يذكر أنه وفقاً للإحصائيات الرسمية فإن نحو 25 ألف بريطاني يصلون سنوياً إلى الأراضي السعودية لأداء فريضة الحج، لكن العدد سيتقلص هذا العام وقد يُسمح لنصف الأعداد المسموح بها.
تحذر الجهات الرسمية في بريطانيا كل عام وتحديدا قبل بدء موسم الحج الراغبين في أداء مناسك الحج من التعامل مع "سماسرة" الحج الوهميين، الذين يستغلون عدم قدرة بعض الأشخاص دفع تكاليف الحج الباهظة لدى بعض أصحاب حملات الحج ومكاتب السفر.
ورغم ذلك فإن العشرات من المسلمين في بريطانيا يقعون "ضحية" النصب من قبل هؤلاء "السماسرة" الذين ما إن يستلمون نفقات الحج حتى يذوبون في المجهول، وتبدأ رحلة البحث عنهم وتقديم البلاغات. وترى الجهات الرسمية أن على الراغبين في الحج عدم التعامل مع أي "سمسار" مهما كانت المغريات، بالإضافة إلى بعض مكاتب السفر غير المعترف بها.
وكان الدكتور يونس التيناز وهو بريطاني مسلم وخبير في الشؤون الإسلامية حذر مرارا من التعامل مع السماسرة، مشيرا في تصريحات صحافية سابقة إلى أن الحجاج البريطانيين كل عام يتعرضون للاحتيال من قبل "السماسرة"، الذين يستغلون حاجة بعض الحجاج لأسعار مناسبة بعيدا عن طمع بعض حملات الحج الرسمية.
الغريب في الأمر، ما قاله حسام محمود " أحد ضحايا "سمسار" عربي مسلم قبل عامين، عندما أكد أنه وعشرات آخرين راحوا ضحية شخص كان يتواجد في المسجد بشكل يومي ويدعي التقوى والورع، وقد وثقنا به بعدما أكد أنه ينهي إجراءات التأشيرة من السفارة السعودية في لندن، بالإضافة إلى إحضاره صورا عن المبنى الذي قام باستئجاره في مكة المكرمة، لكن في نهاية الأمر خسرنا كل شيء ولم يتسن لنا الحج.
وأضاف حسام أن العملية تكررت، حيث يتواجد هؤلاء السماسرة في المساجد قبل موسم الحج ليروجوا عن برنامج خاص بهم للحج، ثم ما يلبثون يختفون ولا يعودون إلى المساجد بعد انقضاء مهمتهم. وأوضح حسام الراغبين في الحج هم من يوقعون أنفسهم بشراك تلك الفئة التي تستغل مشاعر المسلمين وتتاجر بالدين.
وزارة الخارجية البريطانية بدورها بدأت منذ سنوات، بتخصيص "بعثة حج" رسمية تحت إشرافها لمرافقة الحجاج للأراضي المقدسة، وتلك البعثة تنسق مع السلطات السعودية لتسهيل أداء فريضة الحج للحاج البريطاني، وتقوم بإرشاد الحجاج كي لا يقع فريسة جشع السماسرة.
25 ألف بريطاني يحجون سنوياً :
يذكر أنه وفقاً للإحصائيات الرسمية فإن نحو 25 ألف بريطاني يصلون سنوياً إلى الأراضي السعودية لأداء فريضة الحج، لكن العدد سيتقلص هذا العام وقد يُسمح لنصف الأعداد المسموح بها. ويأتي قرار الحكومة السعودية تخفيض عدد الحجيج من خارج المملكة ومن داخلها في ذات الوقت، بسبب أعمال التوسعة في الحرم المكي لكي يستوعب في قادم السنوات أعدادا أكبر.وهو ما رفع أسعار بعض الحملات لتغطية نقص الأعداد، ووصلت إلى أسعار لا يمكن للشخص البسيط دفعها.
ويقول خليل صالحة إن التكلفة السابقة للشخص الواحد لا تتجاوز الـ2500 جنيه أسترليني أما اليوم فوصلت إلى 4 آلاف جنيه أسترليني، لأداء فريضة الحج العادية، أما فئة "الخمس نجوم" فقد ارتفعت مرتين.
وأكد صالحة أن التخوف الحقيقي ليس من رفع الأسعار بقدر ما هو الوقوع ضحية في يد السماسرة والنصابين، مشددا على أن الاحتيال لا يقف عند حدود سرقة المال بل هنالك مكاتب وحملات للحج، تغري الحاج بصور فنادق جميلة وغرف نوم وأجنحة "فايف ستار" ووسائل نقل فارهة، بيد أنه ما أن يصل مكة حتى يتفاجأ بواقع مغاير، وسكن سيء وبعيد جدا عن الحرم وباصات من القرن الماضي، بحجة أن الفندق الأول ألغى الحجوزات دون أن يعلمنا وأنه تم النصب على أصحاب المكاتب، ويصورون للحجاج أنهم ضحية الاحتيال، بينما الحقيقة أننا الضحايا لعدم وجود جهات رقابية تحاسب تلك المكاتب ما بعد الحج، وغالبا ما تذهب الشكاوى أدراج الرياح.
وكان عدد من الذين يرغبون في أداء مناسك الحج طالبوا باتخاذ الجهات المختصة تدابير احترازية صارمة تجاه المتلاعبين بالأسعار، مشددين على أنه لا بد من وجود رقابة على أسعار حملات الحج.