07-11-2024 12:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 15-10-2013: نجاة المعمورة ولبنان من كارثة عشية الأضحى

الصحافة اليوم 15-10-2013: نجاة المعمورة ولبنان من كارثة عشية الأضحى

تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 15-10-2013 الحديث في الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما الحدث الامني الخطير ليل امس بعد العثور على سيارة مفخخة

 

تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 15-10-2013 الحديث في الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما الحدث الامني الخطير ليل امس بعد العثور على سيارة مفخخة في محلة المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية.


السفير


التركيان يطلان اليوم «بالصوت والصورة»!

الجيش يقبض على «سيارة الموت»

 

وكتبت صحيفة السفير تقول "نجت الضاحية الجنوبية، ومعها لبنان، من مأساة دموية جديدة عشية عيد الأضحى، الذي أراد المجرمون أن يلطخوه بالدم والنار والسواد.

اختار المجرمون سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة، وركنوها، مساء أمس، في عمق الضاحية عند تقاطع المريجة - المعمورة الشهير بازدحامه، وذلك على مسافة قصيرة من الشارع المؤدي إلى منطقة الرويس التي ما يزال جرحها مفتوحا، جراء التفجير الإرهابي الذي استهدفها في آب الماضي، وأسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وفي الوقائع، قالت مصادر أمنية لـ«السفير» انه بعيد السادسة من مساء أمس، اشتبه عدد من المواطنين بسيارة «غراند شيروكي» كحلية اللون، تم ركنها بطريقة لافتة للانتباه قبالة «محطة هاشم» على مقربة من محل لبيع الإطارات عند تقاطع المريجة ـ المعمورة.

وأشارت المصادر إلى أن قوة الجيش اللبناني سارعت إلى تطويق المنطقة وقطع السير في كل الاتجاهات، وقامت بإجراء كشف أولي أظهر وجود متفجرات في السيارة، وعلى الفور تمت الاستعانة بكلاب بوليسية، ليتبين أن السيارة مفخخة ومجهزة للتفجير بعبوة موصولة بهاتف خلوي، وقد عمل خبراء الهندسة في الجيش اللبناني على تفكيكها.

وقالت المصادر إن العبوة تزيد عن مئة كلغ من المواد الشديدة الانفجار، وكان يمكن أن تؤدي إلى كارثة كبيرة لو انفجرت.

وقال مصدر عسكري لـ«السفير» إن العبوة كانت موضبة في أبواب سيارة «الغراند شيروكي» ومقاعدها وصندوقها وخزان البنزين فيها.

وعلم أن السيارة المضبوطة هي واحدة من ثلاث سيارات كانت تلاحقها الأجهزة الأمنية في الأيام الأخيرة، بعد انطلاقها من البقاع الشمالي، باتجاه البقاع الأوسط ثم بيروت. وقد رصدت «الغراند شيروكي» أولا في حي السلم، ثم تابعت طريقها نحو المريجة حيث تم اكتشافها وتفكيكها ونقلها نحو مكان آمن حسب البيان الصادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش.

وقد عُرف صاحب السيارة وهو من إحدى قرى جبل لبنان، وتبيّن أنه باعها منذ أكثر من عام.

في هذا الوقت، تستمر المتابعة الأمنية للشبكات الإرهابية، حيث تمكنت المديرية العامة للأمن العام، أمس، من إلقاء القبض على شاب فلسطيني في العقد الثالث من عمره بتهمة الانتماء الى تنظيم «القاعدة».

وجاء توقيف الشخص المذكور نتيجة عملية رصد دامت نحو ستة اشهر، بحيث تم استدراجه «الكترونيا» من مخيم عين الحلوة الى منطقة الروشة في بيروت، حيث القي القبض عليه، وتبين انه عضو في «كتائب عبدالله عزام» التابعة لتنظيم «القاعدة»، وأن المسؤول المباشر عنه هو محمد طه.

 

وتبيّن ان الموقوف ليس خبيرا فقط في تزوير بطاقات الهوية على أنواعها وبمستوى عال من الحرفية، بل هو ايضا خبير في تصميم اجهزة

«ريموت كونترول»، تستخدم في تفجير العبوات الناسفة واطلاق الصواريخ. واعترف انه صنع 12 جهاز «ريموت كونترول» استخدمت من دون أن يحدد الأهداف، وان كان قد اعترف باستخدام بعضها في عمليات داخل الاراضي السورية.

الى ذلك، سجل ملف المخطوفين اللبنانيين في اعزاز في الساعات الأخيرة مزيدا من التطورات التي تخدم الجهود الآيلة الى صوغ نهاية سعيدة لهذا الموضوع واعادة المخطوفين الى ذويهم.

ولوحظ في الساعات الأخيرة، دخول تركي مباشر على هذا الخط، تجلى في الاتصال الذي اجراه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

وعلمت «السفير» ان الطيار التركي ومساعده، سيظهران اليوم في تسجيل (صوت وصورة) يهدف الى طمأنة عائلتيهما، في بادرة حسن نية من خاطفيهما لمناسبة عيد الأضحى، وكجزء من التحضيرات المستمرة لمعالجة ملف المخطوفين اللبنانيين."


النهار


نجاة المعمورة من كارثة عشية الأضحى

مَن يحرّك الفتنة في طرابلس والضاحية؟


وكتبت صحيفة النهار تقول "قد يكون الأخطر من ضبط السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية وتعطيلها وتجنيب المنطقة كارثة جديدة بعد تفجيري بئر العبد والرويس في المنطقة نفسها سابقاً، ربط هذا التطور الارهابي الجديد بتوقيف مجموعة من المتهمين الرئيسيين بتفجيري طرابلس قبل أيام، مما يعني انه اريد للبلاد مرة اخرى الانزلاق الى فتنة عشية عيد الاضحى تحديدا.

وسواء صحّت هذه الاستنتاجات الاولية ام لم تصح، فان تزامن حادث كشف السيارة المفخخة مع تقدم التحقيقات والاجراءات القضائية الجارية في ملف تفجيري طرابلس أثار مخاوف واسعة مما سبق لبعض الجهات المعنية بالوضع الامني ان حذر منه وهو دخول "طوابير خامسة" على الخط واعادة لبنان الى متاهة الترهيب وتعميم المخاوف من مرحلة محفوفة باخطار التفجيرات الاجرامية ودفع المناخ العام تكراراً نحو احتقانات مذهبية سافرة. ولم تخف مصادر معنية في هذا السياق تخوفها من الايحاءات التي اشاعتها هذه التطورات من حيث ارتباطها بنقل بعض اوجه الصراع في سوريا الى الساحة اللبنانية، مشيرة في هذا الاطار الى ان كلاما تردد على ألسنة البعض في الفترة الاخيرة عن التهيئة لمعركة القلمون بين النظام السوري والمعارضة وان لبنان لن يسلم من شظايا هذه المعركة سواء بامتدادها المحتمل الى داخل الحدود الشرقية مع سوريا أم بمعاودة الاستهدافات والتفجيرات في مناطق لبنانية.

في أي حال، شكل كشف السيارة المفخخة مساء امس في الضاحية التحدي الأخطر للجيش والقوى الامنية منذ بدء تنفيذ الخطة الامنية فيها قبل اسبوعين اذ تمكن مجهولون من اختراق الحواجز الامنية والعسكرية وتوقيف سيارة رباعية الدفع ومحشوة بالمتفجرات في منطقة مكتظة بالمحال التجارية عند تقاطع المريجة والمعمورة، لكن مخابرات الجيش تمكنت من رصدها والمسارعة الى تفكيكها قبل حصول الكارثة. وعلمت "النهار" من مصادر أمنية ان السيارة فخخت بحمولة من المواد الشديدة الانفجار تزيد على المئة كيلوغرام وان الحمولة وزعت على الجوانب الداخلية من الابواب وصندوق السيارة. وأفاد الجيش ان السيارة هي من نوع جيب "غراند شيروكي" كحلية وكانت مركونة في محلة المعمورة، وفرض الجيش طوقاً أمنياً حول المكان واستدعي عدد من الخبراء العسكريين المختصين تولّوا تفكيك المواد المتفجرة التي كانت تحويها ثم سحبت السيارة من المكان.

طرابلس

أما في شأن التحقيقات الجارية في تفجيري طرابلس، فأحال امس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر الموقوفين الثلاثة الجدد في الملف يوسف عبد الرحمن دياب وانس حمزة وحسن جعفر الى اربعة آخرين فارين من وجه العدالة على قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا الذي عين جلسة الجمعة المقبل لاستجواب الموقوفين الثلاثة.

ولوحظ ان رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي هنأ شعبة المعلومات بـ"الانجاز المهم" الذي حققته في توقيف احد المتهمين، مشدداً على متابعة الخطة الامنية في طرابلس. لكن الامين العام لـ"الحزب العربي الديموقراطي" رفعت عيد لم يخف نبرة التهديد باللجوء الى الشارع مع انه قال ان حزبه يرتضي حكم القضاء. وحذر من انه "اذا شارك حزب الله في معركة القلمون فليتوقعوا حرباً على كل الاراضي اللبنانية"، كما هدد برفع صور الرئيس السوري بشار الاسد في كل طرابلس.

وعلمت "النهار" ان اللقاء الذي جمع امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية مروان شربل تخلله تشاور في ما آلت اليه الجهود لتنفيذ خطة امنية في طرابلس على غرار ما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت. ولاحقاً، تلقى الرئيس سليمان تقريرا عن كشف السيارة المفخخة في الضاحية وتمكن الاجهزة الامنية من تفكيكها، فيما تردد ان سيارة ثانية مفخخة ضبطت.

وقال مصدر في "تيار المستقبل" لـ"النهار" ان كشف معطيات تفجيريّ طرابلس يمثل "تطورا كبيراً جدا ويؤكد المؤكد لجهة وقوف النظام السوري وراء هذه الجرائم"، مضيفا ان التيار و14 آذار سيقومان بتحرك واسع بعد الاضحى من اجل متابعة هذه "القضية الخطيرة وانكشاف دور النظام السوري الاجرامي فيها".

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تحقق في التهديدات التي تعرّض لها احد القضاة اللبنانيين التابعين لها للضغط عليه لتقديم استقالته، وهي ستتحرك بعد اجراء التحقيق اللازم لاقامة دعوى على الجهة التي اطلقت التهديدات على غرار ما فعلته المحكمة مع التهديدات التي تعرّض لها شهود الادعاء في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ويأتي ذلك فيما أصدرت امس مذكرة توقيف غيابية في حق حسن حبيب مرعي المتهم بالمشاركة في جريمة اغتيال الحريري.

حكومة

على الصعيد السياسي، علمت "النهار" ان الاتصالات ستنشط بعد عطلة الاضحى لبلورة المواقف من تشكيل حكومة جديدة. وفيما ساد ترقب لمعرفة المواقف التي سيتخذها الرئيس المكلف تمام سلام بعد العطلة في ضوء التلميحات التي صدرت عنه بعد لقائه الرئيس سليمان، فهم ان الرئيس سلام لن يقدم على مواقف دراماتيكية، لكنه سيشدد على اهمية تفادي الازمة المتمادية مثلما اشار امس في معايدته اللبنانيين بالاضحى عندما قال: "انني أدعو الجميع الى حماية نسيجنا الوطني الثمين، وصون النظام السياسي البرلماني الديموقراطي الذي ارتضيناه لأنفسنا وثبتنا آلياته في دستور الطائف".

ولم يعرف ما اذا كان لقاء سيعقد في باريس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، نظرا الى تزامن وجودهما في العاصمة الفرنسية. وسيخضع الحريري اليوم لعملية جراحية في ساقه لنزع قضيب حديد زرع له بعد تعرضه لكسر. كما ان جنبلاط يخضع بدوره لعلاج في الظهر في احد مستشفيات باريس. واذ لم يؤكد اي من الجانبين تحديد اي موعد للقاء بينهما لم تستبعد معلومات امكان حصوله.

السنيورة

الى ذلك، علمت "النهار" ان اتصالا جرى بين رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري واتفقا على اللقاء بعد عطلة الاضحى لاستكمال البحث السياسي الجاري بينهما.

واستقبل السنيورة امس السفير الايراني غضنفر ركن آبادي بطلب من الأخير الذي حمل اليه رسالة شكر جوابية عن رسالة سبق له ان بعث بها الى الرئيس الايراني حسن روحاني مهنئاً إياه بعيد الفطر. وجرى على هامش الزيارة عرض للتطورات، فأوضح ركن آبادي مستجدات العلاقات بين طهران وواشنطن، وأكد ان ايران لم تتنازل عن مواقفها ولم تتراجع، مشيراً الى ان المنطقة ومعها ايران دخلت في مرحلة جديدة. وفي ما يتعلق بلبنان أكد ركن آبادي انفتاح بلاده على جميع الاطراف واستعدادها لبذل كل الجهود لمساعدة لبنان. وأبلغ السنيورة السفير الايراني ايمانه بعلاقات حسن الجوار على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من البلدين.


كيري ولافروف يطالبان بالاسراع في جنيف - 2

والإبرهيمي إلى المنطقة بعد العيد تحضيراً للمؤتمر


دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري بالحاح الى تحديد موعد لمؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف بجنيف - 2، بينما طالبت موسكو واشنطن بالتدخل لدى المعارضة السورية لاقناعها بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يزور الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي في سوريا المنطقة بعد عيد الاضحى للاعداد له.

في هذا الوقت تواصل مسلسل السيارات المفخخة في سوريا فادى انفجار سيارة في بلدة دركوش التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة ادلب الى مقتل 27 شخصا غداة انفجار سيارتين مفخختين في قلب العاصمة السورية، في حين افرج عن اربعة من العاملين في اللجنة الدولية للصليب الاحمر من اصل سبعة خطفوا الاحد على ايدي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش).

واستمرت اعمال العنف في مناطق عدة، فقصف الطيران المروحي السوري مناطق في جبل الاربعين بمحافظة إدلب. وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في الاحياء الجنوبية للعاصمة التي تضم جيوبا لمقاتلي المعارضة، منها القدم والعسالي ومداخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

واختار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أمس الخبيرة الهولندية سيغريد كاغ (52 سنة) لقيادة المهمة المشتركة للمنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للإشراف على تدمير ترسانة سوريا من الاسلحة المحظورة عالمياً. وهي كانت قبل ذلك مديرة اقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف".

وعلمت "النهار" أن مجلس الأمن يتجه الى الموافقة على تعيين كاغ غداً. وأفاد مسؤول دولي طلب عدم ذكر اسمه أن جميع أعضاء الفريق الخاص بتدمير الأسلحة الكيميائية، والبالغ عددهم نحو مئة خبير، سيكونون في سوريا مع بدء المرحلة الثالثة من تدمير الترسانة السورية، أي مطلع تشرين الثاني المقبل."


المستقبل


"داعش" و"النصرة".. "قاعدة" واحدة بلهجتين وأميرين أخفق الظواهري في توحيدهما


وكتبت صحيفة المستقبل تقول "بعد شهور قليلة من بدء الثورة الشعبية ضد نظام بشار الأسد عام 2011، فتحت أجهزة الأمن السورية أبواب سجون كان "مدفوناً" وراءها ناشطون ينتمون في غالبيتهم إلى التيار الجهادي وبعضهم سُلّم إلى دمشق بتسهيل من أجهزة استخباراتية غربية. لم تعترف دمشق على مدى سنوات بأن أحداً من هؤلاء مسجوناً لديها. وما ساعد في إبقاء وجودهم في سوريا سراً لا يعرف به أحد أن الأجهزة الغربية التي ساعدت في اعتقالهم وتسليمهم إلى نظام بشار الأسد لم تكن تريد أن تظهر في الصورة، فأبقت دورها بعيداً عن الأضواء. كانت تلك أيام التعاون بين أجهزة الاستخبارات الغربية والسورية في إطار "الحرب على الإرهاب". لكن مع اندلاع الثورة على بشار الأسد في 2011، سارعت الدول الغربية إلى إعلان وقوفها إلى جانب مطالب الشعب بتغيير النظام. أدى موقف الغرب إلى انقطاع شبه كامل في الاتصالات بين الأجهزة الأمنية السورية والغربية، علماً أنها كانت في الواقع قد جُمّدت إلى حد كبير، لأسباب مختلفة، قبل فترة من بدء "الربيع العربي".

كان واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك أن إخراج نظام بشار هؤلاء الجهاديين، وبعضهم من كبار المنظّرين المحسوبين على تنظيم "القاعدة"، أُريد منه توجيه "رسائل" من النظام السوري للغرب. إحدى هذه الرسائل قد يمكن قراءتها بهذا الشكل البسيط: تريدون تغيير النظام، لكننا إذا رحلنا فلن تكون سوريا سوى في يد خصومكم "الجهاديين" الذين ساعدتمونا أنتم في اعتقالهم!

لم تمر أيام طويلة على خروج الجهاديين من سجون النظام حتى بدأت تختفي أخبارهم واحداً تلو الآخر. بعضهم اختفى كلياً من دون أن يُعرف ما إذا كان قد أعيد اعتقاله بعدما "وصلت الرسالة" المطلوبة إلى أجهزة الاستخبارات الغربية. لكن آخرين من المفرج عنهم سرعان ما التحقوا بمجموعات مسلحة كانت قد بدأت تستعد لقتال النظام.

كان القمع الشديد للاحتجاجات السلمية كفيلاً وحده بانتاج أجيال من الشباب الثائر الذي يبحث عن أي مجموعة مسلحة يمكن أن تحمي حيه أو تدافع عن عرضه وتنتقم من النظام الذي نكّل بأهله. وتعزز وضع هؤلاء الثوار المدنيين بانشقاقات واسعة في صفوف قوات الأمن والجيش حيث تم تشكيل كتائب عسكرية محلية أُطلق عليها عموماً "الجيش السوري الحر". لكن إضافة إلى هذا الجيل من الثوار المحليين والعسكريين المنشقين كانت هناك أجيال أخرى من الشبان المسلمين الذين بدأوا يتدفقون إلى سوريا من أنحاء المعمورة للمساعدة في محاربة النظام. كان كثير من هؤلاء الوافدين، بلا شك، يحمل أجندة أيديولوجية واضحة تعتبر ما يحصل في سوريا جزءاً من حرب على سنّة أهل هذا البلد.

وفي ظل مثل هذا الوضع المشتت كان طبيعياً أن تتنافس هذه المجموعات المختلفة من الثوار على استقطاب أكبر نسبة من المتطوعين لقتال النظام. وكان طبيعياً أيضاً أن يلتحق المؤدلجون دينياً بتنظيمات مؤدلجة دينياً مثلهم، فظهرت جماعات سورية عديدة تحمل كلها عناوين إسلامية، لكن نشاطها كان دائماً ما يوضع في الخلف نتيجة ظهور جماعتين غريبتين إلى حد ما دخلتا الحرب ضد النظام بارتباط خارجي واضح: جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

تعود علاقة النصرة والدولة إلى سنوات مضت. كان العراق الساحة التي التقى فيها الطرفان. فقد جاء السوريون بأعداد كبيرة للمشاركة مع إخوانهم العراقيين في "الجهاد" ضد الأميركيين والحكومة العراقية التي اعتبروها عملية لهم (وللنظام الإيراني في آن واحد). لم يكونوا وحدهم بالطبع، فقد استقطب "الجهاد" في العراق أعداداً كبيرة من الشباب العربي. لم يجد نظام بشار الأسد وقتها أي مشكلة له في أن يذهب هؤلاء إلى العراق. في الحقيقة، كان سعيداً بذهابهم، بل غض الطرف عنهم وساعدهم في أحيان كثيرة في عبور حدوده الطويلة نحو العراق. كان يعتقد أن ذهاب هؤلاء إلى بلاد الرافدين كفيل بالمساعدة في إغراق الأميركيين أكثر فأكثر في "مستنقعهم العراقي"، وكان سيحول بالتالي دون أن تنقل إدارة جورج دبليو بوش نظرها نحو سوريا، بعد تهديدات صدرت عن بعض المسؤولين الأميركيين، عقب إطاحة نظام صدام حسين في 2003، ومفادها أن تغيير النظام في سوريا سيكون هدفهم المقبل بعد تغيير نظام صدام في العراق. وقد نجح رهان النظام السوري وقتها على الجهاديين الآتين من حدوده إلى العراق. إذ ساهمت تفجيراتهم الضخمة هناك وبحور الدماء التي سالت على أيديهم حاصدة عراقيين وجنوداً أميركيين في دفع إدارة بوش إلى التركيز على طريقة للخروج من العراق بدون هزيمة بدل التركيز على تغيير نظام بشار.

كان من بين هؤلاء "الجهاديين" السوريين الذين قاتلوا في العراق شاب يدعى "أبو محمد الجولاني"، وهو كما توحي كنيته يتحدر من هضبة الجولان السورية التي تحتل إسرائيل الجزء الأكبر منها. وكان الجولاني، كما يبدو، ما زال في العراق عندما بدأت الثورة ضد الأسد. فحزم حقائبه على عجل عائداً إلى بلاده وكانت الثورة ما زالت سلمية إلى حد كبير. عاد بإذن من "أميره" - أمير "دولة العراق الإسلامية" أبو بكر البغدادي (إبراهيم الحسيني السامرائي القرشي).

لكن ما حصل عقب عودة أبو محمد الجولاني إلى سوريا يبقى محل جدل، في ظل صمته هو تحديداً عن ملابسات عودته. وفي أي حال، يبدو مؤكداً أن الجولاني عمل بالفعل على تنظيم خلايا "جهادية"، وبعضها كان موجوداً بالفعل وتم إحياؤه على أنقاض شبكات سابقة كانت تتولى تسهيل نقل الجهاديين للقتال في العراق. بين نهاية 2011 وبداية 2012 كانت الثورة السورية قد أخذت منحى عسكرياً متزايداً في ظل إصرار النظام على قمع الاحتجاجات السلمية. فأطلق الجولاني تنظيمه الخاص تحت عنوان "جبهة النصرة لأهل الشام". وسرعان ما حققت الجبهة نتائج لافتة على الأرض، ليس بالضرورة في شكل سيطرة ميدانية على الأرض ولكن بفعل سلسلة من التفجيرات الضخمة "الانتحارية" - تعتبرها الجبهة "استشهادية" - على غرار ما كانت تقوم بها عندما كانت تعمل في العراق تحت مظلة "الدولة الإسلامية" لأبي بكر البغدادي وقبله سلفه أبو عمر البغدادي الذي قُتل مع "وزير الحرب" في "حكومته" أبو أيوب المصري (مندوب "القاعدة" في العراق وخليفة أبو مصعب الزرقاوي).

لفتت عمليات "جبهة النصرة" في سوريا الأنظار، كما جلبت إدانات واسعة كونها تؤدي أحياناً إلى مقتل مدنيين بتفجيرات تستهدف جنود النظام ومقراتهم والتي تكون في بعض الأحيان مقامة في أحياء سكنية. والظاهر أن الأميركيين المتطورين في تقنيات المعلومات وعمليات التجسس والتنصت تمكنوا منذ البداية في كشف علاقة الجولاني وجبهة النصرة بقادة دولة العراق الاسلامية. وقد يكونون استنتجوا ذلك من خلال تنصتهم على مكالمات هاتفية أو رسائل بالبريد الالكتروني، أو حتى من خلال معلومات سربتها لهم الحكومة العراقية أو حتى النظام السوري نفسه. لكن لا يُستبعد أن الأميركيين يحتفظون ببصمات صوتية لعدد من السوريين - قد يكون الجولاني بينهم - الذين كانوا مرتبطين بالدولة الإسلامية في العراق، وتم رصدهم بسهولة عندما حاولوا الاتصال برفاقهم السابقين في بلاد الرافدين.

ومهما كانت طريقة الرصد والمتابعة، فإن الأميركيين كانوا متأكدين منذ البداية أن جبهة النصرة ليست سوى جزء من فرع القاعدة العراقي - دولة العراق الاسلامية - وأن الكلمة العليا هي لـ "الأمير" البغدادي.

وإذا كان هذا هو الواقع، إلا أنه يبدو أن الجولاني رأى وضعاً مختلفاً في سوريا عندما رجع من العراق. إذ بدا ميالاً في شكل متزايد لعدم الظهور بمظهر أنه "ممثل القاعدة في سوريا"، ربما لمعرفته أن الغرب سيكون حذراً في تقديم دعم للثورة السورية إذا ما كانت القاعدة جزءاً منها. كما أن الجولاني وجبهة النصرة بديا أيضاً ميالين إلى عدم تنفير الناس منهم، ولا الاصطدام مع فصائل الثوار المختلفة، التي يراها الجهاديون غير إسلامية في شكل كاف. اعتبر الجولاني، كما يبدو، أن الوقت ليس وقت تنفير هذه الفصائل من خلال إثارة مواضيع خلافية دينية خشية أن يدفعها ذلك إلى أحضان النظام، فيتكرر "خطأ" العراق عندما نفّر تنظيم "القاعدة" فصائل في المقاومة ودفعها الى تشكيل صحوات وجّهت إليها هي (القاعدة والدولة الاسلامية) ضربات مؤلمة بقدر ما وجهها الاميركيون أنفسهم. كما كان لافتاً أن الجولاني لم يخرج علناً ولو لمرة واحدة للرد على اتهام الأميركيين له بالانتماء إلى القاعدة، على رغم انه كان في امكانه ذلك لو اراد توضيح حقيقة مزاعم الاميركيين.

لكن البغدادي الذي سمح للجولاني بالعودة الى سوريا لتنظيم العمل المسلح ضد الاسد، لم يكن سعيداً على الأرجح بما يقوم به الجهادي السوري. إذ يبدو انه كان يعتقد ان الجولاني ذهب لتنفيذ توجيهاته بإنشاء خلايا تتبع القاعدة وتكون خاضعة له بوصفه الأمير على الجولاني عندما كان يعمل تحت امرته في العراق. وقد تكون حصلت على الأرجح مراسلات واتصالات بين الجانبين دفعت البغدادي إلى أخذ زمام المبادرة بنفسه عندما وجد الجولاني متردداً في إخضاع النصرة لسلطة الدولة الاسلامية في العراق. فأعلن في شريط صوتي، في 9 نيسان (ابريل) 2013، قيام الدولة الاسلامية في العراق والشام بانضمام جبهة النصرة إلى "الدولة" في العراق والتي باتت الآن تغطي بلاد الشام وبلاد الرافدين.

لكن ما كاد البغدادي يعلن تمدد دولته الإسلامية إلى الشام حتى سارع الجولاني إلى إعلانه رفضه بشريط صوتي مماثل أكد فيه أنه لا هو ولا قادة تنظيمه تم مشاورتهم مسبقاً على الحاق جبهة النصرة بالدولة الاسلامية في العراق. لكن الجولاني الذي أقر بـ "فضل" البغدادي عليه وبأنه حصل على مساعدات منه لعمل في سوريا، قال إن بيعته هي لزعيم تنظيم القاعدة في وزيرستان أيمن الظواهري وليس لفرع القاعدة في العراق ممثلاً بالبغدادي.

إزاء هذا الخلاف الذي خرج إلى العلن بين مجموعتين يُفترض أنهما تتبعان القاعدة، اضطر الظواهري الى التدخل محاولاً الوساطة بينهما وبما أنه بعيد عن ساحات القتال في سوريا، فقد استعان بقيادي جهادي يعرفه منذ أيام أفغانستان، هو "أبو خالد السوري" طالباً منه أن يسعى إلى التوفيق بين النصرة والدولة الاسلامية وايجاد حل للخلاف بينهما. كان أبو خالد واحداً من الذين ساعدت أجهزة الاستخبارات الغربية نظام الأسد في توقيفه بعد مغادرته أفغانستان عقب الهجوم الاميركي الذي اطاح حركة طالبان عام 2001. وكان أيضاً واحداً من الجهاديين الذين أفرج عنهم النظام بعد بدء الثورة، فسارع إلى الالتحاق بفصائل جهادية محلية (أحرار الشام الإسلامية).

لكن على رغم جهود أبو خالد إلا أن الفجوة بين النصرة والدولة الاسلامية لم يكن في الإمكان ردمها، فوجّه الظواهري تعليماته بأن تبقى الأمور على حالها - أي أن تبقى النصرة تنظيماً مستقلاً والدولة الاسلامية تنظيماً مختلفاً - شرط أن يعمل كل من الطرفين بطريقته ضد النظام وبدون حصول مواجهات بينهم على القيادة. لكن هذا الحل الموقت صب إلى حد ما في خانة جبهة النصرة، ولم يعجب البغدادي الذي أمر بإكمال تمدد "الدولة الاسلامية في العراق والشام" داخل سوريا ولو على حساب غيرها من الجماعات بما في ذلك النصرة. ويبدو أن هذه المهمة أوكلت إلى أحد قادة "الدولة" السوريين وهو أبو محمد العدناني الشامي الذي يعتقد أنه من إدلب في شمال البلاد. والعدناني حالياً هو الصوت الأكثر ظهوراً باسم الدولة الاسلامية ويعتقد أنه المسؤول المباشر عن عمليات الدولة في سوريا وربما يكون نائب الأمير العام (على غرار فرع القاعدة في جزيرة العرب: الأمير يمني ونائبه سعودي).

وفي ظرف شهور قليلة على بدء البغدادي تمدده داخل سوريا، تمكنت "الدولة الاسلامية" إلى حد كبيرمن تهميش جبهة النصرة والعديد من الجماعات الأخرى بما في ذلك تلك التي تحمل أسماء إسلامية. وتحظى "الدولة الإسلامية" حالياً بسيطرة واسعة على أجزاء من شمال سوريا وشرقها على الحدود مع العراق وتركيا. كما أنها تحظى بدعم واضح من الجهاديين الأجانب الذين يتدفقون على سوريا والذين عادة ما يكونون ميالين الى الإنضمام إلى مجموعة تتمتع بأيديولوجية واضحة. والدولة الاسلامية، في هذا المجال، صاحبة موقف واضح يقضي بإقامة إمارات إسلامية على الارض السورية تكون جزءاً من دولة خلافة تضم العراق والشام. كما أن الدولة الإسلامية لا تتردد في مواجهة غيرها من الجماعات التي تراها لا تلتزم بالشرع، بحسب فهمها له، كما حصل مع لواء عاصفة الشمال ومع بعض مجموعات الجيش الحر في ريف حلب وريف إدلب وكما حصل في الرقة ودير الزور في شرق وشمال شرقي سوريا (الصدام مع الأكراد السوريين أيضاً). وهذا يضع "الدولة الإسلامية" في وضع مختلف إلى حد كبير عن جبهة النصرة التي على رغم مبايعتها الظواهري فإن أيديولوجيتها تبدو مطاطة إلى حد ما من خلال تعاونها مع مجموعات "وطنية" أو "إسلامية" مرتبطة بالجيش الحر.

وفي ظل مثل هذا الوضع فإنه لا يُستبعد أن تلجأ "الدولة الإسلامية" إلى صدام مع "النصرة" نفسها، إذ أصرت على البقاء تنظيماً مستقلاً أو استمرت على تعاونها مع من يعتبرهم البغدادي والعدناني "مرتدين"."


اللواء


الضاحية تنجو من كارثة سيارة متفجّرة ثالثة وريفي يكشف عن تحقيقات التفجيرات

صيغة (9+9+6): «حزب الله» يؤيد والمستقبل يرفض


وكتبت صحيفة اللواء تقول "عشية عيد الاضحى المبارك، اربعة عناصر تضغط على الواقع السياسي، باتجاه تحقيق «خطوة ما» بالاتجاه الصحيح نحو حكومة جامعة، فيها اطراف 8 و14 آذار والوسطيون، وكل المكوّنات المعنية باستقرار لبنان:

1- تجدّد محاولات تفجير السيارات المفخخة في المناطق اللبنانية الساخنة ومنها الضاحية الجنوبية، التي نجت بلدة المعمورة منها من كارثة كبيرة، لو انفجرت سيارة الشيروكي التي كانت مركونة فيها، وملأى بالمتفجرات، ومربوطة بهاتف خليوي جاهز للتفجير..

2- جمود الاسواق اللبنانية عشية الاضحى، وضعف الاقبال على شراء الالبسة والالعاب والحلويات، كما هي الحال في مناسبة «العيد الكبير»، والشكوى المتصاعدة من اصحاب المحلات والتجار من الكساد والتردي في الاسواق.

3- انفجار الخلافات داخل الفريقين المتنازعين على القرار السياسي في البلاد، سواء داخل 8 آذار، عبر التراشق بين حركة امل وعلى رأسها الرئيس نبيه بري ممثلاً بوزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل والنائب ميشال عون رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، او التيار الوطني الحر ممثلاً بوزير الطاقة جبران باسيل الذي ضرب موعداً يوم الجمعة المقبل، بعد عيد الاضحى المبارك لكشف الحقائق المتعلقة بالنفط والبلوكات العشرة.

او بين «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» علىخلفية التبدل الحاصل في موقف النائب وليد جنبلاط، الذي طرح صيغة (8+8+8) ثم تراجع عنها الى صيغة 9+9+6، التي رحب بها حزب الله، على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، واعتبر انها «تنسجم مع الحجم التمثيلي للمكونات السياسية في مجلس النواب».

وبصرف النظر عمّا اذا كان اجتماع سيعقد بين الرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط في باريس، حيث يخضع كلّ منهما للعلاج فإن عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت طالب جنبلاط بتقديم تفسيرات وتوضيحات لقوى 14 آذار حول مواقفة الاخيرة التي تتماهى كلياً مع قوى 8 آذار.

ويضيف فتفت في موقف اعلنه لـ«اللواء»: جنبلاط دوخنا وبصراحة لم نعد نفهم عليه، لدرجة بتنا لا نستطيع فيها فهم المعجم الذي يستقي منه جنبلاط تعابيره..

ولا يتردد فتفت في التأكيد على ان صيغة (9+9+6) مرفوضة من قبل تيار المستقبل، لانها عقدت مسار التأليف، وتحولت الى جوهر المشكلة وليس الحل كما يدعي جنبلاط.

ووفقاً لمصدر نيابي اشتراكي لـ«اللواء» فإن صيغة رئيس الحزب (9+9+6) يجب ان تكون مقبولة من جميع الاطراف، وتكرس التوازن السياسي ولا تجعل من اي طرف مغلوباً، مشيرة الى ان جنبلاط باقٍ في الدائرة الوسطية، وكل حديث عن التحاقه بمحور «حزب الله» و8 آذار ليس حقيقياً.

4- ملف النفط الذي اصبح يضغط في ضوء عدم الحماس لعقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال، سواء لدى الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي، او حتى لدى الفريق الشيعي وقوى 14 آذار والنائب جنبلاط.

وفي السياق، يعتبر حزب الله ان الاسراع في تشكيل حكومة مناسبة ضروري لمناقشة هذا «الموضوع الاستراتيجي» الحساس.

وعلى حد تعبير قيادي في الصف الاول في 8 آذار فإن تدخل الحزب للتقريب بين افرقاء الصف الواحد اصبح اكثر من ضروري بعدما تورط الطرفان بنشر غسيلهم على الحبال الاعلامية، وبكثير من الثقة جزم القيادي الوثيق الصلة بحزب الله الى ان الحزب هو الجهة المؤهلة للتعاطي بشكل جدي بهذا الملف لايصاله الى بر الامان بحكم علاقاته التحالفية مع الطرفين التي تفرض عليه عبء مسؤولية القيام بهذا المسعى والاسراع في لملمة الموضوع وعدم السماح بان يصبح مادة لازمة مستعصية بينهما تستفيد منها 14 آذار وتربك جمهور الفريقين مع التذكير بأن إنهاء هذا الملف سيشعر الناس بأن هناك فرصة لترتيب الاوضاع الداخلية اللبنانية من خلال الاستفادة من عنصر النفط.

وبانتظار ما بعد عيد الأضحى، فان أوساط الرئيسين سليمان وتمام سلام ترفض أن ترمي قوى 8 آذار و14 آذار الكرة في ملعبهما، في الوقت الذي تُرفع الشروط ، والشروط المضادة على صعيد التأليف.

وأعادت المصادر إلى الذاكرة أن الرئيسين مسؤولان عن الوفاق والاستقرار، لا القفز في المجهول.

السنيورة وأبادي

وعلى الرغم من أجواء التشاؤم، فان السفير الإيراني غضنفر ركن ابادي، حاول من خلال زيارته إلى رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الايحاء بأن بلاده تسير في منحى انفتاحي في الداخل، للتقريب بين الأطراف لملاقاة ما يمكن أن ينجم عن قمّة إيرانية - سعودية تعقد خلال أسبوعين أو أكثر من انفراج على صعيد الوضع اللبناني، ولا سيما الأزمة الحكومية.

والزيارة جاءت لتسليم السنيورة رسالة شكر من الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني رداً على رسالة التهنئة التي بعثها إليه بعد انتخابه، وشدّد ابادي على التعاون بين إيران وجيرانها لا سيما دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

تعطيل متفجرة المعمورة

أمنياً، وبعد مرورشهرين على متفجرة بئر العبد - الرويس، عطّل الجيش اللبناني سيّارة مفخخة في الضاحية الجنوبية.

وجاء في بيان لقيادة الجيش - مديرية التوجيه «بعد ظهر الاثنين (امس) اثر الاشتباه بسيارة نوع جيب «غراند شيروكي» كحلية اللون مركونة في محلة المعمورة - الضاحية الجنوبية، فرضت قوى الجيش طوقاً امنياً حول المكان، كما استدعي عدد من الخبراء العسكريين المختصين». وأضافت «تبين أن السيّارة المذكورة مفخخة بكمية من المواد المتفجرة، ولا يزال العمل جارياً لتفكيكها ونقلها الى مكان آمن»، من دون تفاصيل إضافية.

وفي المعلومات الأوّلية، انه تمّ العثور على جهاز خليوي داخل سيّارة موصول بسلك، مما تطلب من الجيش استدعاء الوحدة المختصة بتفجير العبوات، وتحمل السيّارة الرقم 334777.

وعُلم أن السيّارة هي الثانية التي اكتشفت أمس، حيث كانت الأولى في البقاع، مع الإشارة إلى أن سيّارة المعمورة هي الثالثة التي تستهدف الضاحية الجنوبية.

هدوء طرابلس

في هذه الاثناء، كانت الأجهزة الأمنية، ولا سيما فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، تواصل عملها، باشراف القضاء المختص، ولا سيما النائب العام التمييزي لاستكمال التحقيقات مع الموقوف في تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، المدعو يوسف ذياب، حيث أكّد مدير عام قوى الامن الداخلي السابق اللواء اشرف ريفي أن لدى الاجهزة المعنية صوراً ليوسف ذياب، تظهره هارباً على دراجة من طرابلس الى جبل محسن.

في هذا الوقت، قال الأمين العام للحزب الديمقراطي العربي رفعت عيد أن أهالي جبل محسن يقبلون حكم القضاد، إذا ثبت لديه أن الموقوف ذياب متورط في جريمة التفجيرين في مسجدي طرابلس، محذراً «فرع المعلومات» من الدخول مرّة ثانية إلى جبل محسن «لأن الثانية لن تكون سهلة كالأولى».

مخطوفو اعزاز

على صعيد مخطوفي اعزاز من الزوار اللبنانيين الشيعة، الذين كان يؤمل اعادتهم إلى ذويهم قبل عيد الأضحى، ضمن صفقة تشمل الطيارين التركيين وعشرات النساء الموجودات في سجن النظام السوري، سادت أجواء من الخيبة والترقب، بانتظار معطيات جديدة من المفترض أن يعود بها مدير عام الأمن العام، الذي غادر او سيغادر إلى تركيا لمتابعة الملف.

وترددت معلومات عن أن سمير عموري، المسؤول عن المجموعة السورية التي تحتجز اللبنانيين التسعة عزا التأخير إلى صعوبات عملانية، تتعلق بالتطورات الميدانية والكر والفر بين عناصر الجيش السوري الحر، وعناصر من جبهة النصرة المتحالفة مع دولة العراق والشام الإسلامية."


البناء


الضاحية تنجو من مجزرة جديدة.. والأنظار إلى طرابلس

سلام نحو تحرّك جديد وحزب الله يؤيّد 9 ـ 9 ـ 6


وكتبت صحيفة البناء تقول "نجت الضاحية الجنوبية عشية عيد الأضحى من مجزرة جديدة بعد أن تم اكتشاف سيارة مفخّخة بكميات كبيرة من المتفجرات جرى ركنها في منطقة المعمورة وهي إحدى المناطق الحيوية التي تشهد زحمة خصوصاً في فترة الأعياد كونها منطقة تجارية وسكنية في آن معاً.

وكان سكان المنطقة اشتبهوا بالسيارة وهي من نوع جيب غراند شيروكي وأبلغوا الأجهزة المختصة التي سارعت على الفور إلى إخلاء المنطقة وعملت على تفكيك العبوة التي كانت موصولة بجهاز خلوي.

وقد فتحت القوى الأمنية على الفور تحقيقاً لمعرفة صاحب السيارة ومن ركنها في المكان المقصود.

هذه الحادثة تؤشر إلى أن المخطط الإجرامي للجماعات الإرهابية مستمر في استهداف هذه المنطقة ومناطق أخرى لإبقاء أجواء التوتّر تلفّ البلاد وتالياً لعرقلة كل الجهود الآيلة لتعزيز الاستقرار والأمن.

والمعلوم أيضاً أن هذه المنطقة ليست منطقة أمنية أو عسكرية الأمر الذي يؤكد أن الجهات المجرمة تسعى إلى ارتكاب المزيد من المجازر بصرف النظر عن الأهداف العسكرية أو الأمنية المحددة.

الأنظار إلى طرابلس

أمنياً أيضاً بقيت الأنظار تتجه إلى طرابلس حيث تحاول بعض القوى المعروفة جرّ المدينة إلى الفتنة من خلال إلصاق تهمة تفجير المسجدين بالحزب العربي الديمقراطي.

وفي هذا السياق وضع الأمين العام للحزب رفعت عيد النقاط على الحروف عندما أوضح في مؤتمر صحافي مطوّل أمس تفاصيل مهمة تتعلّق بهذه المحاولات مبيناً أن أحد المتهمين على علاقة بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي الشيخ حيّان رمضان الذي لم ينف ما أورده عيد.

ولفت عيد الى أن «تاريخنا مع فرع المعلومات ليس جديداً وتفاجأنا أنه قبل 4 أيام من توقيف يوسف دياب اتصل بي أحد الأصدقاء وقال لي: ان أحد ضباط المعلومات يريد مقابلتي».

وقال: «التسريبات تخلق فتنة ونسأل لماذا تمّ تسريب الأسماء؟» مشددا على أن «كل الناس بريئة حتى تثبت إدانتها».

واعتبر أنهم «أرادوا التضحية ببعض الأشخاص وكأنهم خواريف» وتابع: «فلتكن معركتنا في القضاء اللبناني فقط».

وأضاف: «إذا صدر عن القضاء ان الحزب العربي الديمقراطي هو متورط فليحلّ وزير الداخلية الحزب وإذا تبيّن العكس فسنطالب بحلّ فرع المعلومات» متمنياً على وزير الداخلية أن يراجع موضوع الخطة الأمنية في طرابلس لافتاً الى أن السعودية تفهم حزب الله أنه إذا اشترك بالمعركة مع الجيش السوري ستكون معركته معها وهي ستكلفه من البقاع الى الشمال معرباً عن شكوكه بفرع المعلومات وقال: «فرع المعلومات اتهم كل فرد من جبل محسن والقضاء لديه السلطة وحده لتحديد المتورّط».

الوضع الحكومي

أما على الصعيد السياسي يبقى الاستحقاق الحكومي في صدارة الاهتمامات والأزمات حيث لم تحمل الساعات الماضية أي جديد يذكر سوى ما سرِّب عن نيةٍ لتأليف الحكومة عشيّة عيد الاستقلال وهو ما نفته أوساط بعبدا وكذلك أوساط المصيطبة.

ففي حين أوضحت مصادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن ليس هناك أي التزام بالمواعيد وأن بعبدا تنتظر التشكيلة التي قد يتوصّل إليها الرئيس المكلّف ليُبنى على الشيء مقتضاه أشارت مصادر سلام إلى أنه لم يحدّد أي موعد لإعلان تشكيلته وهو يواصل اتصالاته ولقاءاته بعيداً عن مسألة الاعتذار حيث من المرجّح أن يقوم بتحرّك جديد لا يقتصر فقط على زيارات بعبدا.

قاسم: لحكومة جامعة

وأمس لفت نائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال لقائه أمين عام اللجان والروابط الشعبية معن بشور الى أن «جماعة 14 آذار لا يمتلكون الاكثرية النيابية ونحن مع حلفائنا لا نمتلكها وكلتا الجماعتين بحاجة الى من يعطيهم الاكثرية أو الى التعاون مع الجماعة الاخرى. وعندما أعلن رئيس الحزب التقدمي السيد وليد جنبلاط موقفه سقط رهان 14 آذار على تمرير مشروعهم الآحادي فلم يعد بإمكانهم ترميم أقليتهم في مواجهتنا بينما لم نطلب يوماً من جنبلاط ان يكون إلى جانبنا في مواجهتهم بل كان مطلبنا ولا يزال الحكومة الجامعة التي يتمثل فيها الجميع ونحكم البلد بالمشاركة».

وشدد على أن «الخيار بيد 14 آذار بين استمرار تعطيل البلد وسلبياته على الجميع أو حكومة جامعة وطنية وهو خير للجميع وكفى أحلاما لا قابلية لها للتحقيق».

من ناحيته أمل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «يخرج لبنان من أزمته عبر بوابة تشكيل حكومة وطنية جامعة تضم مكوّنات المجتمع اللبناني بحسب حجمها التمثيلي في مجلس النواب» معتبراً أن «تشكيل مثل هذه الحكومة لا يخرج لبنان فقط من أزمته أو يفتح بوابة الخروج من أزمته بل أيضاً يخرج حتى المعطّلين لمثل هذه الحكومة من مأزقهم لأن الرهانات الخاسرة التي فشلت لديهم ينبغي أن تجعلهم يعيدون النظر في حساباتهم باستمرار».

وأضاف: «نوافق على كل صيغة حكومية تنسجم مع الحجم التمثيلي للمكوّنات السياسية في مجلس النواب ونرى أن هذه الصيغة تنسجم مع هذا المبدأ»."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها