انتقدتم عفوية وبراءة مهدي (الشهيد مهدي ياغي) لانه اشعركم بضآلتكم، ولا شك بانكم عندما شاهدتموه شعرتم كم انتم صغار اذلاء.
جهاد مراد
انتقدتم عفوية وبراءة مهدي (الشهيد مهدي ياغي) لانه اشعركم بضآلتكم، ولا شك بأنكم عندما شاهدتموه شعرتم كم انتم صغار اذلاء.
مهدي لم يذهب لقتال شباب مثله يطالبون بالحرية، انما ذهب ليقتل اشخاصا على شاكلة "أبو صقار" آكل القلوب والاكباد. فاخلاق هذا الشاب الراقية دفعته الى هناك، ليقاتل ويستشهد في معركة تعتبر بالدرجة الاولى عنده صراعا بين منظومتين اخلاقيتين: منظومة مهدي ورفقاه، ومنظومة ابو صقار وأشكاله.
مهدي ليس بشخص بسيط او ساذج، لم تفهموا مهدي برغم وضوحه، والذي يحول دون فهمكم له هو غيظكم من كل القيم الذي نهل منها وصقلته على هذه الهيئة. واكثر ما اغضبكم منه انه نموذج آخر اثبت تفوقنا عليكم، وافقدكم السيطرة حتى على مشاعركم، ولم تقدروا ان توجهوا له اي انتقاد حقيقي ومنطقي سوى انكم وقفتم امامه وقلتم له همساً، "لقد هزمتنا يا مهدي اننا نكرهك"، وقلتم جهراً انك "شخص بسيط وساذج.. واسفاه على شبابك".
مهدي بدوره قال لكم واأسفاه على انسانيتكم المفقودة، رغم كل ثرثرتكم وكلامكم الفارغ وتغنيكم بتلك القيم، فمهدي ورفاقه لم يثرثروا، فقط شاهدوا بان هناك وحشاً قد اصبح بحديقة البيت فذهبوا ليتصرفوا معه كالرجال ويقتلوه قبل ان يفتك باطفالنا واطفالكم، وقبل ان يحطم كل ما هو جميل.
فالرجال غالباً لا يتريثون، يقومون فوراً للعمل، ربما مهدي قتل شخصا سوف يسألكم عن عدد ركعات الصلاة قبل ان يذبحكم، علماً انه يعرف عددها ويفهمها جيداً لذلك كان على هذا القدر العالي من الاخلاق والانسانية اللامتناهية...
مهدي ليس بأسطورة.. بل انه من الآلاف الذين تركهم عماد مغنية خلفه..
وصية الشهيد مهدي ياغي