ايران هي اول نظام سياسي حديث قائم على الفكر الامامي والالتزام بقواعد هذا الفكر وان دراسة متأنية للدستور الايراني تظهر اسلاميته فهو يتسم بالامانة للفلسفة السياسية المستندة على القران والسنة
نظمت جمعية الامام الصادق لإحياء التراث العلمائي ندوة حول نموذج علاقة الدين والدولة وذلك في مركزها في بلدة أنصار الجنوبية وشارك فيها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، وسفير الجمهورية الاسلامية في ايران الدكتور غضنفر ركن ابادي، وحضرها رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي في الجنوب فضل الله قانصو، الاسير المحرر الحاج ابو علي الديراني ، وشخصيات وفاعليات ورؤوساء بلديات ومخاتير ومهتمين.
وألقى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي كلمة الجهة المنظمة فرأى ان كل ما وصلنا اليه من عز ووجود هو ببركة تلك المواقف لعلمائنا وفي مقدمتهم الامام الخميني في ايران وام ما يجري في المنطقة رغم الالام من العدوان الغير مبرر على امتنا هو لمصلحة محور المقاومة والممانعة الذي يعمل على مواجهة الشمروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة ، والذي ما كان ليتحقق لولا ما اصاب الاميركي من وهن اقتصادي واخفاقات في افغانستان والعراق وتموز 2006 والحرب على سوريا، وما كانت هذه الاخقاقات لتستثمر انتصارات لولا الارادة الحكمية والمواقف الشجاعة لقائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومعهما كل الفعاليات الدينية والسياسية والاجتماعية المخلصة.
وكانت مداخلة للسفير ابادي لفت فيها الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران هي اول نظام سياسي حديث قائم على الفكر الامامي والالتزام بقواعد هذا الفكر وان دراسة متأنية للدستور الايراني تظهر اسلاميته فهو يتسم بالامانة للفلسفة السياسية المستندة على القران والسنة واعتمد على النخبة المسلمة في قيادة الدولة وابقى على نظام الخلافة ولكن بأسلوب جديد تدخلت فيه صناديق الاقتراع ، ولقد كان اصرار الدستور على فصل السلطات حتى في اطار الولي الفقيه حالة اجتهادية متميزة ليجعل من هذا الولي القائد انسانا يتولى التنسيق بين السلطات وتحقيق الانسجام بينها لتحقق فعالية اكبر في مجال خدمة المجتمع وبذلك حقق وبحزم حتمية استمرار اسلامية النظام عبر مؤسسات حديثة مثل مجلس صيانة الدستور ، ومجمع تشخيص النظام وهي مؤسسات مبتكرة لم يسبق اليها نظام في العالم .
وقال: لقد منح النظام الاسلامي ايران مزيدا من قوة الدولة التي جسدت الاسلام دستورا في كافة مرافق حياة الشعب الايراني ومؤسساته الدستورية في منطقة تخضع للاستكبار العالمي وهيمنته وبهذه القوة امكنه التصدي لكل الهجمات والحصار وتحقيق الوحدة الوطنية والازدهار الاقتصادي لدولة تتعايش فيها شعوب يختلف بعضها عن الاخر باللغة والقومية ويجمع بينها شي واحد هو الاسلام والمساواة بين كل تلك الجماعات المتنوعة.
وكانت مداخلة للنائب علي فياض رأى فيها انه في ضوء التحولات التي يعيشها العلم العربي وتحول الاصلاح الديمقراطي الى محرك اساسي فب الحراك العربي ، يبدو النموذج الايراني في علاقة الدين والدولة او في علاقة الدين بالامر السياسي كنموذج فارق ومتمايز وراسخ ، ففي حين تتهاوى التجارب الاسلامية في مصر وليبيا وتتأرجح في تونس ، تتمكن التجربية الايرانية بوصفها التجرية الوحيدة في العلم الاسلامي التي استندت في انتاج النظام السياسي الى الدين والى المزاوجة بين الدين والارتكاز الى المشروعيتين الدينية والشعبية وحققت نجاحا من حيث الاستمرار واستقرار النموذج السياسي وفاعليته.
وتابع النائب فياض : وفي حين يشكل النموذج التركي في علاقة الدين والدولة نموذج لعلاقة سياسية فوقية لا تكمن في صلب بنية النظام السياسي فان النموذج الايراني يبدو مختلفا بصورة جذرية حيث العلاقة بنيوية متفاعلة وتكمن في صميم البنى الدستورية والسياسية .