ينتظرون جراحهم ان تندمل, غايتهم أن يتعافوا, لا لمجرد أن يكملوا حياتهم بشكل طبيعي فقط, بل أن يطببوا جرح وطنهم, أدواتهم الطبية التي يحملونها, بندقية وإرادة الحياة وعشق أرضهم, إنهم جنود الجيش العربي السوري
خليل موسى - موقع المنار - دمشق
ينتظرون جراحهم ان تندمل، غايتهم أن يتعافوا، لا لمجرد أن يكملوا حياتهم بشكل طبيعي فقط، بل أن يطببوا جرح وطنهم، أدواتهم الطبية التي يحملونها، بندقية وإرادة الحياة وعشق أرضهم، إنهم جنود الجيش العربي السوري، ممن يقبعون في المشافي العسكرية، منهم من يرى أنه لا يحتاج لأي مشفى فيقول عن إصابته أنها بسيطة لن تثني دفاعه عن بلده.
مر اليوم الرابع من عيد الاضحى المبارك، ختامه كان مع جرحى الجيش العربي السوري في مشفى الشهيد يوسف العظمة العسكري بدمشق، تجول موقع المنار مع فريق "منظمة الوفاء – سورية كرامتي" وهم يوزعون الازهار على الجرحى، ويقدمون لهم هدايا رمزية تفوح عبق الشعب الذي التف حول جيشه الوطني، كانت الأيدي تتشابك، الأطفال والشباب في مهمة التواصل مع الجيش، هذه المرة عن طريق جرحاه.
المديرة التنفيذية للفريق المتطوع هنادي عيسى قالت "أتينا لنرفع من معنوياتهم.. فرفعوا هم من معنوياتنا". كما أشارت في حديثها "أحببنا ان نكون إلى جانب جرحى الجيش في العيد، ولا بد من الالتفاف أكثر حولهم فهم حماة الوطن". أضاف أحد المشاركين في المبادرة " لولا الجيش السوري لما كنا اليوم نشهد العيد، والالتفاف حوله واجب وطني".
بدورهم الجنود الجرحى في المشفى، عبروا عن امتنانهم لشعبهم، وتمسكوا بالانتماء إليه، مؤكدين ما يزيدهم قوة ومنعة، هو التفاف الشعب حولهم، متمنين أن يتعافوا بأسرع وقت ليعودوا إلى ساحات المواجهة، ويتابعوا ما بدأوه من مقاومة ودفاع عن الوطن.
أغلب الإصابات التي يعاني منها الجرحى، هي نتيجة القنص الذي وصفوه بالغادر، حيث القناصات المستعملة ضدهم، مصدرها "الناتو" وهي ذات طلقات متفجرة، لكن عزيمة الجنود تأبى أن تتراجع مهما كانت اصاباتهم بالغة، كما قال الكثير ممن التقيناهم في المشفى.
الجيش الذي يعتبر مهمته مقدسة، أصر على متابعتها حتى النهاية، النهاية بالنسبة له هي أن يطهر كامل تراب بلاده مما أصابه، ويعتبر أبناؤه أنه حتى لو تعافت جراحهم الجسدية، فلن تتعافى أرواحهم إلا بإزالة آخر مسلح عن أرض سورية، حينها سيحتفلون بنصرهم الذي يرونه قريبا.