28-11-2024 02:39 PM بتوقيت القدس المحتلة

غاز ونفط قبالة جبل لبنان

غاز ونفط قبالة جبل لبنان

كشف وزير الطاقة جبران باسيل عن انتهاء تحليل المعطيات لمسح بحري قبالة جبل لبنان أثبت وجود 8 مكامن نفطية وغازية على الأقل تضاف الى المكامن التي كشفت سابقاً



هيام القصيفي

كشف وزير الطاقة جبران باسيل عن انتهاء تحليل المعطيات لمسح بحري قبالة جبل لبنان أثبت وجود 8 مكامن نفطية وغازية على الأقل تضاف الى المكامن التي كشفت سابقاً.

بعيداً عن السجال الدائر حول انعقاد مجلس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال لبتّ مراسيم النفط، أو حول تلزيم عشرة بلوكات نفطية أو و بلوك واحد أو خمسة، أعلن وزير الطاقة جبران باسيل لـ«الأخبار» عن اكتشاف نفطي جديد. فبعد أقل من عام على إعلان وزير الطاقة اكتشاف كميات وافرة من النفط والغاز في بحر الشمال في عدد من المكامن الجيولوجية، إثر اكتشاف النفط جنوباً، يكشف باسيل اليوم عن معلومات علمية حول كميات وافرة أيضاً من الغاز والنفط في المنطقة البحرية الواقعة قبالة جبل لبنان وبيروت والممتدة في بعض أطرافها جنوباً وشمالاً.

ويقول وزير الطاقة لـ«الأخبار» إن الاكتشاف النفطي الجديد «إثبات علمي جديد على تنوع مصادرنا النفطية والغازية، وتعدد مكامنها»، مشيراً الى أن التحاليل الاخيرة للمسح البحري أثبتت «أن لدينا كميات كبيرة وموزعة يجب أن نعرف استثمارها وتدرجها على مراحل». ويؤكد باسيل أن هذا الاكتشاف «يعزز نظرتنا الشاملة وعملنا لكل لبنان ومناطقه كافة، ويبقى أن نحسن إدارتها والعمل بشفافية حتى نؤمن أكبر إفادة للبنان».

ويشدد على أنه في ظل حكومة تصريف الاعمال «فإن عملنا لم يتوقف، والهدف منه تعزيز ثروتنا النفطية باكتشافات جديدة».
وفي تفاصيل هذا الاكتشاف الذي وصلت نتائجه في الساعات الاخيرة، أن الشركة نفسها التي تولت تحليل المعطيات التي خلصت اليها عمليات المسح عبر الطريقة الثنائية ثم الثلاثية الأبعاد، لعدد من المناطق البحرية، وأثبتت وجود المكامن النفطية السائلة والغازية فيها، أنهت أخيراً بعد عمل استمر ستة أشهر تحليل المعطيات للمسح الذي أجري على مساحة 4300 كيلومتر مربع، وخلصت الى وجود مكامن غاز ونفط مهمة فيها.

والمساحة التي يشار اليها في الخريطة المنشورة أعلاه ومخططة باللون الاحمر، تشمل البلوك الرقم 4 كاملاً وقسماً من البلوك الرقم 6 والبلوك الرقم 2 والبلوك الرقم 3 وأجزاءً بسيطة جداً من البلوك 7. ومعلوم أن وزارة الطاقة سبق أن قسمت المنطقة البحرية إلى عشرة بلوكات بحرية كإجراء ضروري يوضع أمام الشركات المعنية لانطلاق أعمال التنقيب عن النفط والغاز. والرقع البحرية المذكورة تضم كلها مكامن نفطية كبيرة، والتقسيم أخذ في الاعتبار الحفاظ على ثروة لبنان، وعلى الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، والثغر والحلول المحتملة لحل الاشكالات الحدودية مع سوريا وقبرص وإسرائيل.

وقد تبيّن من نتائج التحاليل التي أجريت على ستة مكامن جيولوجية (تظهر على الخريطة ككتل صلبة) في البلوك الرقم 4 وجود 13 تريليون قدم مكعب (tcf) من الغاز و425 مليون برميل من النفط السائل، في حين أن النتائج التي خلص اليها تحليل جزئي لمكمنين فقط، يظهران أيضاً على الخريطة ككتلتين صلبتين، من قسم من البلوك 6 (المشمول بالمساحة التي يعمل عليها حالياً) أثبتت وجود 5 تريليونات قدم مكعب (tcf). وبحسب المعطيات، فإن التحاليل لا تزال مستمرة على نتائج المسح الكامل على البلوك الرقم 4 الموجود كله داخل المساحة التي يعمل عليها حالياً إضافة الى الاجزاء المشمولة من البلوك 6.

أما بالنسبة الى الجزءين المعنيين من البلوك 2 و3 والمشمولين بالمسح الحالي فلا يزالان يخضعان للتحليل والنتائج لا تزال أولية، في انتظار استكمالها، لكنها أعطت أيضاً إشارات واعدة، مع العلم بأن المسح لا يزال مستمراً لكامل المنطقة البحرية لاستخلاص النتائج وتحليلها.

يذكر أنه بحسب المعطيات التي سبق أن أعلنتها وزارة الطاقة، فإن مكامن النفط شمالاً تقدر بـ440 مليون برميل من النفط، و15 تريليون قدم مكعب من الغاز (tcf)، وفي الجنوب 15 تريليون قدم مكعب (tcf) من الغاز أيضاً.
وأهمية المعلومات الجديدة أنها بعيدة عن التسييس وعلمية، بحسب وزارة الطاقة، وهي موضوعة أمام الشركات المهتمة باستثمار النفط في لبنان، التي بلغ عددها 46 شركة، والتي ستقرأها بعناية كما قرأت المعطيات التي سبق أن كشفتها الوزارة عن البقع النفطية في الجنوب والشمال. وإذا كانت التحاليل السابقة أثبتت في شكل قاطع وجود الغاز والنفط في بحر لبنان، تضيف المعلومات الأخيرة رصيداً جديداً الى ملف لبنان النفطي، من شأنها أن تضاعف الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي به.

وكان باسيل قد أشار قبل نحو 10 أشهر إلى معطيات مهمّة تتعلّق بمنطقة جرى تحديدها قبالة السواحل الشمالية، وتحديداً قبالة عكار وطرابلس. ووفقاً للمعلومات التي توافرت حينذاك، يُتوقع وجود ما سعته 22 تريليون قدم مكعب من الغاز في بقعة الشمال، مع احتمال وجود النفط أيضاً. وبحسب التحليلات التي أجريت للمعطيات العملية التي جرى جمعها من المسوحات المجراة في الشمال، فإن نسبة النجاح تصل إلى نحو 36 في المئة، وهي نسبة تزيد على نسبة البقعة الجنوبية التي تصل إلى 24 في المئة. وتضم بقعة الشمال خمسة مكامن جيولوجية واعدة لاختزان كميات كبيرة من الغاز.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه