تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 25-10-2013 مجموعة من الاحداث المحلية اهمها التطورات الامنية المتدهورة شمالا من احتدام حدة الاشتباكات في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 25-10-2013 مجموعة من الاحداث المحلية اهمها التطورات الامنية المتدهورة شمالا من احتدام حدة الاشتباكات في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية.
السفير
الجولة 17 تقطع شرايين طرابلس
لبنان لن ينأى بنفسه عن «جنيف 2»
وكتبت صحيفة السفير تقول "مع بدء العد العكسي لمؤتمر «جنيف 2»، ينتظر أن تكون الأسابيع الفاصلة عن موعده المبدئي في الثالث والعشرين من تشرين الثاني المقبل، حافلة بالمعطيات السياسية، إقليمياً ودولياً، وبالتطورات الميدانية، في سوريا.. وعلى حدودها مع لبنان.. والأخطر في الداخل اللبناني.
واذا كانت المشاورات التي جرت بين رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، قد أفضت الى اتخاذ قرار مبدئي بمشاركة لبنان في «جنيف 2»، فإن مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك كشفت لـ«السفير» أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومساعده السياسي جيفري فيلتمان سألا الرئيس ميقاتي خلال اجتماعه بهما في نيويورك، الأسبوع الماضي، عن إمكان مشاركة لبنان واحتمال أن ينسحب النأي بالنفس عن الأزمة السورية، على مشاركة كهذه، فكان جواب ميقاتي أن النأي بالنفس ينسحب على الاعتبار الأمني والعسكري بالدرجة الأولى، لكن عندما ينعقد مؤتمر دولي بمشاركة جميع الأطراف الإقليمية، فان لبنان صاحب مصلحة في كل ما من شأنه أن يؤدي الى وقف حمام الدم وتأكيد وحدة سوريا أرضاً وشعباً ومؤسسات.
وأضاف ميقاتي، وفق المصادر نفسها، أن لبنان يتأثر بدرجة كبيرة بالأزمة السورية بكل أبعادها، وخاصة قضية النازحين، وبالتالي سيكون عنصراً مشجعاً لأية تسوية تؤدي الى وقف النار، ووضع سوريا على سكة الحل السياسي وإطلاق ورشة المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار وعودة النازحين الى ديارهم.
وقد كانت قضية مشاركة لبنان في «جنيف 2» في صلب المشاورات التي أعقبت الاجتماع الأمني الذي عقد، أمس، في القصر الجمهوري في بعبدا، وشدّد خلاله رئيس الجمهورية على أهمية التمسك بإعلان بعبدا وتحييد لبنان والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة واستئناف الحوار الوطني.
وعلم أن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي سيصل الى بيروت مساء غد على الأرجح، وسيتوجه في اليوم التالي الى دمشق حيث سيمضي فيها حوالي 48 ساعة، على أن يغادرها عن طريق بيروت، بعد أن يجري فيها سلسلة لقاءات تشمل سليمان وميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، علماً أن رئيس الجمهورية سيغادر بيروت الأحد المقبل الى النمسا في زيارة تستمر حتى مساء الثلاثاء المقبل، تلبية لدعوة رسمية من نظيره النمساوي هاينز فيشر.
وفي مــوازاة ذلــك، شكــل الجــرح الطرابلــسي النازف، دليلاً إضافياً، على تحــول هــذا «الميــــدان الشمالي» الى «صنـــدوق بريد» أو ما يشبه «التنفيسة» اللبنانية لتلك النــيران المســتعرة خلــف الحــدود الـــشرقية.
فقد حاولت الدولة، أمس، التقاط المبادرة في طرابلس، في اليوم الخامس على النزف المتجدد الذي حصد ثلاثة قتلى و45 جريحاً وتسبب بتعطيل الحياة في المدينة على مختلف المستويات. وإذا كان التحدّي الذي يمثّله الفلتان الأمني في المدينة قد نجح في فرض جولة جديدة من الاشتباكات، فإن ما حملته من دلالات، سياسية وميدانية، يشي بأن هذه الجولة حصلت بدفع خارجي حاول اللعب بورقة طرابلس في سياق الصراع الدائر في سوريا، وبالتالي فإن الإجراءات التي اتخذها الاجتماع الأمني في بعبدا أمس، تسعى لتعطيل الاستثمار السياسي الخارجي لورقة طرابلس الأمنية، وهو أمر سيكون صعباً ومعقّداً، لأن المعنيين بهذا الاستثمار لن يتنازلوا عن هذه الورقة بسهولة، خصوصاً أنه أصبح لديهم أكثر من طرف إصبع ممسك بها ويتحكّم بإدارة القرار الأمني في المدينة، ما يعني أن المواجهة ستكون مفتوحة بين الأجهزة الأمنية التي حمّلها رئيس الحكومة «مسؤولية تاريخية»، وبين الساعين إلى الاحتفاظ بأمن طرابلس.
وفي ظل هذه المواجهة، بدا أن الجولة 17 قد خرجت في طبيعتها وسياقها وأدواتها عن كل الجولات السابقة، ما أوحى بوجود عناصر محلية جديدة علــى «خط تمــاس» طرابلس الإقليــمي، فشلت حــتى مساء أمس في استدراج العناصر التقلـــيدية لتأجيج المعارك، لكنها نجحــت فــي حشر الدولــة وأجهــزتها الأمنــية والقــوى السياسية على اختلافها، وكذلك المجموعات المسلّحة المتفلّتة، في زاوية ضيّقة ووضعتها أمام خيارات صعبة لن يكون أقلّها الطلب من الجيش الصدام مع المسلّحين في جانبي خطوط التماس، على اعتبار أن المواجهة الحقيقية ستكون مع من يتولّى إدارة شأن هذه المجموعات بالتمويل والتسليح.
الى ذلك، وفيما كان مخيم عين الحلوة يشهد، أمس، توتراً أمنياً، نصبت قوة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني كميناً لمجموعة تكفيرية، على مسافة ساعات قليلة من انطلاقها من إحدى بلدات البقاع الشمالي باتجاه البقاع الأوسط، ولدى محاولة توقيف سيارة «الفان» التي كانوا يستقلونها، بادر الأربعة الذين كانوا بداخلها إلى إطلاق النار على الجيش، فردّ الأخير بالمثل، وكانت المحصلة مقتل مسلحين واصابة آخرين (سائق «الفان» وهو لبناني والثاني من التابعية السورية)، فيما أصيب عسكريان بجروح طفيفة.
وتبين أن أحد القتيلين كان يلفّ نفسه بحزام ناسف (غير مجهّز للتفجير) وأن السيارة كانت تنقل حوالي 300 كلغ من المتفجرات (تي. ان. تي. وبودرة ألمنيوم) وفتائل الصواعق. وقام الجيش بتفكيك الحزام الناسف ونقل المتفجرات الى أحد المراكز القريبة، على أن تبدأ التحقيقات، اليوم، مع الموقوفين في مستشفى البقاع.
انعطافة قطرية .. ورفض أميركي لمطلب الرياض تأجيل «جنيف»
السعودية تريد بدائل لرهائن أعزاز!
محمد بلوط
كيف يعوّض السعوديون عن خسارة رهائن اعزاز؟ ذلك أن اللبنانيين التسعة، الذين استعادتهم صفقة متعددة الجوانب ومعقدة، كانوا الهدف الحقيقي للهجوم الذي بدأته مجموعة أبو عمر الكويتي في اعزاز لمنع تحريرهم واستعادتهم لضمهم إلى الأوراق التي تسعى الاستخبارات السعودية في الشمال السوري إلى الإمساك بها واستخدامها ضد «حزب الله».
وحتى الساعات الأخيرة من انهيار «لواء عاصفة الشمال»، ولجوء ما تبقى منه إلى الأراضي التركية الأسبوع الماضي، أو مواقع وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين، حاولت المجموعات التي أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في اعزاز الوصول إلى اللبنانيين قبل نضوج الصفقة، التي تسارعت مع اقتراب مقاتلي أبو عمر الكويتي من المواقع الأخيرة لـ«لواء عاصفة الشمال» بالقرب من معبر باب السلامة.
ويقول مصدر سوري حاول التوسط في قضية الرهائن اللبنانيين قبل عام أن سياسة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان تنحو في المرحلة المقبلة، إلى محاولة التعويض عن خسارة الرهائن اللبنانيين في اعزاز، برهائن آخرين في اقرب فرصة ممكنة، بعد ان بينت التجربة قدرة هذه الورقة على تشكيل عامل ضغط مهم على بيئة «حزب الله»، والرهان على قدرتها في الحد مستقبلاً من مشاركته في القتال في سوريا.
وقال المصدر، الذي يعمل عن قرب في قضايا الرهائن من كل الجنسيات ممن تحتجزهم بشكل خاص «جبهة النصرة» و«داعش» في سوريا، أن تكليف «داعش» و«النصرة» بالرهائن يعود إلى رفض هذه الجماعات أي وساطة حتى الآن لتبادل المعتقلين، أو التفاوض بشكل مبدئي على إطلاق سراح مَن تحتجزهم. ولم يسبق أن توصل أي من الأطراف إلى عقد اتفاق مع هذه الجماعات لإطلاق سراح أي من المحتجزين لديها.
ويقول مصدر سوري أن «النصرة» و«داعش» تحتفظان في سجن قرب سد الطبقة، في الشرق السوري، بأربعة رهائن فرنسيين ورهينتين اسبانيتين وألماني واحد هو طبيب خطفته من مستشفى في اعزاز قبل شهر خلال الاشتباك مع «عاصفة الشمال». ويقول المصدر أن أبا لقمان، أمير «داعش» في الطبقة، هو الذي يشرف على سجن الرهائن، وكان قد تسلم من أبا يعقوب، احد أمراء «النصرة» في الرقة رهينتين فرنسيتين في حزيران الماضي. ويؤكد المصدر أن وسيطاً سورياً مقرباً من «داعش» زار الرهائن قبل 10 أيام في سجنهم، وأكد أنهم لا يزالون أحياء.
وعلل المصدر سياسة تكديس الرهائن لدى هذه الجماعات، التي تتمتع الاستخبارات السعودية والتركية بنفوذ في أوساطها عبر عمليات التسليح الواسعة التي قامت بها منذ عام وأكثر، لـ«النصرة» بشكل خاص، بالإبقاء على أوراق للضغط على جميع الأطراف.
ويقول مقرب من ملف الرهائن اللبنانيين أنه من دون الانعطافة الجارية في الموقف القطري من سوريا وإيران، لم يكن من الممكن إجراء صفقة الإفراج عنهم. ويبدو أن الاتفاق الأميركي - الروسي على فتح الأزمة السورية على احتمالات التفاوض في جنيف عنى للقطريين ضرورة التعاطي بواقعية مع القرار الأميركي، والتجاوب معه.
ويقول مقرب من الملف أن احد مؤشرات التقاط أمير قطر تميم بن حمد لقرار أميركا تغيير طريقة التعاطي مع الأزمة السورية، من نيويورك وفي أجواء التقارب الهاتفي الإيراني - الأميركي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما خلال انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإصداره الأمر لمدير الاستخبارات القطرية غانم محمد الكبيسي الانتقال فوراً إلى اسطنبول للمساهمة في حل أزمة الرهائن وإنهائها. وتقول معلومات أن القطريين بدأوا بتقليص دعمهم المالي المباشر للمعارضة السورية المسلحة ولبعض غرف العمليات التي كانوا يديرونها من منطقة الحدود التركية - السورية. كما أن الأمير القطري الشاب يتجه إلى التعاطي مع الملفات الإقليمية، في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان، على إيقاع التعاطي الأميركي الجديد مع إيران. ومن غير المستبعد رؤية مواقف قطرية نوعية في المرحلة المقبلة، ودعوة شخصيات لبنانية مجدداً إلى الدوحة، كالرئيس نبيه بري أو ممثلين عن «حزب الله».
ويبدو أن القطريين تجنبوا الدخول في مواجهة حول سوريا مع الولايات المتحدة، الضامن الأول لأمن الدوحة، بخلاف خيار السعوديين بمواصلة الحرب على النظام السوري وإيران وعرقلة الإعداد لمؤتمر جنيف. وينقل معارض سوري عن مسؤولين أميركيين، التقاهم مؤخراً، أن السعوديين لا يزالون يراهنون على الحل العسكري.
وكشف مشرف على الملف السوري في الخارجية الأميركية لمعارض سوري بأنه رفض طلباً سعودياً بتأجيل مؤتمر جنيف سنة كاملة، ريثما تستعيد المعارضة المسلحة المبادرة العسكرية في مواجهة الجيش السوري. ولاحظ المصدر أن الاستخبارات الأميركية طلبت مؤخراً من حلفائها في الداخل، لا سيما في منطقة حوران المحاذية للأردن، وقف العمل على إحداث انشقاقات جديدة في صفوف الجيش السوري أو دعوة ضباط كبار إلى الالتحاق بـ«الجيش الحر» لأن ذلك بات يخدم من الآن فصاعداً جماعات «القاعدة».
ويقول معارض سوري أن الأميركيين بدأوا مراجعة مواقفهم من إضعاف الجيش السوري، والسعي إلى الحفاظ ما أمكن على بنيته لمواجهة محتملة مع «داعش» والجماعات «الجهادية» في سوريا بعد التوصل إلى صيغة في جنيف يمكن من خلالها التعاون مع النظام. وأضاف أن الانقلاب في الأولويات الأميركية وضرورة وقف تمدد «القاعدة» في سوريا هو أحد أسباب الخلاف المتفاقمة مع السعوديين. ونقل المعارض عن مسؤول أميركي قوله: لقد بلغنا الخط الأحمر في قبول طريقة التعاطي السعودي مع جماعات «القاعدة» في سوريا. ولن يفاجئ المعارضون السوريون باحتمال قيام تعاون واسع بين بعض أجنحة «الجيش الحر» والجيش السوري لمواجهة «القاعدة» التي تشكل خطراً على سوريا ولبنان والأردن وتركيا والعراق وإسرائيل. وقال المصدر السوري أن الأميركيين طلبوا قبل أشهر من بعض أجنحة المعارضة إيصال رسائل بشأن سوريا، لكنهم في أجواء التقارب بدأوا بتبادل الأفكار حول سوريا، وثمة قواسم مشتركة رفض الإفصاح عنها.
ومن دون المبالغة في حجم الخلافات السعودية مع أميركا، التي تبقى الوصية الأولى على أمنها، يبدو أن العلاقة السعودية الأميركية، قد تعيش اختباراً جديداً في الأيام المقبلة عندما يجتمع «الإئتلافيون» لتقرير موقفهم من «جنيف 2» حضوراً أو غياباً. ويقول معارض سوري أن «الإئتلاف» قد يتخذ مع ذلك قرار المشاركة في جنيف، ويكفي أن يصوت النصف زائداً واحداً على الحضور حتى يمر القرار.
وفي باريس، قلل ديبلوماسي فرنسي، يتولى ملف المعارضة السورية، من أهمية البيان الذي أصدره «الإئتلاف» بعد اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن قبل ثلاثة أيام. وقال أن «الأصدقاء» أصدروا بياناً عنيفاً ورفعوا فيه سقف الشروط للمشاركة في جنيف، لطمأنة «الإئتلاف» لا أكثر، لاستمرار الدعم الأوروبي.
وكان البيان الذي أخرجه الاجتماع المصغر لمجموعة «أصدقاء سوريا» قد وضع شروطاً للموافقة على جنيف تُقصي الرئيس السوري بشار الأسد من أي عملية سياسية، وتفرض «نوعاً من الانتحار السياسي» عليه، متجاهلاً حقيقة ميزان القوى على الأرض ومبادئ الاتفاق الروسي - الأميركي. ويعتقد المسؤول الديبلوماسي الفرنسي أن انعقاد جنيف أصبح مؤكداً، لكنه توقع فشله بسبب اختلال القوى لمصلحة النظام «ونحن نحضر أنفسنا لما بعد جنيف».
وأعلن الديبلوماسي أن الأوروبيين دعوا السعوديين مرة جديدة لوقف مساعدة السلفيين و«الجهاديين» في سوريا. ويعلل السعوديون دعمهم جماعة «النصرة» بأنهم مجموعة أكثر فعالية من «الجيش الحر» في قتال الجيش السوري. وقال المسؤول الديبلوماسي أن السعوديين وعدوا بوقف تلك المساعدة مرة جديدة."
النهار
طرابلس بين الاشتعال والاستعداد لحزم عسكري
وكتبت صحيفة النهار تقول "على رغم الشكوك التي غالباً ما رافقت تنفيذ الخطط الأمنية المتعاقبة في طرابلس والتي كانت تصطدم في كل مرّة بعودة التسيب المسلح على وقع الاشتباكات بين باب التبانة وبعل محسن، برزت أمس ملامح استعدادات لتشدد استثنائي في استكمال الخطة الأمنية التي سبقت ببعض خطوات التدهور الأخير في المدينة والذي أدّى في يومه الرابع الى رفع عدد الضحايا الى أكثر من خمسة قتلى وأكثر من 60 جريحاً ناهيك بتعطيل الحركة والمرافق التجارية والاقتصادية وإقفال المدارس. وسجّل ليل أمس انفجار واسع للاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة، ولوحظ أن الجيش ردّ بقوة على مصادر النيران لدى الفريقين.
وعلمت "النهار" في هذا السياق أن الاجتماع الامني الذي انعقد أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الاجهزة الأمنية، بدا بمثابة تهيئة لاتباع نمط امني حازم للغاية في المدينة تحقيقاً لأمرين متلازمين: وقف التسيب والفلتان المستشري في الشارع من جهة واتخاذ الاجراءات الحاسمة التي من شأنها وقف الاشتباكات على المحاور التقليدية بين باب التبانة وبعل محسن من جهة أخرى. وتشير المعلومات المتوافرة لدى "النهار" الى أن مناقشات الاجتماع الأمني شهدت تشديداً من المسؤولين الكبار على أن صدقية الجيش والقوى الأمنية باتت تحتم التعامل الحازم والحاسم مع الوضع المنذر بمزيد من التفاقم وأن الرئيس ميقاتي الذي طلب عقد الاجتماع جاء بتعهدات قاطعة من السياسيين أن لا غطاء فوق أي جماعة مسلحة. وقد برز توجّه في الاجتماع الى وضع جميع القوى والأجهزة تحت إمرة الجيش لتنفيذ المراحل المتبقية من الخطة الأمنية بقدر عال من الحزم. وفُهم أن العماد قهوجي أخذ على عاتقه استدعاء ضباط الأركان والاعداد للاجراءات المقبلة التي سيشرع الجيش والقوى الامنية في تنفيذها في اشراف غرفة عمليات موحدة بعد استكمال الاستعدادات العسكرية واللوجستية لإطلاقها. كما أن اجتماعاً دُعي اليه جميع المدعين العامين سيعقد بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا للاتفاق على إجراءات قضائية حازمة ومتشددة تواكب الخطة الامنية.
وأعلن ميقاتي بعد الاجتماع أن "اجراءات سريعة ستتخذ لاعادة الاطمئنان الى نفوس الطرابلسيين الذين يشعرون انهم مستهدفون ويستخدمون كصندوق بريد"، مشدداً على ان "الوضع لا يمكن ان يستمر كما هو حاصل اليوم"، موضحاً ان الخطة الامنية "ستأخذ مسلكها الكامل تباعا وما تم إقراره ستظهر نتائجه في الأيام المقبلة بإذن الله".
حوش الحريمة
وسُجّل تطور أمني آخر أمس في حوش الحريمة بمنطقة البقاع الغربي حيث حصلت مواجهة بين دورية لمخابرات الجيش ومجموعة من المسلحين كانت تنقل متفجرات، وقتل في الاشتباك مسلحان من مجدل عنجر كما أوقف الجيش اثنين آخرين أحدهما لبناني والآخر سوري، وتبين ان أحد القتيلين كان يحمل حزاماً ناسفاً. وضبطت في سيارة المسلحين متفجرات قدرت زنتها بنحو 250 كيلوغراما. وسُجّل انتشار لوحدات من الجيش في بر الياس لاحقاً، عُزي الى حماية أحد الجنود الذي أصيب في الاشتباك مع المجموعة المسلحة.
أما في ملف المخطوفين، فعلم ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم وصل بعد ظهر أمس الى قطر في ما يعتقد انه استكمال لاتصالاته في شأن ملف المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم. وعلمت "النهار" أن ابرهيم سافر الى الدوحة في رفقة مدير المخابرات القطرية غانم الكبيسي الذي كان حضر الى بيروت في الطائرة التي نقلت مخطوفي اعزاز بعد اطلاقهم بوساطة قطرية.
جنيف - 2
على صعيد آخر، بدا من اللقاء الذي عقده الرئيسان سليمان وميقاتي قبل الاجتماع الأمني أن ثمة توافقاً بينهما على مشاركة لبنان في مؤتمر جنيف – 2 خلافا للمعطيات التي ترددت في هذا الموضوع . وقد لمح ميقاتي الى امكان مشاركة لبنان "لاننا البلد الاكثر تأثراً بتداعيات الازمة السورية".
أما على الصعيد الحكومي، فجدّد الرئيس سليمان في كلمة القاها مساء امس لدى رعايته افتتاح "جادة الرئيس العماد ميشال سليمان" والقصر البلدي الجديد في الحازمية، الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية كما الى معاودة الحوار على أساس "اعلان بعبدا"، مطالباً بعدم مقاطعة مجلس النواب "لأن المقاطعة ليست عملاً ديموقراطياً".
السنيورة
الى ذلك، أبلغ رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة "النهار" أمس أن تواصله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حوارياً مستمر على رغم السجال الذي انتهت اليه الجلسة النيابية الاخيرة على خلفية الجدل حول جدول أعمال الجلسة التشريعية. وقال: "لقد اتفقنا السبت الماضي على استمرار اللقاءات والتواصل بيننا وهذا ما سيحصل وهناك مصلحة بعدم انقطاع التواصل في هذه المرحلة بالذات". ورأت أوساط السنيورة ان بري فوّت فرصة لاعادة إحياء عمل مجلس النواب برفضه اقتراحاً يتعلق بمخرج عبر هيئة مكتب المجلس مشيرة الى عيب دستوري في انعقاد مجلس النواب للتشريع العادي في ظل حكومة مستقيلة.
من ناحية أخرى، كشفت أوساط السنيورة عن اتصالات تجري خارجياً لتجنيب عرسال أي أذى في خضم الحديث عن معركة القلمون السورية، وقالت إن تيار "المستقبل" لا يملك السلاح وخياره هو الدولة. واعتبرت أن الانجاز الكبير أمنياً حققته شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بكشفها المتورطين في جريمة تفجير المسجدين في طرابلس ولذا تجري محاولات التغطية على هذا الانجاز. وانتقدت المنحى الذي أخذته اتصالات المدير العام للامن العام مع الجانب السوري بعد تحرير المخطوفين اللبنانيين في اعزاز وسيكون موقف جديد لكتلة "المستقبل" من هذا الموضوع الاسبوع المقبل. واعترفت أوساط السنيورة بأن هناك تبايناً في الامكانات والوسائل بين 8 و14 آذار، ففي حين يعتمد الفريق الاخير على الحوار والاعلام أداتين في الصراع، يعتمد الطرف الآخر على القوة وامدادات السلاح من سوريا وايران. وأكدت أوساط السنيورة أن 14 آذار لن تحيد عن الأسلوب السلمي والديموقراطي وعن سلاح الموقف الذي هو السلاح الامضى وهي متمسكة بثوابتها ولها قراءتها المقتنعة بها ولا تتكل على أي دعم خارجي للمثابرة على موقفها الحالي.
فورد في اسطنبول لإقناع المعارضة بجنيف - 2
تقدّم للنظام في الغوطة وأميركا أبعدت سفنها
أرجأ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" اجتماعه المقرر في اسطنبول في الأول من تشرين الثاني الى التاسع منه تحت وطأة ضغوط دولية مكثفة لاقناعه بحضور جنيف – 2. في غضون ذلك، يتوقع ان تسلم دمشق منظمة حظر الاسلحة الكيميائية خلال الساعات المقبلة برنامجها لتدمير ترسانتها الكيميائية، وهي عملية يفترض ان تنتهي، بموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الامن، بحلول حزيران 2014.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد التقى عدداً من قادة المعارضة السورية في اسطنبول لإقناعهم بالمشاركة في مؤتمر جنيف - 2 الذي يفترض ان يجمع ممثلين للنظام والمعارضة واطرافاً دوليين سعياً الى ايجاد تسوية للازمة السورية. وهذه المرة الثانية يرجأ اجتماع اسطنبول.
ميدانياً، افاد مصدر امني سوري ان القوات السورية النظامية استعادت السيطرة على بلدة حتيتة التركمان قرب طريق مطار دمشق الدولي والتي تشكل صلة وصل بين معاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان 25 رجلاً على الاقل من القوات النظامية و17 من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات في الايام الثلاثة الاخيرة في المنطقة، مشيراً الى ان قوات النظام "مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت على نحو 70 في المئة" من البلدة.
وأحرز هذا التقدم بعد استعادة القوات النظامية بلدات في ريف دمشق على طريق المطار الدولي، هي الذيابية والحسيبنية في العاشر من تشرين الاول والبويضة في 16 منه.
وفي مدينة حمص، قتل شخص واصيب 43 آخرون على الاقل في تفجير سيارة مفخخة في حي النزهة. واشار المرصد السوري الى ان الحي "تقطنه غالبية من الطائفة العلوية".
وفي تطور آخر، أعلن رئيس أركان القوات البحرية الأميركية الأميرال جوناثان جرنيرت في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا، أن الولايات المتحدة تعيد جزءاً من مجموعة سفنها القتالية المنتشرة بالقرب من السواحل السورية إلى قواعدها الأصلية. وكانت هذه السفن قد احتشدت في المنطقة اثر اتخاذ الرئيس باراك اوباما قراراً بتوجيه ضربة الى سوريا عقب تقارير عن استخدام القوات النظامية الاسلحة الكيميائية في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 آب الماضي. لكن اوباما تراجع عن الضربة بعد الاتفاق مع روسيا على تفكيك الترسانة السورية من الاسلحة الكيميائية."
الاخبار
طرابلس أمام الفتنة الكبرى!
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "هل تقع الفتنة الكبرى في طرابلس؟ كل الإشارات الميدانية أمس كانت تشير الى ان المتقاتلين لا يريدون للمعركة التي أشعلوها خلال اليومين الماضيين أن تتوقف. وبالتأكيد، لا يُمكن الرهان على القوى السياسية. مصير عاصمة الشمال يعتمد على «حكمة» مقاتليها!
سكت أزيز الرصاص في عاصمة الشمال نهار أمس. استُبدل صوت الانفجارات فيها بأصوات مسلّحين شغلوا نهارهم بالحديث عن احتدام المعركة ليلاً، والتحضير لها. شحذ كلاشنيكوفات وشراء ذخيرة ونقل قذائف هاون وتفاوض وخلافات حول ارتفاع أسعار طلقات (البندقية) «الروسية» من دولار إلى دولارين. كل هذا كان يجري على وقع ترقّب ما سيصدر عن اجتماعات القياديين في المدينة، مترافقاً مع تسريبات عبر رسائل الهاتف تفيد المنتظرين بالتهيّؤ لمعركة حامية. لم يُعرف فعلاً إن كانت ستحصل، أم أن الرسائل تهدف إلى شدّ العصب والتأهّب. باختصار، نهار أمس في الفيحاء لم يشبه ليلها أوّل من أمس. حركة السير كانت اعتيادية، كما حركة رجال الأمن على الحواجز عند مداخل المدينة. هذا في الشكل. أمّا داخل غرف الاجتماعات، فكانت تُرسم انتصارات خطابية. مزايدة في الحقن الطائفي ومطالبة بتجاوز الخطوط الحمراء المانعة لاقتحام الجبل. القياديون المجتمعون أكدوا أن الخط الأحمر الذي يحول دون اقتحام الجبل لا يزال قائماً، لكن تم التوافق على ضرورة إيلام الجبل.
أبرز الاجتماعات التي شهدتها عاصمة الشمال جرى أمس في منزل إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرفاعي الذي خرج بعد الاجتماع ليتلو بياناً طالب فيه بحل الحزب العربي الديمقراطي ومحاكمة المسؤولين فيه «باعتبار أن منفذي التفجيرين (تفجيري مسجدي التقوى والسلام في آب الماضي) ثبت أنهم من جبل محسن ولطالما تبجح الحزب العربي أنه الممثل الوحيد للجبل والمسؤول عما يجري فيه». وهدّد الرافعي قائلاً: «إذا لم تقم الدولة بواجباتها من حماية أهلنا في طرابلس ومحاسبة المسؤولين عن تفجيري المسجدين، فإن ما بعد تفجيري مسجدي التقوى والسلام واكتشاف فاعليهما ليس كما كان من قبل، معاهدين شهداءنا الأبرار بأن لا تذهب دماؤهم هدراً». وارتفع مستوى التوتر بعد الحديث عن إلغاء خطبة الجمعة (اليوم) التي يلقيها الرافعي في مسجد التقوى.
كلام الرافعي لاقاه بيان صادر عن «فعاليات التبانة» دعا الجيش إلى «دخول منطقة جبل محسن وتوقيف المجرمين أمثال المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد وكوادر الحزب بعد أن كشف فرع المعلومات ملابسات افتعال الحزب لتفجيري السلام والتقوى». ولفت البيان إلى أن «على الدولة توقيف كل المتورطين في التفجيرين لأنه إن لم يحصل هذا الأمر، فإن أولياء الدم سيأخذون حقهم بيدهم وسيصبح كوادر الحزب أهدافاً لهم».
بدت طرابلس امس متروكة لفتنة لن تبقي أحداً. أركان الحكم يُصدرون بيانات. كل الحديث عن وضع الأمر الأمني في المدينة بيد الجيش يبقى كلاماً في الهواء. فالمتقاتلون استهدفوا قوى الجيش المنتشرة عند خطوط التماس بين التبانة وجبل محسن، ما ادى إلى وقوع أربعة جرحى بين العسكريين. قيادة الجيش اعطت اوامر بالرد على مصادر النيران، لكن الوضع كان يخرج عن السيطرة ساعة إثر ساعة. في جبل محسن، أصدر رفعت عيد أوامره لمقاتليه: «لا تردوا على إطلاق النار، ومن يطلق النار يتحمل مسؤولية ما يفعله». هذه الرسالة التي أطلقها عيد عبر أجهزة اللاسلكي، سمعها المقاتلون الذين يستمعون بعضهم إلى بعض طوال الوقت. لكنها لم تهدئ روع المقاتلين المصرين على أن «يدفع جبل محسن الثمن». شيئاً فشيئاً، صار الحديث طبيعياً عن اشتباكات ستتسع رقعتها وستكون الأعنف بين جولات الاشتباكات السابقة في طرابلس. لم يعد الامر يقتصر على الرصاص والأسلحة المتوسطة. مدفع الهاون يبدو في أحاديث مقاتلي طرابلس سلاحاً فردياً يُحمل كالمسدس.
كيف بدأت هذه الجولة؟ مساء الاثنين الماضي، اندلعت اشتباكات بين التبانة وجبل محسن، بالتزامن مع إطلالة الرئيس السوري بشار الأسد عبر قناة «الميادين».
ولكن، كان لافتاً أن بعض محاور القتال الرئيسة، خصوصاً التي يتمركز فيها مسلحون تابعون لسعد المصري وآخرون للقوى السلفية، بقيت على الحياد، وأن من يمسكون بهذه المحاور شدّدوا في تعليمات أعطوها لمقاتليهم على عدم المشاركة في الاشتباكات نهائياً، ومنع أي مسلح محسوب على طرف آخر من الدخول إلى منطقة نفوذهم أو اتخاذها متراساً.
هذا التطوّر الذي عُدّ خروجاً عن السياق العام في باب التبانة والمناطق المحيطة بجبل محسن، جرى تأكيده أيضاً مساء أول من أمس في اجتماع طويل عقد في مسجد حمزة في القبة بين «قادة المحاور»، بهدف التشاور والخروج بموقف موحد من جولة الاشتباكات الأخيرة. لكن الخلافات بينهم أفشلت الاجتماع وأجهضت احتمال توافقهم على موقف موحد، سواء لجهة مشاركتهم جميعاً في الاشتباكات، أو إيقافها.
وكما كان متوقعاً، كان أول الخارجين من الاجتماع الذي امتد حتى ما بعد منتصف الليل، «قادة المحاور» المحسوبون على ميقاتي، كالمصري وسواه في القبة، إضافة إلى ممثلين عن مجموعات سلفية الذين دارت بينهم وبين قادة المجموعات المسلحة المؤيدة لاستمرار جولة الاشتباكات نقاش ساخن. ففيما شدد هؤلاء على أن «هذه المعركة هي من أجل الضغط على جماعة جبل محسن لتسليم المشتبه فيهم في تفجيري التقوى والسلام»، ردّ ممثلو القوى السلفية بأن «إمامي مسجدي التقوى والسلام (الشيخين الرافعي وبلال بارودي) سلّما الأمر إلى القضاء، فلا داعي للمزايدة عليهما».
وأدى فشل الاجتماع إلى امتعاض بعض المسلحين في محيط مسجد حمزة فأطلقوا النار في الهواء، تزامناً مع تساؤلات طرحت عن حقيقة ما جرى على الأرض حتى بدّل بعض «القادة» موقفهم، وبالتالي لماذا بقي البعض منهم مصرّاً على الاستمرار في معركة «عبثية» لا إجماع عليها ولا أفق لها؟
هكذا كانت المعركة قبل بيانات يوم امس، وقبل أن يُعلن المصري وكل قادة المحاور في التبانة المشاركة في القتال. لكن يبقى سؤال مركزي من دون إجابة: وقع تفجيرا طرابلس في 21 آب الماضي، ولم تشتعل جبهة التبانة جبل محسن. أوقف فرع المعلومات المشتبه في تنفيذه أحد التفجيرين يوسف د. في 11 تشرين الاول ولم تستعر المعركة. فلماذا انتظر المتقاتلون حتى ما قبل يومين لقرع طبول الحرب؟ هل القرار هو طرابلسي بحت؟ أم أن الحرد السعودي من كل ما يُحكى عن تسويات في المنطقة انتج انفجاراً في طرابلس؟ وهل هي الصدفة وحدها التي ادت إلى استعار النيران في عاصمة الشمال بعد التحذير السعودي من حرب أهلية في لبنان؟"
المستقبل
طرابلس على نزفها واجتماع بعبدا يقرّر السير بالخطة الأمنية و"فرض حضور الدولة" فيها
السنيورة: ما نرفضه ليس التشريع وإنّما السلطة المجلسية
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "بقيت طرابلس أسيرة مسلحي "الحزب العربي الديموقراطي" في جبل محسن، حيث استمر هؤلاء في ممارساتهم قنصاً وقصفاً ورشقاً بالرصاص مُوقعين المزيد من الضحايا ومسبّبين المزيد من الأضرار المادية، فيما أخذت الخطوات الرسمية طابعاً متحركاً أكثر من ذي قبل مع إعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه أوعز إلى القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش "وضع الوحدات اللازمة لضبط الوضع الأمني في طرابلس في أسرع وقت"، وإعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد الاجتماع الأمني الذي انعقد في قصر بعبدا أنّ "الدولة ستفرض نفسها، والخطة الأمنية ستأخذ مداها الكامل تباعاً".
وفي موازاة ذلك، بقيت الحال السياسية مقيمة عند قضيتي تشكيل الحكومة وانعقاد مجلس النواب في جلسة تشريعية على ما يريد رئيس المجلس نبيه بري.
السنيورة
وفي هذا الشأن، نقلت الزميلة ربى كبارة عن أوساط رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة تأكيدها أنّ تمسكه برفض التشريع الفضفاض في ظل حكومة تصريف أعمال مرده إلى "تمسكه بالدستور وبالأعراف والسوابق"، مشددة على أنه لا يرفض التشريع بالمطلق إنما يرى وجوب حصره بالأمور "الضرورية". وتنقل الأوساط عن السنيورة قوله "هم يعطلون التشريع.. نحن لا نقول يستحيل التشريع مع حكومة مستقيلة.. روح الدستور والأعراف والثوابت واضحة. التشريع يجوز في حال الضرورة. ومفهوم الضرورة مختلف بالنسبة للمجلس النيابي عن الحكومة التي ينحصر بالنسبة لها في تسيير الأعمال بالمعنى الضيق لأنها لم تعد موجودة كسلطة إجرائية".
وتضيف "عند التشريع هناك حق لرئيس وأعضاء الحكومة بإبداء الرأي والطعن في دستورية القوانين. التشريع مع حكومة تصريف أعمال يعني حرمانها من هذه الحقوق". وتوضح "أن طرح الرئيس بري جدول أعمال يتضمن هذا الكم من البنود يصب في خانة التحول الى سلطة مجلسية تسيّر أمور البلد من دون الحاجة الى حكومة".
وفي هذه الحال "الأولوية هي لقيام حكومة" وبالانتظار "نعتمد مفهوم الضرورة في أعمال التشريع ولذلك سوابق مثل إقرار الموازنة أو إعلان حالة الطوارئ أو عند إقرار قانون العفو عن سمير جعجع". وتلفت المصادر الى خطأ شائع يجري استخدامه للقول بسابقة في التشريع مع حكومة تصريف أعمال عندما تم تكليف الرئيس سليم الحص بعد اغتيال الرئيس رشيد كرامي (1987) وتشير إلى أنّ ذلك حدث قبل اتفاق الطائف (1990) وكان الخيار محصوراً حينها بيد رئيس الجمهورية.
وتقول الأوساط ذاتها، فعلياً الرئيس بري هو مَن لا يريد التشريع "لتمسكه بجدول أعمال مرفوض"، وتؤكد "أن الأولوية هي لقيام حكومة حيادية تسيّر شؤون المواطنين".
وفي الشأن الحكومي تنقل الأوساط عن الرئيس السنيورة قوله "قدمنا فكرة الحكومة الحيادية المبنية على تحليل موضوعي عاقل ورزين. فالحكومات الأخرى وحدة وطنية أو من فريق واحد جرّبناها وثبت فشلها". ورداً على مطالبة البعض بحكومة سياسية تقول أوساط السنيورة "الحياديون هم سياسيون إنّما من غير الحزبيين أو المستفزين" مشددة على رفض الطروحات الأخرى ومنها التسعة تسعة ستة باعتبارها "رأس الجليد" الذي يخفي مطالبات بشأن البيان الوزاري والحقائب.
وتشدد الأوساط على التمسك بالثوابت وتدرج لقاءات السنيورة الأخيرة مع الرئيس بري في إطار "منافع اللقاءات وإن لم تؤدّ الى نتيجة" كما حصل في الجلسة الثانية التي جمعتهما بشأن الجلسة النيابية الأخيرة.
طرابلس
إلى ذلك، بقي جرح طرابلس مفتوحاً وينزف، وظلّت الاشتباكات وعمليات القنص سائدة في معظم محاور القتال التقليدية فيما أقفلت معظم المؤسسات والمحال التجارية أبوابها واستمر تعطيل المدارس. وليلاً تطورت الاعتداءات من جبل محسن على باب التبانة التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون، رافقه قنص كثيف على مختلف المحاور، وأطلق الجيش اللبناني قنابل مضيئة في سماء مناطق الاشتباك.
وفيما شدّد الرئيس سليمان على أنّه "من غير المسموح أن يستمر النزيف في جرح طرابلس وأنّ على جميع المسؤولين العمل على إنقاذها" وأنّه أوعز إلى القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش وضع الوحدات اللازمة لضبط الوضع في أسرع وقت، معتبراً "أنّ أهل طرابلس وأطفالها يستحقون العيش بسلام وهم يجسدون العيش المشترك"، قال الرئيس ميقاتي بعد اجتماع قصر بعبدا في حضور وزير الداخلية مروان شربل وقادة الأجهزة "إنّ الخطة الأمنية الخاصة بطرابلس ستأخذ مسارها الكامل تباعاً وستظهر النتائج في الأيام المقبلة"، وأعلن (...) "لقد قررنا وضع حد لكل الانتهاكات بسلسلة من الإجراءات، والمواطن الطرابلسي لا خيار له إلاّ الدولة ولا يراهن إلاّ على الدولة (...) والدولة ستثبت نفسها".
ومن جهته، شدّد مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار على ضرورة أن تكون طرابلس مدينة منزوعة السلاح وقال "صحيح أنّ القرار ليس هيّناً، لكن أمام الذي حصل ويحصل من كوارث، فهو يُعتبر حاجة ملحّة وضرورة حتمية، وأناشد الرئيس ميشال سليمان أن يتابع الأمر وهو الذي أعلن أنّ طرابلس في مقدم اهتماماته، وأن يعطي توجيهاته ويعمل على الإسراع في تطبيق الخطة الأمنية".
"جنيف 2"
وتبيّن أمس، على خلاف ما تردّد، أنّ لبنان سيحضر مؤتمر جنيف-2 الخاص بالوضع السوري إذا ما تمّت الدعوة إلى انعقاده. وكان كلام ميقاتي واضحاً في هذا الشأن عندما أكد من قصر بعبدا "أنّ لبنان قوي وفاعل بديبلوماسيته ويهمه أن يكون موجوداً للتعبير عن موقفه ومتابعة الملف لأننا أكثر بلد يتأثّر بتداعيات الأزمة السورية (...) وأي مؤتمر دولي ينعقد للبحث في مصير سوريا فإنّ تداعياته وتأثيراته المباشرة سيتحمّلها لبنان بالدرجة الأولى"."
اللواء
سباق ميداني- دبلوماسي لتحسين شروط التفاوض في جنيف -٢
واشنطن تُسقط الخيار العسكري: البدء بسحب البوارج
وكتبت صحيفة اللواء تقول "استعادت القوات السورية النظامية امس،السيطرة على بلدة حتيتة التركمان القريبة من طريق مطار دمشق الدولي والتي تشكل صلة وصل بين معاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في سباق ميداني - دبلوماسي لتحسين شروط التفاوض قبل مؤتمر جنيف ٢ المزمع عقده فيما أعلن الجيش السوري الحر، مقتل قائد الحملة العسكرية لقوات النظام على معضمية الشام، التي تتعرض لحصار من قبل الجيش السوري منذ أشهر.
وفي سياق المؤشرات الاميركية المستمرة على اسقاطها للخيار العسكري في سوريا وتخفيف الضغط على النظام بعد العودة الى السبل الدبلوماسية والتعويل على جنيف٢ قالت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة قد بدأت فعليا بسحب بوارجها المتمركزة في المتوسط الذي سيستمر طيلة الاسبوع المقبل.
وأفاد ناشطون بأن النظام شدّد الحصار على مناطق ريف دمشق، وأغلق حتى المنافذ الفرعية الوعرة التي كان يتم منها إيصال بعض الغذاء والدواء.
ويعاني أهل الغوطة القريبة من العاصمة من مجاعة حقيقية أدت إلى حصول وفيات وإصابات بأمراض خطيرة بسبب الجوع وسوء التغذية، من جراء منع قوات النظام وصول المواد الغذائية، مع استمرار القصف اليومي على معظم الأحياء.
أما في ريف دمشق، فقد بينت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات المعارضة قتلت قائد الحملة العسكرية على مدينة معضمية الشام وعشرين من جنوده، في حين استمر قصف الطيران الحربي لمناطق في الغوطة الشرقية.
من جهتها أعلنت القوات النظامية استعادتها لبلدة حتيتة التركمان القريبة من طريق مطار دمشق الدولي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 عنصرا على الأقل من القوات النظامية و17 من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات وقعت في الأيام الثلاثة الماضية في المنطقة.
وذكر مصدر عسكري رسمي أن العملية تندرج ضمن سياسة القضم التي يعمل عليها الجيش للسيطرة على الغوطة الشرقية.كما تشكل البلدة «معبرا يربط بين الغوطتين الشرقية والغربية، والعملية تصب ضمن اطار قطع شرايين الامداد والدعم التي كانوا يستخدمونها بين المنطقتين وصولا الى الجهة الجنوبية حتى الحدود الاردنية».
وقال المرصد ان «القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله سيطرت على نحو 70 بالمئة»من البلدة اثر اشتباكات عنيفة «مع مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة» المرتبطتين بالقاعدة وكتائب اخرى.
من جهة اخرى، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا تستعد لتسليم خطة مفصلة عن تدمير ترسانتها الكيميائية، في وقت تعهدت الولايات المتحدة بتخصيص 6 ملايين دولار للتخلص من هذه الترسانة.
وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان للصحفيين في لاهاي إن من المتوقع أن تصدر السلطات السورية إعلانا أوليا عن ترسانتها الكيميائية خلال الساعات الـ24 القادمة.
سياسياً، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأجيل اجتماعه المقرر في مدينة إسطنبول التركية إلى التاسع من تشرين الثاني المقبل، لإفساح المجال أمام مساعي التوصل لموقف موحد بشأن مشاركته في مؤتمر جنيف2.
يأتي هذا فيما تواصل الولايات المتحدة مساعيها لإشراك المعارضة بالمؤتمر، حيث التقى السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد الأربعاء بعدد من قادة المعارضة في إسطنبول.
وقالت ماري هارف -مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية- إن السفير فورد موجود حاليا في إسطنبول للقاء المعارضة، معتبرة أن مشاركة المعارضة في المؤتمر «أمر حاسم».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو الائتلاف سمير نشار قوله «أرجئ اجتماع الهيئة العامة إلى التاسع من تشرين الثاني المقبل»، وأوضح أن سبب الإرجاء هو «مواجهة استحقاق جنيف»، مشيرا إلى «وجود جهد دولي وأميركي تحديدا لمحاولة إقناع الائتلاف بحضور مؤتمر جنيف 2».
في غضون ذلك، حمّلت الخارجية الروسية «الإرهابيين» مسؤولية تصعيد النزاع في سوريا.
وقال بيان للخارجية «علينا التأكيد بأن شدة النزاع المسلح في سوريا تتزايد»، مضيفا أن «ما تسبب بذلك الى حد كبير، هو تنامي نشاط الإرهابيين والقوى التي تحاول تأجيج التوتر القومي والطائفي، والتي تلجأ إلى كل الوسائل لتحقيق ذلك»."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها