أعرب ضباط إسرائيليون عن قلقهم من الخبرة التي يكتسبها حزب الله من خلال مشاركته في الحرب السورية، معتبرين أن من شأن ذلك أن يعزز التهديد العسكري الذي يمثّله على إسرائيل.
محمد بدير
أعرب ضباط إسرائيليون عن قلقهم من الخبرة التي يكتسبها حزب الله من خلال مشاركته في الحرب السورية، معتبرين أن من شأن ذلك أن يعزز التهديد العسكري الذي يمثّله على إسرائيل. ونقلت صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية في نشرتها الإلكترونية السبت عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم إن الجيش الإسرائيلي رصد انتشار عناصر ومعدات قتالية تابعة لحزب الله المدعوم من إيران على الحدود «اللبنانية مع إسرائيل»، وسط مخاوف من اندلاع حرب في المنطقة. ورأى المسؤولون العسكريون أن إعادة نشر جنود حزب الله وسط تدخله العسكري الحالي في سوريا يسهل أي هجوم مفاجئ قد يشنه الحزب على إسرائيل.
وقال ضابط المدفعية الرئيسي في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الكولونيل يارون فورموزا، للصحيفة، إن مشاركة الحزب في الحرب الدائرة في سوريا لم تؤثر في جاهزيته مقابل إسرائيل، بل ساهمت في تطوير قدراته العسكرية. وأشار إلى أن قنّاصي الحزب اكتسبوا احترافاً في سوريا ويمكنهم الآن مهاجمة الآليات والمعدات الإسرائيلية في الميدان. وأشار إلى أن المراصد التابعة للجيش الإسرائليي شاهدت عناصر الحزب «يحددون مواقع المدفعية الخاصة بنا ليكون بإمكانهم استهدافها في الحرب، ونحن كإجراء مضاد نقوم ببناء تحصينات لحماية أسلحتنا وذخائرنا».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن حزب الله أنشأ على الأقل خمس كتائب مدربة لمهاجمة إسرائيل، مشيرين إلى أن الحرب السورية كانت أول اختبار أساسي لكتائب المشاة التابعة للحزب ولقواته الخاصة. وقال مسؤول إسرائيلي إن «نقطة ضعف حزب الله كانت على الدوام قوات المشاة. الحرب السورية غيّرت هذا الأمر وحزب الله اليوم يمكنه شن عمليات بحجم كتائب».
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن الحزب نقل صواريخه إلى مسافة أكثر قرباً من الحدود الإسرائيلية، مشيرين إلى أن الحزب يمتلك نحو 70000 صاروخ، من ضمنها صواريخ يصل مداها إلى 300 كلم، وذلك يجعله قادراً على إطلاق 1500 صاروخ يومياً.
وقال فورموزا «إنهم يواصلون الاستعدادات للحرب، ومن شأن أي حادث معزول على الحدود أن يؤدي إلى تدهور الأوضاع، ونحن نستعد للحرب غداً صباحاً».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أن الحدود الشمالية أوحت في الأسابيع الأخيرة بالهدوء النسبي، لكن في مستوطنات الجولان ستجري الأسبوع المقبل مناورة هي في الواقع تدريب لصفوف جاهزية، وفيها يناور المواطنون في مواقع مختلفة على تسلل مسلحين إلى أراضي المستوطنة أو سيناريوات مختلفة، وذلك بسبب الخشية من تفاقم الأوضاع في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن المواطنين المعتادين أصوات الانفجارات وراء الحدود التي تترافق في بعض الأحيان مع سقوط صواريخ في الأراضي المحاذية لهم، سيتدربون على التنقل بين المنازل والتفتيش في الشوارع داخل المستوطنات، في حال وقوع هجمات محتملة يخشون منها في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
تدريب صفوف الجاهزية هذه يجري أحياناً من أجل الحفاظ على الجاهزية المدنية، وفي الأغلب يجري في حقول التدريب التابعة للجيش الإسرائيلي. وبحسب «معاريف»، فإن سكان الجولان سيخضعون للتدريب على أيدي مدربي «مدرسة الدفاع عن المستوطنة» الموجودة في قاعدة التدريبات التابعة لقيادة المنطقة الوسطى، وليس لقيادة المنطقة الشمالية.
وهذه المدرسة أهّلت طوال سنوات سكان المستوطنات في الضفة الغربية، الذين استعدوا لسيناريوات شن هجمات مشابهة.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه