أعلن عضو كتلة وحدة الجبل النائب فادي الأعور أنّ الحزب اتخذ قراره النهائي بالاستقالة من الحكومة التي شكّلت برئاسة نجيب ميقاتي، كاشفاً أنّ اتجاه الحزب هو نحو حجب الثقة عن هذه الحكومة.
حسين عاصي
تحالفاتنا ثابتة كموقعنا السياسي.. ولن تتأثر بما حصل
موقعنا الثابت كان يجب أن يكون حافزا لتمثيلنا بالشكل المناسب
كنا نتمنى أن يحذو نجيب ميقاتي حذو حلفائنا ويقدّم التضحيات
من نزلوا إلى الشوارع أناس عاطفيون وقطع الطرقات لا يفيد
أعلن عضو كتلة وحدة الجبل ونائب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب فادي الأعور أنّ الحزب اتخذ قراره النهائي بالاستقالة من الحكومة التي شكّلت برئاسة نجيب ميقاتي، كاشفاً أنّ اتجاه الحزب هو نحو حجب الثقة عن هذه الحكومة.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أكد الأعور أنّ موقع الحزب الديمقراطي الثابت ووقوفه إلى جانب قضايا الوطن والمقاومة كان يجب أن يكون الحافز لتمثيله في الحكومة بالشكل المناسب، نافياً في الوقت عينه وجود أي تداعيات لهذا القرار على تحالفات الحزب الديمقراطي التي ستبقى ثابتة تماماً كموقعه السياسي.
وأعلن الأعور رفع الغطاء عن كل التحركات الاحتجاجية التي شهدتها بعض الطرقات، مشدداً على أنّ قطع الطرق لا يفيد، داعياً لحصر الموضوع في السياسة.
سنحجب الثقة عن الحكومة
النائب الأعور أوضح لموقع المنار موقف الحزب الديمقراطي اللبناني من الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، مشيراً إلى أنّ الحزب اتخذ قراره بعدم المشاركة في هذه الحكومة والاستقالة منها وفقاً لما أعلنه الوزير طلال ارسلان، مؤكداً أنّ الاتجاه هو نحو حجب الثقة عن هذه الحكومة "وهذا هو المشهد الأولي الذي سنتعاطى معه في المرحلة المقبلة".
وعن خطوات ما بعد الاستقالة وحجب الثقة، أشار الأعور إلى أنّ الحزب سيتّخذ موقفه في ما بعد من كلّ المسائل، مشدداً على أنّ الموضوع يتعلق فقط بتشكيل الحكومة ولا علاقة بحلفاء الحزب الديمقراطي اللبناني به، مشيراً إلى أنّ هذا الموقف يأتي فقط اعتراضاً على التهميش الذي حصل تجاه الحزب من جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
نمثل حيثية سياسية.. ولن نقبل هذا التعاطي من نجيب ميقاتي
ورداً على القول أنّ الفراغ الحكومي بلغ حداً لا يُحتمَل وبالتالي كان يفترض بمختلف الأفرقاء تقديم التنازلات من أجل الوصول إلى الخاتمة السعيدة وتشكيل الحكومة، لفت النائب الأعور إلى أنّ موقف الحزب كان واضحاً منذ اليوم الأوّل برفضه لوزارة الدولة. وأوضح أنّ موقع الحزب الديمقراطي الثابت ووقوفه إلى جانب قضايا الوطن والمقاومة كان يجب أن يكون الحافز لتمثيله في الحكومة بالشكل المناسب.
ورأى الأعور أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرّر أن يمنح الحقائب للناس الذين "يقفون على المفرق" من أولئك الرماديين الذين يغيّرون مواقفهم وفق مصالحهم الخاصة. وقال: "لن نقبل هذا النوع من التعاطي معنا من قبل نجيب ميقاتي".
ورداً على سؤال عن سبب عدم مبادرة الحزب الديمقراطي والتضحية ولو على حسابه من أجل المصلحة العليا، أشار الأعور إلى أنّ الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الوزير طلال ارسلان يمثّل حيثية سياسية وهو بالتالي يتحدث بناء لوضعيته التاريخية، مشدداً على أنّ موقف الحزب هو بالتالي موقف تاريخي وسليم، متسائلاً ما هو المعيار حتى يقبل الحزب بحقيبة دولة.
وعن القول أنّ هناك في النهاية من يجب أن يستلم هذه الوزارة، قال الأعور: "فليأخذها من يريد أخذها. نحن لن نأخذها. استقلنا من الحكومة ولسنا بصدد المشاركة والموضوع انتهى هنا".
الحلفاء قدّموا التضحيات بعكس ميقاتي
ورداً على سؤال عن سبب تحميل حزبه كامل المسؤولية للخلل الحاصل لرئيس الحكومة دون الحلفاء، خصوصاً في ضوء تبرير الوزير طلال ارسلان استقالته بالقول أنّ الجلوس إلى يمين "المدعو" نجيب ميقاتي لا يشرّفه، أشار الأعور إلى أنّ الوقائع أظهرت أنّ الحلفاء قدّموا تنازلات كبيرة جداً على صعيد حصصهم. ولاحظ أنها المرة الأولى في تاريخ لبنان التي يتمثّل فيها السّنّة بسبع حقائب في الحكومة، معتبراً أنّ ذلك حصل بفضل التضحيات التي أقدم عليها كلّ من حزب الله وحركة أمل. وقال: "كنا نأمل أن يحذو رئيس الحكومة حذوهما ويقدّم التنازلات في سبيل مصلحة الجميع".
وأكّد الأعور أنّ تحالفات الحزب الديمقراطي اللبناني لن تتأثر بما حصل، مشيراً إلى أنّ هذه التحالفات ثابتة تماماً كموقع الحزب السياسي، مشدداً على أنّ لا مشكلة مع الحلفاء على الاطلاق.
قطع الطرقات لا يفيد
وتعليقاً على تهنئة الوزير ارسلان رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري "بهكذا خصم وهكذا مشروع يظهر انه بديل عن الحريري"، وتلميحه لامكانية عودة الأخير على حصان أبيض، اكتفى الأعور بالقول: "هذا موقف من نجيب ميقاتي، ليس أكثر".
وأعرب الأعور عن اعتقاده بأنّ الحكومة قد تصمد رغم كلّ شيء، معرباً عن تقدير الحزب الديمقراطي لمعظم الوزراء الأعضاء فيها، وإن كان سيحجب ثقته عنها. وقال: "صحيح أن لدينا معاناتنا مع هذه الحكومة، ولكنني أقدّر أنها ستصمد".
وختم الأعور حديثه لموقع المنار بتأكيده رفع الغطاء عن كلّ الحركات التي انطلقت في الشارع اعتراضاً على عدم إسناد أي حقيبة للوزير ارسلان، كاشفاً أنّ الأخير طلب منهم الانسحاب من الشوارع، واصفاً إياهم بالأناس العاطفيين الذين نزلوا إلى الشارع من تلقاء أنفسهم. لكنه شدد على أن "لا مبرر" لهذه الحركات، مؤكداً أن قطع الطرقات لا يفيد، لافتاً إلى أن الموضوع سياسي ويجب أن ينحصر في السياسة.