اعتبر الخبير في الشأن الأميركي الدكتور كامل وزنة في حديث لموقع المنار أن الدبلوماسية الفائقة للرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني أزالت التشويه عن وجه إيران وخففت من العدائية اتجاهها وفتحت بابا للحوار .
"العلاقة بين إيران والولايات المتحدة شهدت منعطفا كبيرا، أمس الجمعة، عندما تحدث الرئيس باراك أوباما ونظيره الإيرانى حسن روحاني، في أول حديث بين قادة البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود"،هذا الكلام لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي أشارت إلى المكالمة الهاتفية التي تم ترتيبها على عجل وتحدث فيها أوباما لمدة 15 دقيقة إلى الرئيس روحاني خلال توجهه إلى المطار لمغادرة نيويورك.
نزع فتيل النزاع وتفاؤل حيال احتمال تقارب
وقالت الصحيفة "إن الجانبين اتفقا على تسريع المحادثات الرامية إلى نزع فتيل النزاع بشأن البرنامج النووى الإيراني، وأعربا عن تفاؤل حيال احتمال التقارب الذي من شأنه أن يغيّر وجه الشرق الأوسط".
أوباما بدوره قال للصحفيين فى البيت الأبيض مشيرا إلى البرنامج النووي الإيراني "إن حل هذه القضية يمكن أن يكون بمثابة خطوة كبيرة إلى الأمام فى علاقة جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل"، مضيفا أن الأمر من شأنه أن يساعد أيضا على التمهيد لعلاقة أفضل بين إيران والمجتمع الدولي، فضلا عن آخرين فى المنطقة.
روحاني : متفائلون بشأن ما سنراه من الولايات المتحدة وغيرها خلال أسابيع أو أشهر
وفي حساب الرئيس روحاني على موقع "تويتر" كتب يقول "فى ما يخص المسألة النووية، مع الإرادة السياسية، فإن هناك طريقة لحل هذه المسألة بسرعة"، ووفقا للحساب فإن الرئيس الإيرانى أبلغ أوباما قائلا "نحن متفائلون بشأن ما سنراه من الولايات المتحدة وغيرها من القوى الكبرى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".
د. وزنة : زيارة روحاني هي رسالة مسؤولية وسلام
وللحديث أكثر عن زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني لنيويورك ونتائجها تحدثنا مع الخبير في الشأن الأميركي الدكتور كامل وزنة الذي قال"إن زيارة الرئيس روحاني هي رسالة مسؤولية وسلام بعدما حاولت الإدارة الأميركية والدوائر الغربية و"إسرائيل" تشويه سمعة إيران على المستوى العالمي وقد نجحت شخصية الرئيس الإيراني في أسبوع من الدبلوماسية الفائقة أن تغيّر صورة إيران التي عملت "إسرائيل" وغيرها على تشويهها .
وأضاف د. وزنة من أهم نتائج الزيارة أنها :
- سمحت للجانب الإيراني أن يعيد إطلالته على العالم
- خفضت من الحالة العدائية التي كانت ترسم لمزيد من العقوبات
- بداية لمفاوضات صعبة ومعقدة لأن بعض العقوبات التي وضعت على إيران جزء منها بقرار رئاسي ويمكن نزعها او تخفيضها من قبل الرئيس وبعضها وضع من قبل الكونجرس وهي بحاجة لإجتماعه لكي تلغى .
وتابع وزنة" رئيس لجنة الشؤون الخارجية روبرت مننديز اعتبر في افتتاحية للواشنطن بوست بأن شخصية الرئيس الإيراني قد تغيرت لكن الرسالة بقيت كما هي وحذّر بأن إيران لم تقدم جديدا ولم تغير في سياستها ".
ورأى د. وزنة أن الجانب الإيراني ركّز في الأمم المتحدة على حق إيران في الطاقة النووية السلمية وفرض الإحترام ودور إيران الإقليمي لأن مساحة الخلاف في النهاية ليست على الملف النووي انما هو على وضع "إسرائيل" وموقف إيران منها لان أي تفاوض مع إيران سوف يشمل المنطقة بأكملها .
واعتبر أن"رفع العقوبات عن إيران يستلزم مبادرة من الجانب الأميركي كحسن نية لأن مجرد التهاتف لا يمكن أن يعوّل عليه من دون تقديمات ملموسة".
فليرفع الظلم والغبن عن الشعب الإيراني لكي تتصحح العلاقة
وأضاف "فليرفع الأميركيون الظلم والغبن عن الشعب الإيراني فهناك ظلم منذ اكثر من 3 عقود وعقوبات على أبسط الأشياء المواد الغذائية والأدوية حتى قطع غيار الطائرات والتي ممكن ان تشكل خطورة على سلامة حياة الإنسان".
وأشار د.وزنة إلى أنه لا يمكن التعويل كثيرا على تغيير في الموقف الأميركي وتوقع نتائج ايجابية في فترة قصيرة فأميركا لا زالت حتى اليوم تفرض عقوبات على كوبا منذ عام 1961 وايضا موضوع اللوبي الصهيوني في الكونجرس وهو الذي سيعمل على تقويض وإفشال أي فرصة للتقارب الأميركي الإيراني .
وأضاف "إيران تعمل على مسارين اليوم، أن تكون قوية على المستوى الإقتصادي والتحدي الأمني والعسكري وقوية في التواصل مع العالم الغربي وخاصة مع الأوروبيين خاصة أن المحكمة الاوروبية العليا اعطت أحكام لصالح الشركات الإيرانية وضد العقوبات الأميركية".
إنهاء شيطنة إيران
وأردف وزنة قائلا "الرئيس روحاني نجح في إنهاء شيطنة إيران في العالم وهو يعيد تعريفها من جديد في الغرب ويرفع قضاياها المحقة،وإيران تبقي على ثوابتها في المحافظة على حقها في امتلاك التكنولوجيا والتقدم العلمي وهي تطالب بالتواصل الإقتصادي ورقع العقوبات والتعامل بندّية مع الدول الأخرى".
ولفت د.وزنة إلى أن"العقوبات الأخيرة التي وضعتها الولايات المتحدة على إيران وهي تعنى بالتعاملات المالية وشراء النفط يمكن ان ترفعها بسرعة كما وضعتها بسرعة إن كان هناك من رغبة حقيقة أميركية في فتح صفحة جديدة".
من استخدم الكيميائي والنووي يعيش أسير شكوكه
وحول التخوف والشكوك الأميركية حول امتلاك إيران للسلاح النووي قال د.وزنة "إن الأسلحة النووية وأسحلة الدمار هي محرمة شرعيا بحسب فتوى للإمام السيد علي الخامنئي ولكن من استخدم هذه الأسلحة هو من يتوجس وأميركا هي من استخدمت اسلحة كيميائية من خلال "اورنج ايجينت" Agent Orange في فييتنام واستعملت النووي في اليابان في الحرب العالمية الثانية وحتى هناك معلومات تقول انها استخدمت السلاح الكيميائي في الحرب العالمية الأولى".