28-11-2024 04:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

وفق "نيويورك تايمز" 5 دول عربية ستصبح 14 ...الهدف والتوقيت؟

وفق

في 28 من ايلول / سبتمبر ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية خريطة ، لخمس بلدان في المنطقة ، قالت انها ستصبح أربعة عشر في التقسيم الجديد للشرق الاوسط.

 

حسين ملاح

في 28 ايلول / سبتمبر، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية خريطة، لخمس بلدان في المنطقة، قالت انها ستصبح أربع عشرة في التقسيم الجديد للشرق الاوسط.

وبحسب الخارطة فإن السعودية وسوريا وليبيا واليمن والعراق هي الدول التي يشملها التقسيم المفترض، وستنشأ دولة “كردستان” في شمال العراق وشمال سوريا، كما تنشأ دولة ”علوي ستان”، وتدمج المناطق "السنية" في العراق وسوريا بدولة واحدة تدعى "سنة ستان"، وفي جنوب العراق تنشأ دولة "شيعة ستان"، فيما تنشأ دولة جديدة غرب جنوب سوريا تسمى "جبل الدروز" .

أما اليمن، فقالت الصحيفة انه البلد العربي الأكثر فقرا ويمكن فصله مرة أخرى إلى قسمين بعد اجراء الاستفتاء في جنوب اليمن لتعود دولة جنوب اليمن من جديد. فيما ليبيا، يمكن تقسيمها الى الأجزاء التاريخية وهي طرابلس وبرقة وربما تنشأ دولة ثالثة في جنوب غرب البلاد.

وكان اللافت إدراج المملكة السعودية على قائمة الدول التي سيتم تقسيمها الى خمس دول، وفقا لاعتبارات قبلية وطائفية، ونتيجة خلافات الجيل الشاب من الامراء، على حد وصف الصحيفة.

وستقسم الى الدول التالية: شمال السعودية، غرب السعودية، جنوب السعودية، شرق السعودية، وفي الوسط العربية السعودية "وهابي ستان".

المخطط القديم الجديد

طبعاً هذا التقسيم ليس جديداً بالنسبة الى المخططات الغربية التي كانت معدة للمنطقة، ومنذ عشرات السنين، وقد كشفت مئات الخرائط والدراسات عن التقسيم الموعود لدول الشرق الاوسط التي ستتحول الى كيانات.

من اوائل الذين تحدثوا وعملوا على تقسيم المنطقة، قادة الكيان الصهيوني، منذ ديفيد بن غوريون وصولا الى شيمون بيريز، فهؤلاء اعتبروا في خمسينيات القرن الماضي ان "الخلافات الطائفية في لبنان مقدمة لتقسيم بلدان المشرق"، وفي هذا الاطار يشير المحلل السياسي والدكتور في الجامعة اللبنانية غسان العزي في حديث لموقع المنار الى ان "احد الصحافيين الاسرائيليين كان نشر في عام 1980 خريطة مفصلة للمنطقة العربية وكيف ستقسم الى كيانات بصورة اوسع بكثير مما ذكر في صحيفة نيويورك تايمز".

العراق.. كان البداية

لا شك ان أهم الاهداف التي عمل عليها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الاميركية، عند غزو العراق عام 2003، بث الفوضى الطائفية داخله بغية انتشارها في الدول المحيطة، لذلك فان الاميركيين عند انسحابهم من العراق، تركوا وراءهم دولة "مقسمة فعليا لا قانونيا" كما يقول العزي، الذي يرى ان النموذج العراقي قابل للتحقق في سورية، التي أُدخلت في اتون حرب اهلية منذ عامين ونيف، كما يلفت العزي الى ان ما يجري في العراق سورية قد ينسحب على ليبيا واليمن والسعودية.
اذا كان العراق وسورية واليمن وليبيا معرضة للتقسيم، كما "بشر" الصهاينة او كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز، كونها تعيش فوضى أمنية او اقتتالا داخليا، فإن اللافت زج السعودية ضمن قائمة هذه الدول.

ووفق الصحيفة الاميركية وبغض النظر عن التوترات في المنطقة الشرقية للسعودية، فإن تقسيم الاخيرة سببه ايضا الصراع بين امراء الجيل الجديد او احفاد مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود...

هل تقسم المنطقة..؟؟

ردا على سؤال حول مغزى قيام الصحيفة الاميركية بنشر خريط لتقسيم البلدان الخمسة في وقت يكثر الحديث عن بوادر حلحلة في الشرق الاوسط، يرجح الدكتور غسان العزي لموقع المنار، ان نشر الخريطة في هذا التوقيت قد يكون مرتبطاً برغبة الغرب ممارسة الضغط لفرض تسوية ما على قادة المنطقة، وتحذيرهم من ان البديل عن هذا الامر هو التقسيم، حيث الارضية محضرة وجاهزة لتحقيقه، وبرأي العزي انه بحال تحقق التقسيم فان بلدان المنطقة ستشهد حروبا ستمتد لعشرات السنين.

من اجل التصدي لهكذا مشروع على شعوب المنطقة ونخبها عدم الانتظار والاستسلام لما يحضره الغرب لهم بل يجب التمسك بالوحدة واعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، والابتعاد عن التحريض المذهبي والطائفي، لأن الجميع سيخسر في معركة لا رابح سوى الجالسون في تل ابيب وواشنطن..