أعلن وزير المهجرين في الحكومة اللبنانية الجديدة علاء الدين ترّو أنّ الحكومة هي حكومة مواجهة بالفعل، موضحاً أنها حكومة مواجهة كلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إضافة إلى الضغوطات الغربية
حسين عاصي
الحكومة تستطيع تحصين لبنان بوجه التداعيات الاقليمية
لن نسعى لمواجهة أي فريق داخلي.. ونريد لم الشمل
جميع المشاكل تُحَلّ بالحوار.. وارسلان كان يجب أن يكون أهدأ
كلّ المناطق بما فيها محافظة البقاع ممثلة في الحكومة
الاتصالات ذللت العقبات ومبادرة بري توجت ولادة الحكومة
أعلن وزير المهجرين في الحكومة اللبنانية الجديدة علاء الدين ترّو أنّ الحكومة التي شكّلت برئاسة نجيب ميقاتي هي حكومة مواجهة بالفعل، موضحاً أنها حكومة مواجهة كلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إضافة إلى الضغوطات الغربية، مشدداً على أنّها لا تهدف لمواجهة أي فريق داخلي لبناني بل تريد لمّ الشمل.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أنّ هذه الحكومة تستطيع أن تحصّن لبنان في وجه التداعيات الاقليمية والضغوطات الدولية، مشيراً إلى أنّ رئيسها نجيب ميقاتي كان واضحاً عندما حدّد سياسة هذه الحكومة من مختلف الاستحقاقات.
وفيما أعرب عن اعتقاده بأنّ جميع المشاكل تُحلّ بالحوار، معتبراً أنّ الوزير طلال ارسلان كان يجب أن يكون أهدأ في هذا الاطار، استغرب ترو المواقف المخالفة للمنطق والواقع التي صدرت من تشكيل الحكومة عمّن كانوا حتى الأمس القريب يتهمون الأكثرية الجديدة بالعجز عن تأليف الحكومة.
الحكومة ستواجه الأزمات.. بشعار الوحدة
الوزير ترّو، الذي تحدث لموقع المنار في وقت كان يواصل تقبل التهاني بمنصبه الحكومي الجديد، اعتبر أنّ الحكومة التي شكّلت يوم الاثنين برئاسة نجيب ميقاتي جيّدة تستطيع أن تقوم بالأعباء المطلوبة منها خصوصاً في مواجهة المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية المحدقة بالبلاد من كلّ حدب وصوب.
ورأى ترّو أنّ هذه الحكومة تستطيع أن تحصّن لبنان في وجه التداعيات الاقليمية والضغوطات الدولية، كما أنّها أيضاً حكومة هذا الظرف الصعب والدقيق الذي تمرّ به المنطقة على مختلف الصعد.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت هذه الحكومة هي حكومة مواجهة كما تصوّرها بعض الأوساط، قال ترّو: "نعم، هي حكومة مواجهة". ولكنّه أردف: "هي حكومة ستعمل لمواجهة كلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إضافة إلى الضغوطات الغربية التي يتعرّض لها الوطن". لكنّ الوزير ترو أكّد في المقابل أنّ هذه الحكومة لا تهدف لمواجهة أيّ فريق داخلي لبناني، معتبراً أنّها تريد جمع الشمل وتوحيد اللبنانيين، مشدّداً على أنّ الوحدة الوطنية هي الأساس.
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية للحكومة العتيدة وما إذا كانت ستلتزم الاتفاقيات الدولية ومنها على سبيل المثال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أشار ترّو إلى أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حدّد في خطابه من قصر بعبدا بالأمس وجهة نظر الحكومة من مختلف الملفات من المحكمة إلى القرار الاتهامي والسلاح وكان واضحاً في مقاربته لكلّ الملفات.
انتقاداتهم مخالفة للمنطق والواقع
واستغرب الوزير ترو الانتقادات التي تصوّب بوجه الأكثرية الجديدة على خلفية تشكيل هذه الحكومة وحديث بعض القوى السياسية عن ضوء أخضر إقليمي أتى فجأة وأدى لتشكيل الحكومة. وذكّر ترو بأنّ هؤلاء المنتقدين هم أنفسهم الذين كانوا يهاجمون الأكثرية الجديدة ويتهمونها بالعجز عن تشكيل الحكومة، فإذا بهم يستغربون كيف شكّلت فجأة، واصفاً هذه الانتقادات بالمخالفة للمنطق والواقع.
وأشار ترو إلى أنّ الاتصالات التي تكثفت منذ منتصف الأسبوع الماضي، في إشارة إلى لقاء القمة الذي جمع قيادات الأكثرية الجديدة في المجلس النيابي على هامش الجلسة التشريعية التي كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد دعا إليها، أدت لتذليل كل العقبات التي بقيت عالقة حتى اللحظات الأخيرة.
ونوّه أيضاً بمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تخلى عن مقعد وزاري لصالح فيصل كرامي، الذي حصل بموجب ذلك على حقيبة الشباب والرياضة، معتبراً أنّ هذه المبادرة ساهمت مساهمة جوهرية في ولادة الحكومة الميقاتية.
كان على ارسلان أن يكون أهدأ
ورداً على سؤال عن الاعتراضات التي واجهتها الحكومة الجديدة بعد لحظات قليلة على إعلانها، أعرب الوزير ترّو عن اعتقاده بأنّ كلّ المواضيع تُحَلّ بالحوار والكلام الهادئ، بعيداً عن التشنج. ولفت ترّو إلى أنّ الاعتراضات أمر بديهي وطبيعي في أيّ حكومة، مشيراً إلى أنّها كانت موجودة حتى في أيام حكومة الوحدة الوطنية.
ورفض ترو الحديث عن تهميش مناطق معيّنة في الحكومة الميقاتية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر منطقة البقاع حيث احتجّ المواطنين على تجاهلهم في الحكومة الجديدة. وأكّد ترو أنّ كلّ المناطق اللبنانية ممثلة في هذه الحكومة، بما فيها منطقة البقاع التي تمثلت على صعيد المحافظة بثلاثة وزراء هم وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ووزير الثقافة كابي ليّون ووزير الزراعة حسين الحاج حسن.
ورداً على سؤال عن الموقف الذي أطلقه الوزير طلال ارسلان اعتراضا على ما اعتبره تهميشا له في الحكومة باسناد وزارة دولة دون حقيبة له، رأى ترو أنّ الوزير أرسلان كان يجب أن يكون أهدأ لأنّ الأمور كلّها تُحَلّ بالنقاش داخل الفريق الواحد.
سنستكمل برنامج العودة
الوزير ترو، الذي يدخل نادي الوزراء في لبنان للمرّة الأولى من بوّابة وزارة شؤون المهجّرين، لم يشأ الدخول في تفاصيل وزارته وشؤونها وشجونها قبل تسلّمها رسمياً من سلفه وزميله في الحزب التقدّمي الاشتراكي الوزير أكرم شهيّب.
وقال ترو لموقع المنار: "عندما نصل إلى هناك سنرى ما هو الموجود وما هو المطلوب وما هو المأمول". وشدّد ختاماً على أنه يضع نصب عينيه وجوب استكمال برنامج العودة الذي بدأ مع الوزراء السابقين، ولا سيّما الوزير شهيّب.