تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 29-10-2013 خطاب سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال الذكرى 25 لتأسيس مستشفى الرسول الأعظم (ص)
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 29-10-2013 خطاب سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال الذكرى 25 لتأسيس مستشفى الرسول الأعظم (ص)، مستعرضاً سلسلة من المواقف فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، كما تناولت الصحف التطورات الامنية في طرابلس، أما إقليمياً فتحدثت الصحف عن تطورات الملف السوري.
السفير
نصرالله للسعودية والحريري: التسوية اليوم .. أفضل من الغد
وكتبت صحيفة السفير تقول "خاطب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله للمرة الأولى الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي في لبنان وراعيهم السعودي، بطريقة واضحة، مفادها أن التسوية اليوم أفضل من تأجيلها الى الغد، مستندا في ذلك الى مقاربة سياسية ـ ميدانية، لبنانية سورية ـ إقليمية مترابطة، عبّر عنها بحسمه أن الأمور ذاهبة في سوريا في «اتجاه واضح ومحدد»، وبالتالي ما يمكن أن نقبل به اليوم، قد يكون مرفوضاً في المستقبل.
في الشكل، بدا نصرالله مرتاحاً لوضعية فريقه السياسي اللبناني وظهيره الإقليمي والدولي، ولذلك، كان هادئاً وحريصاً على تمرير سلسلة رسائل سياسية في مواضيع شتى لبنانية وإقليمية، استهلها من بوابة إطلاق سراح الزوار اللبنانيين التسعة، حيث وجه شكره لكل من حمل القضية وتابعها وأوصلها الى «نهايتها السعيدة».
وبدت عبارات «السيد» موجهة الى كل من القيادة السورية، دولة قطر، دولة فلسطين، تركيا، بالإضافة الى الدولة اللبنانية بكل مستوياتها السياسية والأمنية.
ووفق بعض المراقبين «فإن هذه التحية يمكن اعتبارها أول خطوة على طريق إعادة فتح الأبواب بين «حزب الله» وقطر، بعد فترة قطيعة بدأت منذ لحظة استقالة حكومة سعد الحريري وتفاقمت مع دور قطر في سوريا ولبنان في السنوات الثلاث الأخيرة».
ولم تخل مقاربة هذا الملف الإنساني من بعض «الإشارات» بدعوته الى أخذ العبرة، ملمحاً الى «وجود أقنعة يجب أن تسقط إذا كان هناك من أقنعة وخداع» في قضية أعزاز، وذلك في تلميح غير مباشر الى دور جهات لبنانية وإقليمية ساهمت في عرقلة ملف اللبنانيين التسعة في بعض المراحل.
وكان لافتا للانتباه إعادة إعلان نصرالله تبنيه قضية المخطوفين والمفقودين ودعوته الى تحديد جهة رسمية لبنانية معنية بمتابعة تفاصيل القضية التي كان قد أخذ على عاتقه في العام 2006 على طاولة الحوار إثارتها مع السلطات الرسمية السورية، «قبل أن تُضيع تلك الفرصة»، وقال «أنا سمعت مباشرة كلاما واضحاً عن استعداد سوري دائم للوصول بهذه الملفات إلى الخواتيم الواقعية والمعقولة».
وقد رسم نصرالله في خطابه لمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيس «مستشفى الرسول الأعظم»، خريطة طريق تأخذ في الاعتبار تطورات الأزمة السورية، إن لجهة الصفقة الأميركية الروسية التي أوقفت العدوان الأميركي على سوريا، وكذلك التقارب الأميركي ـ الإيراني، بالإضافة الى وقائع الميدان الذي يحقق فيه الجيش السوري النظامي اختراقات وإنجازات نوعية متتالية يومياً.
وقد انطلق نصرالله من ذلك كله للقول إن المشروع الذي اتخذ منذ العام 2004 مسميات مختلفة، بدءاً من القرار 1559 (2004) مروراً بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحرب تموز 2006 و«حرب المحكمة الدولية» وصولا الى محاولة إسقاط النظام السوري، قد سقط مع سقوط آخر أوراقه.
هذا الاستنتاج لم يمنع السيد نصرالله من القول إنه لن يكون هناك حل عسكري في سوريا وان الحل السياسي هو الأساس، معولا على «جنيف 2» وإمكان «أن يفتح أفقا»، ونصح السعودية الغاضبة بأن تتواضع وتتعامل بواقعية وليس بعناد، وبالتالي «الاستفادة من الأفق المفتوح من أجل معالجة جراح سوريا والحفاظ عليها، وإعادة بنائها واستعادة دورها، وهذه مسؤولية السوريين بالدرجة الأولى ومسؤولية العرب ومسؤولية كل شعوب المنطقة ودولها».
وما طلبه نصرالله من السعودية في سوريا، ألح عليه في لبنان، عبر تحميلها مسؤولية عدم إفساح المجال أمام حكومة تصريف الأعمال لمقاربة ملفين حيويين جدا هما النفط والأمن (وخاصة أمن مدينة طرابلس) وكذلك حملها مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، ونصح «تيار المستقبل» و«فريق 14 آذار» بقبول صيغة الـ9/9/6، حرصا على مبدأ الشراكة وإبقاء الفرصة متاحة أمام تمام سلام لتشكيل حكومة جديدة، وإلا فإن «حزب الله» وحلفاءه، وربطا بمسار تطورات سوريا والمنطقة والعالم، سيكون مضطرا لرفع سقف شروطه في الحكومة وغيرها.
وتبعا لذلك، كان لافتا للانتباه توجّه نصرالله مرتين إلى «من يريد العودة عبر مطار دمشق» قاصدا بذلك الرئيس سعد الحريري من دون أن يسميه، وقال «الذي يريد العودة من مطار دمشق يعني يريد أن يبقى حيث هو. الأفضل له أن يعيد النظر ويرجع من مطار بيروت. مطار بيروت مفتوح لكل اللبنانيين. مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري يرحب بكل اللبنانيين العائدين إلى لبنان» .
الجيش يتعرّض للنار سياسياً وأمنياً في عاصمة الشمال
مَن يريد تكرار «سيناريو» البارد وعبرا في طرابلس؟
غسان ريفي
من يريد تحويل التبانة الى عبرا ثانية أو يسعى لإعادة تكرار «سيناريو» مخيم نهر البارد في مدينة طرابلس وإخضاعها لسطوة السلاح والمسلحين، وربطها بنيران المحاور الاقليمية؟ والى متى ستبقى العاصمة الثانية في عطلة قسرية بينما تمارس كل المدن اللبنانية الأخرى حياتها بشكل طبيعي؟
ما شهدته طرابلس، أمس، من تطورات ميدانية، بدا أنه تجاوز كل قدرات الدولة، من رأس الهرم الى قاعدته، فلا أحد من القيادات السياسية والدينية والأمنية يستطيع أن يكبح جماح بعض مسؤولي المجموعات المسلّحة عن الاستمرار في إشهار السلاح، وصولا الى حدود مواجهة الجيش اللبناني والتصدّي له بشكل مباشر لمنعه من الانتشار في شارع سوريا والحارة البرانية، كما حصل ظهر أمس وأدى الى سقوط ثلاثة جرحى من العسكريين.
وما زاد الطين بلة، استمرار بعض القيادات في طرابلس بالوقوف على خاطر عدد من المجموعات المسلحة التي خرجت عن سيطرة الجميع بعدما باتت لها «أجنداتها» وتمويلها الخاصين، ووضعت نفسها في مواجهة مع أية محاولة للجيش والقوى الأمنية لوضع حدّ لجولات العنف العبثية التي ترزح طرابلس تحت نيرانها منذ أيار 2008.
ويضع هذا العجز السياسي الكامل طرابلس أمام خيارين أحلاهما مرّ: اما أن تخضع المدينة لسيطرة المسلحين، أو أن يعتمد الحل العسكري الذي قد يُعرف كيف يبدأ لكن لا أحد يستطيع التكهّن بنتائجه وتداعياته.
ويمكن القول إن التحريض السياسي المستمر ضد الجيش، والذي بلغ ذروته مع البيان الصادر عن الرئيس سعد الحريري قبل يومين، بدأ يُترجَم اعتداءات على العسكريين في المدينة التي شهدت أمس أربع حالات إطلاق نار متفرقة، بعيدا عن المناطق الساخنة، قام بها ملثمون على متن دراجات نارية، فأصابوا جنودا خلال التحاقهم بمراكز عملهم، أحدهم في حالة الخطر، واستكملت هذه الاعتداءات بتعرض وحدات الجيش الى كمين خلال انتشارها ظهرا في شارع سوريا والحارة البرانية، بالرغم من كل الاتصالات السياسية الايجابية التي مهدت لهذا الانتشار، ما أدى الى إصابة ثلاثة عسكريين.
ولم يعرف العنصر المستجد الذي دفع الحريري لاتخاذ موقفه الأخير، خاصة أنه يدرك أن الحل يجب أن يكون سياسيا في طرابلس، والا فان أحدا لا يستطيع التكهن بكلفة مواجهة عسكرية مفتوحة في زواريب الأحياء الفقيرة.
وإذا كان قد سجل للحريري أنه دعم خطوات الجيش في عبرا للقضاء على ظاهرة الشيخ أحمد الأسير، وأ