أبدت غالبية أسواق الأسهم في أنحاء العالم فتورا حيال اتفاق الدين الأمريكي بسبب المخاوف من تكرار السيناريو ذاته مطلع العام القادم.
أبدت غالبية أسواق الأسهم في أنحاء العالم فتورا حيال اتفاق الدين الأمريكي بسبب المخاوف من تكرار السيناريو ذاته مطلع العام القادم. ويعطي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في واشنطن الليلة قبل الماضية الادارة الامريكية سلطة وضع ميزانية مؤقتة حتى يوم 15 كانون ثاني/ يناير ويرفع سقف الدين بما يسمح فقط بقدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها حتى السابع من شباط/ فبراير القادم.
فقد سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعا طفيفا امس لتستقر بعد صعود قوي في الفترة الأخيرة إذ حول المستثمرون أنظارهم إلى أخبار الشركات بعد التوصل إلى اتفاق في واشنطن لتجنب التخلف عن سداد الديون في اللحظات الأخيرة.
وقادت شركة بي سكاي بي البريطانية لخدمات التلفزيون المدفوع صعود السوق حين ارتفع سهمها 7.1 بالمئة إذ رأى المحللون أن ارتفاع إيرادات الشركة يظهر أنها تغلبت على التحديات التي واجهتها خدماتها الرياضية من شركة بي.تي المنافسة.
واستقرت السوق بوجه عام بعد اتفاق الميزانية الأمريكية إذ اعتبر كثيرون أنه مستوعب في السوق بالفعل وشعر البعض بالقلق لكونه اتفاقا مؤقتا.
وأغلق مؤشر يوروفرست300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى مرتفعا 0.2 بالمئة عند 1268.09 نقطة بعد صعوده أكثر من ثلاثة بالمئة في الأيام القليلة الماضية بفعل توقعات بتوصل الكونغرس الأمريكي إلى اتفاق بشأن الميزانية وسقف الدين.
وانخفض مؤشر يورو ستوكس50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 0.2 بالمئة إلى 3010.39 نقطة بعد أن سجل أمس الأوب أعلى مستوى في عامين ونصف.
وفي أنحاء أوروبا ارتفع مؤشر فايننشال تايمز100 البريطاني 0.1 بالمئة، بينما هبط مؤشر داكس الألماني 0.4 بالمئة، ونزل مؤشر كاك40 الفرنسي 0.1 بالمئة. وفي آسيا كانت ردود الفعل أكثر تفاوتا بشكل طفيف. فقد حقق مؤشر نيكي القياسي في اليابان مكاسب قدرها 119.37 نقطة أو ما يوازي 0.83′ لينهي التعاملات على 14587.5 نقطة.
وتراجع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 0.57′ ليغلق على 23095 نقطة مقلصا مكاسبه الأولية مع بحث المستثمرين خطوتهم التالية عقب الاتفاق، في حين ارتفع مؤشر ستريتس تايمز في بورصة سنغافورة بنسبة 0.40′ لينهي التعاملات على 3276.6نقطة. وقال خبراء إن الخسائر لم تكن مفاجئة إذ أن الأسواق كانت قيمت بالفعل حلا مؤقتا لكن لا تزال تتخوف من عدم التوصل لاتفاق دائم.
وقال عشاق صديقي محلل في استراتيجيات السوق لدى ‘إي.تي.إكس كابيتال’ إن ‘السوق تشعر بعدم ارتياح بشأن توقعات بتكرار اللعبة نفسها باتباع سياسة حافة الهاوية في واشنطن مجددا مطلع العام القادم’. وأضاف أن الأمر ‘أكثر غموضا بشكل غير مبرر في توقيت يشهد فيه النمو الاقتصادي على مستوى العالم ضعفا في أفضل الأحوال’.
كما حذرت وسائل إعلامية صينية من الخلاف السياسي بشأن سقف الدين مشيرة إلى أن سندات الخزانة الأمريكية ربما لم تعد استثمارا آمنا. لكن سيمون أوكونور المتحدث باسم المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية قال إن الاتفاق كان ‘انتصارا للمسؤولية على حافة الهاوية’. وأضاف أن ‘هذا ما شهدناه بشكل واضح، لذا فنحن نرحب للغاية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه والذي يزيل ظلالا كبيرة كانت تظلل الاقتصاد العالمي والتعافي الوليد هنا في أوروبا أيضا’.