ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية اليوم الاثنين 30/9/2013
رصدت الصحف اللبنانية آخر التطورات الامنية والسياسية على المستوى المحلي والاقليمي. وكان هناك متابعة للتطورات التي شهدتها مدينة بعلبك، كما رصدت الصحف اسباب تأجيل زيارة الرئيس سليمان الى المملكة العربية السعودية.
الاخبار
روحاني يفاوض تحت سقف خامنئي لتكريس إنجــازات نجاد
اعتراف بحق إيران في التخصيب تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. معادلة مفتاح أرساها المرشد علي خامنئي لـ«حل سريع» للأزمة النووية. الخبر ليس في المضمون، بل في أنه طرحها علناً في خطاب مفصلي في آذار الماضي، في خلال ولاية محمود أحمدي نجاد، وقبل أن يفكر حسن روحاني، الذي يعمل تحت سقفها، حتى في الترشح لانتخابات الرئاسة
إيلي شلهوب
كم تبدو ساذجة تلك التحليلات التي تربط الانفتاح الإيراني المستجد على الولايات المتحدة بشخص الرئيس حسن روحاني. مقاربة كهذه تعني واحداً من أمرين: إما أن الشيخ الرئيس ساحر من الفضاء الخارجي هبط فجأة في الجمهورية الإسلامية فقلب الأوضاع فيها رأساً على عقب، أو أن إيران جمهورية موز تتقاذفها أهواء رؤسائها. والحقيقة لا في هذا ولا في ذاك.
حتى البناء على فرضية أن هذا ما يريده الشعب الإيراني «المقموع» بعدما نجح في التعبير عن أمانيه في انتخابات الرئاسة الأخيرة بإيصال «الشيخ المعتدل» إلى سدة الرئاسة، فيها الكثير مما يقال. من لوازم طرح كهذا الإقرار بما قد لا يتناسب والخطاب الغربي، من مثل أن الشعب الإيراني هو نفسه الذي اختار الرئيس محمود أحمدي نجاد في انتخابي 2005 و2009، صاحب النهج «المتطرف» والسياسات الصدامية. وفي هذه النقطة بالذات ما يؤكد أن الإيرانيين، أفراداً وتيارات سياسية، وإن كانوا يختلفون على عدد هائل من القضايا المهمة، إلى حدّ التناقض في بعض الأحيان، إلا أنهم يجمعون على البرنامج النووي باعتباره عنوان العنفوان القومي الإيراني.
وكما أن «للكلام تاريخاً وجغرافيا»، على ما تفيد المقولة الإيرانية الشهيرة، كذلك فإن للسياسات سياقاتها الزمانية والمكانية وظروفها الداخلية والإقليمية والدولية. صحيح أنه لا يمكن تجاهل دور الأفراد، سوى في تعزيز الدفع باتجاه توجه ما أو كبحه، لكن أصل التوجه تقرره مصالح وأهداف استراتيجية أكبر بكثير من الأشخاص. ولعل هذا المدخل هو المفتاح الأساس، وليس الوحيد، لما يجري.
الكل يذكر في أي مناخ وصل نجاد إلى الحكم: مجنون يحكم البيت الأبيض اجتاح أفغانستان والعراق ويتهدد سوريا وإيران. «حوار حضارات» أداره محمد خاتمي، كرد على الهجمة الأميركية، وتعليق للبرنامج النووي الذي كان وقتذاك بإدارة حسن روحاني، استمر عامين لم يُكسب إيران سوى المهانة. وقد عبّر المرشد علي خامنئي قبل فترة عن ذلك بكشفه عن حادثة معروفة في كواليس طهران، لكنها لم تخرج يوماً إلى العلن، خلاصتها أن أحد أفراد طاقم خاتمي اتصل ذات يوم بوزير الخارجية البريطاني في ذلك الحين جاك سترو يبلغه عزم إيران تركيب عدد إضافي من أجهزة الطرد المركزي. فطلب الأخير وقتاً قبل أن يتصل ليبلغ السلطات الإيرانية أن الموافقة جاءت على عدد أقل ممّا طلب، مع شرط عدم تشغيلها كلها، وما إلى هذا من تعجرف نزل كالصاعقة على القيادة الإيرانية.
كان لا بد من «مجنون» في طهران يقف في وجه مجنون واشنطن. وكان لا بد من استبدال سياستي الحوار والمهادنة، بسياستي «تكسير الأصنام» و«حافة الهاوية». الأولى لنسف المسلمات الغربية مثل الهولوكوست وغيرها بهدف كيّ الوعي والإيحاء بأن في طهران من هو مستعد لقلب الطاولة رأساً على عقب. والثانية لإنجاز مراحل مطلوبة في البرنامج النووي، أو ما يسميه الغرب «نقطة اللاعودة»، مع إيحاء بأن طهران ماضية في هذا السبيل مهما كانت التكلفة. صراع أدير على جبهات عديدة، من أفغانستان إلى العراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن وغيرها. وليس مصادفة أو ترفاً خروج المرشد بنفسه ذات يوم ليعلن على الملأ، من على منبر صلاة الجمعة، أن «سياسات نجاد أقرب إليّ» من سياسات الآخرين، وكانوا وقتها يضمّون ثعلب السياسة الإيرانية و«صديقه» الشيخ هاشمي رفسنجاني. النتيجة أبلغ إنباءً من الكلام: جاء نجاد إلى الحكم ببضع مئات من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول ومستوى تخصيب شبه منعدم. غادر بـ18 ألف جهاز طرد، بينها 17 ألفاً من الجيل نفسه، 10 آلاف منها في الخدمة. وألف جهاز من الجيل الثاني، مستعدة للدخول في الخدمة. وهي تمتلك اليوم مخزوناً معلناً من اليورانيوم 20 في المئة يلامس 190 كيلوغراماً بحسب السلطات الإيرانية و280 كيلوغراماً بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علماً بأن لديها القدرة على زيادته لكنها خفضت مستوى الانتاج وتعمل على تحويل المنتج إلى وقود نووي في سياق التهدئة التي تعتمدها مع الغرب، فضلاً عن مخزون ضخم (حوالى 9 أطنان) من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 و5 في المئة. وذلك كله في ستة منشآت نووية رئيسة: مفاعلا تخصيب في ناتنز وفوردو في قم، ومفاعل ماء خفيف في بوشهر، ومفاعل ماء ثقيل في أراك، ومفاعل لتنقية اليورانيوم في أصفهان، ومصنع وقود نووي في أردكان.
«المهمة أنجزت»، بحسب التعبير الأميركي الشهير، في ظرف إقليمي ودولي مختلف: أميركا منكفئة على نفسها بفعل أزمة اقتصادية تهدد كيانها، ما دفعها إلى اعتماد سياسة «الحرب الناعمة» في مرحلة أولى، ومن ثم تلزيم الأزمات إلى حلفائها في أوروبا والمنطقة. نصر إيراني في العراق، وتفوّق في اليمن يتهدد السعودية، ويد طولى في لبنان، وسيطرة في أفغانستان تحول دون أي انسحاب أميركي بلا تنازلات. كلها تجمعت احتقاناً في سوريا وعداوة سعودية تركية تغامر بحرب إقليمية. كان لا بد من ليونة ما، عبّر عنها المرشد بمفهوم «المرونة الثورية»، تنفس حال الاحتقان، ولا تمس بالثوابت، تستهدف انتزاع اعتراف دولي بالإنجازات، النووية حصراً، التي تحققت في عهد نجاد. فكان حسن روحاني: انفتاح بدلاً من حافة الهاوية، والدبلوماسية بدلاً من قرع الطبول. تفاصيل عملية الاختيار وآلياته تعتبر تفصيلاً. كذلك الأمر بالنسبة إلى شخص الرئيس. جورج بوش كان «حربجياً» يوم كانت الظروف تتطلب ذلك. وعندما تغيرت المعطيات، في العامين الأخيرين من ولايته الثانية، بات «أوبامانياً»، نسبة إلى أوباما الذي لو وضع في مكان سلفه في 2001 لكان سلك طريقاً مشابهاً. في النهاية منطق الدولة هو الذي يحكم مصالحها واستراتيجياتها. لا شك في أن طبيعة نجاد ساعدت في أدائه مهمته، وشخصية روحاني لا بد أنها محفزة لسياسة الانفتاح. إلا أن الأساس يبقى في المعطيات التي فرضت هذا التوجه، والمؤسسات التي تتحكم فيها، والمرشد الذي يقود المسيرة.
وفي مناسبة الحديث عن «قائد الثورة»، تبدو الأنظار كلها متجهة اليوم إليه لمعرفة رأيه في ما يفعله روحاني. قلة تنبهت إلى أن موقفه حدده علناً، في أكثر من مناسبة، لعل أبرزها كلمة منشورة ألقاها في مناسبة بداية العام الفارسي في 21 آذار 2013، أي في عهد نجاد وقبل أشهر من انتخابات الرئاسة. قال بوضوح: «لو كانوا (الأميركيون) راغبين في إنهاء هذه المفاوضات وحل هذه المشكلة، فإن الحل قريب وسهل جداً. لا تريد إيران في إطار ملفها النووي سوى أن يعترف العالم بحقها في التخصيب، وهذا هو حقها الطبيعي ليعترف ساسة الدولة المخاصمة بأن التخصيب النووي للأغراض السلمية من حق الشعب الايراني، ويمكنه أن يقوم به في بلاده وبنفسه»، قبل أن يضيف أنه «لأجل ألا تكون هناك أشياء تقلقهم، بمقدورهم اتباع المقررات والانظمة القانونية للوكالة النووية. ولم يكن لدينا منذ البداية أي اعتراض على ممارسة هذا الإشراف وتطبيق هذه المقررات...». جملة من بضع كلمات حدد فيها خامنئي السقف المقبول لأي مفاوضات: اعتراف بحق إيران بالتخصيب على أراضيها وبنفسها. أما الضمانات: قبول إيران بشكل الإشراف الذي تقرره الأنظمة القانونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية. جاء ذلك في الخطاب نفسه الذي توعد فيه بأن «الجمهورية الاسلامية سوف تسوِّي تل أبيب وحيفا بالتراب» في حال ارتكبت إسرائيل أي «حماقة».
ليس هذا فحسب، بل إن خامنئي مهّد الأرضية لروحاني للقيام بمهمته تلك، عندما تحدث عمّا سمّاه «المرونة الثورية» أو «المرونة البطولية»، بحسب اختلاف الترجمة. قال إن «المرونة مفيدة وضرورية أحياناً». وساق مثالاً عن المصارعة، الرياضة المفضلة للإيرانيين، ليقول إن «المصارع المهني يتحلى بالمرونة لأسباب تقنية، لكنه لا ينسى من هو خصمه وما هو هدفه». كل ذلك في ظل حال من الاطمئنان عبّر عنها المرشد بردّه الاستشرافي، في خطاب ذكرى النوروز، على الكلمة الأخيرة لأوباما في الأمم المتحدة قبل أيام: «لسنا قلقين من أنكم تريدون أو لا تريدون تغيير النظام الاسلامي، حتى تصرّوا على أنكم لا تريدون تغيير النظام. يوم كنتم تنوون تغيير النظام الاسلامي وتعلنون هذا بصراحة لم تستطيعوا فعل أي شيء، وسوف لن تستطيعوا فعل شيء بعد الآن أيضاً».
ويبقى السؤال: هل تقدمت إيران بإنجازاتها النووية خطوات للتراجع خطوة مقابل الاعتراف؟ بمعنى وصلت إلى معدل تخصيب 20 في المئة للتراجع عنه في مقابل الاعتراف بنسبة 5 في المئة على سبيل المثال؟ أم هي تريد اعترافاً كاملاً بكل إنجازاتها في مقابل تسويات في ملفات أخرى؟ الجواب رهن الأيام والأسابيع المقبلة.
أربعة شهداء في «حفلة جنـون» بعلبكية
حرب شوارع غير مسبوقة شهدتها مدينة بعلبك السبت الماضي، أدت الى سقوط أربعة شهداء وأخذت أبعاداً عشائرية وحزبية ومذهبية. «الإشكال» بدأ فردياً، وتطور ليدخل المدينة في أتون اشتباكات استمرت ساعات، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والصاروخية
رامح حمية
«حفلة جنون» عاشتها مدينة الشمس السبت الماضي. إشكال فردي ما لبث أن تطور إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والصاروخية، على مدى أكثر من ست ساعات. لم يسبق لـ«مدينة العيش المشترك» أن عاشت ساعات عصيبة كتلك.
مسلحون وملثمون ومتاريس، فضلاً عن قناصين اعتلوا أسطح الأبنية، ومحال تجارية تحترق في سوق المدينة التجاري، وسط حال من الشلل التام، حتى بدا أن الفتنة التي طال الحديث عنها أطلّت برأسها من بعلبك.
وسقط نتيجة الاشتباكات أربعة شهداء من أبناء المدينة، هم عماد بلوق وعلي البرزاوي (من حزب الله)، وعلي المصري الذي صودف وجوده في مكان اندلاع شرارة الاشتباكات في سوق بعلبك التجاري، والعسكري في الجيش محمد علي صلح الذي أصيب برصاصة قنص داخل منزله، وتوفي أمس متأثراً بإصابته.
وقد استمرت الاشتباكات حتى السابعة مساءً عندما تدخل الجيش وانتشر عناصره داخل السوق التجاري إثر مساع حثيثة واتصالات سياسية ودينية، أنتجت تهدئة ليلية. وعقد ليلاً اجتماع طارئ في دار الإفتاء في بعلبك ضم مفتي بعلبك ــــ الهرمل الشيخ بكر الرفاعي وفعاليات بعلبكية من رجال دين ومختارين وهيئات المجتمع المدني، جرى التأكيد فيه أن «الحادث فردي»، وأن ما نتج منه من سقوط ضحايا وجرحى يشكل «خسارة كبيرة للمدينة وقعت على الجميع وهي إساءة لتاريخ المدينة». وحث القوى الأمنية على «ممارسة دورها في حفظ الأمن وحماية المواطنين وأملاكهم ومحالّهم التجارية»، ودعا الجميع الى «التعاون لمحاصرة ما حدث وعدم السماح بتمدد الفتنة». ونفى بيان دار الإفتاء «نفياً قاطعاً» كل الأحاديث عن «وجود عناصر لجبهة النصرة في بعلبك».
وغداة الاشتباكات، سيطرت أجواء الحذر والترقب على بعلبك أمس وسط إقفال عام وشوارع خالية بشكل تام، في ظل انتشار للجيش، وإزالة حواجز حزب الله من كافة مداخل المدينة ومخارجها. فيما ساد الوجوم أصحاب المحالّ التجارية داخل السوق الذين حضروا لتفقد محالهم. وشدد أغلبهم على أن ما حصل «كان خلافاً فردياً بين أبو طارق الشياح ونجله، وبين صاحب محل من آل قدورة، سرعان ما تحول إلى إطلاق نار من جهات غير معروفة»، بحسب ما أكّد صاحب أحد المحالّ لـ«الأخبار». واستقدم الجيش أمس تعزيزات مؤللة لفوج المغاوير، وسيّر دوريات داخل المدينة وفي عدد من الأحياء، فيما أعلنت قيادة الجيش توقيف عدد من المشتبه فيهم.
وعقد اجتماع أمس لفعاليات المدينة في مبنى البلدية، حضره رئيس المجلس البلدي وأعضاؤه ومختارون وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية بالإضافة إلى الشيخ محمد جمال الشل ممثلاً مفتي بعلبك ــــ الهرمل، والشيخ مشهور صلح، والشيخ عدنان فرحات ممثلاً قيادة حزب الله. وشدّد الجميع على أن بعلبك «ليست مدينة العيش المشترك، بل هي مدينة العائلة الواحدة، وعلى الجميع فيها أن يتحمل المسؤولية». ورأى رئيس بلدية بعلبك الدكتور حمد حسن، أنّ ما حصل «مرفوض، وهو حدث طارئ على تاريخ المدينة وعاداتها»، وقال إنّ الحادث عبارة عن «طفرة أدت إلى سقوط أبرياء من أبناء المدينة، ولا بد من وضع هذا الحادث خلفنا ومنع حصوله مجدداً». بدوره، رأى الشيخ الشل في مداخلة له أن الخسارة طاولت الجميع في بعلبك، مشدداً على أن «لا وجود في بعلبك إلا لأهل بعلبك وعائلاتها وشبابها، ولا تنظيمات إرهابية»، ودعا إلى «انتشار الجيش والقوى الأمنية عند كافة مداخل المدينة ولا أحد غيرهم حتى لا نقع في ما وقعنا فيه البارحة». وأكّد أن ما ذكر إعلامياً عن «إيعاز دول خليجية إلى الجماعة الإسلامية بالقيام بهذا الأمر، ووجود مخطط لمهاجمة حاجز لحزب الله، هو كلام خطير وغير صحيح».
وهاجم الشيخ صلح وسائل الإعلام التي تبنت خبر وجود «جبهة النصرة» ورفع أعلامها في أحياء من بعلبك، مشدداً على «عدم وجود نصرة أو تكفيريين أو حتى متطرفين في المدينة، سواء عند السنة أو الشيعة أو المسيحيين»، وقال إن «الدم الذي أزهق محاسبون عليه جميعاً، وخصوصاً المشايخ، وما حصل يخدم العدو. فجبهتنا واحدة مكانها مواجهة العدو لتحرير بيت المقدس». وطالب صلح بتحقيق شفاف ومعاقبة المذنب.
وأكّد الشيخ فرحات «رفض الفتنة وحصرها»، لافتاً إلى «خطابات وكلام غير مسؤول لرجال دين في بعض المساجد»، مشدداً على وجود «مناخات تتحضر، وهؤلاء بريء منهم النسيج الاجتماعي في بعلبك». ولفت إلى أن حزب الله «غير مسرور» بالحواجز الأمنية، «على رغم أنها وضعت لحماية أمن الناس، وليست ضد أ