تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 26-10-2013 مجموعة من الاحداث المحلية اهمها التطورات الامنية المتدهورة شمالا من احتدام حدة الاشتباكات في طرابلس
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 26-10-2013 مجموعة من الاحداث المحلية اهمها التطورات الامنية المتدهورة شمالا من احتدام حدة الاشتباكات في طرابلس بين جبل محسن وباب التبانة لليوم الثاني على التوالي، كما تناولت الصحف تطورات الازمة السورية.
السفير
لا مؤشرات إلى نهاية قريبة لجولة العنف الجديدة
طرابلس أسيرة المسلحين .. والدولة تتفرّج!
وكتبت صحيفة السفير تقول "بقيت طرابلس تواجه وحيدة قدرها بسقوط سياسة «النأي بالنفس» عند خط تماس صَدَف أن اسمه «شارع سوريا» الفاصل جغرافياً بين باب التبانة وجبل محسن ومعهما القبة والمنكوبين، والفاصل سياسياً بين السعودية وسوريا!
في الجولة الـ 17، بدا أن كل الإجراءات التي اتّخذت غير قادرة على إقامة «ساتر سياسي» يمنع «تهريب» الأزمة السورية إلى عاصمة الشمال، بل بدا أن «الواقعية» السياسية جعلت تلك الإجراءات روتينية وليست إنقاذية.
وإذا كانت معظم الجولات السابقة من الاشتباكات قد حملت عناوين مختلفة، فإن الجولة الجديدة كانت متوقّعة منذ ما قبل عيد الأضحى، تزامناً مع ارتفاع الحديث عن الاستعداد لمعركة القلمون في سوريا، وفي موازاة إدارة محرّك قطار التسوية الدولية نحو «جنيف 2».
هي إذاً، نقطة تجاذب مكمّلة لتلك المعطيات، لا بل نقطة مواجهة مفتوحة، ليس لفرض شروط متبادلة، وإنما بمثابة إعلان من طرفي المواجهة التقليدية تاريخياً في المدينة، أي السعودية وسوريا، بعدم إخلاء الساحة للآخر، أو التخلّي عن ورقة يمكن استثمارها في «الزمن الإقليمي الأصعب» لكل منهما، وبأن كلاً من دمشق والرياض يمتلك القدرة على الشغب الأمني الذي يحاول استدراج اللاعبين المعنيين بمشروع التسوية في سوريا، لتحسين الشروط أو لحفظ مقعد على طاولة المفاوضات.
انطلاقاً من ذلك، يمكن القول إن «ميدان المواجهة» في طرابلس قد لا يهدأ من دون تحقيق هذا الهدف، إلا إذا حصل الجيش اللبناني على ضوء أخضر يسمح له بتعطيل استخدام ورقة طرابلس في المواجهة السورية ـ السعودية، على غرار ما حصل سابقاً في عبرا، وهو أمر مستبعد في الوقت الراهن بسبب تشبّث طرفي «المنازلة»، عبر «وكلائهما المحليين»، بالحفاظ على حصته من المدينة.
في خمسة أيام من الاشتباكات، أصبحت طرابلس أسيرة المسلحين و«خارج حدود السيطرة»، فلا التدابير الرسمية نجحت في لجم التدهور، ولا الإجراءات العسكرية تمكّنت من وضع حدّ للمعارك، ولا الجهود السياسية تمكّنت من الإمساك بطرف خيط في حياكة قرار لوقف إطلاق النار.
انكفأت الدولة وأخلت الساحة للسلاح الذي يواجه السلاح، بينما كان الجيش يحاول وحيداً «ضبط» الاشتباكات بطوق أمني حول المناطق الساخنة، ما أدى إلى مواجهات مع المسلحين في أكثر من نقطة عسكرية، وفي ظلّ مزاج تحريضي طال الجيش بسبب تصدّيه لمحاولات خرق الخطوط الحمر بين الأحياء المتداخلة لمناطق الاشتباكات.
في المحصّلة، بدا أن الجميع استسلم للأمر الواقع في هذه الجولة: لا قدرة على انتزاع ورقة طرابلس من أيدي المتنازعين، خصوصاً أن بعض التصريحات استدرجت أخرى إلى سباق مفتوح على استرضاء المجموعات المسلّحة التي تنافست هي أيضاً على تأكيد إمساكها بالقرار الأمني على المحاور ومنع مجموعات ناشئة من أخذ دورها.
حتى مساء أمس، لم تكن الجولة الـ 17 قد وضعت أوزارها بعد، برغم أنها حصدت في أيامها الخمسة نحو ستين ضحية بين قتيل وجريح، بينهم عشرون سقطوا أمس، فضلاً عن خسائر كبيرة في الأبنية والممتلكات.
وليلا عنفت الاشتباكات على مختلف المحاور، في وقت تعرض فيه حاجزان للجيش اللبناني للاعتداء بإطلاق النار على العناصر، الأول في الزاهرية والثاني عند ساحة عبد الحميد كرامي.
ولليوم الخامس عاشت طرابلس ليلة عصيبة، أعادت إلى الأذهان معارك السنوات السبع العجاف بين جبل محسن والتبانة والقبة، والتي امتدت بين العام 1979 وأواخر العام 1985.
ولليوم الخامس أيضاً، فُرض على عاصمة الشمال تعطيل قسري لمرافقها ومؤسساتها وأسواقها وأحيائها، في ظلّ عجز يكاد يكون هو الصوت الوحيد الذي يمكن أن يُسمع مع أصداء القذائف.
وإذا كانت جهود وقف التدهور في طرابلس تدور في حلقة مفرغة حتى اليوم، فإن أي أفق لا يلوح بإمكان معالجة المأزق، لكأن معظم المعنيين، على مستوى الدولة والقيادات السياسية، استسلموا للأمر الواقع الذي تفرضه مجموعات مسلّحة يدير دفّتها وكلاء عن المواجهة السورية ـ السعودية.
الأخطر أن لا مؤشرات توحي بأن هذه الجولة قد تنتهي اليوم أو غداً، إلا إذا تغيّرت حسابات اللاعبين."
تحذير أممي من تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا
الإبراهيمي من الدوحة إلى طهران اليوم
شارفت جولة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الإقليمية على نهايتها، وفي ختامها المحطتان الأكثر أهمية، طهران التي يزورها اليوم، ثم دمشق التي يفترض أن يصلها خلال الساعات الـ48 المقبلة، بعد أن ينتقل اليها من بيروت، حاملا إلى القيادة السورية خلاصة ما سمعه من قادة الدول التي زارها، والتي عبرت بغالبيتها عن دعمها لحل سياسي للأزمة السورية، فيما سيستمع في الوقت ذاته، الى الأفكار السورية بشأن المرحلة المقبلة ومؤتمر «جنيف 2» المفترض أن ينعقد في أواخر تشرين الثاني المقبل.
وفي هذا الوقت، أبلغ «الائتلاف الوطني السوري» وجناحه العسكري، المدعوم من السعودية، الإبراهيمي شروطه للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، ومن بينها احتكار تمثيل المعارضة في المؤتمر.
وقدمت الأمم المتحدة، أمس، صورة مأساوية للوضع الإنساني في سوريا، وتحدثت، للمرة الأولى، عن وجود ألفي مجموعة مسلحة في سوريا، مطالبة الحكومة السورية والمسلحين السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب، محذرة من كارثة إنسانية، حيث إنها لم تتمكن منذ أكثر من عام من الوصول إلى مليونين ونصف مليون مدني محتجزين في مناطق تشهد معارك عنيفة.
في هذا الوقت، تواصل نزف الدم السوري، حيث قتل 40 شخصاً وأصيب العشرات في انفجار سيارة أمام مسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، في هجوم هو الأول من نوعه في هذه المنطقة. وقتلت القوات السورية في كمين 41 مسلحاً من «جبهة النصرة وأحرار الشام» بالقرب من منطقة العتيبة في الغوطة الشرقية.
وفي إطار جولة إقليمية تهدف إلى التحضير لعقد مؤتمر «جنيف 2»، التقى الإبراهيمي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة. واكتفى الإبراهيمي بالقول إن اللقاء كان «مثمراً»، فيما نقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن تميم «تأكيده موقف دولة قطر الدائم والثابت في دعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب السوري والوقف الفوري لحمام الدم وتدهور الأوضاع هناك».
وتوجه الإبراهيمي حتى الآن إلى تركيا والأردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عُمان، على أن يزور إيران اليوم، ويختم جولته في سوريا. وكان قد التقى في أنقرة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ورئيس «الائتلاف» احمد الجربا ورئيس «هيئة أركان الجيش السوري الحر» سليم إدريس وقادة مجموعات مسلحة.
ورفض «المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر»، في بيان صدر بعد الاجتماع مع الإبراهيمي، «الجلوس حول طاولة التفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين». وأضاف «فليذهب جنيف 2 إلى الجحيم إذا لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه المجازر المروّعة الممارسة بحق المدنيين».
واعتبر أن «صيغة جنيف 2 تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة»، مشترطاً «ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بتقسيم سوريا». واشترط «ألا يعبّر أي فريق عن الثورة إلا الائتلاف الوطني لقوى الثورة بكل مكوناته».
وقال نائب رئيس «أركان الحر» فاتح حسون، لراديو «سوا» الأميركي، إن «الإبراهيمي أبلغهم أن لا وجود لحل عسكري للأزمة السورية»، مشيرا إلى أنه «وصف المعارضة العسكرية والسياسية السورية بالمتشرذمة». وأعلن أن «الإبراهيمي تفاجأ بالشروط التي وضعتها هيئة أركان الجيش الحر مقابل الذهاب إلى مؤتمر جنيف»، موضحا أن «هيئة الأركان رفضت الذهاب إلى جنيف 2 من أجل تشكيل حكومة موسعة ولو كانت بكامل الصلاحيات».
وأكد داود أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في أنقرة، أنه «يجب على الدول المجاورة لسوريا حضور مؤتمر جنيف 2». واعتبر أن حل الأزمة السورية لا يأتي بالوسائل العسكرية بل بالسبل السياسية والديبلوماسية، مشيراً إلى أن بلاده تسعى «لحل سلمي للأزمة في سوريا».
من جهته، أكد زيباري، أن الأزمة السورية تؤثر على المنطقة وعلى شعوبها، مشددا على ضرورة إيجاد حل سريع للخروج منها. وقال «يجب عدم وضع شروط مسبقة لحضور جنيف 2». وشدد على «ضرورة مشاركة دول الجوار السوري في جنيف 2».
الأمم المتحدة
ودعت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن إلى ممارسة ضغط على الحكومة السورية والمسلحين ليسمحوا بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية في العديد من المناطق.
وقالت آموس، خلال جلسة لمجلس الأمن، إن الأمم المتحدة لم تتمكن منذ أكثر من عام من الوصول إلى مليونين ونصف مليون مدني محتجزين في مناطق تشهد معارك عنيفة. وأضافت انه فضلا عن أكثر من 110 آلاف شخص قتلوا جراء النزاع، فإن أمراضاً خطيرة مثل شلل الأطفال تنتشر سريعاً، فضلا عن العديد من ضحايا السرطان أو السكري جراء نقص الأدوية.
ولاحظت المسؤولة الأممية تجاهل الدعوات إلى وقف إطلاق النار تماما على الأرض. وقالت «من دون ضغط حقيقي ودائم من جانب مجلس الأمن فإن إحراز تقدم سيكون أمراً مستحيلا». وأوضحت انه في ظل وجود نحو ألفي مجموعة مسلحة حاليا في سوريا فإن «المواجهات بين هذه المجموعات المختلفة تتصاعد، والطرق الرئيسية لإيصال المساعدات الإنسانية قُطعت بسبب المعارك»."
النهار
الجولة الـ 17في طرابلس تُلهب التصعيد السياسي
سليمان يتعهّد تسليم الأمانة "كإنجاز" تاريخي
وكتبت صحيفة النهار تقول "طوت طرابلس اليوم الخامس من الجولة الـ17 من جولات القتال والاشتباكات التي تعاقبت عليها منذ عام 2008، على مشهد لم يتبدل مع استمرار النزف الدامي وشلّ المدينة وارتفاع حصيلة الضحايا الى ما يتجاوز ستة قتلى واكثر من 50 جريحاً، وسط تفاقم الشكوك في نجاعة الكلام عن حزم عسكري وقت لم تتبدل اي معطيات حتى ليل امس في الواقع الميداني. ولعل ما استرعى انتباه المعنيين بالمعالجات الامنية والسياسية الجارية للوضع المتفجر هو ارتفاع نبرة التصعيد السياسي والاعلامي من فاعليات طرابلس الاساسية بما يوحي بأن استمرار الاشتباكات دون قدرة على لجمها ستكون له مضاعفات ونتائج تتجاوز الاطر العادية، وهو امر لم يفت المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي التلميح اليه في مؤتمره الصحافي.
اما العامل اللافت الآخر، فتمثل في تشديد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على مسؤولية الجيش والاجهزة الامنية في ضبط الوضع، اذ صرح امس لـ"النهار" بأن طرابلس "لن تكون صندوق بريد او هدفا لاطلاق الرسائل على اختلافها وان من حق اهلها على دولتهم ان تحميهم وتحول دون قتل الابرياء في بيوتهم وعلى قارعة الطريق". واضاف: "لا صوت يعلو صوت اعادة الامن والاستقرار ووقف المسلسل الدامي الذي يستهدف المدينة. وهذا الهدف يشكل قضية اساسية واولوية بالنسبة الينا"، مشيراً الى ان "ثمة شعورا في طرابلس بانها متروكة لقدرها". وقال رداً على سؤال: "لم يعد هناك مبرر او حجة لعدم وضع حد للفلتان الحاصل وتجدد الاشتباكات بعدما اعلن الجميع في طرابلس رفع الغطاء عن اي جهة تحاول تفجير الوضع وبعد كلام رئيس الجمهورية قبل يومين، اذ اكد الايعاز الى القوى الامنية وعلى رأسها الجيش بتجهيز الوحدات العسكرية اللازمة لضبط الوضع في طرابلس في اسرع وقت". وشدد على انه "اطلقنا يد الجيش وسائر القوى الامنية والكرة اصبحت الآن عند الاجهزة الامنية وليس ما يحول دون ضبط الوضع بشكل صارم".
غير ان الوضع المتفجر استمر على وتيرته وبعد اشتباكات اعتبرت الاعنف ليل الخميس، تجدد القتال بوتيرة عنيفة مساء الجمعة بين جبل محسن والمناطق المحيطة به وخصوصا عند محور الحارة البرانية استعملت فيها القذائف الصاروخية وتولى الجيش الرد على مصادر النيران.
اما اللواء ريفي، فاطلق مواقف غير مسبوقة بعنفها هاجم فيها بشدة النظام السوري و"حزب الله"، محمّلاً إياهما تبعة ما يجري في طرابلس. وقال ان "امن طرابلس ليس سلعة بيد النظام السوري ولا بيد حزب الله"، محذرا الدولة والمسؤولين من ان "التغاضي عما يجري يهدد بخروج الامور عن السيطرة واذا حصل ذلك نكون قد دخلنا في المجهول". واضاف ان "طرابلس تعلن وفاة خيار المحور السوري الايراني فيها ونقول للجميع ان مسلسل الاعتداءات عليها يجب ان يتوقف وهي تنتظر من الدولة المبادرة السريعة لئلا تتطور الامور الى الاسوأ". ودعا الرئيس ميقاتي والوزراء الطرابلسيين الى "ان يتركوا وزاراتهم ويعتكفوا في مدينتهم لاعادة حقها في الامن".
سليمان
في غضون ذلك، ابلغت مصادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان "النهار" ان تأجيله زيارته الرسمية للنمسا غداً هو من اجل متابعة الوضع الامني في طرابلس والعمل على ضبط التوتر في المدينة وذلك عبر اجراءات امنية وقضائية جرت متابعتها في اجتماع العمل الذي رأسه الرئيس سليمان امس في حضور الرئيس ميقاتي. وقد اعطى الرئيس سليمان توجيهاته من اجل تنفيذ الاستنابات القضائية بحزم ووعي، وتطرق في الوقت نفسه الى مشكلة الاكتظاظ في السجون، داعيا الى تفعيل العمل القضائي من طريق اصدار الاحكام بما يساهم في معالجة مشكلة السجون.
سياسياً، كان للرئيس سليمان موقفان اطلقهما في كلمة القاها خلال الاحتفال بمئوية تأسيس بلدية زوق مكايل امس، وفيهما أكد انه "يعمل بصدق وجدية لتأمين الظروف الملائمة لإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها"، وان "بعض اللبنانيين يكرر خطأ الرهان على الخارج وتجاهل اعلان بعبدا". فبالنسبة الى الانتخابات الرئاسية كان واضحاً في موقف سليمان كما قال زواره قطع دابر التأويلات التي تريد الايحاء ان فكرة التمديد تراود رئيس الجمهورية لذا جاءت اشارته الحازمة الى "تسليم الأمانة استثنائيا ولمرة واحدة منذ أكثر من 40 عاما، بشكل طبيعي وهذا ما ساعتبره إنجازا كبيرا". أما في ما يتعلق باعلان بعبدا، فلفت هؤلاء الزوار الى قول سليمان ان هذا الاعلان هو "معبر إلزامي للحوار الوطني"، مما يعني ان رئيس الجمهورية لن يتراجع امام الضغوط التي تحاول طي هذا الاعلان بذرائع مختلفة.
وعلمت "النهار" ان الرئيس المكلف تمام سلام سيزور قصر بعبدا اليوم ليعرض مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان المعطيات المتعلقة بتشكيل الحكومة.
الى ذلك، تشهد باريس في عطلة نهاية الاسبوع لقاءات تجمع الرئيس سعد الحريري وأركاناً من قوى 14 آذار وصل منهم الى العاصمة الفرنسية النائبان مروان حمادة وبطرس حرب والنائبان السابقان فارس سعيد وسمير فرنجية. كما يتوقع ان يصل اليها الرئيس فؤاد السنيورة. وكان الحريري اجتمع امس مع النائب ميشال المر.
الدوحة وملف المطرانين
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان لقاء امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امس مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم كان "واعدا ومثمرا" لجهة استعداد الدوحة للمساعدة على اطلاق المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم المخطوفين في سوريا. وتفيد المصادر المواكبة لملف المطرانين انها ليست المرة الاولى يؤكد الجانب القطري تصميمه على انهاء هذه القضية الانسانية، علما ان زيارة اللواء ابرهيم لقطر تلت زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والذي سمع موقفا مماثلا من امير قطر. واضافت المصادر انه الى جانب دور قطر في القضية، هناك دور مهم لروسيا لما لموسكو من صلة بملف المجموعة الخاطفة من الشيشان الموجودة في سوريا والتي قد تطرح مطالب يمكن موسكو التعامل معها. وستستمر هذه المساعي وسط تكتم شديد لابعاد القضية عن التداول الاعلامي.
لا تأكيد لإعلان سوري عن مقتل زعيم "النصرة"
الإبرهيمي في طهران اليوم بعد قطر وتركيا
يتوجه الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي اليوم الى طهران حيث يتوقع أن يجتمع مع الرئيس حسن روحاني، ليطلب منه اعلان موافقة الجمهورية الإسلامية صراحة على "بيان جنيف - 1" الذي ينص على تأليف هيئة حكومية انتقالية في سوريا تحظى بصلاحيات تنفيذية كاملة لإنهاء الأزمة المستمرة في هذا البلد، قبل أن يتوجه الى دمشق آملاً في اجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد لإقناعه بـ"تقديم تنازلات"، مع العلم أنه أخفق في احراز أي تقدم لجمع شتات المعارضة تحت مظلة واحدة في مؤتمر جنيف – 2 الشهر المقبل.
في غضون ذلك، قتل 20 شخصا في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى شمال غرب دمشق، بينما تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 24 مقاتلا معارضا على الاقل في مكمن للقوات النظامية في العتيبة بالغوطة الشرقية. اما وسائل الاعلام التابعة للنظام، فأوردت ان عدد القتلى في المكمن بلغ 41. وتواجه مئات العائلات في الاحياء المحاصرة وسط حمص ظروفا صعبة، وسط حاجة الى مساعدات غذائية عاجلة.
وفي تطور ميداني لافت، بث التلفزيون السوري الرسمي مساء أمس ان زعيم "جبهة النصرة" الاسلامية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" ابو محمد الجولاني قتل في معارك بريف اللاذقية امس. وأكدت مواقع للاسلاميين المتشددين على الانترنت فقدان الاتصال بالجولاني.
واعلنت نروج انه لا يمكنها استجابة طلب من الولايات المتحدة لتدمير قسم من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية على اراضيها، معتبرة ان الجدول الزمني المقترح ضيق جدا.
الابرهيمي
وعلمت "النهار" من ديبلوماسي مطلع في الامم المتحدة أن "برنامج الابرهيمي يتضمن زيارة اليوم لطهران، ومن بعدها لدمشق، ثم لبيروت في الأول من تشرين الثاني المقبل، قبل أن يعود الى باريس في استراحة ويتوجه الى جنيف في 5 منه لعقد اجتماع مع ديبلوماسيين أميركيين وروس، ولقاء مع ممثلين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن" الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، تحضيراً لمؤتمر جنيف. واعرب عن اعتقاده أن "السعودية اقفلت الباب أمام الابرهيمي" الذي حاول قبل أشهر من دون جدوى خلع العباءة العربية من مهمته والإحتفاظ بصفته مبعوثاً دولياً. لكن الديبلوماسي الجزائري "لا يزال يعقد الأمل على امكان تغيير الموقف السعودي".
ولم يعرف أيضاً ما إذا كانت ايران ستوافق على اعلان موافقتها الصريحة على بيان جنيف الذي أصدرته مجموعة العمل الخاصة بسوريا في 30 حزيران 2012 في المدينة السويسرية، عقب جهود استثنائية ومضنية بذلها سلف الابرهيمي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان. ويتردد في الأمم المتحدة أن هذه الموافقة الصريحة ستكون بمثابة تذكرة كي تحجز ايران مقعداً لها في مؤتمر جنيف الذي يأمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في عقده منتصف الشهر المقبل.
ولم تتوافر معلومات عن أسباب عدم قيام الابرهيمي بزيارة للإمارات العربية المتحدة، مع العلم أن جولته شملت حتى الآن كلاً من القاهرة وبغداد والكويت وعمان والأردن وتركيا وقطر. وهو عقد اجتماعاً وصفه بأنه كان "مثمراً" في الدوحة مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. وصرح الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي بأن النقاش تركز على "التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا".
واجتمع في أنقرة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. كذلك التقى هناك رئيس أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس وعشرة قادة عسكريين من المعارضة. وأفاد المنسق السياسي والإعلامي لـ"الجيش السوري الحر" لؤي مقداد أن "اللواء سليم ادريس اعاد التأكيد اننا نسعى جميعاً الى حل ووقف حمام الدم. كما قال إن أساس المشكلة، بشار الأسد، يجب أن يعالج"، موضحاً ان أدريس "شدد على أن الجيش الحر يريد دولة ديموقراطية حرة في سوريا، وسقوط نظام الأسد، وتأليف حكومة انتقالية ومحاسبة المجرمين"."
الاخبار
نفي مقتل أمير «النصرة»: سيبثّ تسجيــلاً صوتياً قريباً
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "شهد محيط بحيرة العتيبة في ريف دمشق أمس، كميناً قضى فيه أكثر من 50 مسلّحاً في «جبهة النصرة» و«لواء الاسلام»، في وقت تستمر فيه جهود الابراهيمي لانعقاد مؤتمر جنيف 2 ضمن لقاءات أجراها في قطر وتركيا.
شُغلت الأوساط الإعلامية والامنية ليل أمس بخبر مقتل أمير «جبهة النصرة» في سوريا، ابو محمد الجولاني، في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف اللاذقية. الخبر المنسوب إلى التلفزيون السوري سُحب من التداول سريعاً في الإعلام الرسمي السوري، لكنه استمر في التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العالمية. وجرى تناقل الخبر على نطاق واسع، قبل ان تنفيه مواقع «جهادية»، متحدثة عن تسجيل صوتي له سيُبث قريباً. يُذكر أن الجولاني كان قد بايع أمير تنظيم القاعدة أيمن الظاهري، رافضاً قرار أبو بكر البغدادي بتوحيد تنظيم القاعدة في العراق وسوريا تحت مسمى «دولة الإسلام في العراق والشام». وسبق أن أشيعت معلومات غير صحيحة عن مقتله أكثر من مرة.
كمين الغوطة
من جهة اخرى، أوقعت وحدة من الجيش في كمين نفذته صباح أمس، بأكثر من 50 مسلّحاً من «جبهة النصرة» و«لواء الإسلام» في محيط بحيرة العتيبة في الغوطة الشرقية في دمشق، فيما ارتفعت حدة المعارك بين «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، في ريفي حلب والحسكة.
لم يكن هذا الكمين الأول من نوعه، ففي أيلول الماضي، نفّذ الجيش كميناً في منطقة الرحيبة على طريق الضمير ـــ عدرا ــ ميدعة، قضى خلاله على 40 عنصراً في «جبهة النصرة»، إضافة الى أسر العشرات. وقبله، نصبت قوة من الجيش كميناً قرب عدرا، أدى إلى مقتل 58 مقاتلاً كانوا في طريقهم نحو الغوطة الشرقية للمشاركة في القتال. وكان هؤلاء آتين من الأردن، حيث خضعوا لدورات تدريبية ضمن برنامج تشرف عليه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. كذلك شهدت المنطقة الممتدة من بلدة العتيبة إلى مدينة عدرا، عند الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية للغوطة الشرقية عدداً من الكمائن التي نصبها الجبش السوري، والتي راح ضحيتها العشرات من المسلحين.
وذكر قائد ميداني في المنطقة لوكالة «سانا» الرسمية، أنّ كمين يوم أمس نفّذ بالتعاون مع الأهالي في الغوطة الشرقية، وبناء على معلومات تفيد بأن مسلّحين في طريقهم للفرار من منطقة النشابية باتجاه ميدعا، نتيجة تضييق الخناق عليهم. وأضاف إنّه جرى خلال الكمين القضاء على 41 مسلّحاً، وإصابة نحو 10 آخرين بجروح، بعضهم من جنسيات سعودية وقطرية وعراقية، إضافة إلى مصادرة بنادق حربية آلية ورمانات يدوية الصنع.
في موازاة ذلك، استمر الجيش في ملاحقة المجموعات المسلحة، التي تسللت إلى بلدة صدد (ريف حمص)، وصولاً إلى كنيسة مار ميخائيل وسط البلدة، فيما تابع ملاحقة أفرادها على أطراف بلدة السخنة في ريف تدمر، وقد «عاد الأمن والاستقرار» إلى البلدة، حسبما ذكر مصدر رسمي لـ«سانا».
وفي ريف دمشق، انفجرت، أمس، سيارة أثناء قيام مسلحين بتفخيخها بالقرب من جامع أسامة بن زيد في سوق وادي بردى. وذكر مصدر لـ«سانا» أنّ انفجار السيارة أدّى إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، بينهم اطفال، وإصابة حوالى 30 شخصاً بجروح. وفي سياق آخر، ضُبطت سيارة مفخخة معدة للتفجير عن بعد في بلدة كفير الزيت، وأخرى كانت مركونة عند جامع سعد الدين في الهامة (ريف دمشق). الى ذلك، أفادت قناة «الميادين»، ليل أمس، باشتباكات عنيفة بين مسلحين من «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» في كل من كفر تخاريم وأرمناز في ريف إدلب، فيما استهدف الجيش مجموعات مسلحة في عدد من مناطق ريف إدلب.
اشتباكات بين الأكراد و«داعش»
في موازاة ذلك، أشار مصدر ميداني في «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ«الأخبار»، إلى ارتفاع وتيرة المعارك في محيط مدينة عفرين (شمالي حلب)، ووصول «الوحدات» الى قرية مشيرفة (ريف الحسكة) التي تبعد 10 كلم عن بلدة اليعربية التي تسيطر عليها «داعش»، قرب الحدود العراقية ـــ السورية. وأشار المصدر إلى «استيلاء قوات الحماية على مستودع للذخيرة في قرية سيحة»، التي تبعد 1 كم عن اليعربية. وفي ما يتعلّق بالخبر الذي تناقلته أمس المواقع الاخبارية عن مقتل أحد قادة «داعش» الملقت بـ«أبي أسامة الأردني»، إضافة الى خمسة آخرين في اشتباكات مع الأكراد في ريف عفرين، أفاد المصدر بأنّه «قتل أول من أمس في المعارك، ولا تزال جثث مسلحي داعش في ساحة المعركة».
الإبراهيمي في قطر وتركيا
سياسياً، واستعداداً لعقد مؤتمر جنيف 2، استكمل الموفد الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، لقاءاته في الدول المعنية بالشأن السوري، فالتقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة. واكتفى الإبراهيمي بالتصريح بأنّ اللقاء معه كان «مثمراً».
كذلك اجتمع الإبراهيمي مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة، أمس، حيث التقى، أيضاً، قائد «الجيش السوري الحر»، سليم ادريس، ورئيس «الائتلاف» السوري، أحمد جربا، قبل انهاء زيارته، حسبما ذكرت مصادر من المعارضة السورية لـ«رويتر»."
المستقبل
طرابلس تصعّد مطالبتها بوضع حدّ لـ "مصدر الإرهاب والإجرام"
سليمان: سأسلّم الأمانة طبيعياً للمرّة الأولى منذ 40 عاماً
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "لم يتغيّر شيء في المشهد الميداني لطرابلس أمس واستمر مسلحو "الحزب العربي الديموقراطي" في جبل محسن في "عملهم" كالمعتاد.. في حين تمحور المشهد السياسي حول موقفين، الأوّل لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أكد فيه إصراره على تسليم الأمانة في رئاسة الجمهورية "بشكل طبيعي للمرّة الأولى منذ 40 عاماً"، والثاني لرئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة دعا فيه إلى التركيز على تشكيل "حكومة مسؤولة تتولى اتخاذ القرارات لأنّ التأخير نتيجته خسراناً مبيناً على كل اللبنانيين".
ويتبين مما يحصل في طرابلس أنّ مسلّحي الحزب الأسدي في جبل محسن قرّروا اتباع أسلوب الإرهاب المنظّم والطويل الأمد بهدف إبقاء أجواء الرعب والتوتير الأمني مستمراً ولأطول فترة، للتعمية على اكتشاف وتوقيف بعض أفراد الشبكة الإجرامية التي نفّذت تفجيرَي مسجدَي "التقوى" و"السلام"، وكذلك للتغطية على حرب أسيادهم في ريف دمشق وكل المناطق السورية في مواجهة الشعب السوري الثائر.
الطرابلسيون باتوا يتأقلمون ويعتادون على أسلوب عيش غير مألوف وغير طبيعي يفرضه عليهم رفعت عيد وأتباعه عبر تحويل نهارهم ليلاً وليلهم نهاراً، فالمدينة لا تعرف طعم النوم ليلاً، أمّا نهاراً وبرغم الهدوء الحذر فإنّ حركة السير تبقى خجولة جداً ويسري الإقفال على جميع المدارس والجامعات الرسمية والخاصة، كما على أسواق المدينة في وسطها وأحيائها الداخلية، مع تسجيل دوريات مؤلّلة للجيش اللبناني في مختلف الشوارع.
وزراء طرابلس ونوّابها اعتبروا بعد اجتماع لهم في منزل النائب محمد كبارة أنّ القيادات الأمنية (الرسمية) فشلت في تحقيق واجبها في حفظ أمن المدينة واستقرارها لكي لا نقول أكثر، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، داعين أبناء المدينة إلى "ضبط النفس لتفويت الفرصة على محاولات التعمية على جريمة تفجيرَي المسجدَين، وبالتالي جرّ طرابلس إلى صراعات لا تخدم إلاّ المتربّصين بها شراً والعاملين على اتهامها بالتطرّف والخروج عن القانون".
وأشاروا إلى أنّ "التحقيقات الأخيرة أثبتت أنّ العصابة المسلحة (الحزب العربي الديموقراطي) هي مصدر الإرهاب والإجرام، وعلى الجهات المختصّة أن تتعامل معها على هذا الأساس من أجل حماية المدينة وأهلها من الاعتداءات المتكررة".
وبدوره، اعتبر اللواء أشرف ريفي "أنّ الكيل طفح وما يجري لم يعد مقبولاً بكل المقاييس (...) وأمن طرابلس ليس سلعة في يد النظام السوري ولا في يد حزب الله، والتغاضي عمّا يجري بات يهدّد بخروج الأمور عن السيطرة". وأشار إلى الخطة الأمنية وقال "آسف أن أقول كعسكري إننا لسنا في معركة العلمين والكل يعرف كم يبلغ طول شارع سوريا وكم عرضه والذي يفصل بين المنطقتين، بل أستطيع أن أقول منطقة واحدة. اليوم نحن في الخطة الثانية عشرة للأسف وكانّ هناك خطة للعبث بأمن المدينة وليس خطة لحفظ أمنها".
وتوّجه إلى أبناء التبانة قائلاً: "أنا أعترض على تسميات قادة المحاور، هؤلاء هم أولادنا نفاخر بهم وهم أبناء أحياء المدينة، أما حزب الله فقد أنشأ جيشاً بنفس لباس الجيش اللبناني ولم يسأله أحد عن مجموعة الزعران التي أنشأها لمهمّات سيئة".
الأمانة
وفي كلمة ألقاها في احتفال لبلدية ذوق مكايل أكد رئيس الجمهورية العماد سليمان سعيه إلى إقرار قانون انتخابات نيابية جديد وتقصير مدّة المجلس النيابي الممدّد له والعمل على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، معلناً تصميمه "على تسليم الأمانة في رئاسة الجمهورية بشكل طبيعي للمرّة الأولى منذ 40 عاماً".
وانتقد سليمان "بعض اللبنانيين الذين يكرّرون أخطاء الماضي في الرهان على الخارج لتغيير معادلات داخلية وتجاهل إعلان بعبدا"، معتبراً أنّه ليس مقبولاً "أن يبدو مصير لبنان في هذه المرحلة كأنّه معلّق بمصائر الآخرين".
السنيورة
من جهته، أكد الرئيس السنيورة من صيدا "أننا لسنا نحن مَن نُسأل عن التعطيل" في العمل التشريعي وغير التشريعي. وقال "نمد يدنا من أجل الاتفاق على بنود معيّنة ضمن مواضيع تتصف بصفة الضرورة والطارئة، حتى نوافق على هذا الموضوع"، مشيراً إلى "اننا أبدينا مراراً الحاجة إلى أن نعطي مسألة الحكومة الأولوية، لأنّه لا تستقيم الحالة في البلاد في ظلّ غياب حكومة مسؤولة تتولى اتخاذ القرارات في ظل هذه المتغيّرات الجارية في المنطقة من حولنا وفي بلدنا، وعندما نتأخّر في هذا الأمر تكون نتيجته خسراناً مبيناً على كل اللبنانيين". وشدّد على وجوب "أن تُعطى هذه العملية أهميتها وأن ننظر إلى الأمور نظرة موضوعية بما يسمح فعلياً بأن نحيل الأمور التي هناك انقسام أساسي بين اللبنانيين بشأنها، على هيئة الحوار، ليس لأنّ هناك سحراً في هذا الحوار، ولكن لأنّ هيئة الحوار هي المكان الذي يمكن أن نلتقي فيه ونجتمع ونتواصل. وقد يأخذ هذا الحوار زمناً طويلاً لكي نصل إليه وننفذه لأنّ هناك تجارب لدينا في عملية الحوار بأننا نتخذ قرارات ثم يعود بعضنا إلى الانقلاب عليها أو أنه لا يعمد إلى تنفيذها"."
اللواء
سليمان: بعض اللبنانيّين يكرّر خطأ الرهان على الخارج وتجاهل «إعلان بعبدا»
أعمل بجدّية لتأمين الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها
وكتبت صحيفة اللواء تقول "شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه ليس مقبولا أن يبدو لبنان في مرحلة تقرير المصائر في المنطقة، كأنه معلق على مصير الآخرين. وليس مسموحا أن تلتقي الإرادات الدولية، وتكون عيون الخارج على وطننا لمساعدته على إبعاد تأثير الأزمات الإقليمية عنه، بينما بعض اللبنانيين، يكرر أخطاء الماضي في الرهان على الخارج أملاً في تغيير توازنات أو معادلات، وحنيناً لاستعادة دور أو موقع، فضلا عن التمادي في تجاهل إعلان بعبدا، الذي أعاد تكريس روح الميثاق الوطني، لجهة تحييد لبنان عن المحاور والصراعات الإقليمية والدولية. وشكل معبراً الزمياً لمعاودة الحوار الوطني.
مواقف الرئيس سليمان اتت خلال رعايته مئوية تأسيس بلدية الزوق وخمسينية ونهضة الفتوح في قصر الرياضة والمسرح في زوق مكايل، في حضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وعدد من النواب ، والوزراء: مروان شربل، وليد الداعوق وناظم الخوري، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور غبريال كاتشيا، والكاردينال نصر الله بطرس صفير، ورجال دين، وشخصيات سياسية واجتماعية وعسكرية ونقابية، وحشد من اهالي مدينة زوق مكايل.
واذ شدد الرئيس سليمان على «اهمية اللامركزية الادارية»، لفت الى «ان ورقة الإقتراع في الانتخابات، يجب ان تكون جردة الحساب الضرورية لإبراء الذمة أو تكوين مضبطة اتهام، لانه من دون محاسبة لا إصلاح ولا مصلحين بل مصالح عابرة للخلافات ولكل العهود».
وكشف انه يعمل بصدق وجدية على تأمين الظروف والشروط الملائمة لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتسليم الأمانة «استثنائيا ولمرة واحدة» منذ اكثر من أربعين عاما، منذ 1976 في شكل طبيعي، «وهذا ما سأعتبره انجازا كبيرا».
ورأى الرئيس سليمان أن «تحقيق ما نريده من تطلعات ورؤى ومشاريع وقوانين، يحتاج إلى سلطة تنفيذية قائمة، وإلى سلطة تشريعية مواكبة. فكيف يستقيم الأمر في مناخ التعطيل الحكومي والتباين، والعجز عن التوافق على حكومة جديدة تنتشل البلاد من السياسة الإنتظارية والرهانية على المسألة السورية وتطوراتها وغيرها من المسائل، وتعيد ضخ الحياة في الإدارة والأجهزة المختصة، بدءا بتعيين المحافظين والقائمقامين وملء سائر المراكز الشاغرة، وصولا إلى إقرار الموازنات المتراكمة ومشاريع القوانين المنتظرة في الأدراج وابرزها قانون انتخاب جديد في اقرب الآجال وتقصير ولاية المجلس الممدة وهذا امر مهم.»
وإذ اعتبر أن إجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والأمينين العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية، ورئيس البنك الدولي وهيئات أخرى، في سبيل هدف وحيد يتعلق بتأمين مظلة دولية ضامنة للكيان اللبناني المستقل والمستقر، أكد «انني اعمل بصدق وجدية على تأمين الظروف والشروط الملائمة لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتسليم الأمانة «استثنائيا ولمرة واحدة» منذ اكثر من أربعين عاما، منذ 1976 في شكل طبيعي وهذا ما سأعتبره انجازا كبيرا».
وأشار سليمان إلى أن «مؤتمر دعم لبنان إقتصر حتى الآن على الناحية السياسية والديبلوماسية، الا ان المجتمعين ثبتوا الإعتراف بأن للبنان حقا ودينا في ذمة المجتمع الدولي، يوازي بتقدير البنك الدولي أكثر من سبعة مليارات ونصف مليار دولار، كتعويضات ناتجة من أضرار الأزمة السورية و تداعياتها».
وختم سليمان: «صحيح أن لا وقت للحقائق الصعبة في لحظة ذكرى وأمنيات جميلة ، لكن إنعاش الذاكرة والوعي ضروريان . ذلك أن الدوران والمراوحة في دوامة مشكلات الحاضر ، قد يقضيان على الأمل بلبنان المستقبل ، فيتدحرج حلمنا إلى حد الحنين إلى استعادة لبنان الأمس، والحياة لا تقيم في منازل الأمس».
ثم منح الرئيس سليمان نهاد نوفل وساما برتبة ضابط اكبر، فيما قدم له الاخير مفتاح مدينة الزوق.
وتحدث رئيس مجلس النواب الفرنسي السابق باتريك اولييه عن الزمالة التي تربطه برئيس البلدية نوفل، كما عبر عن مشاعر الفرح لكونه في لبنان الذي يرتبط بفرنسا بروابط كثيرة، واعتبر ان زوجته الوزيرة السابقة ميشال اليو ماري تعرف ايضا مدى ارتباط فرنسا بلبنان واظهرته خلال توليها مهامها كوزيرة سابقة للخارجية وللدفاع.
بدوره عدد نائب رئيس بلديات كسروان الفتوح ابراهيم حداد الانجازات التي شهدتها مدينة الزوق منذ تولي نوفل رئاسة بلديتها، وهو الذي رفع الشعار الشهير «ابتسم... انت في الزوق».
واشاد البطريرك الراعي في كلمته بمواقف سليمان ان في الامم المتحدة او في ما قاله لجهة تسهيل تشكيل الحكومة واستعادة المجلس النيابي مكانته، والدعوة الى الحوار والالتزام باعلان بعبدا، واقرار اللامركزية الادارية، وتقوية الجيش والقوى الامنية وتوحيد السلاح في اطار السلطة الشرعية، ودعم الاقتصاد والاسراع في التنقيب عن الغاز والنفط مع ما يتطلبه من قوانين وعناية.
كما شكره الرئيس سليمان على حضوره وتشجيعه للبلديات.
وتحدث المحتفى به، فشكر رئيس الجمهورية على حضوره الشخصي في هذه المناسبة، وشدد على ايمان الرئيس باللامركزية الادارية كباب شرعي للدخول الى الانماء المتوازن وللقرى والمدن الابداع في المشاريع المستدامة، وهو ما تحلم به بلديات لبنان وشعب لبنان.
اعلان بعبدا انه طريق الحق والحياة المستقلة والامنة للبنان. كما شكر الرئيس ميقاتي لمواقفه من هذا المشروع التي احيته بعد ان كاد ان يكون في ادراج النسيان. وشكر البطريرك الراعي لقربه من الرعية التي تعيش قلقا يحاول معالجته بحكمة وجرأة وايمان."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها