سلمت السلطات الباكستانية فرنسا الفرنسي نعمان مزغيش الذي يعتبر قياديا تاريخيا في تنظيم القاعدة ويشتبه بانه جند مقاتلين، وتورط في مشاريع اعتداءات في الغرب.
سلمت السلطات الباكستانية فرنسا الفرنسي نعمان مزغيش الذي يعتبر قياديا تاريخيا في تنظيم القاعدة ويشتبه بانه جند مقاتلين، وتورط في مشاريع اعتداءات في الغرب، بحسب ما صرحت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس.
وبعد ستة عشر شهرا في الاعتقال، سلمت باكستان مزغيش بعدما نقلته ليل الاثنين - الثلاثاء الى مطار اسلام اباد ووضعته في طائرة متجهة الى باريس عبر دبي، يحيط به عناصر حراسة.
وقال مصدر دبلوماسي ان مزغيش الذي يحمل ايضا جواز سفر جزائريا "وصل جوا بعد الظهر الى باريس"، واوقفته على الفور المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية ووضعته في الحبس على ذمة التحقيق، كما اوضح مصدر قضائي في وقت لاحق، وعلى صعيد مكافحة الارهاب، يستمر الحبس على ذمة التحقيق اربعة ايام في فرنسا.
وقد اعتقلته الشرطة الباكستانية في ايار/مايو 2012 بينما كان مسافرا على متن حافلة مع 3 فرنسيين اخرين في جنوب غرب باكستان النائي، الذي غالبا ما يختاره الجهاديون لقربه من المناطق القبلية، المعقل الاساسي للقاعدة في المنطقة وفي افغانستان.
ولدى اعتقاله، وصفت اجهزة الاستخبارات الفرنسية مزغيش بأنه "شخصية مهمة للقاعدة"، على صلة "بخلية هامبورغ" التي ينتمي اليها عدد كبير من قراصنة الجو الذين نفذوا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، والمشبوهة ايضا بالتخطيط لمشاريع اعتداءات في الغرب، لكن اهميته في تنظيم القاعدة ما زالت موضع جدال.
وستتم متابعة حالته عن كثب في بلد ما زال مصدوما بقضية محمد مراح الذي قتل 7 اشخاص في اذار/مارس 2012، قائلا انه قام بفعلته باسم القاعدة، وذلك بعد اشهر من سفره الى باكستان.
ومزغيش الذي اعتقل في باكستان في ظروف صعبة، اذ اصيب بالمرض ونفذ اضرابا عن الطعام، هو العضو الاخير من الفرنسيين الذين اعتقلوا في 2012، والذي يصل الى فرنسا.
وكان الثلاثة الاخرون الذين ابعدوا في نيسان/ابريل، اتهموا لدى وصولهم بتنظيم "مجموعة من مثيري الشغب لتنفيذ اعمال ارهابية" ووضعوا في الحبس على ذمة التحقيق.
وتقول مصادر متطابقة ان مزغيش سيلاحق ويسجن للسبب نفسه، وهي تهمة محددة في القانون الفرنسي التي تتيح الملاحقة والحبس بناء على نوايا القيام بأعمال ارهابية او اتصالات مع منظمات مشبوهة بالارهاب.
لكن الملف يبدو من جهة اخرى ضعيفا في ما يتعلق بالوقائع التي تؤخذ عليه فاذا كان مشبوها منذ فترة طويلة بالانتماء الى القاعدة، الا انه لم يثبت اي عنصر ملموس حتى الان تورطه في اي مشروع او هجوم ارهابي.
ويقول مصدر قريب من الملف ان القضاء الفرنسي يستطيع مع ذلك ملاحقته على اساس عناصر قضائية قدمتها اجهزة الاستخبارات الالمانية وترقى الى الفترة التي كان يعيش خلالها في المانيا، وقال مصدر قريب من الملف ان "مزغيش هو نجم العصابة، وهدف الاجراء الذي سيبدأ سيكون اثبات انتمائه الى القاعدة او صلاته بالشبكة، للوصول الى محاكمة عند الضرورة".
واكد مسؤول فرنسي في مكافحة الارهاب هذا الاسبوع لوكالة فرانس برس "انه صيد ثمين، ونحن في القلب التاريخي للقاعدة"، لكن مصدرا آخر قريبا من الملف كان اكثر دقة اذ اعتبر ان "من الصعب القول ما اذا كان فعلا ناشطا او مهما او كان في اطار القاعدة".
ووصفت اجهزة الاستخبارات الغربية والباكستانية مزغيش بأنه مقرب من يونس الموريتاني المسؤول المهم في القاعدة الذي اعتقل قبله بستة اشهر في باكستان، ويقول الجيش الباكستاني ان يونس الموريتاني كان مكلفا "بصورة شخصية" من اسامة بن لادن بالتخطيط في نهاية العقد الاخير لاعتداءات ضد "اهداف اقتصادية مهمة في الولايات المتحدة واوروبا واستراليا"، واكد مصدر فرنسي لدى اعتقال هذا الفرنسي - الجزائري ان "مزغيش على صلة بالتهديدات الموجهة الى اوروبا".
واعتقاله مع ثلاثة شبان فرنسيين في منطقة يمر فيها عدد من المقاتلين، عزز ايضا الشبهات بأن مزغيش كان يضطلع ايضا بتجنيد الشبان الاوروبيين ولاسيما الفرنسيين.
وتقول مصادر متطابقة ان مزغيش لزم الصمت خلال استجوابه في باكستان، لكن بعضا من الفرنسيين الثلاثة الذين كانوا معه اعلنوا انهم "جاؤوا الى باكستان لتعميق معرفتهم بالاسلام والذهاب للقتال في افغانستان"، وتأمل السلطات الفرنسية في ان تتيح مواجهتهم مع مزغيش الحصول على مزيد من المعلومات، كما قالت هذه المصادر.