق أرسلان أن يطالب بما يريد.. لكن الحكومة يجب أن تؤلف!
وجود وسطي على رأس الحكومة أدى لامتصاص تأزم الشارع
أعلن السياسي الشمالي خلدون الشريف، المقرّب من رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، أنّ موجة التفاؤل على صعيد الحكومة هي موجة جدية، كاشفاً أنّ الحقائب حُسِمت وعدد الوزراء حُسِم ولم يبق إلا موضوع وضع الأسماء.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أعرب الشريف عن اعتقاده بأنّ الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وفي اتجاه تشكيل حكومة في وقت ليس ببعيد. وفيما رجّح دون أن يؤكد بقاء حقيبة الاتصالات ضمن حصة تكتل التغيير والاصلاح، كشف أنّ التكتل المذكور حصل على ثماني حقائب ووزارتي دولة وفقاً للاتفاق الذي أنجز أخيراً.
وإذ اعتبر الشريف أنّ مطلب تأليف الحكومة بات مطلباً إقليمياً ودولياً، رفض ما يُحكى عن ضغوط مباشرة على رئيس الحكومة المكلّف. ورأى أنّ التأخير في تشكيل الحكومة على مدى الأشهر الأربعة الماضية كان لمصلحة لبنان، إذ مكّنه من امتصاص كلّ الموجات الطائفية والمذهبية التي كانت ترتفع بشكل ملحوظ في المنطقة.
الأمور تسير في الاتجاه الصحيح
الشريف أكد لموقع المنار أنّ موجة التفاؤل المستجدّة هي جدية، وذلك في إشارة إلى موجة التفاؤل التي انطلقت في أعقاب اللقاء الثماني الذي جمع في ساحة النجمة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان.
واستبعد الشريف أن تنهار جهود التأليف فجأة كما كان يحصل في السابق، موضحاً أنّ الحقائب حُسِمت وعدد الوزراء حُسِم ولم يبقَ إلا موضوع وضع الأسماء. وإذ لفت إلى أنّ احتمال حصول عراقيل معيّنة في هذه المرحلة يبقى وارداً طالما أننا في لبنان، أعرب عن اعتقاده بأنّ الأكثر ترجيحاً هو أنّ الأمور تسير بالاتجاه الصحيح وباتجاه تشكيل حكومة في وقت ليس ببعيد.
ورداً على سؤال، أشار إلى أنّ اللقاء الذي حصل في المجلس النيابي كان المخرَج لترجمة التطورات الايجابية التي طرأت خلال الأيام القليلة الماضية. وذكّر بأنّ العماد ميشال عون أعلن الأسبوع الماضي أنّه قدّم كلّ التسهيلات الممكنة وأنّ العقد الداخلية زالت بأكملها، مشيراً إلى أنّ اللقاءات تكثفت بعد ذلك وبدأت تعطي أكلها.
حق أرسلان أن يطالب بما يريد
وفيما أكد الشريف دخول عملية تأليف الحكومة المرحلة الأخيرة، أي مرحلة الأسماء، كشف أنّ تكتل التغيير والاصلاح حصل في نهاية الأمر على ثماني حقائب ووزيري دولة. ورداً على سؤال، أوضح الشريف أنه رجّح في حديث سابق أنّ حقيبتي الاتصالات والطاقة والمياه ستبقيان من حصة التكتل المذكور، مشيراً إلى أنه لا يستطيع أن يؤكد شيئاً على هذا الصعيد "باعتبار أنّ الطبخ لا يزال على قدم وساق".
ورداً على سؤال عن احتمال وجود بعض العقد التي لم تُحلّ بشكل نهائي والتي ترجمها تصريف النائب طلال ارسلان الذي جدّد فيها القول أنه يرفض أن تُسند إليه حقيبة دولة ودعوته المعنيين بالشأن الحكومة لئلا "يحسبوا حسابه" في حال أرادوا تعيينه وزير دولة، اعتبر الشريف أنّ حقّ إرسلان أن يطالب بما يراه مناسباً. ولكنه لفت إلى أنّ الحكومة يجب أن تُشكّل في نهاية المطاف، لافتاً الانتباه إلى أنّ رئيس الحكومة المكلّف لا يستطيع أن يرضي جميع الأفرقاء بشكل كامل. وشدّد على أنّ حق الكتل السياسية أن تطالب بما تعتبره حقوقاً لها "ولكن في المقابل، فإنّ حق رئيس الحكومة المكلّف أن يشكّل الحكومة بالطريقة التي يراها مناسبة".
من يؤلف الحكومة يجب أن يراعي الظروف الدولية
ورداً على سؤال عن وجود عقد خارجية كانت تحول دون تأليف الحكومة وما إذا كان ضوء أخضر إقليمي قد دفع بالأمور إلى هذا المسار الايجابي، اعتبر الشريف أنّ الكلام عن ضغوط خارجية مباشرة على رئيس الحكومة المكلّف هو كلام للاستهلاك السياسي ليس أكثر، موضحاً أنّ أحداً في السياسة لا يستطيع أن يضغط على أحد بشكل مباشر. لكنه لفت في الوقت عينه إلى أنّ من يريد أن يؤلّف حكومة في لبنان يجب أن يراعي الظروف الاقليمية والدولية، خصوصاً أن لبنان ليس منعزلاً عن محيطه وبالتالي فإنّ الحكومة اللبنانية يجب أن يُعترَف بشرعيتها.
وتعليقاً على تمني الرئيس السوري بشار الأسد تشكيل حكومة قريباً في لبنان، وفقاً للبيان الصادر بعد اللقاء الذي جمع الأسد ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، لاحظ الشريف أنّ كلام الأسد، معطوفاً على تصريحات السفراء الذين يزورون رئيس الحكومة المكلف باستمرار ويحثّونه على الاسراع في تشكيل الحكومة، يدلّ على أنّ مطلب تشكيل الحكومة في لبنان بات مطلباً إقليمياً ودولياً وليس داخلياً فقط.
"كل قطعة بقطعتها"...
ورداً على سؤال عن قدرة الحكومة العتيدة على مواجهة المرحلة المقبلة في ضوء الاستحقاقات التي تنتظرها والتي قد يكون أولها البيان الوزاري، دعا الشريف للتريث وانتظار ولادة الحكومة أولاً، قائلاً "فلنتعامل مع كل قطعة بقطعتها دون استباق الأمور". واعتبر أنّ كلّ هذه الاستحقاقات تتطلب نقاشاً ودراسةً، لكنه شدّد على أنّ هذه النقاشات يجب أن تحصل في وقتها.
واعتبر الشريف، رداً على سؤال آخر، أنّ التأخير في تشكيل الحكومة لم يكن سلبياً بالمطلق لا بل كان لمصلحة لبنان خلال الأشهر الأربعة الماضية. وأوضح الشريف أنّ هذا التأخير استطاع أن يمتصّ كلّ الموجات الطائفية والمذهبية التي كانت ترتفع بشكل ملحوظ في المنطقة، كما أنّه أدى لقراءة الظروف السياسية المحيطة بشكل أفضل. ولفت أيضاً إلى أنّ تكليف نجيب ميقاتي دون غيره تشكيل الحكومة منع الصدام في لبنان، موضحاً أنه لو بقي سعد الحريري رئيساً للحكومة أو لو أتى رئيس حكومة معارض مئة بالمئة لكانت الأمور أسوأ.
واعتبر أنّ وجود وسطي في رئاسة الحكومة أدى لامتصاص الحالة المأزومة في الشارع ونقل التأزّم للصالون السياسي، مشدداً على أنّ الحكومة يجب أن تكون عند تشكيلها حاضرة على العمل وفقاً لتطلعات اللبنانيين.