تكثٌر التوقعات حول معركة طاحنة ، قد تشهدها منطقة الجنوب السوري ، بين وحدات الجيش والجماعات المسلحة ، وسط تقارير إعلامية غربية ، تشير الى سعي خليجي وغربي حثيث لاحداث اختراق
حسين ملاح
تكثٌر التوقعات حول معركة طاحنة ، قد تشهدها منطقة الجنوب السوري بين وحدات الجيش والجماعات المسلحة ، وسط تقارير إعلامية غربية تشير الى سعي خليجي وغربي حثيث لاحداث اختراق في جدار التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على الارض ، قبيل أية تسوية سياسية للأزمة السورية.
تؤكد معلومات غريبة ، أنَّ سلمان بن سلطان شقيق رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان ، يتولى مهمة الاشراف على عمليات التدريب وتمويل الجماعات المسلحة ، التي تحارب الجيش السوري . كما تؤكد مصادر في المعارضة السورية (وكالة رويترز) ان سلمان يقود غرفة عمليات في العاصمة الاردنية عمان ، لتوجيه كبار قادة المسلحين ، بمشاركة اجهزة الاستخبارات الغربية والاردنية.
أما الهدف ، فهو دعم المسلحين لمهاجمة مواقع الجيش السوري في منطقة الجنوب (درعا) ، واحراز تقدم باتجاه العاصمة ، للتعويض على الاخفاقات التي مُنيت بها الجماعات المسلحة موخراً.
درعا ...بطاقة تعريفية
تمتد محافظة درعا في المنطقة الجنوبية، وهي عبارة عن سهل لذلك تُسمى سهل حوران ، وهو من السهول المهمة في سوريا ، ويُغطي حاجة البلاد تقريباً ، بالقمح والخضروات، وهو يحتل المركز الأول في إنتاج البندورة والخضراوات بشكل عام.
محافظة درعا تضم:
1. منطقة درعا
2. منطقة ازرع
3. منطقة الصنمين
وتحتوي المحافظة على الكثير من المدن الرئيسية أهمها مدينة درعا ، وهي عاصمة المحافظة ومدن أخرى منها:
نوى وهي ثاني أكبر مدن المحافظة بعد مدينة درعا، جاسم، نمر، إنخل، كفر شمس, الصنمين، إزرع ، الشيخ مسكين، الحراك ، داعل، أبطع ، الطيبة ، الغارية الغربية، طفس، خربة غزالة ، دير البخت ، دير العدس ، الغارية الشرقية ، صيدا، بصرى الشام ، وغيرها.
محافظة درعا :
المساحة : 3730 كم2
عدد السكان : 916 ألف نسمة (2008 )
لماذا درعا
داعمو المجموعات المسلحة في سورية وطوال الازمة ، وضعوا سلسلة أهداف لاسقاط النظام في دمشق عسكرياً، وتوقع كثيرون سقوطاً مدوياً للحكومة السورية بعد معارك حمص (2012) ، ولكن بعد احباط الجيش السوري المخطط المعد من حي باب عمرو ، راهن المسلحون والاطراف الخارجية على حلب عاصمة البلاد الاقتصادية ، وعند فشلهم تم اللجوء الى محافظة ريف دمشق حيث تم حشد الاف المسلحين لتطويق العاصمة واسقاطها عسكرياً.
الا ان مسارعة الجيش السوري الى شن عملية "درع دمشق" أبعدت الى حد كبير المخطط ، بعد سلسلة انجازات نوعية للوحدات العسكرية في الغوطتين الشرقية والغربية ، منها إحكام السيطرة على مواقع استراتيجية للمسلحين كالعتيبة – عدرا – شبعا – دير سلمان.. وغيرها ، ما صعب مهمة الجماعات المسلحة في دخول العاصمة.
صعوبات دفعت باللاعبين في الخارج والداخل الى البحث عن بدائل لتحقيق اختراق في سلسلة النجاحات التي حققها الجيش السوري طيلة الاشهر الماضية ، فكان اختيار محافظة درعا ، علها تحقق الهدف المُرتجى للمسلحين والاطراف الخارجية الداعمة لها ، وقد كشفت العديد من الصحف الغربية وحتى الخليجية عن عمليات عسكرية يجري الاعداد لها للاطباق على العاصمة من درعا لعدة أسباب:
اولاً : قربها من دمشق (تبعد درعا المدينة حوالي 100 كلم عن العاصمة)
ثانياً: تقع بمحاذاة الاردن
ثالثاً: تقع بمحاذاة فلسطين المحتلة
رابعاً: صعوبة منع تسلل المسلحين وسهولة تهريب الاسلحة الى الداخل السوري ، نظراً للحدود الشاسعة
خامساً: تواجد المجموعات المسلحة في بعض المواقع الحدودية مع الاردن ، ومنها الجمارك القديم
سادساً: سهولة تأمين الدعم اللوجستي للمسلحين عبر الاردن والكيان الصهيوني
معطيات جعلت القوى الغربية وبعض دول الخليج تكثف عمليات التدريب والتسليح لمعارضين سوريين عبر معسكرات أُقيمت لهم في الاردن ، كما كشفت العديد من الصحف الغربية طيلة الاشهر الماضية مثل التايمز البريطانية وواشنطن بوست الاميركية ولوفيغارو الفرنسية .
هذه الاخيرة كانت نشرت "معلومات" أواخر شهر آب /أغسطس الماضي على موقعها الالكتروني ، ذكرت فيها أن ضباطاً إسرائيليين وأميركيين وأردنيين، على رأس كتيبة سورية معارضة، اجتازوا الحدود الأردنية في 17 آب/اغسطس الحالي وتوجهوا نحو دمشق.
وتقول كاتبة المقال (ايزابيل لاسير) إنها استقت معلوماتها من مصادر عسكرية خاصة، وإن المجموعة السورية مؤلفة من 300 رجل، هم طليعة قوة سورية معارضة جرى تدريبها في معسكر للقوات الخاصة أشرفت عليه الاستخبارات الأميركية.
واللافت أن كشف معلومات لوفيغارو وغيرها من الصحف الغربية ، تزامنت مع اعلان الجيش السوري عن سلسلة كمائن استهدفت عمليات تسلل لمسلحين قُتل فيها العشرات ، تحديدا في منطقة عدرا - الضمير ، التي تُعتبر بوابة المسلحين الى الغوطة الشرقية لريف دمشق ، انطلاقاً من درعا.
من هنا تفيد تقارير اعلامية غربية عن سعي أميركي- سعودي الى زيادة الدعم لمسلحي المعارضة ، فضلاً عن تكثيف عمليات التدريب بهدف القيام بهجمات ضد مواقع الجيش السوري في درعا المحافظة ، التي لا يزال يحتفظ بحضور قوي فيها.
طرق دعم المسلحين:
1. تغذية النزاعات الطائفية في المنطقة
2. تهريب عناصر اجنبية لمساندة الجماعات المسلحة
3. مد المعارضة بأسلحة حديثة بينها صواريخ (كونكرس وصواريخ كورنيت اضافة الى صواريخ آرو 8 )
4. عمليات التدريب للجماعات المسلحة تحت اشراف ضباط غربيين وتمويل خليجي.
هناك عامل في غاية الاهمية يجب عدم اغفاله وهو الدور الاسرائيلي في عمليات دعم المسلحين وتحديداً في المنطقة الجنوبية من سورية ، ويؤكد الخبير الاستراتيجي طالب ابراهيم لموقع المنار أن مركز ثقل الجماعات المسلحة هو في الجزء الشمالي والغربي لمحافظة درعا الواقع بمحاذاة الحدود مع فلسطين المحتلة ، حيث يتلقى المسلحون دعماً مباشراً من العدو الصهيوني ، وهم يخلون جرحاهم هناك ويتلقون المعلومات الاستخباراتية من طائرات الاستطلاع الاسرائيلية ومن مراصد العدو في (تل علي) و(الندى) او (جبل الشيخ)".
معركة درعا..
جميع المعلومات والمؤشرات تتقاطع عند حقيقة واحدة ، أن منطقة درعا قد تكون مقبلة على مواجهة حامية بين وحدات الجيش السوري والمسلحين ، مواجهة يُعلِّق عليها ابراهيم بالقول ان "الصراع الحقيقي النهائي والمعركة الاصعب في الازمة السورية ستكون في منطقة درعا ، والمعارك التي قد تدور في هذه المنطقة ستكون هي الاهم والاكثر مفصلية والاخطر على الاطلاق ذلك لاهمية المنطقة الاستراتيجية".
ومما لا شك فيه أنَّ الجيش السوري حضَّر نفسه للمواجهة التي قد تحدث في الجنوب ، كما أنَّه يخوض يومياً معارك عنيفة مع المسلحين ، كذلك تتواجد الوحدات العسكرية بشكل قوي في المنطقة كونها قريبة من الاراضي الفلسطينية المحتلة ، واذ يتحفظ طالب ابراهيم في الحديث عن خطط الجيش في درعا ، يؤكد لموقع المنار "ان الوحدات العسكرية بالتأكيد لديها خطط طارئة للتصدي لاية مواجهة تفرض عليها في الجنوب".
طبعاً المجموعات المسلحة (بمساعدة الخارج) لن تكف عن المحاولات ، وستكثف جهودها في المرحلة المقبلة لتحقيق تقدمها "المنشود" في درعا ، للتعويض عن اخفاقات ريف دمشق والشمال السوري الذي يعيش حالة اقتتال بين "داعش" (الدولة الاسلامية في العراق والشام) وبقية الجماعات المسلحة.... والايام المقبلة كفيلة بتوضيح صورة ما قد يحدث.