06-11-2024 11:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 28/10/2013 استمرار النزف في طرابلس

الصحافة اليوم 28/10/2013 استمرار النزف في طرابلس

ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية اليوم الاثنين 28/10/2013

رصدت الصحف اللبنانية آخر التطورات الامنية والسياسية في لبنان والمنطقة، وكان هناك متابعة للتطورات على الساحة الطرابلسية مع استمرار الاشتباكات على محور باب التبانة جبل محسن. كما رصدت الصحف أيضا آخر تطورات الحدث السوري.

السفير

إطلاق «المطرانين» يحتاج إلى وقف إطلاق نار؟
حروب المحاور الخارجية تُنهك طرابلس

لم تغادر طرابلس حافة الهاوية. ظلت تتأرجح على خط التوتر العالي الإقليمي، تتجاذبها هبّة باردة تارة وأخرى ساخنة طوراً، تبعاً لمزاج القناصين ومسؤولي المجموعات المسلّحة الذين باتت المدينة رهينة أوضاعهم النفسية وارتباطاتهم بالمحاور الخارجية، حتى بلغت حصيلة اسبوع كامل من الاشتباكات وأعمال القنص 12 قتيلا وأكثر من 80 جريحاً، بينهم أربعة قتلى وأكثر من 25 جريحاً خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ومع بدء أسبوع جديد، بدا ان طرابلس أصبحت على موعد مع «عرف يومي» يقضي بأن يهدأ الوضع نهاراً ويحتدم ليلا، حتى قيل إن السياسيين يعملون في النهار بينما يرتاح المسلحون، وفي الليل ينام السياسيون وينشط المسلحون.. وحدهم القناصون يعملون بدوام كامل.
وفيما يحاول الجيش أن يضبط الموقف بالقدر المتاح، مازجاً بين الحكمة والحزم، كان لافتاً للانتباه ان بعض الوحدات العسكرية اضطرت في العديد من نقاط المدينة الى وضع دشم وتحصينات لحماية عناصرها الذين اصبحوا عرضة للخطر والاستهداف المباشر، علماً ان قيادة الجيش نعت أمس الرقيب يوسف كمال الذي أستشهد متأثراً بجراحه في جبل محسن، بعد إصابته برصاص قناص.
والى جانب الضغط الميداني الذي يواجهه الجيش، برز «ضغط سياسي» عليه عبّر عنه الموقف الاخير للرئيس سعد الحريري الذي سأل عما إذا كان يجوز أن يتحول الجيش بقواته المجوقلة وغير المجوقلة الى شاهد زور في الحرب المعلنة ضد طرابلس، محملا الدولة بكل مواقعها الرسمية والأمنية والعسكرية، مسؤولية التخلي عن حماية المدينة وأهلها.
في هذه الأثناء، قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إنه وبرغم ما يحدث في طرابلس، فهو لا يزال عند قناعته بأن هناك قراراً كبيراً متخذاً من قبل جميع اللبنانيين، بعدم الانزلاق مجدداً الى الحروب العبثية، لافتاً الانتباه الى ان التجارب علمتنا، ويجب ألا يكرر أحد منا أخطاء الماضي.
ولكن بري لفت الانتباه الى ان ذلك لا يمنع إمكانية «وقوع بعض الاحداث المتفرقة التي أرجح انها ستبقى تحت السيطرة ولن تتطور الى مواجهة واسعة، سواء كانت طائفية ام مذهبية».
وقال مصدر بارز في «تيار المستقبل» لـ«السفير» إن «على الجيش استعادة المبادرة والإمساك بزمام الامور في طرابلس، قبل ان تفلت من أيدي الجميع ونصبح امام المجهول». وأكد ان «المستقبل» كان ولا يزال يغطي الجيش ليؤدي واجبه في حماية أهل المدينة بشكل تام وحازم، لكن المشكلة تكمن في عجز المستويات الرسمية كافة عن اتخاذ قرار بالمعالجة الحاسمة، نافياً ان يكون «التيار» يدير أياً من المجموعات المسلحة في طرابلس.
وأبلغ وزير الداخلية مروان شربل «السفير» ان الجيش ينتشر في النقاط الساخنة والمعالجة ستتم بالتدرج، مشيراً الى انه يجب الاعتراف بأن الوضع صعب، وأن طرابلس تدفع ثمن صراع محلي وإقليمي.
ورداً على سؤال عن تعليقه على كلام الرئيس سعد الحريري بأن الجيش تحول الى شاهد زور، أجاب: الجيش يقدم الشهداء وكان آخرهم الرقيب يوسف كمال، وأنا أعتقد اننا كلنا كسياسيين أصبحنا شهود زور على واقع سياسي سيئ، حيث لا حكومة ولا مجلس نواب ولا انتخابات، الامر الذي يؤمن البيئة الحاضنة للتوترات الامنية.
ميدانياً، شهدت طرابلس ليلا اشتباكات بعد قنص نهاري أدى الى سقوط المزيد من الضحايا. وفيما أعادت أرتال آليات الجيش تمركزها في مناطق التوتر لجهة القبة والمنكوبين، علمت «السفير» أن وحدات جديدة من فوج المغاوير دخلت الى جبل محسن، فيما تستعد وحدات أخرى للدخول الى التبانة اعتباراً من فجر اليوم، وأن قراراً حاسماً اتخذ بالرد بالأسلحة الثقيلة وقذائف «الأربي جي» على كل مكان يستخدم من قبل القناصين، لا سيما أن استمرار أعمال القنص المتبادلة بين الطرفين، يعيد إشعال بعض المحاور.
وأبلغ مصدر عسكري «السفير» ان الجيش نفذ عمليات دهم في العديد من المناطق التي كانت تشهد مواجهات، واصطدم مع المسلحين ورد على مصادر إطلاق الرصاص بقوة، مستخدماً رشاشات ثقيلة وقذائف «ار.بي.جي».
وأكد المصدر «ان الجيش تعرض مرات عديدة لإطلاق رصاص بشكل مباشر خلال تنفيذه لمهامه، وأنه ماض في ضبط الوضع الأمني ولن يتهاون مع أي مخل بالأمن».
إبراهيم..والإبراهيمي
على خط آخر، بقيت قضية المطرانين المخطوفين موضع متابعة، وعلمت «السفير» أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، التقى خلال زيارته الأخيرة الى الدوحة الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ونائبه مختار لاماني، وتناول البحث ملف المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والدور الذي يمكن أن تقوم به المنظمة الدولية للافراج عنهما.
وأبلغ ابراهيم الموفد الدولي أنه سمع من الرئيس السوري بشار الأسد تأكيداً حول استعداد النظام لتقديم كل ما يلزم من تسهيلات لتحرير المطرانين.
وتردد في هذا الاطار أن معاون الابراهيمي كان قد أبلغ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن مجموعة سلفية غير تكفيرية تحتجز أحد المطرانين (يازجي) أبدت استعدادها لتسليمه «شرط التوصل الى وقف اطلاق نار في احدى المناطق في شمال مدينة حلب، وكذلك تأمين ممر آمن لايصاله الى منطقة آمنة».
وأفادت مصادر سورية في دمشق أن القوات النظامية مستعدة لوقف إطلاق نار موضعي لتسهيل عملية الافراج عن المطرانين، وأشارت الى أن هذا الملف سيكون جزءا من محادثات الأخضر الابراهيمي مع القيادة السورية.
وكان اللواء ابراهيم قد اتصل، أمس، بالبطريرك يازجي ونقل اليه تطمينات من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مفادها أن الدوحة ستعمل كل ما بوسعها من أجل الإفراج عن المطرانين.  


روحاني يؤكّد دعم طهران لحل عبر جنيف أو غيره
دمشق تستقبل الإبراهيمي اليوم وتستمع لأفكاره

دمشق ـــ زياد حيدر
طهران ـــ رباب الزبيدي

يعود المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي الى دمشق اليوم، بعد غياب استمر شهورا، وهي محطة قد تستمر خمسة ايام، وتشكل ذروة الجولة الاقليمية التي يقوم بها، ويختتمها في بيروت السبت المقبل.
ولم تحمل زيارة الإبراهيمي إلى طهران جديدا استثنائيا على خط الأزمة السورية، لكنها ساهمت في عملية التحريك التي يجريها في إطار مساعيه الرامية لإحياء مؤتمر «جنيف 2» بشكل جدي، لاسيما أنه تحول إلى عنوان عريض توضع تحته الكثير من الآمال، ويرمى بكثير من الاتهامات، في ما هو حتى اللحظة لا يعدو كونه مشروع مؤتمر لم يتفق بعد على شكله ومن سيحضره.
ويصل الإبراهيمي قبل ظهر اليوم إلى مطار بيروت على متن طائرة خاصة، ويتوجه منها برا إلى دمشق برفقة معاونه مختار لماني. وتستمر زيارته في سوريا حتى السبت المقبل، ومنها يعود إلى بيروت حيث سيلتقي الرؤساء ميشال سليمان، نبيه بري ونجيب ميقاتي. وسيناقش مع المسؤولين اللبنانيين إمكان دعوة لبنان إلى «جنيف 2» وقضايا النازحين والحدود وقضية المطرانين المخطوفين.
وحتى الآن لا يمكن الجزم بموعد «جنيف 2» المتداول في 23 تشرين الثاني المقبل، حيث قالت مصادر مطلعة إنه من خلال المعطيات الحالية، لا يوجد معارضة حقيقية ووازنة تجلس قبالة النظام حول طاولة المفاوضات. ومن المقرر ان يلتقي الإبراهيمي بعد قادة المعارضة الداخلية خلال زيارته الى دمشق.
وكان الإبراهيمي تبلغ من الإيرانيين استعدادهم للمشاركة في «جنيف 2»، لكن من دون شروط مسبقة وتحديدا الموافقة المسبقة على «جنيف 1».
وأكدت مصادر مطلعة في طهران، لـ«السفير»، أن الإبراهيمي أشاد بتعاون إيران، لكنه طلب من المسؤولين الإيرانيين زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد للقبول بتسوية سياسية توفر على السوريين المزيد من الدماء. وبحسب المصادر لم يكن لدى الإبراهيمي توقيتا محددا لمؤتمر جنيف، بل إنهم لمسوا لديه خشية من إمكانية تأجيل المؤتمر في حال عدم الوصول إلى صيغة واضحة لخريطة الطريق التي ستعتمد للوصول إلى حل للأزمة السورية.
وفي لقائه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني سمع الإبراهيمي موقف طهران بشكل واضح: «إيران لن توفر أية مساعدة لوقف النزاع في سوريا».
روحاني أكد اقتناع بلاده «بأن الحل في سوريا لن يكون إلا سياسيا، وأن من يعول على الحسم العسكري سيفشل». وقال إن «ما يبعث على الأمل أن مختلف الدول قد توصلت إلى استنتاج بأن لا حل عسكريا للازمة السورية، ويجب حلها وتسويتها عبر الطرق السياسية، وهو الطريق الأفضل لإنهاء أعمال العنف في هذا البلد سريعا».
وأشار إلى أن طهران ستقدم الدعم في كل المجالات لضمان استقرار سوريا من خلال «جنيف 2» أو عبر أي وسيلة أخرى. وقال «إننا على استعداد كامل للمشاركة في اجتماعات تعزز الاتفاق في الرأي بين جيران سوريا، ولقد أعلنا هذا الأمر لبعض دول المنطقة، ومن ضمنها تركيا».
وأضاف «يبدو أن هناك المزيد من الاتفاق في وجهات النظر حول سوريا، فقد باتت جميع الأطراف المعنية بالقضية السورية تؤكد رفضها لتسلل الإرهابيين إلي الأراضي السورية وقتل الشعب السوري وتشريد الملايين منهم، وباتت تري أن دوامة العنف في سوريا تترك آثارا سلبية علي المنطقة بأسرها، کما أن الجميع بات يؤكد علي إجراء انتخابات حرة تجري بمشارکة جميع شرائح الشعب السوري»، لكنه لفت إلى أن «تشتت شمل المعارضة السورية وسيطرة الجماعات المتطرفة واختلاف دول الجوار السوري والقوى العالمية الكبرى حول مستقبل سوريا، يشكل العائق الرئيسي في وجه إحلال السلام».
وقال روحاني إن «إيران ترى أن مواصلة المساعدة الإنسانية ومنع الإرهابيين من دخول سوريا وتدمير الأسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الإرهابية، من بين الخطوات الأولى لإرساء سلام دائم في هذا البلد».
الإبراهيمي بدوره أوضح أن زياراته إلى دول المنطقة، قبل مؤتمر «جنيف 2»، تهدف إلى تهيئة الأرضية اللازمة للحوار بين أطراف النزاع في سوريا، والمساعدة على وضع نهاية للعنف في سوريا من اجل «إقامة سوريا جديدة»، مجددا تأكيد ما أعلنه خلال لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس الاول، على أهمية حضور إيران مؤتمر جنيف، متمنيا «استمرار التعاون الوثيق مع طهران، سواء حضرت المؤتمر أو لا لضمان السلام لسوريا».
كما التقى الإبراهيمي برئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي انتقد تقديم بعض دول المنطقة الدعم للجماعات المتطرفة في سوريا، مشيرا إلى «ازدواجية معايير بعض القوي حيال الإرهاب»، داعيا إياها إلي «عدم التدخل لتغيير الوقائع في سوريا لصالحها بدل مصالح الشعب السوري». وشدد على «أهمية أن تقوم القوى والهيئات الدولية بدورها للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية»، منوها بأهمية «جنيف 2» لإيجاد حل سوري - سوري يحترم آراء جميع السوريين. ويلتقي الإبراهيمي، خلال زيارته دمشق، التي تستمر يومين، بمسؤولين سوريين بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد. كما يلتقي ممثلين عن «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة، وفقاً لما قالته مصادر الهيئة لـ«السفير».
ويصل الإبراهيمي دمشق آتياً من بيروت، بعد جولة إقليمية قادته إلى مصر والأردن والكويت والعراق وتركيا وقطر وسلطنة عمان وإيران ولبنان، وبعد أن اعتذرت السعودية ودولة الإمارات عن استقباله.
وبات معروفاً أن دمشق تنظر بريبة إلى المبعوث الدولي، وتعتبره منحازاً إلى خصومها. وسبق للإبراهيمي، أن طلب من الأسد خلال لقائهما نهاية العام الماضي، أجوبة حول إمكانية عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة العام المقبل، ما دفع الأسد لإنهاء اللقاء سريعاً، بعد أن حصر هذه المسألة بانتخابات رئاسية.
وليس واضحاً إلى أي مدى غيّر المبعوث الأممي من طريقة تعاطيه مع دمشق، وإن كان سيسمع أو سيقول كلاماً جديداً، رغم سعيه إلى الحصول على «أفكار» خلال جولته الإقليمية، ولا سيما في محطاتها «غير المثيرة»، كما في الكويت وسلطنة عمان، التي أبقى مسؤولون فيها على خط اتصال عالي المستوى مع الحكومة السورية.
ومن المتوقع أن يعرض الإبراهيمي على وفود المعارضة التي سيلتقيها فكرة الحضور بوفد موسع يترأسه أحد أعضاء «الائتلاف الوطني» المعارض، ولكن من دون أن تكون الهيئة تحت مظلة «الائتلاف»، كحل وسط لعقدة التمثيل بين معارضتي الداخل والخارج. وهي فكرة اعتبر المتحدث باسم «هيئة التنسيق» منذر خدام انه يمكن تحقيقها مرجحاً عضو مجلس الشعب السابق رياض سيف لهذا الموقع، إلا أن أمين سر الهيئة رجاء الناصر رفضها، معتبراً أنها «آراء شخصية». وقال الناصر لـ«السفير» إن وفداً من الهيئة يضمّه والمنسق حسن عبد العظيم وآخرين، سيلتقي الإبراهيمي الثلاثاء ليعرض عليه موقفه من «جنيف 2»، وتصوراته لظروف نجاحه، كما تشكيلة وفد الهيئة.
وقال الـــناصر إن الهــــيئة مستعدة لبحث المشـــــاركة في وفد ثلاثــــي مشــترك مـــع «الائتــــلاف» و«الهيـــئة الكردية العــــليا» إن اتفقوا على برنــــامج موحّد مشترك، وهي مسألة «سبق للمعارضة أن حاولت القيام بها خلال العامين الماضيين من دون جدوى».
من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» بمكوّناته من الـ11 دولة، فشل في دفع «الائتلاف» نحو المشاركة بشروط محدودة في «جنيف 2». وساهم رفض السعودية، إلى جانب المواقف الحادة التي تصدر عن الفصائل المسلحة في استحالة تحقيق هذا الأمر، وآخرها منذ يومين بإعلان 19 من كبار الفصائل المسلحة أن مؤتمر جنيف «حلقة جديدة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشّعب في سوريا، وأنه لم ولن يكون خياراً شعبياً». وتوقع ديبلوماسيون في دمشق أن تبقى قدرة المبعوث الأممي على إحداث اختراقات محدودة، نتيجة التباينات الحادة في مواقف الأطراف، واستحالة «إقناع الميدانيين لدى الجانبين بجدوى تحقيق تقدم في الظروف الحالية». وعلقت المصادر آمال الإبراهيمي بانعقاد اجتماع «جنيف 2» على اللقاء الروسي ـــ الأميركي المتوقع عقده في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل، والذي قد ينتهي إلى إعلان تأجيل موعد «جنيف 2» إلى بداية العام المقبل، من دون إغفال احتمال الدعوة لعقده بمن حضر.

الاخبار

س. س. تحرق طرابلس و«زعاماتها» يتــقاتلون على الإمرة

لم تهدأ بعد معركة استنزاف طرابلس. تقاطع المصالح محلياً وإقليمياً يُغذي استمرارها. الحرب محلياً على تزعّم «قرار السلم والحرب»، أمّا إقليمياً فابتزاز سعوي لسوريا. وسط الحسابات المعقدة، خرج الرئيس سعد الحريري عن صمته ليصف الجيش بـ«شاهد الزور»
المعركة مستمرة. القتال في الحلبة الطرابلسية يزداد احتداماً، صحيح أن أصوات القذائف خفتت، لكنّ وتيرة الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة ارتفعت، رافعةً معها حصيلة الخسائر. والسبب إحكام الجيش حصاره بطوق أمني مشدد على محاور القتال، مانعاً المسلّحين من «التذخير» بالقذائف، إذ إن لدى استخبارات الجيش، من دون مبالغة، معلومات عن مكان كل قطعة سلاح، وحتى هوية حاملها.
إزاء ذلك، تُصعّد حدة الاشتباكات لإدخال السلاح. وبحسب أحد مصادر المسلّحين، لا يستبعد هؤلاء فتح معركة مع الجيش لتخفيف الضغط. في موازاة ذلك، لا تزال المعركة مستمرة. استمرارٌ يضمنه تقاطع مصالح معظم اللاعبين على الساحة الطرابلسية. باب التبّانة وجبل محسن ساحة الفرص لهؤلاء اليوم. في جزئية استمرار المعركة، ثمة صراع على زعامة باب التبانة، أو بمعنى أدق، من يمتلك «قرار السلم» في الفيحاء. كلٌّ يود حيازة هذا اللقب، النائب محمد كبّارة أراد إيقاف المعركة، لكن اللواء أشرف ريفي كان له بالمرصاد. الضابط المتقاعد يُريد أن يكون الأمر له. وبالتأكيد لن يعطي لمنافسه على مقعد نيابي هذا الفوز. فالكلمة الفصل لا يجب أن ينطق بها غيره، أو على الأقل أن يكون مشاركاً في نُطقها. وهنا يُطلّ العقيد المتقاعد عميد حمود. المنافس الثاني لريفي في الميدان. يلعب المستشار الأمني السابق للرئيس سعد الحريري على التناقضات دوماً. هذه المرة كان الرجل يضرب بسيف الرئيس نجيب ميقاتي. لذلك حُيِّد في الشكل أحد قياديي المحاور سعد المصري. ورغم الثقل الذي يتمتع به حمود في التبّانة، لم يُسمح له بالدخول إليها كونه قدِم مهاجماً ريفي. ولذلك لم يُعقد اللقاء الوطني الإسلامي الذي يعلن دوماً وقف إطلاق النار. صراع ريفي ـــ كبّارة وريفي ـــ حمود، يقابلهما صراع من نوعٍ آخر. المايسترو (العميد) عامر الحسن، مدير فرع الاستخبارات في الشمال، الذي يملك سطوة قوية على معظم المقاتلين في باب التبّانة ـــ جبل محسن، سيُحال على التقاعد بداية العام المقبل. ليس هذا فحسب، يتردد أن البحث جارٍ لتعيين خلف له، عوضاً عن التمديد للضابط الممسك بزمام طرابلس جيداً والذي يطمح ليتم تعيينه مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي. فلماذا يُساهم الرجل في إخماد النار المشتعلة من دون ثمن، طالما أنه سيرحل قريباً؟
في جزئية أخرى من استمرار المعركة، تُطل السعودية برأسها. تؤكد مصادر طرابلسية وسطية لـ«الأخبار» أنّ «السعودية لا تُريد للقتال أن يتوقف». وتستدلّ على ذلك بـ«رغبة السعودية في استمرار ابتزاز السوريين وحزب الله». في المقابل، ترى المصادر نفسها أن «السوريين هنا لا يُبدون اكتراثاً لاستمرار المعركة». وتضيف: «لا بل أكثر من ذلك، لن تكون دمشق منزعجة إذا تحققت نبوءة الشيخ سالم الرافعي وظهرت داعش وجبهة النصرة للقتال في طرابلس». وسألت المصادر: هل يُعقل أن تستمر المعركة أسبوعاً كاملاً وأسباب اشتعالها محلية بحت؟ لو كانت كذلك، لحُلّ الأمر سريعاً بقرار سياسي».
على إيقاع أزيز الرصاص، ترتفع أعداد القتلى. يخسر الجيش مزيداً من الشهداء، في انتظار القرار السياسي. يبرز هنا موقفٌ بارز لأحد الضباط في طرابلس. يُنقل عن قائد اللواء الثاني عشر العميد سعيد الرز أن «الحل لن يكون إلا عبر الدخول بالقوة إلى التبّانة». ورغم أن الجيش ينتشر في جبل محسن، تنقل مصادر ميدانية أنّ المسلّحين في التبانة، فور علمهم بوجود توجه لدى الجيش لدخول منطقتهم، عمدوا إلى قطع الطرق المحتمل أن يدخل عبرها. وتردد في عاصمة الشمال أمس أن الجيش منح المتقاتلين مهلة تنتهي عند منتصف الليلة الماضية، للتوقف عن إطلاق النار، أو أنه سيضرب الجميع بقسوة. وبالفعل توغلت آليات الجيش على أطراف التبانة عند منتصف الليل.
وقد دخلت الجولة الـ 17 من الاشتباكات على محاور باب التبانة وجبل محسن أسبوعها الثاني أمس، موقعة 12 قتيلاً وأكثر من 80 جريحاً، من دون أن تفلح الجهود والاتصالات في لجمها. وشهدت محاور باب التبانة وجبل محسن والقبة والبقار وحارة الجديدة والمنكوبين والحارة البرانية والشعراني وبعل الدراويش وستاركو تبادلاً لإطلاق النار بأسلحة خفيفة ومتوسطة. كذلك سجلت أمس ظاهرة الاعتداء على محال تجارية يملكها علويون خارج جبل محسن. فيما منع مسلحون سيارات لبيع المواد الغذائية من التوجه إلى الجبل في محاولة لفرض الحصار عليه. وعزت أوساط بعض قادة المحاور في طرابلس تراجع حدّة الاشتباكات في الساعات الـ 48 الماضية إلى توقف بعض الجهات عن توزيع الذخائر على بعض المجموعات المسلحة، لكنها رأت أن «استمرار التوتر ورصاص القنص شغّالاً هو لإبقاء الجبهات مشتعلة». واستبعدت أوساط قادة المحاور توقف الاشتباكات خلال الساعات المقبلة كما أشيع، معتبرة أن «استبدال الاشتباكات التقليدية بالقنص سيصعّب على الجيش تعقب مصادره، وخصوصاً إذا كان القناصون يستخدمون كواتم للصوت».
وكان الجيش قد استقدم تعزيزات إضافية إلى طرابلس، ونفذ انتشاراً واسعاً على مختلف المحاور. ففي منطقة جبل محسن، دخل الجيش إلى شارع المهاجرين بعد انكفاء المسلحين الذين شدّد عليهم المسؤول السياسي في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد «بالانسحاب وترك معالجة الوضع على الأرض للجيش».
في هذه الأثناء، أوضحت مصادر سلفية لـ«الأخبار» أن جولة الاشتباكات الأخيرة «ليست كسابقاتها من الجولات، لأنها جاءت في أعقاب وقوع تفجيري مسجدي التقوى والسلام، وحصول توقيفات واعترافات». واعتبرت أن «الحل الوحيد للمشكلة هو اتخاذ إجراء قضائي أو أمني ما، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في عودة الاستقرار إلى المدينة، ويشكل حجة للقوى الأمنية كي تستعيد هيبتها وتفرض سلطتها».
وأعادت المصادر التأكيد أن «القوى السلفية لم تشارك في الاشتباكات الأخيرة، لأنها تجدها عبثية وبلا عنوان أو هدف».
وبينما كانت طرابلس تشيّع قتلى الاشتباكات، والجيش يضمّد جراح عسكرييه ويعلن استشهاد الرقيب يوسف كمال، برز موقف الرئيس سعد الحريري الذي جاء متأخراً 6 أيام عن اندلاع الاشتباكات، ووصف فيه الجيش بأنه «شاهد زور في الحرب المعلنة ضد طرابلس».

  

النهار

الإبرهيمي في دمشق اليوم بعد طهران 19 مجموعة مقاتلة ترفض جنيف -2

أحكم مقاتلون أكراد قبضتهم على المنطقة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا بعد انتزاع معبر اليعربية الحدودي مع العراق من مقاتلين تابعين لـ"الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة" التابعتين لتنظيم "القاعدة" وألوية إسلامية اخرى. وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان سوريا قدمت الى المنظمة اعلاناً ببرنامج أسلحتها الكيميائية وخطة للتخلص منها لتلتزم أول موعد نهائي رئيسي في خطة التدمير. وعشية وصول الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الى دمشق، اعتبرت 19 مجموعة سورية مقاتلة بارزة ان المشاركة في مؤتمر جنيف - 2 لحل النزاع هي "خيانة".
وأعلن الرئيس الايراني حسن روحاني الذي استقبل الابرهيمي ان طرد "المجموعات الارهابية" من البلاد يشكل الخطوة الأولى نحو عودة الهدوء.
ونقلت عنه وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء "ارنا" ان "جمهورية ايران الاسلامية ترى ان مواصلة المساعدة الانسانية ومنع الارهابيين من دخول سوريا وتدمير الاسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الارهابية، من بين الخطوات الاولى لارساء سلام دائم في هذا البلد". وأضاف ان ايران "مستعدة للمساعدة على أي جهد لاعادة الاستقرار في سوريا سواء في جنيف - 2 أو أي جهد آخر". لكنه شدد على ان "مستقبل سوريا تحدده اصوات السوريين عبر انتخابات حرة يشارك فيها الاطراف كافة". واعتبر ان "انقسامات المعارضة ووجود مجموعات ارهابية لا تعترف بالحكومة ولا بالمعارضة، وعدم وجود وجهة نظر مشتركة بين جيران سوريا وكذلك الدول الكبرى... تشكل مشكلة كبيرة في المساعي الرامية الى ارساء السلام".
وكان الابرهيمي قال السبت إن مشاركة ايران في مؤتمر جنيف -2 أمر "طبيعي وضروري".
وشملت جولته حتى الان تركيا والاردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان، ويرجح ان يتشاور في حصيلتها مع ديبلوماسيين روس واميركيين.

وفي موسكو، رأى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس دوما الدولة الروسي ألكسي بوشكوف أن ممولي المعارضة السورية المسلحة هم الطرف المهتم باحباط المؤتمر الدولي حول سوريا. ونقلت عنه وسائل إعلام روسية في "تغريدة" بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أن "19 فصيلا من المعارضة السورية غير قادرة على العمل من دون مساندة من الخارج ورفضت مؤتمر جنيف ـ 2... ممولوها يريدون إحباطه".
وفي عمان، جدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين لدى استقباله رئيس جمهورية مونتينيغرو فيليب فويانوفيتش، موقف بلاده الداعي الى إيجاد حل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوري ويحافظ على وحدة سوريا، وأشار إلى أن حل القضية الفلسطينية يشكل الضمان الأساس لاستقرار المنطقة.
 
البطريرك لحام

ودعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في مقابلة مع قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها الدول التي ساهمت في تسليح من وصفهم بـ"الفرق التكفيرية" والمعارضة في سوريا إلى التوقف عن تزويدهم السلاح وأن تساعد هذه الدول المعارضة على أن تشارك في مؤتمر جنيف – 2.
وقال إن "من تسبب بتأزيم الوضع يجب أن يساعد في تخفيف التصعيد وأن تحدث حملة عالمية لنتجه الى جنيف- 2 ونعمل لتوافق سوري-سوري"، معربا عن أمله في أن يكون للمسيحيين في سوريا دور في مؤتمر جنيف- 2، مشددا في الوقت عينه على أن "لا حرب رابحة بالسلاح".
ولاحظ أن "الانقسام العربي- العربي هو تحد كبير للمسيحيين لأنه يضرهم ويجلعهم يشعرون أن لا دور لهم، والحركات التكفيرية تنشأ في مثل هذا الجو"، قائلاً إن "ايجاد وحدة عربية تحد كبير لنا، فإذا كان المسلم في أمان يكون المسيحي في أمان كذلك".

 

جسّ نبض" لدفن الكيميائي السوري بلبنان؟ سلام إلى باريس والحكومة "سقطت" في طرابلس

اذا كان الوضع المتفجر في طرابلس والعصي على الضبط والامساك حتى ساعته، ينذر بمضاعفات على الصعيد الوطني مع تصعيد سياسي يكاد يبلغ ذروته مع استدعاء "داعش" واخواتها الى مفردات القاموس اللبناني، فان الملف الاخطر هو ما تردد عن "المساعي لطمر الكيميائي السوري في لبنان" وهو الخبر الذي نقلته قناة "المنار" نقلا عن مصادر رسمية بما يعيد الى الذاكرة قصة طمر النفايات النووية زمن الحرب في قرى وبلدات كسروانية. والمسعى قد لا يكون مستبعداً اذ يقول المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتّحدة للبيئة مصطفى كمال طلبة، بأن دفن طن واحد من النفايات النووية في إفريقيا والدول العربية لا تزيد كلفته على 40 دولاراً، في حين أن هذا السعر في أيّ ولاية أميركية يراوح بين 14 و 36 ضعفًا لهذا الرقم... ويشير إلى تورط وزراء وسياسيّين وشخصيات عالمية في هذا الملف.
وعلّق وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري لـ"النهار" على الخبر فقال: "لا علم لديّ بهذا النبأ اطلاقا". وأضاف: "أيا يكن مصدر النبأ فإنني كوزير للبيئة أمثل لبنان على هذا الصعيد ولن نوافق على أي طرح من هذا النوع. ويكفينا ان لبنان يعاني تلوثاً في بيئته ومياهه فضلا عن ان بلدنا صغير جداً من حيث المساحة وقد تحول مدينة واحدة فيما يتطلب طمر المواد الكيميائية بلادا فيها صحارى ذات مساحات شاسعة". ورجّح الخوري ان يكون النبأ من قبيل "جس النبض" لكنه أكد ان أمراً كهذا "لن يمر". وأعاد الى الذاكرة قضية طمر النفايات السامة في أعالي كسروان قبل عقود "والتي لا تزال ذكرياتها السوداء في الاذهان".

طرابلس

والى طرابلس حيث أكملت وحدات الجيش انتشارها في جبل محسن، تمهيدا لتوسيع هذا الانتشار إلى المناطق المحيطة به. وسقط امس ثلاثة قتلى، ليبلغ عدد ضحايا الجولة الاخيرة 13 قتيلا ونحو 80 جريحا، وسط تراجع لحدة اطلاق النار، وتوقع ان تدخل الخطة الامنية مجالاً واسعاً اليوم.
وأكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مجدداً أن "الجيش والقوى الامنية ستتخذ كل الاجراءات اللازمة والضرورية لانهاء حالة العنف والتفلت التي تشهدها مدينة طرابلس". وقال إن "قيادات الجيش والقوى الأمنية أبلغت المعنيين أنها ستستخدم كامل الصلاحيات المعطاة لها، بعدما استنفدت كل الوسائل لاعادة الامن والاستقرار الى طرابلس".
واسترعى الانتباه موقف للشيخ سالم الرافعي الذي حذر خلال حديث الى "النهار" من "مجيء قوات "داعش" و"جبهة النصرة" للمشاركة في القتال في طرابلس اذا استمرت اعتداءات الحزب العربي الديموقراطي".
وأبلغ المسؤول الاعلامي في "الحزب العربي الديموقراطي" عبد المجيد صالح "النهار" أن "الجيش اللبناني بدأ عملية اعادة انتشار في جبل محسن"، متمنياً ان يحصل الامر عينه في باب التبانة. ورأى أن "المشكلة تكمن في ان الجيش ينتشر عند خطوط التماس وليس في ازقة باب التبانة، حيث تتركز المشكلة بسبب عدم وجود غطاء سياسي".

جعجع

وفي هذا الاطار دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حكومة تصريف الأعمال عبر "النهار" إلى "عقد جلسة استثنائية واتخاذ قرار بتجريد طرابلس من السلاح، جبل محسن والتبانة وكل بقية أنحاء المدينة لأن حياة المواطنين هي الأساس في تصريف الأعمال وتأتي بعدها بكثير كل المواضيع الأخرى. ثم أن 95 في المئة من فاعليات طرابلس يطالبون بتجريدها من السلاح. ومردود القول بأن القرار هذا يحتاج إلى غطاء سياسي. فـ"تيار المستقبل" الذي يمثل الجزء الأكبر من الطرابلسيين وبقية الأفرقاء يؤيدون هذه الخطوة ويريدونها. فماذا ينتظر المسؤولون المعنيون؟".
وشدد جعجع على أن "السكوت عما يجري في طرابلس حرام وجريمة. فهذه المدينة تضم 400 ألف لبناني يُتركون لمصيرهم. أنا قمت بمئات المداخلات منذ سنتين للدفع في اتجاه قرار مسؤول بخصوص طرابلس، لكن المسؤولين كانوا ولا يزالون يتهربون من مسؤولياتهم تجاهها".

نصرالله

في المقابل، ووسط اتهام "حزب الله" بدعم "الحزب العربي الديموقراطي" وربط الاشتباكات بتورط الحزب في سوريا، ينتظر المراقبون ما سيقوله الامين العام لـ "حزب الله " السيد حسن نصرالله في احتفال "جمعية مؤسسة الشهيد"، بعد ظهر اليوم. وتأتي هذه الاطلالة في ظل تطور حدة المعارك والمواجهات العسكرية في سوريا والحديث الدائر عن الاستعدادات التي يحضرها النظام لمعركة القلمون على الحدود مع لبنان ومدى انعكاسها عليه. ويؤكد مقربون من قيادة "حزب الله" ان اطلالة السيد نصرالله " لم تعد مرهونة بالمواعيد والمناسبات. وثمة رزمة من التطورات المهمة التي سيتناولها في خطابه ، وخصوصاً بعد ارتفاع حصيلة التصويب على سياسة الحزب، وخصوصاً ان مناخ التصعيد في وجه الحزب بدأ يتسع . ويضيفون ان "السيد نصرالله سيعرج في خطابه على الوضع في طرابلس والاتهامات التي توجه الى الحزب من الرئيس فؤاد السنيورة وصولاً الى اللواء اشرف ريفي".
وسيقدم نصرالله "مقاربة صريحة" عن المواجهة الاستراتيجية التي يخوضها في لبنان ووقوفه الى جانب النظام السوري فضلاً عن تبيانه امام اللبنانيين "حجم المواد الثقيلة" التي تعوق ولادة الحكومة حتى الان.

بري

وقال الرئيس نبيه بري من جهته انه مستاء جدا من مسلسل الحوادث الاخيرة في طرابلس وجولات القتال العبثي في احيائها. وأضاف: "يبقى المهم ان ثمة اقتناعات لدى مختلف اللبنانيين هي عدم العودة الى الحرب والدخول من جديد في تلك التجارب السوداء والقاتلة للجميع، على رغم وقوع مناوشات وحوادث متفرقة الا ان القرار الكبير المتخذ هو عدم الرجوع الى كابوس الحرب وما يحصل في عاصمة الشمال يجب ان يتوقف في اسرع وقت ولن تستفيد منه اي جهة".
ولم يشأ رئيس مجلس النواب الرد على الرئيس فؤاد السنيورة الذي حذر من سلطة مجلسية للسيطرة على البلد والامساك به. وقال بري لـ"النهار" ان "مجلس النواب هو أم المؤسسات ومن وظائفه الرئيسية الاستمرار في التشريع حتى لو استقالت الحكوم، والبرلمان يضم مختلف الاتجاهات السياسية. من جهتي، أنا حريص جدا على عدم التفريط بالميثاقية، بينما غيري لم يطبقها ولم يأخذ بها عندما استقال وزراء من احدى الطوائف واستمر في خرق هذه الميثاقية".

باريس

والى العاصمة الفرنسية وصل امس رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة لاجراء محادثات مع الرئيس سعد الحريري تتناول آفاق المرحلة الداخلية الراهنة. وقد رافق السنيورة وفد ضم النائب نهاد المشنوق والوزيرين السابقين محمد شطح وريا الحسن.
ومن المرجح ان يزور العاصمة الفرنسية ايضا الرئيس المكلف تمام سلام الذي غادر بيروت الى جنيف في اجازة خاصة. وسيكون اللقاء المرتقب بين سلام والحريري مناسبة لعرض مستجدات تأليف الحكومة.

الأخضر الإبرهيمي

وفيما علمت "النهار" ان الموفد الاممي الاخضر الابرهيمي يصل الى بيروت في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم، لم يجزم أي مسؤول في القصر الجمهوري او في وزارة الخارجية والمغتربين بموعد زيارته بيروت لتبليغه ان لبنان يريد المشاركة في مؤتمر جنيف - 2 . وليس من موعد للابرهيمي على جدول مواعيد الرئيس ميشال سليمان اليوم. وقد أعطيت التعليمات لفتح قاعة التشريفات فور وصوله من دون تحديد موعد ربما لأسباب أمنية.

اللواء
مجموعات مقاتلة بارزة تعتبر المشاركة في جنيف 2 «خيانة»
الإبراهيمي في دمشق اليوم مثيراً غضب المعارضة بدعوة إيران

واصل الموفد العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي جولته الاقليمية تحضيرا لمؤتمر جنيف-2 لتسوية النزاع السوري والذي يؤمل انعقاده في اواخر تشرين الثاني بمسعى اميركي-روسي، معتبرا من طهران ان مشاركة ايران في المؤتمر امر «طبيعي وضروري» مثيراً غضب المعارضة السورية الشديد.
وفيما يزور الابراهيمي دمشق اليوم حسبما، افاد مصدر حكومي سوري، عبرت حوالى عشرين مجموعة سورية اسلامية معارضة مسلحة عن رفضها القاطع لمؤتمر السلام «جنيف-2» الذي تدعو الولايات المتحدة وروسيا الى عقده للتوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا.
واعلنت هذه المجموعات المسلحة في بيان تلاه مساء السبت زعيم كتيبة صقور الشام احمد عيسى الشيخ «نعلن ان مؤتمر جنيف-2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا».
واضافت هذه المجموعات التي ينتمي بعضها الى الجيش السوري الحر وقاتلت اخرى الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل بدورها قوات النظام، انها تعتبر جنيف-2 «حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سوريا واجهاضها».
وحذرت من ان حضور المؤتمر سيعتبر «متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة (...) تستجوب المثول امام محاكمنا».
واكدت هذه الفصائل ان «اي حل لا ينهي وجود (الرئيس السوري بشار) الاسد بكل اركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الامنية ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة ارهاب الدولة سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا».
 وبين الموقعين على البيان كتائب «لواء التوحيد» و«احفاد الرسول» و«احرار الشام» و«صقور الشام»
ويأتي البيان وسط جهود دولية تبذل لعقد المؤتمر الذي اقترحته واشنطن وموسكو في ايار، وتسعيان من خلاله الى جمع ممثلين للنظام والمعارضة أملا في التوصل الى حل للنزاع المستمر منذ 31 شهرا.

ولم تتضح مواقف طرفي النزاع الاساسيين النهائية من المؤتمر بعد. ففي حين يعلن النظام مشاركته «من دون شروط»، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة «الارهابيين» والبحث في مصير الرئيس بشار الاسد.
في المقابل، يواجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تباينا في الآراء بين اعضائه، الا انه يشدد على «ثوابت» ابرزها عدم التفاوض الا حول «انتقال السلطة» و«رحيل» الاسد.
ومن المقرر ان يبدأ الائتلاف الذي يواجه ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، اجتماعات في اسطنبول في التاسع من تشرين الثاني، لاتخاذ قرار نهائي من جنيف 2.

وفي إطار جولته الاقليمية تحضيرا للمؤتمر، يزور الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي دمشق اليوم بحسب ما افاد مصدر حكومي سوري ، مشيرا الى ان الزيارة «قد تستمر يومين».
وذكر المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «الابراهيمي يبدأ غدا (اليوم) زيارة لدمشق للبحث في انعقاد مؤتمر جنيف-2».
واشار المصدر الى ان زيارة الابراهيمي «قد تستمر يومين» يعقد خلالها لقاءات مع المسؤولين السوريين للتوصل الى حل للازمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد طلب الاثنين من الابراهيمي «عدم الخروج عن اطار المهام» الموكلة اليه، داعيا اياه الى التزام الحياد.
 ورأى الاسد ان مهمة الابراهيمي تقضي بان «يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الأرض».
وكان الدبلوماسي الجزائري اعلن السبت من طهران ابرز الحلفاء الاقليميين لدمشق، ان مشاركة ايران في جنيف 2 «أمر طبيعي وضروري».

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف «نعتقد ان مشاركة ايران في جنيف-2 طبيعية وضرورية»، مؤكدا ان اي دعوة الى المؤتمر لم توجه حتى الان.
وقال ظريف «اذا تمت دعوة ايران الى جنيف 2 فاننا سنشارك للمساعدة في التوصل الى حل دبلوماسي».
 وكرر الموقف التقليدي لايران مؤكدا انه «يعود الى الشعب السوري ومختلف المجموعات التوصل الى اتفاق».
ولم ترفض الولايات المتحدة فكرة مشاركة مشروطة لايران في مفاوضات جنيف-2 مع تاكيدها ان على ايران ان تقبل بنتائج المؤتمر الاول الذي عقد في جنيف. وقد رفضت طهران في الاسابيع الاخيرة اي شرط لمشاركتها.
وامس قال الرئيس الايراني حسن روحاني خلال استقباله الابراهيمي ان بلاده «ترى ان مواصلة المساعدة الانسانية ومنع الارهابيين من دخول سوريا وتدمير الاسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الارهابية، من بين الخطوات الاولى لارساء سلام دائم في هذا البلد».

 واضاف ان ايران «مستعدة للمساعدة على اي جهد لاعادة الاستقرار في سوريا سواء في جنيف-2 او اي جهد اخر». غير انه شدد على ان «مستقبل سوريا تحدده اصوات السوريين عبر انتخابات حرة تشارك فيها كافة الاطراف».
غير ان الرئيس الايراني قال ان «انقسامات المعارضة ووجود مجموعات ارهابية لا تعترف بالحكومة ولا بالمعارضة، وعدم وجود وجهة نظر مشتركة بين جيران سوريا وكذلك الدول الكبرى (...) تشكل مشكلة كبيرة في المساعي الرامية الى ارساء السلام».

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها