27-11-2024 01:35 PM بتوقيت القدس المحتلة

تمثال الحريّة الأميركي من أصول سوريّة ..!!

تمثال الحريّة الأميركي من أصول سوريّة ..!!

وتعرّضت «هيئة التنسيق» لوابل من التعليقات المتهكمة، والساخرة، قبل أن تقوم بحذف «الدراسة». ثمّ شرح القيّمون على الصفحة سبب حذف «الدراسة» إلى أنّه جاء في سياق «عملية تلافي لخطأ غير مقصود»

صورة التمثال كما جاءت مرفقةً بالدراسةأثارت «دراسة» نشرتها «هيئة التنسيق الوطنــية لقــوى التغيير» المعارضــة في سوريــا على «فايســبوك»، جدلاً واسعاً لما تحمــله من أخطاء تاريخــيّة. واتهــم بعــض روّاد الموقــع الهيئة «بالقرصــنة والتــزوير»، ما دفع بإدارة الصفحة إلى حذف نصّ الدراسة، والاعتراف بالخطأ.

علاء حلبي / جريدة السفير

وكانت «هيئة التنسيق» قد نشرت الدراسة المشار إليها، من دون ذكر مصدرها. وتفيد تلك الدراسة بأنّ «فكرة تمثال الحرية في أميركا مقتبسة من صنم الإله العربي الأموري الآرامي السوري حَدَد بعل حلب إله المطر والحرية والشعلة والنجوم الساطعة وسنابل القـمح، وزوجته عشتار، ستار Istar = النجمة، وسيدة النجوم».

عمليّة بحث صغــيرة عن أصل الدراسة، تُظهر أنّها تعود لـ«مؤرخ» حلبي يدعى عامر رشيد مبيض، قام بنشرها في كتاب بعنوان: «شمس سوريا تسطع على أوروبا». وقبل مدّة، نسخ مبيّض جزءاً من كتابه، ولصقه على حائط صفحته الخاصّة على «فايسبوك». وبدورها، قامت إدارة صفحة «هيئة التنسيق» بإعادة نشر المقطع، من دون الإشارة إلى المصدر، ومن دون التأكّد من صحة ما ورد في الدراسة.

لم يسلم مبيض بدوره من النقد، إذ اتهمه متخصّصون في التاريخ بـ«بتزوير» بعض الحقائــق. وكــتب أحد المعــلقين على صفــحة مــبيَض، ردّاً، فنّد فيه ادعاءات المؤرّخ: «أود أن أقول لك أن تحليلك واستنتاجك يخلطان الحابل بالنابل ولا أساس لهما. هما فقــط عبــارة عن خــلط متعمّد أو غير متعمّد لأسماء آلهة من حضارات قديمة، ينمّ عن قلّة معرفــة بها، وعن عدم القدرة على التمييز بينــها، ولا معــرفة ماهــيتها، وعــدم فهــم الفرق بين آلهة العرب والإغريق والرومان والكنعانيين والأكاديين والأشوريين والعموريين والآراميين».

هناك دراسة تقول إن التمثال صنع خصيصا لمصر ولكنها رأت الثمن المطلوب مكلفا فحول إلى أميركاوتابع التعليق: «إنّ الصورة التي أرفقتها بالمقطع لتثبت بالدليل اكتــشافك المذهل، ليــست صورة لعشتار، ولا علاقة لها بحــدد حلــب أصــلاً، بــل هــي صــورة من كتاب اسمــه «قــصة فــي حــجــر» وضعــه صحــافــي اســمه مايكل هــاريز، والصورة هي تصور للإله الرومانــي جوبيتر المعــروف ما بــين عامــي 330 و146 قبل الميلاد بجوبيتر هوليوبوليس أو بعل جوبيــتر أو حدد جوبيتر في معبد هليوبوليــس فــي بعلبــك. ما فعــلته أنــت انك أخفيــت الجــزء السفــلي المكمل للصورة (تحت قدمي جوبيتر) والذي كان مكتوبا عليه بوضوح «جوبيتر هيلوبوليــس»، وجوبيتر ذكر وليــــس أنــثى، ونســبته لحلب بينما هو رومانــي!» وأرفــق المعــلّق نــصّه برابط يوضّح الصــورة الأصلية التي تم اقتــطاع الجــزء العلوي منها وإخفاء الجزء الذي يوثق أصل الصورة.

وتعرّضت «هيئة التنسيق» لوابل من التعليقات المتهكمة، والساخرة، قبل أن تقوم بحذف «الدراسة». ثمّ شرح القيّمون على الصفحة سبب حذف «الدراسة» إلى أنّه جاء في سياق «عملية تلافي لخطأ غير مقصود». وقال «احد القائمين على صفحة «الهيئة» لـ «السفير»: «من قام بنشر الدراسة وقع في خطأ كبير من حيث عدم الإشارة للمصدر من جهة، ومن حيث مصداقيّة الدراسة من جهة أخرى». وتابع: «ما حصل هو خطأ بالفعل ويجب تحمل تبعاته».

يذكر أنّ صفحة «هيئة التنسيق» تنشط بشكل يومي على «فايسبوك»، ويتابعها أكثر من 16 ألف شخص. وتتولّى الصفحة نشر أخبار الهيئة المعارضة، ونشر آخر تصريحات أعضائها في الداخل والمهجر. كما تعمل على نقل تقارير مختصة بالشأن الداخلي والمعيشي السوري، من مختلف الصحف والمواقع العربية.