لكل شيء ثمنه, والأحداث التي أخذت تتسارع في المنطقة والعالم بدأت تأخذ وجهة معينة, بين تسويات وتنازلات, إضافة لمخاوف لم يسبق لهاأن أصابت جهات مدعومة بقوى دولية ضاربة.
خليل موسى – موقع المنار الالكتروني – دمشق
لكل شيء ثمنه , والأحداث التي أخذت تتسارع في المنطقة والعالم بدأت تأخذ وجهة معينة, بين تسويات وتنازلات, إضافة لمخاوف لم يسبق لها أن أصابت جهات مدعومة بقوى دولية ضاربة, الصواريخ عملت مفعولها, أما الكيماوي فهو مجرد تفاعلات داخل الأبنية المعدة لحفظها, ولكن تأثيره وصل إلى كل النقاط الحساسة عالميا. درع صاروخي من كل الجهات المحيطة بدمشق, دعمه قوة صمود غير مسبوقة تاريخياً.
في خصوص الأحداث المتسارعة في العالم خلال الفترة الحالية , استضاف موقع المنار الالكتروني الدكتور بسام أبو عبد الله مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية الذي أكد أنه لا يوجد ثقة في الولايات المتحدة الامريكية كطرف, مشيرا الى ما قاله الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقاءاته التلفزيونية " نحن قمنا بالمبادرة الكيماوية بناء على مبادرة روسية ، وليس نتيجة للتهديدات الامريكية".
أضاف أبو عبدالله "لا احد يأتي فقط لمنع الضربة او العدوان دون شروط مسبقة, مقابل الملف الكيماوي يجب أن يكون ثمن سياسي, ليس فقط وقف العدوان" العدوان الذي يؤكد أبو عبد الله انه بدأ منذ أكثر من عامين ، وأخذ شكلا آخر ، وهو برأيه الحرب التكفيرية والمجموعات المسلحة التي أعلنت أميركا وحلفاؤها في المنطقة منذ أكثر من عام أنها ستدعمها, فهذه الادوات التي تحدث عنها الدكتور أبو عبد الله ما هي إلا بداية لعدوان شنَّته واشنطن عبر القاعدة ، وتنوي استكماله بضربة التدخل المباشر عسكريا في دمشق.
واستكمل حديثه حول نقطة عودة دعم أميركي لما يسمى الجيش الحر في سورية، وهذا الدعم برأيه هو "استمرار لعملية تحصيل شروط أفضل" فلا يوجد برأيه شيء جديد بالإعلان عن عودة التسليح, الذي لم يتوقف اصلا.
ويقول أبو عبد الله ان "من ضمن الضغوط التي تحاول دول المحور المعادي لسورية هو استخدام الفصل السابع, لكن روسيا قامت بإفشال هذه المحاولة" منوها إلى ان صمود محور المقاومة كان كفيلا بدفع روسية والصين للوقوف إلى جانب سورية التي هي جزء هام في هذا المحور.
أيضا هناك نقاط نوه إليها الدكتور أبوعبد لله منها ان الملف الكيماوي السوري يقابله النووي الإيراني, أيضا هناك ما بات يهدد استقرار اسرائيل برأيه وهو حسبما قال " لا أعتقد أن لافروف أخطا لغويا حين قال عبارة افراغ الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل" لافتا هنا إلى أن النووي الإسرائيلي بات قيد الدراسة ، ولا بد أن الدور آت " كل الملفات اليوم باتت على الطاولة ومن بينها النووي الاسرائيلي".
وعاد ليؤكد ان هناك تحركات أمريكية ما هي الا لكسب مزيد من الوقت "يجب الا نتوقع ان تسلم اميركا كل أوراقها فجأة ، والدور الأميركي بات ضعيفا حيال القوى المقابلة ، وهي تحالف محور المقاومة مع الروس, مسترشدا كلامه من طلب اميركي وآخرين بريطاني وفرنسي للقاء مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني, فما نمّ عنه تعامل الرئيس روحاني مع طلب أوباما ما هو إلا تعاظم القوة في محور المقاومة, كما ان انتقال هذا المحور من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم الإعلامي والسياسي والاستعداد العسكري الكبير سيضع كل من اميركا وحليفتها اسرائيل في موقف اضعف مما هو عليه الآن. فكل الامور التي تتكشف اليوم ليست لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ".
الحالة الإسرائيلية بوضع حرج
العوامل التي شرحها الدكتور ابو عبد الله والتي تكفل قوة محور المقاومة هي منظومات صاروخية لدى سورية وإيران, إضافة لما يملكه حرب الله من ترسانة صاروخية قال الدكتور انها تزيد عن 100 الف صاروخ , كلها تخلق عوامل ردع كبيرة لأي عدوان عليها, فلا داعي برأيه لاستخدام الكيماوي السوري ضد أحد، لأن استخدامه ان دل على شيء فما هو إلا سبب إفلاس، وهذ المحور في أكبر حالات القوة الآن ، ما يجعله يقف في وجه إسرائيل وداعميها بقوة وشراسة.
أما الوضع الداخلي الفلسطيني فيزيد اليوم من ارتباك اسرائيل، فبتقدير ابو عبدالله فان التحركات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية في غزة وغيرها في الداخل الفلسطيني كفيلة بخلق حالات من الارتباك السياسي الاسرائيلي, فهو يعتبر ان الامور اتضحت للجميع ، ما يعزز من قدرة تحرك كل القوى الفلسطينية بما فيها حماس متسائلا " انها بعد أن خرجت من دمشق ماذا وجدت الحركة ممن لجأت إلهم في قطر والسعودية؟" فاعتبر ان ما توصلت اليه الحركة باتباع دولا خاضعة للغرب ما هو الا الفشل.
النظام العالمي الجديد ولد في دمشق وحزب الله ثابت استراتيجي في المنطقة
يقول الدكتور بسام أبو عبد الله في هذا المحور "أنا أعتقد أن دور سورية هو دور قاطرة أساسية لمفهوم ما يمكن ان نسميه العمل العربي المشترك, لما يمكن أن نسميه دورا للقومية العربية, لمفهوم حتى الإسلامية - الإسلام المعتدل، التطرف يحتاج الى محاربته بالفكر ليس فقط بالعمل العسكري او الامني او الاستخباراتي", متطرقا في حديثه إلى خطوات كثيرة كانت تحاول القيادة طرحها والعمل عليها من ضمنها ( ربط البحار الخمسة) وما به من استراتيجية تؤمن الفائدة للعالم كله من ناحية الطاقة والنفط والموضوع الثقافي, لكنه عاد للقول "من عرقل المشروع هو حكومة أردوغان, حيث كانت تطمح لإعادة السلطنة العثمانية الجديدة باعتقاد منها انه يكمنها أن تهيمن على الدول المجاورة".
كما تحدث ابو عبدالله عن تكامل الادوار في شأن التعاون في المنطقة، مشيرا الى دور مهم حاز عليه حزب الله في الإقليم ضمن محور المقاومة قائلا "ما يستطيع أن يقوم به حزب الله قد لا تستطيع أن تقوم به سورية كدولة ، وما تقوم به سورية قد لا تقدر عليه إيران, ومن هنا برأي الدكتور هذا التكامل هو الذي ضمن للمحور المقاوم دوره عالميا بعد أن ضمنه إقليما.
لذا يرى أبو عبدالله أن سورية لها دور في منظومة, ثبتت هذا الدور بدماء الشهداء وليس بالكلام, وعاد للاستشهاد بما قام به حزب الله في حرب تموز 2006 حيث ان ما قدمه حزب الله من شهداء جعل منه ثابتا استراتيجيا في المنطقة وأعطاه قوة اكبر, والدليل لديه اللقاء الاخير الذي جمع بوغدانوف مع سماحة السيد حسن نصر الله, وبالتالي الاف الشهداء السوريين ثمنه أن سوريا اصبحت ثابتا استراتيجيا بمنظومة دولية.
من هنا دور سورية والمحور ككل هام ضمن المنظومة الجديدة ، وبتعبير الدكتور بسام أبو عبدالله "لولا الصمود الاسطوري للجيش العربي السوري البطل لما حصل على حلفاء دوليين اقوياء امثال روسية والصين ومن معهم من الدول الصاعدة التي برزت خلال الفترة الحالية".
أكد مجددا أنَّ ما جعل الولايات المتحدة الأميركية تتراجع عن التهديدات هو وجود محور مؤلف من حزب الله وسورية وايران مدعومين بحلفاء أقوياء , ما جعل الاسرائيلي يفكر عشرين مرة قبل أي خطوة يقوم بها مستقبلا.
حزب الله مطلوب رقم واحد في العملية الأخيرة التي قامت بها اميركا ، والحلفاء وسورية الداعم والحليف الاستراتيجي كان الهدف لتقويض دور المقاومة في المنطقة من اجل انهاء الدور الفاعل, المحور لم يضعف ، زاد قوة في نهاية المطاف بعد صمود تاريخي حرر لمحور المقاومة طرقا هامة لتكون ذات دور فاعل في خلق منظومة عالمية جديدة قلصت من الدور الاميركي, كل هذا له خطوات عدة ستتوالى عبرها الأحداث تباعا ليتمخض عنها الشكل النهائي لعالم جديد ذي قطبين.