27-11-2024 03:05 PM بتوقيت القدس المحتلة

الرئيس الروسي : الإسلام جزء لا يتجزأ من تاريخنا

الرئيس الروسي : الإسلام جزء لا يتجزأ من تاريخنا

وأشار بوتين إلى ضرورة التصدي لهذه المحاولات من خلال تمسك المسلمين بتقاليدهم التاريخية. ودعا المسلمين الروس إلى تعزيز الشراكة مع ممثلي الأديان الأخرى، وقبل كل شيء مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» شدّد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» خلال لقاء مع مفتي الإدارات الروحية للمسلمين في روسيا بمدينة "أوفا" في منطقة "الأورال" وسط روسيا على أن الإسلام جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا وعنصر هام من الثقافة الروسية، وأن روسيا لن تسمح لأحد بضرب الصداقة بين مختلف القوميات التي تعيش فيها.

وبحث بوتين خلال اللقاء مع المفتين الذي عقد بمناسبة الذكرى السنوية الـ 225 لتأسيس الإدارة الروحية المركزية لمسلمي روسيا القضايا الملحّة المتعلقة بالعلاقات بين الدولة والمنظمات الدينية للمسلمين. وقال بوتين إن الإسلام "عنصر بارز من الكود الثقافي الروسي وجزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي"، معتبراً تأسيس الإدارة الروحية للمسلمين مثالا على التسامح الديني والحكمة، مشيراً إلى أن روسيا لم تعرف الحروب أو النزاعات الدينية. وما دفع إلى تأسيسها هو خبرة بناء حضارة فريدة تجمع بين الغرب والشرق. ولفت إلى أن كل قومية حافظت على هويتها.

وأشار الرئيس إلى أن الوحدة القومية في روسيا ترسّخت بفضل الحوار الوثيق بين مختلف الثقافات والأديان، والمبنيّ على أساس قيم أخلاقية مشتركة. وقال بوتين خلال اللقاء: "يشهد العالم الآن عملية تسير بوتائر عالية، وهذه العملية التي ليست ايجابية دائماً، هي عملية تسييس الدين بمختلف الاتجاهات، بما في ذلك تسييس الإسلام. وفي هذه الظروف تواجه السلطات الروسية والمجتمع الإسلامي في روسيا قضايا ومهام جديدة لا يمكن حلّها إلا بجهود مشتركة".

وتابع بوتين قائلا إن "بعض القوى السياسية تستغل الإسلام، وعلى وجه التحديد تياراته الراديكالية التي لا تعتبر طبيعية بالنسبة للمسلمين في روسيا، بهدف إضعاف دولتنا، وإنشاء مناطق داخل الأراضي الروسية تجري فيها نزاعات موجهة من الخارج، ولدق إسفين بين مختلف القوميات داخل المجتمع الإسلامي ذاته، وإشعال ميول انفصالية في الأقاليم".

وأشار بوتين إلى ضرورة التصدي لهذه المحاولات من خلال تمسك المسلمين بتقاليدهم التاريخية. ودعا المسلمين الروس إلى تعزيز الشراكة مع ممثلي الأديان الأخرى، وقبل كل شيء مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وشدد على أن المسلمين في روسيا "كانوا دائما موحدين في خدمة المجتمع ووطنهم". وشدد بوتين على ضرورة رفع صوت المسلمين الروس على الساحة الدولية وفي المجتمع الإسلامي العالمي.

وقال الرئيس الروسي: "يزداد الآن التوتر بين الغرب والعالم الإسلامي، وهناك من يحاول استغلال ذلك وصبّ الزيت على النار، وذلك ليس من صالحنا". وأشار بوتين إلى ازدياد الحاجة إلى الحضور الروسي في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وأضاف: "يجب أن نعمل بمزيد من النشاط لإفشال المشاريع الفتاكة الرامية للتلاعب بالبلدان والشعوب والإعلام والوعي الاجتماعي".

وأكد بوتين أن روسيا ليست معنية بانقسام أو إعادة هيكلة العالم الإسلامي، بل تتمسك بموقف ثابت لتعزيز وحدته ودعا إلى استعادة هيبة المدرسة الإسلامية الروسية، وقال: "لمواجهة تحديات العصر بنجاح، يجب قبل كل شيء ضمان سمعة عالية لرجال الدين المسلمين وللمدرسة الدينية الإسلامية الروسية". وأكد أن الإسلام في روسيا، بناء على خبرته الهائلة، يمكن أن يقول كلمته في تطوير التراث الكبير في مجال العلوم الدينية.

مسلمون في روسيا يؤدون الصلاةوعقد فلاديمير بوتين في أوفا كذلك اجتماعاً مع مجلس شؤون العلاقات بين القوميات التابع للرئيس الروسي، بحث خلاله مسائل تطوير التشريعات المحلية في الأقاليم الروسية وقضايا الكوادر ومسألة التكيف الاجتماعي والثقافي للمهاجرين. وشارك في الاجتماع ممثلو أجهزة السلطة الفدرالية في الأقاليم والجمعيات القومية والثقافية الروسية بالإضافة إلى الخبراء والعلماء.

وأعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن قناعته بأن روسيا يجب أن تمضي قدما في حل المشاكل التي تواجه سياستها القومية ولا يمكن أن تفكر في فشل هذه السياسة وقال إن "هذا الموضوع مهم ليس فقط بالنسبة لنا، بل بالنسبة لكل الدول المتطورة"، مشيرا إلى أن بعض الشركاء في الخارج يتحدثون عن فشل السياسة القومية في بلدانهم، مضيفاً: "لا يحق لنا أن نتحدث ولا حتى أن نفكر في مثل هذا الفشل".

ويعتقد بوتين أنه لا توجد مشاكل لا يمكن حلها في العلاقات بين القوميات في روسيا. وقال: "لا أعتقد بأن لدينا مشاكل لا يمكن حلها، أعتقد أنها كلها قابلة للحل". وأكد بوتين على ضرورة إنشاء منظومة لمراقبة العلاقات بين القوميات، وتقييم المخاطر، ومنع وقوع النزاعات المحتملة. وأعاد إلى الأذهان أنه تم تأسيس مركز علمي يقوم بمراقبة العلاقات بين القوميات في جنوب روسيا ومنطقة حوض الفولغا.