البازلت حجر بركاني صلب، لا يغيّره الزمن، ولا تُفقده عوامل المناخ لونه الرمادي الداكن. هكذا هي السويداء، المحافظة التي بنيت أغلب بيوتها القديمة ومعالمها من البازلت، لا تزال مكاناً آمناً للسوريين
فراس الشوفي
البازلت حجر بركاني صلب، لا يغيّره الزمن، ولا تُفقده عوامل المناخ لونه الرمادي الداكن. هكذا هي السويداء، المحافظة التي بنيت أغلب بيوتها القديمة ومعالمها من البازلت، لا تزال مكاناً آمناً للسوريين المهجرين من باقي المناطق، والدولة السورية حاضرة فيها كما في دمشق. تودع السويداء حصتها من شهداء الجيش السوري يومياً، ولا تنسيها الحرب ودفاعها عن نفسها قطف مواسم الخير.
لا يحتاج شرطي السير إلى غير الإشارة بيده، حتى يوقف سائق الأجرة سيارته الصفراء على يمين الطريق. يستلّ من جيبه دفتر المخالفات، ويقطع شارع سوق الشدادة في قلب مدينة السويداء، تاركاً دراجته عند التقاطع. المسألة ليست نكاية، تجاوز السائق الإشارة الحمراء عن قصد، وعلى الشرطي إفهامه وغيره أن الدولة موجودة، وأن للقانون من يحميه. هذا ليس سوى واحد من شواهد وجود الدولة السورية الطبيعي في السويداء. لا تزال أبواب المكاتب الزراعية الرسمية مشرّعة أمام المزارعين.
والمراجعون في القصر العدلي يسبّبون زحمة سير، وعمال الكهرباء والتنظيفات يجوبون ساحات المدينة. أمّا التعليم الرسمي، فسجل بحسب مسؤولين رسميين في المحافظة 100% من نسبة المدارس الموجودة إلى نسبة المدارس العاملة مع بداية العام الدراسي قبل أسبوعين.
طبعاً السويداء ليست سويسرا. المحافظة التي يسكنها نحو نصف مليون مواطن، وكانت قد بدأت تتحول مصيفاً ومزاراً سياحياً في العقد الأخير، تنال الآن حصتها من الحرب الدائرة في بلاد الشام. تعيش من الجهة الغربية خطوط حرب وتماس مع المعارضة المسلحة في القرى التي تسيطر عليها من محافظة درعا، والأمر عينه من الجهة الشرقية الشمالية والحدود مع محافظة حمص والبادية. في السويداء أيضاً، أزمة وقود، والركود الاقتصادي العام ينهش زراعاتها وصناعاتها، وتجار الأزمة يتصيّدون ثرواتهم فوق هموم الناس المُتعبة، فضلاً عن احتضانها أكثر من مئة ألف وافد مهجر من مختلف المناطق السورية. ولا يمرّ يوم، إلّا وتودع السويداء ضباطاً وجنوداً إلى ساحات القتال في ريف دمشق وحمص وحلب ودير الزور، وتستقبل شهداء، بالجملة والمفرّق.
مع اشتداد الأزمة، بدأ صدى القلق يتردد في أرجاء جبل حوران، من البيوت ومضافات مشايخ العقل والفعاليات، عن مصير الأقلية في خضم هذه الحرب الكبرى. كيف يمكن أقلية مذهبية، كالدروز، أن لا ترتاب مع كل عنق تقطع زوراً باسم الله، وكل مخطوف بريء يصطاده «الثوار» الجدد على الطرقات في زمن التكفير؟ في عُرف أهل التوحيد، هذا زمان محنة آخر.
لا يعني هذا أن السويداء أنصتت في بداية الأزمة إلى نصائح، يشبه بعضها التهديد المبطن، وصلت عبر مشايخ من لبنان عن ضرورة الانتظار وإعلان الحياد المطلق في الحرب بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، «لأن النظام سيسقط قريباً، وقد يحصل تقسيم، خبئوا رؤوسكم».
لكن شيئاً ما تغيّر في المحافظة، منذ نحو عام إلى الآن. يمكن زائر المدينة بين الحين والآخر أن يلحظ استفاقة السويداء من الصدمة. صار إعلان الوقوف إلى جانب الدولة أكثر وضوحاً، في البيوت ومضافات المشايخ على حد سواء، وبات واضحاً أيضاً كيف تنهمك القرى في حمل السلاح ومتابعة أخبار المناوشات والاعتداءات على القرى المجاورة. في المحافظة الآن، تشييع شهيد للجيش هو شأن عام يتراكض أبناء القرى والمدينة للمشاركة فيه. كذلك إن الانخراط في قوات الدفاع الوطني والمشاركة في الحراسة وصد الهجومات هو واجب، لم يفرضه الخيار فحسب، بل ضرورات البقاء. في المدينة، أيضاً، يعمل مقاتلون تابعون لحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب التوحيد العربي بالتنسيق مع الجيش تحت عباءة قوات الدفاع الوطني.
خطوط التماس
في الوقت الذي تكتظ فيه أسواق المدينة بالزوار، وتدور حياةٌ طبيعية من بداية دوار العنقود مروراً بدوار الملعب والمشنقة وساحة تشرين وساحة الشعلة، تعسّ الحرب على بعد كيلومترات قليلة. هنا، على دوار نجمة في السويداء القديمة، تبدو الطريق إلى حاجز الدفاع الوطني على مدخل قرية الأصلحة مقفرة. هجر أهالي الأصلحة المسيحيون بيوتهم إلى السويداء أو دمشق أو لبنان بعد اعتداءات المسلحين المتكررة على القرية. أما الحاجز، فهو الأول والوحيد في عهدة الدفاع الوطني أو الجيش السوري في مسافة تزيد على 35 كلم من درعا البلد إلى قرية أم ولد إلى الأصلحة فالسويداء.
أن تتابع سيرك بعد الحاجز باتجاه درعا يعني الدخول إلى المجهول. يحذّرك مرافقك من أن أوقات ما قبل المغيب قد تجعلكم عرضة لكمين أو عملية خطف، وما أكثرها على هذا الزفت القديم، إذ لا يخرج المسلحون هنا في النهار إلا نادراً، وفي المرة الأخيرة التي خرجوا فيها في النهار قبل شهر، طاردهم عناصر الدفاع الوطني، فسقط شهيد من السويداء وهرب المسلحون. لكن لا بأس، «نحن مش أحسن من وليد بلان أو عامر الجرماني ملاعب، خطفوهن هون»، يقول كميل، أحد المقاتلين الجدد على حاجز الأصلحة. الأربعيني الذي عاش معظم حياته في ليبيا كـ«معلم حجر»، ينام أغلب لياليه وجعبته تحت رأسه. حتى إنه اعتاد التنقل داخل المدينة ببندقيته الروسية.
للطريق حكايات لا تنتهي، «هذا بيت معين علبة، هاجموه أكثر من مرة، بس جدع، ما قدرو يقتلوه». وهنا، إلى اليسار، على بعد مئة متر عن الساتر الذي بناه مقاتلو السويداء، مزرعة أبو كمال. ما إن يشعر السبعيني باجتياز السيارة مدخل مزرعته، حتى يخرج بكوفيته الحمراء حول عنقه. لم يعد أبو كمال ينام هنا. صار المبيت عند الأقارب في السويداء أفضل، مذ زاره المسلحون في المرة الأخيرة ودخلوا بيته بالرشاشات واللحى، ولم يجدوا ما يأخذونه. «اُخرج ولا أبو حمد، هات مفتاح الترَّك (عربة الفلاحة)، أعطيتهم المفتاح، وقالولي فلّ من هون، فليت أنا ومَرَتي»، يقول أبو كمال عن أول «لقاء تعارف» مع «الثوار»: «الحمد لله، أهل أم ولد رجعولي الترَّك أول مرة».
على يمين الطريق، في مقابل مزرعة أبو كمال، تغذي 21 بئر ماء محافظة السويداء وبعض قرى درعا الشرقية. كان تعطيل الآبار واحدة من وسائل الضغط على محافظة السويداء، ومصدر رزقٍ جيد للعصابات المسلحة. قتل المسلحون أو خطفوا أكثر من ثلاثين حارساً من حراس الآبار، وأحرقوا كابلات الكهرباء لسرقة النحاس منها، وأطلقوا النار على محركات الضخ، قبل أن تصلح مصلحة المياه ما تعطّل، ويتم تكليف عدد غير قليل من الجنود والمقاتلين حماية الآبار. «الحارس لؤي منذر، من المزرعة، رِجّال كبير خسر رجله بحرب تشرين، كمان خطفوه يا حرام، وهوي مفقود هلق»، يقول عاصم، مقاتل آخر من المنطقة شارك في صد أكثر من هجوم على قرى المحيط.
بالمناسبة، لؤي ليس سوى واحد من أكثر من ستين مفقوداً من المدنيين في السويداء، معظمهم خطف على طرقات محافظة درعا، «هنا أطلقوا النار على رأس سعيد شهيب»، «في هذه المزرعة قتلوا ابن جربوع، بعد أن قتلوا الناطور الدرعاوي الذي يعمل لديه»، «هنا خُطف سعيد الشعار، وهو في عداد المفقودين. لم يطلبوا فدية حتى».
يبدو طائر الهدهد الجاثم على شريط الكهرباء القريب معنيّاً بأخبار الحرب. في هذه البقعة بالذات، وزّع المعارضون المسلحون فيديو على «يوتيوب» يظهر عدداً من المسلحين ومن خلفهم مدينة السويداء، مع الكثير من التهديد والوعيد باحتلال المدينة قريباً. يظهر من خلف الهدهد، على بعد كيلومترات، «تل جيدا»، وهو مُرْتَفَع لا يزيد على مئتي متر عن السهل المنبسط حوله. تل جيدا منطقة استراتيجية تقع تحت سيطرة المسلحين، وهي منطلق عملياتهم باتجاه السويداء، وتشرف على السهل والطريق، كما على مطار الثعلة العسكري وحقل الرمي، آخر نقاط الجيش السوري في المنطقة. لكن «المطار صامد بإذن الله»، يؤكد كميل.
كناكر صامدة رغم التهجير
طريق بلدات عرى ـــ المجيمر وكناكر المواجهة لبلدات بكا وجبِيب (جباب) وبنف في درعا، أشد خطراً من هذا الطريق. استنفارٌ دائم واشتباكاتٌ متواصلة، كان آخرها قبل أيام دام أكثر من ساعتين مع القوميين وعناصر الأمن العسكري الموجودين على الحواجز. على اليمين باتجاه كناكر، يبدو معمل أبو حسن للصناعات البلاستيكية وبجانبه «معمل الجبل» للعصير، الذي هاجمه المسلحون قبل فترة وقتلوا حارسه ثم سرقوا سياراته وآلياته.
تعرّض حاجز الأمن العسكري في أول كناكر لأكثر من هجوم، وكذلك البيوت التي يجاهد أهلها لكي يظلوا فيها. لا يريد أبو محمد أن يزيد همه وهمك، «شو بدي احكيلك لاحكيلك، كناكر عم تعاني الأمرّين لأنها مع سوريا، بس صامدة بإذن الله». هو الآن في طريقه إلى عزاء أحد شهداء البلدة. لكنه يخبرك لكي تنقل إلى لبنان أن «مسلحين بعضهم من ليبيا والأردن، خطفوا قبل ثلاثة أسابيع «سائس المجلس» في كناكر، (بمثابة إمام المسجد عند باقي المسلمين)، وما أطلقوا سراح الشيخ إلّا بعد أن دفعت البلدة فدية كبيرة».
مشكلة هذه المنطقة عسكرياً، أنها ليست فقط حصن الدفاع عن السويداء، بل أيضاً طريق الالتفاف على مدينة بصرى الشام، التي يعمل المسلحون على تهجير أهلها منذ بداية الأزمة السورية، وإحكام الطوق عليها بعدما نجح الجيش في حمايتها. والمسألة معكوسة بالنسبة إلى بصرى التي يعني سقوطها سقوط خاصرة السويداء الغربية. وتقول مصادر الدفاع الوطني هنا، إن «عناصرها ومقاتلي القومي بدأوا ينفذون مهمات الرصد والكمائن والاستطلاع خلف خطوط العدو، لتأمين صمود هذه الجبهة وقطع خطوط إمداده، في انتظار استعادتها وتأمين الطرقات إلى درعا».
لا توفر المواجهات المفتوحة جبل حوران إذاً، بعد أن أغرقت سهله في درعا بالدماء. ومع أن كثيرين من المسلحين الذين يهاجمون السويداء هم «حوارنة»، كما يقال هنا، أي من أبناء درعا إلى جانب الأجانب، إلّا أنك تسمع التمييز بين أهالي درعا وأقربائهم المسلحين. يردّد مشايخ العقل يوسف جربوع وحكمت الهجري وأبو وائل الحناوي على مسامع زوارهم أن «التواصل قائم مع الشرفاء في درعا، وعقدنا أكثر من صلح، ونعمل مع فعاليات مدينة درعا والقرى القريبة على عودة الصواب لمن فقد صوابه وحمل السلاح ضد جيشه وبلاده، لأنه لا غنى عن الدولة الوطنية، بعدما رأينا ما يفعله المرتزقة والأجانب وبعض أبناء المحافظة».
لا يخفي أهالي السويداء قلقهم لوجود أكثر من 30 ألفاً من البدو الرحل الآن في أنحاء المحافظة، لأن «عدداً منهم عيون وآذان للمسلحين». إلا أن مشكلة السويداء مع البدو ليست جديدة، إذ وقعت مناوشات عديدة بينهم وبين أهالي القرى مطلع العقد الماضي، قبل أن يتدخل الجيش السوري ويوقف الاشتباكات، في ما يسميه أحد المراجع الحزبية هنا «محاولة انقلابية على النظام بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد عبر خلق فتنة سنية ـــ درزية ثم سنية ــ علوية، بدعم أردني وإسرائيلي واضح في ذلك الوقت».
منادي الموت
جاكيتته البنية تصدّ عنه البرد الذي بدأ يقرص في السويداء. عمره 48 عاماً، قضى الكثير منها عاملاً على سيارة أجرة، قبل أن تنقله الحرب إلى مهنة أخرى، أكثر استقراراً على ما يبدو. إنه «منادي الموت». الرجل دائم الابتسام خارج «الدوام». يجول في سيارته التي تحمل أبواقاً في أرجاء المدينة والقرى معلناً اسم الشهيد، «شو ما كانت رتبتو الشهيد، بقول عنو ملازم شرف»، ثم يبتسم. بقافه الشديدة، ومخارج حروف اللهجة الجبلية القاسية، نادى الرجل حتى كتابة هذه السطور، على 592 شهيداً من شهداء الجيش العربي السوري والدفاع الوطني. وفي الأيام الماضية سقط شهيدان من آل الشوفي من أبناء مدينة صلخد، والأرجح أنه نادى اسميهما. «ناس بتزلغط، وناس بتبكي، وناس بترش رز، وأنا شو بدي اعمل... هيدي وظيفتي».
النصرة تعتقل دروز «الحر»
قبل ثمانية أشهر، تحمّس النائب وليد جنبلاط كثيراً وانهمك الحزب التقدمي الاشتراكي وشيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان نعيم حسن بإعداد صلاة عن روح الغائب الفار من الجيش السوري خلدون زين الدين الذي قتل في اشتباك مع اللجان الشعبية والمخابرات الجوية السورية في جبل الريان في السويداء، إثر محاولته مع مجموعات مسلحة السيطرة على الجبل. وفي آذار الماضي، تحمّس جنبلاط مجدداً معلناً وقوفه إلى جانب «جبهة النصرة » ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
تراه ماذا يفعل الآن؟ قبل يومين، اعتقلت «جبهة النصرة» في درعا خالد سليمان رزق ورئيف نصر وباسل نوفل طراد، وهم من أبناء السويداء وفارون من الجيش، ويخدمون في ما يسمى «كتيبة سلطان باشا الأطرش» التابعة لـ«الجيش الحر»، التي يقودها الآن الفار فضل زين الدين (ابن عم خلدون). وهي بالمناسبة أشبه بفصيل، إذ لا يتجاوز عدد عناصرها 31 عنصراً (بينهم 14 فاراً من الجيش من السويداء، و16 آخرون فارون، من مدينة الحراك في درعا)، فيما عديد الكتيبة في أي جيش «محترم» لا يقل عن 300 جندي. وعادت الجبهة واعتقلت فضل أيضاً. فيما تقول مواقع تابعة للمعارضة السورية إن «التهم مفبركة»، وأصدرت الكتيبة بياناً أكدت فيه أن «ما يعانيه أبناء بعض الكتائب، ومنها كتيبة الأطرش على يد النصرة أكثر ظلماً من نظام الأسد».
الحدود الأردنية و«عرق الريان»
طرقات السويداء كانت دائماً معبدة ومرتبة، إلّا أن حركة عبور الشاحنات عبر طرقات المحافظة باتجاه معبر ناصيب الحدودي مع الأردن عاثت بالطريق خراباً وحفراً. بعد قطع المسلحين الطريق عبر درعا، صارت السويداء المعبر الرئيسي للقوافل العابرة إلى ناصيب، المعبر الوحيد الشرعي المفتوح مع الأردن. وقرب ناصيب، تعاني بلدة ذيبين كما كناكر من هجمات المسلحين، ومحاولتهم السيطرة على الطريق الدولية لقطع الطريق على القوافل.
وعلى ما تؤكد مصادر المقاتلين في البلدة، فإن بعض المخافر الحدودية الأردنية تساعد المسلحين، وتطلق النار عليهم مخافر أخرى، فيما يفصل بين نقطة ونقطة للجيش السوري والهجانة أكثر من 6 كيلومترات في شريط حدودي طويل، ما يصعّب عملية مراقبة الحدود والحد من دخول المسلحين عبر الأراضي الأردنية.
استطاع أهالي السويداء هذ العام حماية محصولهم من القمح، بعدما أحرقه المسلحون العام الماضي. وينهمك أهل المحافظة الآن بقطف التفاح، الذي يعد مصدراً رئيسياً لأسواق الخليج. أما الزيتون، فالتحضيرات لبدء قطفه قد بدأت في البيوت، كما يعمل الأهالي على إعداد مجموعات لمؤازرة من يريد قطف زيتونه في المناطق الساخنة التي لم تقطف العام الماضي. فوق الموت، يسلك العنب طريقه في الشاحنات إلى معمل «عرق الريان»، تيمناً بجبل الريان في شمال المحافظة. يعاني المعمل الآن صعوبة في التصريف، بعد أن كان السوق السوري والعربي مشرّعاً أمام الخمر الأبيض. يعصر «الريان» نحو مئة طن من العنب يومياً، بعد أن كان يعصر 400 في السنين الماضية، ويبيع أغلب المزارعين عنبهم هنا. ويعد المصنع أحد أبرز معالم المدينة، على رغم هيبة المؤسسة الدينية الدرزية في الجبل.