أكّد وزير السياحة في الحكومة اللبنانية فادي عبود أنّ الحكومة الجديدة هي حكومة متناسقة تعبّر عن الأكثرية النيابية والشعبية، وكلّ الأبواق التي تروّج لخلاف ذلك تندرج في سياق الحروب الوقائية التي يشنّها ا
حروب وقائية تستهدفنا.. لكنّ مراهناتهم ستفشل!
كنا لنفتخر بكون حكومتنا حكومة حزب الله.. لكنّها مجرد أكاذيب
سنمضي بمسيرة الاصلاح حتى النهاية رغم محاولات تكبيلنا
لا ثأر وكيدية في قاموسنا.. ولن نخرق التزامات لبنان الدولية
حديث جعجع عن حكومة تذكارية ليس سوى أمنية لن تتحقق
مشاريع وزارة السياحة تحتاج لكبسة زر.. عطّلتها كيديتهم
أكّد وزير السياحة في الحكومة اللبنانية فادي عبود أنّ الحكومة الجديدة هي حكومة منتجة ومتناسقة تعبّر عن الأكثرية النيابية والشعبية، لافتاً إلى أنّ كلّ الأبواق التي تروّج لخلاف ذلك تندرج في سياق الحروب الوقائية التي يشنّها الفريق الآخر في وجه هذه الحكومة.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، أوضح عبود أنّ الممارسات الكيدية والثأرية ليست موجودة على الاطلاق في حسابات تكتل التغيير والاصلاح والأكثرية الجديدة، مؤكداً في المقابل أنّ محاولات تكبيل الحكومة لعدم المضي في مسيرة الاصلاح ومحاربة الفساد حتى النهاية لن تنجح.
واستبعد عبود حصول خلافات أساسية على صعيد صياغة البيان الوزاري، مشيراً إلى شبه اتفاق على عناوينه العريضة، متحدثاً عن توافق على أن يكون البيان مقتضباً، مؤكداً أنّ الحكومة لن تسعى لخرق الاتفاقيات الدولية والتزامات لبنان الدولية.
وأعلن عبود عن عدد من المشاريع السياحية التي وضعت على سكة التنفيذ، كاشفاً أنّها لم تكن تحتاج سوى لكبسة زر، كاشفاً أن التأخير يعود إلى الممارسات الكيدية التي لطالما اعتمدها من يحذرون الأكثرية الجديدة اليوم منها.
لماذا انتظرت سورية أربعة أشهر لتؤلف الحكومة؟
الوزير عبود أكّد لموقع المنار أنّ الحكومة الجديدة هي باختصار حكومة الانتاج، مشيراً إلى أنّ هذه الحكومة هي حكومة منتجة ومتناسقة تعبّر في الواقع عن أكثرية ليست نيابية فحسب بل شعبية أيضاً. ولفت عبود إلى أنّ التشكيلة الحكومية النهائية أتت فعالة وقادرة على الانتاج، معرباً عن اعتقاده بأنّ ولادة هذه الحكومة انعكست إيجاباً على البلد، مؤكّداً أنّ الجو مرتاح جداً.
واستند الوزير عبود إلى حركة الشارع حيث عادت زحمة السير والحركة النشطة في مختلف المناطق ليلفت إلى عجز الحروب الوقائية التي انتشرت من تحقيق غاياتها. وتوقف عند تصنيف البعض لهذه الحكومة بأنّها حكومة حزب الله، فلفت إلى أنه يفتخر بهذا الشيء لو كان صحيحاً "ولكنها أكاذيب لا علاقة لها بالواقع والحقيقة".
ورداً على السؤال عن الاتهامات التي تتعرّض لها الحكومة باعتبارها حكومة مواجهة أو حكومة سورية في لبنان، اعتبر الوزير عبود أنّ الاتهامات أصبحت من السخافة لحدّ لم يعد أحد من الشعب اللبناني يصدّقها. وتعليقاً على المزاعم التي يروّجها البعض بأنّ سورية هي التي شكّلت الحكومة أو أنها أعطت الضوء الأخضر للتأليف، سأل عبود لماذا انتظرت سورية كل هذه الفترة لتؤلف الحكومة ولماذا لم تشكّلها منذ أربعة أشهر وهل كانت سورية مهدّدة طيلة المرحلة الماضية بأن تأتي حكومة مناهضة لها.
وخلص عبود إلى أنّ الحروب الوقائية التي يتمّ شنّها واضحة المعالم ومعروفة الأهداف، مشدّداً على أنّ أحداً لم يعد يصدّق مضمونها. ولفت إلى أنّ التوجّه لتأليب السفارات الأجنبية يقع في السياق نفسه، واصفاً هذه الممارسات بالعمل غير الوطني.
يريدون تكبيلنا.. لكننا لن نرضخ!
الوزير عبود رفض محاولات تبرير هذه الحروب الوقائية، كما وصفها، بالخشية الموجودة لدى فريق من السياسيين من إمكان لجوء الحكومة الجديدة للكيدية في ممارساتها، وهو ما عبّرت عنه كتلة المستقبل إثر اجتماعها الأخير حيث حذّرت من أيّ ممارسات ثأرية وتنكيلية وكيدية، وتوعّدت بأنها ستواجهها بعزيمة لا تلين.
وإذ اعتبر عبود أنّ هذه المزاعم تشكّل قمة الحروب الوقائية، أوضح أنّ هذا الموضوع ليس وارداً على الاطلاق، سواء لدى تكتل التغيير والاصلاح أو الأكثرية الجديدة بمجملها. وقال: "لسنا بحاجة للّجوء إلى هذا النوع من الممارسات الثأرية والكيدية وكلّ ما نصبو إليه هو تحقيق الاصلاح ومحاربة الفساد. لكنّ ما يحصل هو حرب وقائية لتكبيلنا من محاولة القيام بأيّ شيء جدي في سبيل الاصلاح".
ورداً على سؤال، جزم الوزير عبود أنّ الحكومة الجديدة تنوي مواصلة مسيرة الاصلاح حتى النهاية، دون أدنى شكّ. ولفت إلى أنّ كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مستهلّ جلسة مجلس الوزراء الأولى كان واضحاً في هذا السياق، ملاحظاً أنّ الرئيس سليمان تحدّث عن موضوع رخص البناء، مستنداً إلى تقرير نشر في صحيفة الايكونوميست يبيّن أنّ الحصول على رخصة إدارية في لبنان يحتاج بين أسبوعين وسنة كاملة حسب كمية الرشاوى التي تدفعها، ما يدلّ على سوء الاجراءات الادارية في لبنان الذي يحتلّ المركز 130 على هذا الصعيد وهو رقم مخيف بكلّ ما للكلمة من معنى. واعتبر أنّ هذه الأرقام يجب أن تكون محفّزة للمضي في مسيرة الاصلاح حتى النهاية، بعيداً عن الثأرية والكيدية.
المكتوب يُقرأ من عنوانه
وعن قول رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أن الحكومة ستصبح تذكارية وتلميح سياسيين محسوبين على الفريق الآخر بأنّ صياغة البيان الوزاري ستفجّر الحكومة، لفت الوزير عبود إلى أنّ هذه التصريحات تدلّ على تمنيات أصحابها ولا تعكس الواقع.
وأشار عبود إلى أنّ "المكتوب يُقرأ من عنوانه"، متحدثاً عن شبه توافق على العناوين العريضة للبيان الوزاري، الذي شُكّلت لجنة لصياغته في جلسة مجلس الوزراء الأولى. ولفت إلى أن جميع الوزراء مقتنعون بأنّ البيان الوزاري يجب أن يكون مقتضباً، وربما يحتوي فقط على عناوين. وأكّد وجود انسجام على هذا الصعيد بين مختلف الوزراء، معرباً عن اعتقاده بأنّ الجميع مقتنعون بأنّ الانتاج هو الأساس في هذه الحكومة، "وبالتالي لن تكون هناك خلافات أساسية داخل الحكومة، وخصوصاً على صعيد صياغة البيان الوزاري".
ورداً على سؤال عن عناوين هذا البيان خصوصاً أنّ بعض الدول الغربية قد ربطت موقفها من الحكومة اللبنانية بمضمون بيانها الوزاري، أشار عبود إلى أنّ الأكثرية الجديدة كانت واضحة حين أكدت أنها لا تسعى لخرق التزامات لبنان الدولية، وأنّ ما يقال بخلاف ذلك هو جزء من الحروب الوقائية التي يشنّها الفريق الآخر. واعتبر أنّ هذا الفريق يحاول خلق مشاكل مع الغرب لأنّ ذلك يخدم الاتجاه التعطيلي الذي يعتمدونه، خصوصاً عبر تأليب الغرب ضدّ الأكثرية الجديدة وبشكل أساسي في الشأن الاقتصادي. وأشار إلى أنّ الوجوه الاقتصادية في الحكومة، من رئيسها مروراً بوزيري المال والاقتصاد، يفهمون اللعبة الاقتصادية ويدركون أنّ تعريض لبنان لأيّ خضات ليس وارداً في المرحلة الراهنة.
مشاريع لا تحتاج سوى لكبسة زر
ختاماً، تطرق وزير السياحة العائد إلى وزارته لشؤون السياحة بحماس شديد، خصوصاً أنّ مشاريع وزارة السياحة كلّها أصبحت حاضرة ولا تحتاج سوى لكبسة زر، كما قال لموقع المنار، قبل أن يوضح أنّ التأخير في إنجاز هذه المشاريع سببه السياسات الكيدية التي لطالما اعتمدها أركان الفريق الذي يتّهم الحكومة الجديدة بالكيدية قبل أن يظهر خيرها من شرّها.
وأوضح عبود أنّ من بين المشاريع الجاهزة لدى وزارة السياحة مشروع تجهيز شرطة سياحة فعّالة بعددها وعديدها، توسيع الجهاز الاداري، إنشاء شبكة لاجراء المعاملات في الوزارة، تأسيس مركز للمعارض في ضبيه وإنشاء استراحات على كل الحدود البرية وليس فقط في منطقة المصنع. وأشار إلى أنّ الوزارة ستعمل أيضاً ليصبح المطار أكثر فعالية بحيث يستقبل السيّاح بتسهيلات كبيرة جداً، كما تهدف أيضاً لتوسيع الشراكة بين الوزارة والقطاع الخاص، فضلاً عن محاولتها إعادة إحياء المجلس الوطني للانماء السياحي.
وأكّد وزير السياحة أنّ كلّ هذه المواضيع وضعت على سكة التنفيذ وسوف تبصر النور خلال بضعة أشهر إن شاء الله.