أبو محمد الرجل الستيني, انتظر بفارغ العمر أن ينال درجة عرفة عند الله عز وجل, وما أن قدر له جمع ما يلزم من مال لسد تكاليف الفريضة المشروطة بالاستطاعة, حتى بكى ما حل به, مسلّما أمره لله عز وجل.
خليل موسى – موقع المنار الإلكتروني – دمشق
أبو محمد الرجل الستيني, انتظر بفارغ العمر أن ينال درجة عرفة عند الله عز وجل, وما أن قدر له جمع ما يلزم من مال لسد تكاليف الفريضة المشروطة بالاستطاعة, حتى بكى ما حل به, مسلّما أمره لله عز وجل.
عشرون عاما قضاها أبو محمد يجمع من النية والمادة والاستعداد, واليوم سيشهد ما كان يحلم به, لكن على شاشات التلفزة فقط, الدمعة في عيونه وهو يتحدث, كما الحسرة تملأ ضلوعه, ما منعه ليس مرضا أو نقصا في المال الذي جمعه فحتى فرق التكلفة كان قد استدركه, إنما قرار مغاير لكل الاعراف الدينية والقانونية وحتى البروتوكولية - كما عبر عنها – متأسفا للحال الذي وصلت إليه الجهات التي أخذت على عاتقها قرارا مثل هذا.
الحج في سورية عن طريق ما يسمى " الائتلاف السوري المعارض" قرار حرم أبو محمد والكثيرين ممن نووا الذهاب لزيارة الاراضي المقدسة, باعتبار أن السلطات السعودية تجاوزت في هذا الموضوع السيادة السورية و قاطعت المؤسسة الرسمية المسؤولة عن الحج والعمرة والتابعة للحكومة السورية, كما افادت مصادر رسمية في هذا المستوى, حيث حاولت مديرية الحج والعمرة السورية التواصل مع الجهات السعودية في هذا الخصوص, وأن السوريين بدأوا بتقديم الطلبات, لكن عدم الرد غالبا ما يكون ردا, فأوصد الباب في وجههم من الرياض, لتسحب درجات التواصل المباشر في عرفة من امامهم قسرا كما عبر الكثير من السوريين.
"ما ذنبنا؟؟" سؤال يطرحه السوريون ويجيبون عليه بأنفسهم, فيحاولون أن يواسوا أنفسهم برد الامر إلى القضاء والقدر, وعلى إرادة الله عز وجل, و كما يضيف أحد أصحاب المكاتب المسؤولة عن تسجيل وتسيير حملات الحجيج, أن هناك من يرد الأمر سياسيا , ويعترف بذنب الدولة السورية بانها صمدت بوجه اعتى الحروب فنالت من ضمن ما نالته, حرمانا من تأدية ما استثنته كل الشرائع من الدمج بأي قضية أخرى.
الحج قضية السوريين هذا العام إلى جانب قضايا كثيرة يعيشونها لبلادهم ويدافعون عنها, منها صمود بلادهم وانتصارها, ايضا العدد الذي اعتادت مديرية الحج والعمرة إرساله إلى الأراضي المقدسة’ يقارب الخمسة وعشرين ألفا من أصل خمس وسبعين يسجلون سنويا طلبات الرحمة, والعدد هو حسب الحق المعطى لكل دولة سنويا كنسبة تعدل بين المسلمين للذهاب لأداء الفريضة, لكن هذا العام لم يذهب سوري واحد عن طريق حدود بلاده ممن سجلوا طلبات.
أبو محمد يبكي خشية انقضاء العمر وذهاب الفرصة عليه, لكن هناك من يواسيه بأن الاعمال بالنيات, فيتكئ أبو محمد بدموعه على المصحف الشريف ويدعو الله تعالى مديدا من العمر ليكون له نصيب بزيارة صاحب الشفاعة محمدا صلى الله عليه و آله أجمعين.