27-11-2024 01:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

المقاومة أثبتت أنها تحمي مسيحيي الشرق

المقاومة أثبتت أنها تحمي مسيحيي الشرق

فمرجعيون بكنائسها وقرى الجنوب المسيحية شاهد عيان في عصرنا على سلوك المقاومين بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الصهيوني، وكيف حموا تلك الكنائس وتلك القرى بأنفسهم .

المقاومة الاسلامية بالمرصاد لكل اشكال العدومن أهم مقومات الديموقراطيات الدستورية في الدول المتقدمة هو إرساء قيمة التعايش كركيزة اجتماعية لها أثر في الاستقرار الاجتماعي بل والأمن الإنساني. ولبنان كبلد تعددي محكوم بهذه القيمة للحفاظ على أمنه الداخلي وقد أثبتت تجارب الاحتراب فيه بين مكوناته الطائفية كارثية النتائج على الدولة والشعب اللبناني.

إيمان شمس الدين

وكثير من سياسيينا المخضرمين في خطاباتهم يطرحون التعايش كمطلب يجب أن يحكم أي صيغة مطروحة للحل في أزمات لبنان المتكررة ، لكن واقع ممارساتهم بعيد كل البعد عن إرساء قيم التعايش بل ثبت في كثير من المواقع تورطهم في ضرب صيغة العيش المشترك بالدم ، لاشعال نار الفتنة في المجتمع الفسيفسائي دينيا.

ورغم ارتفاع نبرة مطالباتهم بسحب السلاح وإبقائه فقط بيد الدولة بما فيه سلاح المقاومة تحت ذرائع مختلفة أهمها على الاطلاق أن سلاح المقاومة يقوض قيم العيش المشترك والتعايش في لبنان ويضرب مرجعية الدولة الشرعية في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنها.

إلا أن التجربة أثبتت على كافة الصعد الأمنية والاجتماعية والسياسية أن المقاومة شكلت صمام أمان للعيش المشترك ، بل بذلت الدم في سبيل ذلك بينما كانوا هم يبذلون المال والدم في سبيل تقويض الاستقرار والتعايش بين أطياف المجتمع اللبناني. فمرجعيون بكنائسها وقرى الجنوب المسيحية شاهد عيان في عصرنا على سلوك المقاومين بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الصهيوني، وكيف حموا تلك الكنائس وتلك القرى بأنفسهم .

معلولا المعلقة بين السماء والأرضوهل التاريخ يعيد نفسه اليوم حينما يتهم هؤلاء المقاومة بجر لبنان للفتنة لتورطها في سوريا، ورغم مسيحية بعضهم إلا أنهم يعيدون ضرب صيغ التعايش بغضهم الطرف عما يحدث في معلولا أقدم عاصمة تاريخية للمسيحيين لارتباطهم بالتكفيريين ومشروعهم وإن بشكل غير مباشر، بينما يدافع عنها مجددا رجال المقاومة الذين سقط منهم شهيدين على أعتاب كنائس معلولا، بعد أن ألقوا تحية الاجلال لراهباتها. ليثبتوا مجددا أن الاسلام هو دين السلام والتعايش الحقيقي قولا وفعلا وليس مجرد شعارات للتكسب السياسي على حساب كرامة الإنسان وكرامة وطن.

وهم ذاتهم المنادون بالتعددية ولبنان الجامع ، يعطلون البلد لإصرارهم على إقصاء شريك لهم في الوطن من التشكيل الوزاري بذل الدم لحماية مقدساتهم وناسهم في كل مكان في لبنان وجواره.

ما قدمه رجال المقاومة في معلولا شاهد آخر في التاريخ على أولوية التعايش كصيغة اجتماعية قادرة على منع الفتنة واحداث ثغرة في جسد الوطن ينفذ منها الطامحين والطامعين به ، بل على ضرورة بذل الدم لأجل هذه القيمة التي تمنع كل محاولات الفتنة لإشعال لبنان وإشغاله عن ثرواته المكتشفة من غاز ونفط حتى ينعم بها غيره،وليفقد إرثه المقاوم بالفتنة حتى تنشغل مكوناته عن عدو صهيوني يتربص بلبنان في كل لحظة وحين.