وجه ملائكي مفعم بالحياة له ضحكة تشبه الشمس في شروقها والبدر في سحره ..يسجل وصيته بشكل عفوي وتلقائي وفجأة تنتشر هذه الوصية بشكل كبير بين الناس وتصبح حديثهم وشغلهم الشاغل انه الشهيد مهدي ياغي.
ساجدة شاهين
وجه ملائكي مفعم بالحياة له ضحكة تشبه الشمس في شروقها والبدر في سحره ..يسجل وصيته بشكل عفوي وتلقائي وفجأة تنتشر هذه الوصية بشكل كبير بين الناس وتصبح حديثهم وشغلهم الشاغل انه الشهيد مهدي ياغي.
وفي ظلّ كلماته سلكت الطريق الى بعلبك تحديدا الى روضة الشهداء حيث منزل مهدي الحالي فكانت زوجته هناك وابنه الأكبر كرار تحدثت قليلا معهم ووضعت أمانة على ضريح الشهيد هي عبارة عن رسالة من شاب من الطائفة المسيحية الكريمة يريد ايصالها لروح مهدي ودعتني الزوجة الى منزلهم ورحنا نتحدث طوال الطريق لحين وصولنا للمنزل استقبلتنا الوالدة هناك .
طلبت من والدته أن أتطلع على مذكرات مهدي فعرضت لي شهادات ثانوية وجامعية حصل عليها من مدرسة الراهبات والمدرسة الأنطونية وجامعة الAUCE وخلال الحديث مع الوالده قالت "أنا ما عرفت أبني بطل الا بعد ما استشهد، وابني ذكي عرف لوين يروح"، وهنا كانت الدمعة تتأرجح في عينيها حفاظا على وصية أبنها بأن لا تبكي....
ومع وصول والده الحاج محمد رحب بقدومي وطلب مني أن أخبره عن الكتابات حول مهدي ومن كتبها كوني أسكن في بيروت ومن المتتبعات على صفحات التواصل الإجتماعي وطلب مني أرقامهم الخاصة فأعطيته ما تيسر فاتصل أمامي وشكر ذاك الشاب الذي أرسل الرسالة كما واتصل بشاعر كتب لإبنه قصيدة وعيناه اغرورقتا بالدموع ومع الشكر والدعوة المفتوحة الى البقاع اقفل الخط.
زوجته قالت لي إن مهدي كان من المتأثرين بنهج السيد عباس الموسوي (رض) فطلبت منها أن أصطحب كرار الأصغر الى أكبر صورة للسيد عباس ليلقي التحية أمامه ذهبنا سويا وهناك كانت لوحة ممزوجة بالكرامة والبراءة والعطاء والإباء .