28-11-2024 06:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

مراد لموقع المنار: سنتحول لمعارضة لحلفائنا إذا وافقوا على هرطقة تجاهل البقاع

مراد لموقع المنار: سنتحول لمعارضة لحلفائنا إذا وافقوا على هرطقة تجاهل البقاع

تمنى رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن تفضي الأجواء التفاؤلية المستجدة على صعيد مشاورات تأليف الحكومة إلى تشكيل حكومة مرضية خصوصاً أنّ مرحلة التأليف لم تكن كذلك.

حسين عاصي

لا يجوز تهميش البقاع وتمثيل طرابلس بأربعة وزراء سنّة هرطقة
على المفتي قباني أن يطالب بالتغيير في المؤسسة الدينية أولاً
اتفاق الطائف ليس كتابا مقدساً وتجربة تطبيقه لم تكن ناجحة
جنبلاط ما زال عند ثوابته.. ومن يراهن على "تكويعة" واهم
سوريا ستتغلب على أزمتها وستخرج منها بسلام إن شاء الله

تمنى رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن تفضي الأجواء التفاؤلية المستجدة على صعيد مشاورات تأليف الحكومة إلى تشكيل حكومة مرضية خصوصاً أنّ مرحلة التأليف لم تكن كذلك.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أشار مراد إلى أنّ رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي غامض بموقفه من المعارضة السنّيّة، معلناً رفضه لفرضية الاتيان بأربعة وزراء سنّة من طرابلس باعتبار ذلك هرطقة، مشدداً على عدم جواز حرمان منطقة البقاع من حقها بأن تكون ممثلة على طاولة مجلس الوزراء، ملوّحاً بإمكان التحوّل لـ"معارضة للحلفاء" إذا قبلوا تهميش البقاع في الحكومة العتيدة.
وفيما دعا مراد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني للمطالبة بالتغيير في المؤسسة الدينية أولاً، وذلك تعليقاً على قوله أنّ الأوان قد آن للشعب ليطالب بالتغيير، أكد أنّ اتفاق الطائف ليس كتاباً مقدّساً وأنّ تجربة تطبيقه على مدى السنوات العشرين الماضية لم تكن ناجحة.
وإذ قرأ في زيارة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تأكيداً من الأخير أنه ما زال عند ثوابته القومية وأنّ من يراهن على انعطافة جديدة واهم، أعرب عن اعتقاده بأنّ النظام السوري لا يزال قوياً وسيكون قادراً على مواجهة الأزمة والتغلب عليها.

مرحلة تأليف الحكومة لم تكن مُرضية
مراد علق على موجة التفاؤل المستجدّة على صعيد تأليف الحكومة، فلفت إلى أنها ليست المرّة الأولى التي تظهر فيها أجواء تفاؤلية حول تشكيل الحكومة، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الأجواء جدية وأن تفضي إلى تأليف حكومة. لكنه تمنى أن تكون الحكومة التي ستأتي مرضية بالمعنى الحقيقي للكلمة، موضحاً أنّ مرحلة تأليف الحكومة وما أحاط بها من ملابسات لم يكن مرضياً.
ورأى مراد أنه إذا كانت الأسباب التي حالت دون تأليف الحكومة قبل هذا التاريخ داخلية، فإنّ هذه الأسباب ذلّلت. أما إذا كانت خارجية ومرتبطة بالسفيرة الأميركية مورا كونيللي وهو ما كان يظهر من تصريحات الأخيرة، فتساءل مراد عما إذا كان الفيتو الأميركي الذي كان يحول دون تأليف الحكومة قد انتهى مفعوله أو أنّ الضوء الأخضر الأميركي قد أتى.
ورداً على سؤال عمّا تغيّر فجأة حتى تطفو على السطح الأجواء التفاؤلية، لفت مراد إلى أنّ لقاء رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون شكّل الأساس وهذا ليس بخاف على أحد، خصوصاً أنّ العقد الداخلية كانت تتركّز بين الرجلين. ولفت مراد إلى أنّ الأجواء الايجابية كان يجب أن تُستكمَل بلقاء رئيس الحكومة المكلّف مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، معرباً عن اعتقاده بأنّ الدخان الأبيض لم يتصاعد بعد على هذا الصعيد.

ميقاتي غامض.. ولن نرضى بالهرطقة
ورداً على سؤال عن عقدة المعارضة السنّيّة وما إذا حُلّت هي الأخرى، اعتبر مراد أنّ رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي غامض بموقفه على هذا الصعيد.
ورفض مراد ما يُحكى عن نية رئيس الحكومة المكلّف تسمية شخصين من طرابلس لحلّ هذه العقدة، في إشارة إلى التقارير الصحافية التي تحدّثت عن احتمال تسمية ميقاتي لكلّ من مرشح المعارضة السنّيّة فيصل عمر كرامي ولحليفه النائب أحمد كرامي في الوقت عينه. واعتبر مراد هذا الكلام، في حال كان صحيح، "هرطقة" إذ أنه سيؤدي إلى وجود أربعة وزراء سنّة من طرابلس في الحكومة، كون الوزير محمّد الصفدي هو أيضاً من ثوابت الحكومة.
وقال مراد: "نحن طبعاً مع أن يمثل فيصل عمر كرامي في الحكومة ولكننا لن نرضى بأن لا تمثل منطقة البقاع". وشدّد مراد على عدم جواز أن تُحرم البقاع من حقها بمقعد وزاري في الحكومة، قائلاً: "يجب أن تمثل منطقة البقاع وإلا سنعتبر أنفسنا معارضة لهذه الحكومة بل معارضة لحلفائنا الذين يقبلون ان لا تمثل معهم المعارضة".
ورداً على سؤال، أوضح مراد أنّ الأكثرية الجديدة تضمّ العديد من القوى الوطنية التي يجب أن تشعر أنّ لها ثقلها ووزنها، وبالتالي مكانها في الحكومة. ولفت إلى أنّ الصفّ الوطني الذي ليس موجوداً في حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي له موقعه أيضاً في الأكثرية الجديدة، وهو الذي قدّم كلّ التضحيات والتسهيلات.
وعمّا إذا كان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان يشاركه في هذه الصرخة في ضوء حديثه الصحافي الأخير الذي أعلن فيه أنه لن يرضى بوزارة دولة، أشار مراد إلى وجود معلومات لديه عن حلّ هذه العقدة، متحدثاً في هذا السياق عن اتفاق تمّ التوصل إليه ويقضي بإسناد حقيبة لارسلان.

المؤسسة الدينية هي الأولى بالتغيير!
وعلق مراد على الموقف الأخير لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والذي اعتبر فيه أنّ لبنان في العناية الفائقة ودعا الشعبللمطالبة بالتغيير، فناشد المفتي قباني أن يطالب بالتغيير في المؤسسة الدينية. وأوضح أنّ المؤسسة الدينية هي الأولى بالتغيير، خصوصاً في ضوء القضايا العديدة التي زجّ فيها باسم دار الفتوى مؤخراً.
وحول قول المفتي قباني أنّ اتفاق الطائف هو الأساس وأنّ المشكلة تكمن في النفوس لا في الطائف ولا في المعارضة ولا في الموالاة، لفت مراد إلى أنّ اتفاق الطائف ليس كتاباً مقدّساً، مشيراً إلى أنّ التجربة التي دامت لعشرين سنة لم تكن ناجحة. وقال: "صحيح أنّ اتفاق الطائف لم يطبّق كلّه ولكن ظهرت بعض الثغرات وبالتالي يجب مناقشة الموضوع ولكن في ظروف صحية وغير مكهربة".
ورداً على سؤال عما إذا كان يعني بذلك أنّ الظروف الحالية ليست مناسبة لتعديل الاتفاق المذكور، أشار مراد إلى أنّ الأمر مرتبط بتطور الظروف فإذا شكّلت الحكومة وكانت هناك رعاية عربية ولا سيما سوريا وإذا عادت سوريا لتساعد اللبنانيين، عندها قد تكون الظروف أكثر من مؤاتية لنقاش من هذا النوع.

المراهنات ستبوء بالفشل وسوريا ستنتصر
وبالانتقال إلى الوضع السوري، أكّد مراد أنّ الضغوطات الغربية على سوريا ليست مفاجئة بل كانت متوقعة خصوصاً أنّ سوريا عنيدة لا بل هي النظام العربي الوحيد العنيد الذي يواجه المشروع الأميركي الصهيوني والذي صمد رغم كلّ شيء واستمرّ بتقديم كلّ الدعم للمقاومة في المنطقة. واعتبر أنّ كلّ ذلك جعل من الطبيعي أن يواجه هذا النظام هجوماً كبيراً من الولايات المتحدة الأميركية المسيطَر عليها من اللوبي الصهيوني.
وأعرب مراد عن اعتقاده بأنّ النظام ما زال قوياً وسيواجه الأزمة الداخلية بثبات وسيخرج منها بسلام إن شاء الله. وأكد أنه واثق بقدرة النظام على التغلّب على الأزمة رغم كلّ ما يحيط بها من ظروف ورغم كلّ التدخلات الخارجية التي لم تعد بخافية على أحد، دون أن ننسى دور الاعلام الخارجي ولا سيما العربي على هذا الصعيد.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت التدخلات الخارجية تشمل بعض الافرقاء اللبنانيين ولا سيما حزب المستقبل في ضوء البيان الأخير الصادر عن النائب محمد كبارة والذي أعلن فيه صراحة أنه ليس على الحياد، مخالفاً بذلك شعارات فريقه السياسي، لفت مراد إلى أنّ هذا البيان ليس سوى واحداً من عشرات الأمثلة التي تثبت تورط هذا الحزب في المراهنات على سقوط النظام وتثبت أنهم متعطشون لهذه النهاية. وإذ تمنى أن تبوء كلّ هذه المراهنات بالفشل، أكد أنّ الوقائع على الأرض تثبت على ذلك خصوصاً لجهة ضبط عمليات تهريب سلاح على الحدود.

هذا هو وليد جنبلاط...
وتعليقاً على زيارة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط إلى سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد، وضعها مراد في خانة جولة جنبلاط التي قادته في مرحلة سابقة إلى قطر حيث عاد بأجواء سيئة على الأرجح. ورأى مراد أنّ جنبلاط أكد من خلال زيارته لسوريا على أمرين اثنين فهو أكد أولاً أنّ سوريا قادرة على تجاوز القطوع وأنه ما زال عند ثوابته القومية وداخلياً أكّد أنه باق بمواقفه وكلّ من يراهن على انعطافة جديدة واهم، وبالتالي أنه سيستمرّ بهذا الموقف، "وفي النهاية هذا وليد جنبلاط".
وعن أحداث الجولان السوري المحتل في ذكرى النكبة والنكسة، رفض مراد التحليل القائل بأنّها محاولة لصرف النظر عن الأوضاع في سوريا، معتبراً أنها مؤشر لتحريك الوضع في المنطقة خصوصاً أنّ أميركا تحضّر مشروعاً للدولة الفلسطينية من وجهة نظرها يقضي بالاعلان عن دولة هزيلة مع تجاهل تام لموضوع اللاجئين والقدس والمستوطنات وهو ما لن يرضي الشارع الفلسطيني ولن يرضي الفلسطينيين بطبيعة الحال.
ورأى مراد في هذه الأحداث تعبيراً عن إرادة الفلسطينيين مقيمين ولاجئين، إذ أكّدوا أنهم مصرّون على عودتهم لأرضهم وأنّهم لن يرضوا بالتوطين والتغاضي عن مشكلتهم وتجاهل حقّ العودة والمستوطنات.
وعمّا إذا كانت بداية انتفاضة عربية جديدة، قال مراد: "إن شاء الله تكون كذلك. لا أعرف متى تستوي الأمور ولكنّ التغيير آت".