أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 22-10-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 22-10-2013
وول ستريت جورنال: رئيس المخابرات يبتعد بالسعوديين عن الولايات المتحدة؛ تحرك الأمير بندر يثير التوترات بشأن السياسات في سوريا وإيران و مصر
قال رئيس الاستخبارات السعودية لدبلوماسيين أوروبيين هذا الأسبوع انه يخطط لتقليص التعاون مع الولايات المتحدة لتسليح وتدريب الثوار السوريين احتجاجا على سياسة واشنطن في المنطقة وفقا لمشاركين في الاجتماع. ويزيد تحرك الأمير بندر بن سلطان من التوترات في نزاع متزايد بين الولايات المتحدة واحد أقرب حلفائها العرب بشأن سياسيات سوريا وإيران ومصر. وقد جاء هذا التحرك بُعيد قرار مفاجئ للمملكة العربية السعودية يوم الجمعة برفض عضوية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال دبلوماسيون هنا أن الأمير بندر، الذي يقود جهود المملكة لتمويل وتدريب وتسليح الثوار الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد، دعا دبلوماسي غربي إلى مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع للتعبير عن إحباط الرياض من إدارة أوباما وسياساتها الإقليمية، بما في ذلك قرار عدم قصف سوريا ردا على استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية في آب.
ونقل الدبلوماسيون عن الأمير بندر قوله بشأن قرار السعودية رفض عضوية مجلس الأمن "كانت هذه رسالة للولايات المتحدة، وليس للأمم المتحدة". وتتخذ القرارات العليا في المملكة العربية السعودية من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وليس معروفا ما إذا كانت تصريحات الأمير بندر تعكس قرارا من الملك، أو محاولة من جانب الأمير بندر للتأثير على الملك . وقال الدبلوماسيون أن الأمير بندر قال لهم انه ينوي التراجع عن شراكة مع الولايات المتحدة كانت وكالة الاستخبارات المركزية والهيئات الأمنية التابع للدول الأخرى تقوم بموجبها بالمساعدة على تدريب الثوار السوريين بشكل سري لمحاربة الأسد. ونُقل عن الأمير قوله أن المملكة العربية السعودية ستعمل بدلا من ذلك مع حلفاء آخرين في هذا الجهد، بما في ذلك الأردن وفرنسا.
وقال مسؤولون أمريكيون أنهم فسروا رسالة الأمير بندر لدبلوماسي غربي كتعبير عن سخط يهدف لدفع الولايات المتحدة في اتجاه مختلف . وقال مسؤول أمريكي كبير "من الواضح انه يريدنا أن نقوم بما هو أكثر". وقد التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في باريس يوم الاثنين. وقال مسؤولون مطلعون على الاجتماع أن السيد كيري حث السعوديين على إعادة النظر في قراراهم رفض عضوية الأمم المتحدة لكنه قال أن الأمير سعود لم يثر مخاوف الأمير بندر . وقال مسؤولون أن هذا قد يوحي بأنه هناك انقسامات داخل المملكة حول كيفية الضغط على الولايات المتحدة للعب دور عملي أكثر .
وقد روى دبلوماسيون ومسؤولون مطلعون على الأحداث حادثتين لم يُكشف عنهما سابقا خلال الاستعدادات لإحباط الضربة الغربية على سوريا التي يزعم أنها وترت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة أكثر. ففي الفترة التي سبقت الضربات الأمريكية المتوقعة، قال مسؤول مطلع على ما جرى أن القادة السعوديين طلبوا خططا مفصلة من الولايات المتحدة للسفن البحرية التي ستنشر لحراسة مركز النفط السعودي في المنطقة الشرقية خلال أي هجوم على سوريا . وقال المسؤول أن السعوديون فوجئوا عندما قال لهم الأمريكيون أن السفن الأمريكية لن تكون قادرة على توفير الحماية الكاملة للمنطقة النفطية .وبخيبة أمل قال السعوديون للولايات المتحدة أنهم منفتحون على أية بدائل لشراكة الدفاع القديمة بينهم، مؤكدين أنهم سيبحثون عن أسلحة جيدة وبأسعار جيدة، أيا يكن المصدر، حسبما ذكر المسؤول. في الحادثة الثانية، وصف دبلوماسي غربي المملكة العربية السعودية بالحريصة على المشاركة العسكرية في ما كان يفترض أن يكون ضربة عسكرية تقودها الولايات المتحدة على سوريا. وكجزء من ذلك، طلب السعوديون إعطاءهم لائحة الأهداف العسكرية للضربات المقترحة. وقال الدبلوماسي أن السعوديين لم يحصلوا على تلك المعلومات.
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع إن الولايات المتحدة تبقى "ملتزمة التزاما تاما بالتعاون الأمني" مع المملكة العربية السعودية، وستواصل العمل مع المملكة للتخطيط لحالات الطوارئ الأمنية المختلفة . وقال المسؤول "إن المزاعم بأننا لن نؤيد المملكة تأييدا تاما في وقت الأزمات غير دقيق بالكامل" . وقال دبلوماسي أوروبي كبير " السعوديون مستاؤون جدا . إنهم لا يعرفون مقصد الأمريكيين"...
وتخلص الصحيفة مشيرة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لم يتلق حتى الآن، إشعارات رسميا من السعودية برفض مقعدها في مجلس الأمن. وهو ما يراه بعض الدبلوماسيين فرصة لإقناع السعودية بالعدول عن قرارها، لافتين إلى أن لقاء الجاري حاليا في باريس ربما يعد أيضا فرصة مهمة لإصلاح العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، التي تعد أكبر قوة نفطية وحليف رئيسي لواشنطن في المنطقة.
الفاينانشال تايمز: الغضب السعودي لن يهز الأمم المتحدة
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالاً لمراسلتها رولا خلف بعنوان "الغضب السياسي السعودي لن يؤثر على الأمم المتحدة". وقالت خلف إن "السعودية تعبر عن غضبها إزاء بعض القرارات السياسية على مستوى جديد للغاية". وأضافت خلف أن "السعودية رفضت الموافقة على الحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وهي التي حاولت جاهدة الحصول على هذه العضوية لمدة سنتين". وأوضحت أن "الأمم المتحدة لن تهتز بالموقف السعودي الأخير، وإن اعتقدت السعودية أن قراراها رفض العضوية سيتسبب في ذلك"، مشيرة إلى أن "الخاسر الأكبر من هذه المسرحية الهزيلة هو السعودية". ورأت المراسلة أن السعودية عللت اعتذارها عن قبول العضوية غير الدائمة في الأمم المتحدة بسبب عجز المنظمة الدولية عن حل الصراع الإسرائيلي - العربي الذي ما زال مستمراً منذ 65 عاماً، والسماح للنظام السوري بقتل و"حرق" أبناء شعبه من خلال استخدامه للأسلحة الكيماوية، بينما العالم يتفرج دون اتخاذ أي عقوبات رادعة. وأشارت المراسلة إلى أنه "بالرغم من أن الحصول على عضوية مجلس الأمن لن يكون أمراً مريحاً لبلد مثل السعودية التي تفضل العمل خلف الكواليس وعقد الصفقات السرية على العمل في إطار دبلوماسي عام. وختمت خلف بالقول إن "الغضب السعودي لن يؤثر على مجلس الأمن أو يدفع إلى وضع مزيد من الضغوط لحل الصراع الدائر في سوريا، أو انتهاج سياسات أفضل للتعامل".
الإندبندنت البريطانية: مؤتمر سوريا فرصة حقيقية للتقدم
استهلت صحيفة الإندبندنت افتتاحيتها في الشأن السوري بأن اجتماع أمس بلندن فرصة لإحراز تقدم أخير، مؤكدة أنه مع المأزق العسكري هناك لا يوجد بديل عن السعي لحل سياسي. وقالت الصحيفة إن الرسائل المختلطة في مطلع الأسبوع بشأن المؤتمر الدولي الذي تأخر كثيرا بالكاد تبشر بالخير. فبمجرد أن أوضح رئيس الجامعة العربية أن مؤتمر "جنيف 2" سيبدأ يوم 23 تشرين الثاني القادم، نفى مبعوث الأمم المتحدة أن يكون قد جرى تحديد موعد، وقال إن المحادثات مع قطر وتركيا، وبعد ذلك مع الولايات المتحدة وروسيا، يجب أن تتم أولا. وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع أمس في لندن بين مجموعات المعارضة السورية و11 ممن يطلق عليهم أصدقاء سوريا، ومنهم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، لا يقل أهمية عن كل ذلك. وتعتقد الصحيفة أن هناك مجموعة من الصعوبات تقف أمام إقناع المعارضة السورية بالجلوس إلى طاولة التفاوض يوم 23 تشرين الثاني أو في أي موعد آخر. ولكن من دونها لا يمكن أن يتم مؤتمر "جنيف 2". وأردفت أنه يجب على المعارضة المعتدلة أن تغتنم فرصة المحادثات أو المخاطرة بأن تدفع مقدما ثمن الزعم الباطل لبشار الأسد بأن عنفه المروع هو استجابة ضرورية للإسلام السياسي المتنامي. لكن كامل المسؤولية، كما تقول الصحيفة، لا تقع على عاتق المعارضة، وقبل كل شيء يجب على المجتمع الدولي أن يقف معا وهذا ليس مستحيلا. ففي أعقاب هجمات الغاز على الغوطة في آب الماضي كان الضغط الروسي بقدر التهديد الأميركي بضربات جوية هو الذي غل يدي الأسد. وأضافت أن الزخم يجب أن يستمر وأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا بجب أن تواجه بنفس السرعة التي اتبعت مع قضية الأسلحة الكيميائية. وهذا يعني بطبيعة الحال المزيد من المساعدات، لكنه يعني أيضا جبهة موحدة في المطالبة بخطط انتقالية ذات مغزى من نظام الأسد، وهذا معناه أيضا الخوض في مسائل دبلوماسية صعبة مثل إشراك إيران. وختمت إندبندنت بأنه رغم كل هذه التحديات الهائلة فإنه ليس هناك بديل آخر. وأضافت أنه حتى إذا كان اجتماع لندن بنّاءً فإنه ليس سوى خطوة صغيرة على الطريق الطويل والشاق إلى جنيف. ولكن خطوة صغيرة واحدة أفضل من لا شيء على الإطلاق.
نيويورك تايمز: تنظيم القاعدة يقوِّض مساعي السلام في سوريا
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم أن الجماعات المسلحة المرتبطة بحركة تنظيم القاعدة في سوريا تعرقل مساعي إحلال السلام في سوريا وإنهاء حالة إراقة الدماء المتصاعدة. ونقلت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية - قوله إنه في الوقت الذي تتسارع فيه الاستعدادات لعقد مؤتمر سلام في جنيف لبحث الحرب الضارية في سوريا، تقوض الجماعة التي تسمى "الدولة الإسلامية للعراق والشام" فرص التفاوض الرامية إلى إنهاء هذا الصراع الدامي. وأضاف المسؤول الأمريكي إن هذه الجماعة تتحدى بشكل صارخ الجماعات الثورية المعتدلة بإجبارهم على القتال في جبهتين وإلهائهم عن القتال مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد .. كما تساعد الجماعة مساعي الأسد بشأن تصوير الصراع في سوريا على أنه عملية شد وجذب بين الحكومة والجهاديين. ورأى المسؤول أن هذه العوامل تمنح الأسد قسطا من الراحة والثقة كما تجعل مهمة الحصول على تنازلات من النظام خلال طاولة التفاوض أمرا في غاية الصعوبة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى، الذي وصل أمس الاثنين العاصمة الفرنسية باريس في أول محادثات دبلوماسية تخص منطقة الشرق الأوسط في عواصم أوربية، سيلتقي بعدد من الدبلوماسيين من 10 دول في لندن لبحث التجهيزات لعقد مؤتمر سلام حول سوريا. وتابعت الصحيفة أن الهدف الأساسي من مؤتمر السلام المنتظر عقده الشهر القادم في جنيف على الرغم من عدم تحديد الموعد حتى الآن، يتمحور في تشكيل حكومة انتقالية بموافقة الشعب السوري لكن لا تشمل مشاركة الأسد. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تشير فيه الإدارة الأمريكية إلى تصاعد دور العناصر المتطرفة في سوريا، لا تزال سياستها هدفا للنقاد الذين يقولون إن الولايات المتحدة تقدم مساعدة ضئيلة ومتأخرة جدا للمعارضة السورية المعتدلة.
إسرائيل تايمز: توزيع مساعدات "إسرائيلية" في الأردن بصمت
ذكرت صحيفة إسرائيل تايمز أن مساعدات إسرائيلية تقدم للاجئين السوريين في كل من مخيمي الزعتري ومريجب الفهود دون علم اللاجئين كونها إسرائيلية. وتقول الصحيفة، في تقرير نشرته الاثنين ' قد لا يعلم اللاجئون السوريون ان طعامهم ومواد التنظيف التي شكروا موزعيها قادمة من متبرعين ومنظمات يهودية من ضمنها 'يو جي اي' اليهودية الكندية و 'اي جي سي' ومنظمة الإغاثة العالمية اليهودية ومنظمة بيريز'. وتشير إلى أن توزيع المساعدات يتم بالتعاون مع منظمات المجتمع المحلي ومتطوعين اردنيين بمساعدة متطوعين قادمين من إسرائيل.وذكر التقرير 'قدمت هذه المنظمات المساعدة لما يقرب الــ 125 عائلة لاجئة'، وهي مساعدات 'حوت على أكياس أرجوانية اللون داخلها العدس الرز والسكر ومواد أخرى تم تحضيرها من قبل منظمات محلية بدعم إسرائيل'. وينقل التقرير عن المتطوعين الإسرائيليين قولهم 'بالنسبة لنا، هذا ليس له علاقة بسياسة بلدنا، لان الناس في موقف صعب، نحن نعلم أن هناك عداء بين الحكومات، ولكن هنا نحن نسعى لإحداث الفرق وتقديم المساعدة الإنسانية يهود ومسيحيين'. ويتابعون 'نحن لم نأت هنا كممثلين لنتنياهو أو حزبه .. نحن هنا لمساعدة الناس'. ويقول احد مدراء منظمة اردنية اسمته الصحيفة 'علي': إن الناس الجوعى لا تكترث من أين تأتي المساعدات المهم أن يحصلوا عليها ولكن النظام السوري يقوم بابتزاز هؤلاء باتهامهم بأنهم مدعومون من إسرائيل'. وتقول متطوعة أخرى من الجانب الإسرائيلي 'إننا نأتي هنا بصمت توزع المساعدات ونرحل'. ويشكل السوريون، بحسب الأرقام الرسمية، نحو 15 بالمائة من عدد السكان في الأردن، 146 ألف منهم يعيشون في مخيمات والباقي يقطنون مختلف مدن وقرى المملكة، و560 ألفا يحملون صفة اللجوء ويتلقون معوناتهم من المنظمات الدولية والباقي يعيشون على حساب الدولة.
الاندبندنت البريطانية: الروبوت الممرض
نشرت صحيفة الاندبندنت مقالاً لمراسلها في بيروت فرديناند فان تيتس بعنوان "الروبوت الذي بإمكانه إنقاذ حياة العديد من المصابين السوريين". ووصف تيتس في مقاله أحد أكثر المشاهد المأساوية المتكررة في سوريا، ألا وهو الإصابة برصاصات القناصة والخوف من إسعاف هؤلاء الجرحى خوفاً من تعرضهم للإصابة أو الموت خلال إسعافه. ورأى كاتب المقال أن "القناصة أضحوا اليوم بلا شفقة"، مضيفاً أن هذا "المشهد يتكرر للأسف يومياً في سوريا". وألقى المقال الضوء على مصمم الروبات، أحمد حيدر، الذي صمم روبوت قادر على إنقاذ أرواح العديد من الجرحى السوريين. وروى حيدر حادثة أجبرته على التفكير في إيجاد حل لإنقاذ الجرحى المصابين برصاص القناصة. وتتلخص الحادثة في إصابة أحد أقرباء تلاميذه برصاصة في ساقه من قبل القناصة، وما هي إلا دقائق ويمطره القناصه برصاصة قاتلة في رأسه خلال 30 دقيقة، وأضاف حيدر أنه لم يتجرأ أحد على إنقاذه، وباءت كل محاولتهم بالفشل، رغم استخدامهم الأسلاك المعدنية والحبال لإبعاده عن المكان قبل أن يتلقى رصاصة في عنقه أودت بحياته. ووضع حيدر خبرته في مجال الروبوتات لبناء "روبوت يعمل ممرضا لنقل المصابين من موقع المعركة إلى مكان آمن". وأطلق عليه اسم "روبوتينا"، وقال إنه مصمم لنقل الجرحى من مرمى القناصة إلى مكان آمن لتلقي العلاج. و"الروبوت الممرض" ضخم نسبياً مقارنة بالروبوتات الأمريكية والإسرائيلية، وقد صممها حيدر لتكون ضخمة لتحمي الجرحى من إصابتهم برصاصات أثناء نقلهم إلى بر الأمان لتلقي العلاج. وقال حيدر إنه "يحتاج إلى الإسراع في تصميم هذه الروبوتات"، مضيفاً أن "حلب تحتاج لنحو 6 روبوتات نظراً لأنه يصاب فيها حوالي 6 أشخاص يومياً برصاص القناصة.
واشنطن بوست: كيف يمكن أن يكون الاتفاق النووي مع إيران
مع انطلاق الجولة الأولى من المحادثات النووية مع إيران في ظل وجود فريق تفاوض جديد يتحلى بالواقعية، انتقل الجدل السياسي في واشنطن حول إيران من الحديث عما إذا كان التوصل إلى اتفاق هو أمراً ممكناً إلى نوع الاتفاق المقبول. وفي حين أن مثل هذه المناقشات يمكن أن تعكس في كثير من الأحيان مناخاً مرتبكاً يتضمن عدد أجهزة الطرد المركزي ومستويات التخصيب، إلا أن هناك في الواقع مسارين مختلفين للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. المسار الأول هو أن تحصل إيران على تخفيف للعقوبات مقابل وضع قيود صارمة على أنشطتها النووية، مثل تقييد تخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة. وسوف يعتمد نجاح مثل هذا الاتفاق على ضمان عدم قدرة إيران على استخدام أنشطتها النووية المعلنة كغطاء لأنشطة سرية تهدف إلى تطوير سلاح نووي. كما سوف يعتمد على ضمان عدم القدرة على التراجع بسهولة عن الاتفاق الذي يتم التوصل إليه، بحيث لا تستطيع طهران النكوث عن وعودها بمجرد تخفيف الضغط. وهناك طرق يمكن من خلالها جعل التراجع عن تخفيف العقوبات أكثر سهولة – على سبيل المثال، من خلال توجيه مدفوعات النفط إلى طهران عبر آلية واحدة يمكن إعاقتها في حالة عدم الامتثال - لكن أياً من هذه الطرق ليس آمنا تماماً. إن فعالية واستمرارية أي اتفاق بشأن التخصيب المحدود سوف تعتمد على الشفافية الإيرانية. وحتى يكون الأمر مجدياً، يجب أن تتضمن تدابير الشفافية السماح للمفتشين بالوصول غير المقيد إلى المواقع التي يختارونها، وعدم اقتصار زياراتهم على المواقع التي يعلنها المسؤولون الإيرانيون، وتقديم تقارير شاملة حول الأنشطة النووية الإيرانية السابقة والحالية، بما في ذلك العناصر العسكرية لبرنامجها النووي، مثل أبحاث التحويل إلى أسلحة نووية.
إن المصارحة بهذه الطريقة هو شرط أساسي لنجاح أي اتفاق يترك وراءه قدرات نووية مزدوجة الاستخدام. ومن الملفت للانتباه هنا أن الدول التي كشفت عن أسرارها النووية، مثل جنوب أفريقيا، قد مضت قدماً في التعاون بشكل سلمي مع المجتمع الدولي في مجال الطاقة الذرية. أما الدول التي واصلت التشويش والمراوغة رغم الاتفاقات، مثل كوريا الشمالية، فقد عانت من عزلة أعمق وتوترات خارجية. ويبدو أن إيران تفضل النموذج الأخير. فعلى الرغم من أن مسؤوليها يعربون عن رغبتهم في التعاون، إلا أنهم لا يزالون يرفضون الأدلة التي يدّعون أنها "مزاعم لا أساس لها" والتي تعتبرها «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» "موثوقة" ومفادها أن إيران انخرطت في أعمال نووية مرتبطة بتصنيع الأسلحة. ولا تزال إيران ترفض زيارة المفتشين إلى المواقع النووية المشتبه بها والسماح لهم بالتحدث مع أفراد رئيسيين، وتسعى للحد من أنشطتهم وقصرها داخل حدود برنامجها النووي المُعلن. وحتى في ظل أفضل الظروف، فإن الأمر سيستغرق الكثير من الوقت للثقة بأن إيران قد تخلت فعلاً عن طموحاتها لامتلاك أسلحة نووية. وسوف يشك حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل ودول الخليج في نوايا إيران، بينما سيتخذ الإيرانيون موقفاً متشدداً حيال التدخل المصاحب لعمليات التفتيش. وفي ظل غياب أي تحول استراتيجي من قبل إيران، فإن الاتفاق على التخصيب المحدود يرجح أن يزيد من تلك التوترات بدلاً من أن يبددها: سوف تسعى إيران إلى إخفاء أو إنكار الأنشطة التي تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها أدلة مقنعة بشأنها؛ كما سيسعى خصوم إيران إلى مضاهاة قدراتها النووية؛ فضلاً عن أن الحلفاء السابقين مثل روسيا والصين سوف ينشقون عن الائتلاف غير المحتمل الذي تقوده واشنطن حالياً.
إن عدم احتمال حدوث تغيير جذري في رأي القادة الإيرانيين يشير إلى مسار ثانٍ أكثر وضوحاً للتوصل إلى اتفاق: مطالبة إيران بتفكيك برنامجها النووي مقابل أي تخفيف للعقوبات التي سوف تزداد لو رفضت طهران الرضوخ. وفي هذا النموذج، سيتعين على إيران تعليق التخصيب – والأنشطة المرتبطة بإعادة المعالجة وفقاً لما طالب به مجلس الأمن الدولي، وتفكيك منشآتها للتخصيب الواقعة تحت الأرض في فوردو وتصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب فضلاً عن خطوات أخرى. إن الاعتراض الواضح على مثل هذا الاتفاق هو أنه قد يكون من الصعب للغاية إنجازه؛ بل حتى المفاوضون الأمريكيون وصفوا هذا الموقف بأنه "مثالي". إلا أن أي اتفاق يجب تقييمه بالمقارنة مع البدائل المعقولة، وليس بمعزل عنها، والبدائل المتاحة لإيران قاتمة. فاقتصاد إيران يواجه ضغوطاً حادة بسبب العقوبات. ولو حاولت إيران "تجاوز العتبة النووية" لتصنيع سلاح نووي، فقد أوضحت الولايات المتحدة وإسرائيل أنهما ستوجهان إليها ضربة عسكرية مدمرة. وعلى عكس الرأي السائد، فإن الوقت ليس في صالح إيران. فمع مرور كل يوم، يزداد تعمق الأزمة الاقتصادية في إيران ويتوسع برنامجها النووي. ولكن على الرغم من أن الأزمة الاقتصادية تُهدد رفاهية إيران، إلا أن توسع برنامجها النووي لا يحسنها. فزيادة مخزونها من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم يُقرِّبها من "الخطوط الحمراء" الغربية فيما لا يجعلها أقل عرضة للهجوم.
وتمتلك الولايات المتحدة نفوذاً قوياً في المحادثات النووية: فموقفها في التفاوض معقول بشكل واضح. كما أن الغرب يعرض على إيران شيئاً تحتاجه بشدة – وهو تخفيف العقوبات – مقابل شيء له القليل من الاستخدام الظاهري – وهو التخصيب وإعادة المعالجة – في ضوء تنصلها من السعي لتصنيع أسلحة نووية. وهذا موقف لا يكاد يكون مثالياً. من الجدير بالثناء أن الولايات المتحدة وحلفاءها يأملون بجدية في أن تسلك إيران مسار الشفافية والتعاون الحقيقيين؛ وفي الواقع أن "هجوم الرئيس حسن روحاني الجذاب" مضللاً إلى درجة كبيرة لأنه يداعب تلك الآمال. إلا أن الولايات المتحدة لا تستطيع إجبار إيران على إحداث مثل هذا التغيير الجذري في مسارها - وربما لا يستطيع روحاني أيضاً فرض تغيير كهذا. ومع ذلك، تأمل واشنطن من خلال الثبات والحزم على طاولة المفاوضات والثقة في نفوذها أن توضح البدائل بصورة جلية وترغم طهران على مواجهة عواقب خياراتها بدلاً من التهرب منها.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• تفشي محتمل لمرض شلل الأطفال في سوريا.
الاندبندنت البريطانية
• المعارضة السورية تلتقي داعميها في لندن قبيل القمة.
الغارديان البريطانية
• هيومان رايس ووتش: غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار يمكن أن تكون جرائم حرب.
• إيران تعطي روسيا طائرة بدون طيار محلية الصنع كدليل على الإنتاج الضخم.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها