مات محمد دكروب فجر أمس عن 84 عاماً بعدما ارتبط اسمه بكتابه الأشهر "جذور السنديانة الحمراء" الذي روى فيه فصولاً من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني.
مات محمد دكروب فجر أمس عن 84 عاماً بعدما ارتبط اسمه بكتابه الأشهر "جذور السنديانة الحمراء" الذي روى فيه فصولاً من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني.
كان الراحل عصامياً، فحصّل ثقافته بنفسه، وارتبط اسمه بصحافة "سنديانته الحمراء": "الثقافة الوطنية" و"الطريق"، وعرف ناقداً أدبياً أيام ازدهار النقد الأدبي في الربع ما قبل الأخير من القرن العشرين. حتى أيامه الأخيرة ظل دكروب في "طريقه" قائلاً: "طالما الطريق في خير، أنا بخير".
مات محمد دكروب (من مواليد 1929)، الناقد والمثقف الشيوعي، الحكواتي والصحافي والعصامي و"النكتجي" الطيب الهادئ، وحافظ الذاكرة الثقافية اللبنانية والعربية. ارتبط اسمه بمجلة "الطريق" وقبلها "الثقافة الوطنية"، وكان ثنائياً مع المفكر الراحل حسين مروة الذي اغتيل في العام 1987 . لاحقاً قامت ثنائية أخرى بين دكروب وكريم مروة. لكن الأخير غادر قبل سنوات الخندق السياسي الشيوعي، وبدأ يهتم بشؤونه الثقافية.
المفارقة أن دكروب رحل في خضم احتفال الشيوعيين في الذكرى 89 لتأسيس الحزب الشيوعي، ليرحل من أناط بنفسه أن يؤرخ لهذا الحزب تأريخاً ثقافياً وأدبياً وحكائياً، في قصص لها شخصياتها في كتابه "جذور السنديانة الحمراء". كأن الرجل مرآة لهذا الحزب، وربما يكون آخر "سنديانة" فيه، مع العلم أن "الرفيق" دكروب كان شيوعياً يرفض العمل التنظيمي، أو شيوعياً على طريقته، كما يقول.