يستأنف وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الأفغاني حميد كرزاي محادثاتهما اليوم، بعد أن تمكنا من تقريب مواقفهما أمس في كابول سعياً لإبرام اتفاق حول الوجود العسكري الأميركي في البلاد بعد الإنسحاب
يستأنف وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الأفغاني حميد كرزاي محادثاتهما اليوم، بعد أن تمكنا من تقريب مواقفهما أمس في كابول سعياً لإبرام اتفاق حول الوجود العسكري الأميركي في البلاد بعد انسحاب قوات الأطلسي المحتلة نهاية عام 2014. وقد التقى جون كيري، الذي وصل عصر أمس الى كابول في زيارة مفاجئة، الرئيس الأفغاني وتناول الغداء معه في القصر الرئاسي.
وتتفاوض الولايات المتحدة منذ قرابة السنة مع الرئيس كرزاي بشأن اتفاقية امنية ثنائية تحدد اطر بقاء قوة اميركية في افغانستان، بعد انسحاب الأطلسي. وترغب الولايات المتحدة في الإسراع بإنجاز اتفاق بحلول موعد اقصاه بحسب الرئيس اوباما ونظيره الأفغاني، نهاية تشرين الأول/اكتوبر. وصرّح دبلوماسي اميركي في الطائرة التي اقلّت كيري الى كابول في ختام جولة لعشرة ايام في آسيا، أن ابرام "اتفاق ليس مجرد أمر منشود فحسب، بل ممكن انجازه" قبل 31 تشرين الأول/اكتوبر. وبحسب هذا المسؤول، فإن الوزير الأميركي لم يتوقع ابرام اتفاق اليوم قبل مغادرته افغانستان متوجهاً الى باريس ثم لندن.
ويعقد كيري وكرزاي مجدداً اجتماعاً اليوم يعقبه مؤتمر صحافي. وتتعلق احدى نقاط الخلاف بمطالبة واشنطن بحصانة قضائية لجنودها، وفي هذا الصدد حذر الرئيس كرزاي الاثنين أنه "ما زال غير راض" عن المحادثات مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن "الأفغان يريدون أن يكونوا حلفاء الأميركيين والغربيين، لكن هذه الاتفاقية يجب أن تصون مصالح افغانستان". حتى أن المتحدث باسمه ايمال فائزي حذر من أن هذه الاتفاقية مهددة بالمطالب الأميركية "غير المقبولة" بنظر كابول لجهة "العمليات العسكرية ضد المتمردين الإسلاميين أو تنظيم القاعدة".
في المقابل، قال أحد الدبلوماسيين الأميركيين "من الواضح أن الحكومة الأفغانية تركز على اتفاق يستجيب لحاجات الشعب الأفغاني الأمنية، ونحن نركز على اتفاق يوفر الحماية لقواتنا واطاراً ضرورياً للولايات المتحدة وحلفائنا". وفي ما يتعلق باحتمال ابقاء قوة في افغانستان بعد عام 2014، شدد هذا الدبلوماسي على القول إنه "كلما طال الوقت كلما اصبح ذلك صعباً للتخطيط". وأعرب الدبلوماسي بشكل خاص عن قلقه من احتمال أن "يُضعف ذلك تصميم حلفائنا في الحلف الأطلسي" في ما يتعلق بأفغانستان.
ويعتبر التوصل الى اتفاق امراً ملحاً لاسيما مع اقتراب موعد انسحاب حوالي 87 الف جندي من الحلف الأطلسي من افغانستان نهاية عام 2014، فضلاً عن ذلك، فإن هذا الإنسحاب سيجري في ظرف سياسي حساس، حيث من المقرر أن تجري الإنتخابات الرئاسية في الخامس من نيسان/ابريل المقبل. وفي السياق، اعتبر دبلوماسي في الخارجية الاميركية أن هذا الإقتراع "عملية داخلية في افغانستان"، و"من غير المرجح أن يتدخل وزير الخارجية الأميركي في الجوهر".