الصحف المصريةوفي العدد الأول في عصر انتصار الثورة تحدثت عن مرحلة جديدة في البلاد وعن غد مشرق يبشر بمستقبل واعد للمصريين
في الصباح الأول بعد انتصار الثورة المصرية إعتبرت الصحف المصرية أن البلاد دخلت مرحلة جديدة وهي امام غد مشرق يبشر بمستقبل واعد للمصريين ،صحيفة "الجمهورية" رأت ان "ثورة شباب 25 يناير فتحت بشهدائها ومناضليها صفحة تاريخية حديدة نابضة بالتحدي لكل عقبات التغيير، وبالأمل في غدٍ مشرق يستعيد الوجه الحقيقي لمصر الرائدة في منطقتها ويعيد للمواطن حريته وكرامته وتطلعاته الى العدالة الاجتماعية والمشاركة في ثمار التنمية التي دفع ثمنها بكده وعرقه ليغترف منها القلة من الأصهار والمحاسيب والمنتفعين المليارات، تاركين الغالبية الساحقة من الشعب تعاني الفقر واليأس والإحباط".
واكدت الصحيفة ان "ثورة الشباب التي احتضنها الشعب بكل فئاته، وآمن بمشروعيتها ورفع مطالبها، ماضية بلا هوادة أو تهاون لتحقيق أهدافها العادلة التي هي أهداف كل مواطن على أرض مصر الثائرة".
وقالت الصحيفة ان "احدا لم يكن يصدق أن الرئيس حسني مبارك يمتلك وعائلته 70 مليار دولار، ولم يظهر اسمه أبداً في قوائم المليونيرات أو الأكثر ثراءً في العالم، فهناك حكام وملوك يجيء ذكرهم في قائمة "فوربس" الشهيرة لأغنى أغنياء العالم، لكن مبارك لم يرد اسمه قط فيها".
واعتبرت الصحيفة ان "الأهم ليس الثروة المتضخمة، بل المهم هو التوقيت الذي تم الكشف فيه عن تضخمها"، مشيرة الى انه "سواء كان الرقم حقيقياً أو مبالغاً فيه أو كاذبا، فقد انتهت شعبية الرئيس التي قامت في الأساس على أنه نصير محدودي الدخل والفقراء وبطل العدالة الاجتماعية، وتحطمت هذه الصورة الآن حتي لو كان الرقم غير صحيح".
ولفتت الصحيفة الى ان "الرئيس كان دائماً ما يؤكد على محدودية موارد الدولة طالباً من المواطنين الالتزام بتحديد النسل لأن كثرة المواليد تلتهم الميزانية وتبدد المبالغ المخصصة للمشروعات الكبرى، والآن لن يصدق الناس أي رئيس جديد ينحاز للفقراء بالشعارات فقط".
وشددت على ان "الشفافية مطلوبة من الرئيس القادم، ومن حقنا أن نعرف ثروته قبل وبعد المنصب"، مشيرة الى ان "حيتان الحكومة المصرية السابقة مصت دماء المصريين، والآن يطالب الشعب بمعرفة من أين حصل هؤلاء على ثرواتهم وملياراتهم؟، وهل كنا نعيش في دولة مؤسسات أم في "مغارة علي بابا"؟،و من أين أتت الثروات؟ وهل هناك أموال أخري في "المغارة" لم نعرفها بعد؟".
"الأهرام": نحن امام مصر جديدة وسنرى لأول مرة ما يُسمى بتداول السلطة
اما صحيفة الاهرام فرأت أنه "بعدما اكدت القوات المسلحة أنها تضمن تحقيق مطالب ثورة شباب 25 يناير، اصبحنا بحق أمام مصر جديدة، تختلف تماما عما كانت عليه منذ ثلاثة أسابيع، مصر لن تكون بها حالة طوارئ بعد الآن".
وقالت الصحيفة ان "مصر سيكون لها رئيس جديد، وسيكون لها دستور جديد مختلف عن دستورها الحالي، حيث الرئيس لن يحكم طوال عمره بل مدة محددة ومن ثم سنرى لأول مرة في حياتنا ما يُسمى بتداول السلطة".
واكدت "اننا أمام حكم عدل نزيه يحبه المصريون ويحفظون بطولاته المجيدة عن ظهر قلب، هذا الحكم العدل هو الجيش، هو ليس أي جيش، انه جيش مصر الشريف المحترم الذي لم تتلوث يداه ابدا بدماء المصريين بل على العكس سعي دائما للحفاظ على هذه الدماء وحمايتها".
وسألت "الأهرام"، "وماذا بعد؟"، مجيبة "انها مصر الجديدة التي تولد من رحم ثورة شباب التحرير، وككل ميلاد جديد، هناك آلان المخاض، فلا تتصوروا اننا سننام ونصحو لنجد كل شيء وقد تغير في يوم وليلة، هذا ضد منطق الأشياء، وإذن فلننتظر ونر، إن التعديل الدستوري يستغرق وقتا وحل مجلسي البرلمان يستغرق وقتا وإجراء انتخابات الرئاسة يستغرق وقتا فهل من صبروا علي النظام القديم 30 سنة كاملة لا يستطيعون الصبر 200 يوم؟".
ولفتت الصحيفة الى ان "مصر دولة كبيرة وعريقة وبقدر عظمتها ومكانتها كانت ثورة شعبها، ومن المتوقع أيضا ان يكون تحمل هذه الثورة العظيمة الناضجة للمسؤولية كبيرا أيضا والا تحولت الى فوضي، فهل نريد الفوضى؟".
وقالت "ان المساكين الفقراء اشتعلت في أرواحهم جمرة امل في حياة أفضل، بعيدا عن الاستبداد والفساد والظلم واحتكار السلطة، فهل نطفئ لهم تلك الجمرة؟ ولماذا كانت الثورة إذن؟ ألم تكن لإنصاف هؤلاء الجياع المظلومين؟ هل نبقيهم جياعا كما هم، مكتفين بالصراخ، والاحتقان أم نتنهز الفرصة لعل وعسى؟! لقد قال الجيش كلمته واعطانا وعوده وتعهد لنا بتحقيق مكاسب الثورة واقامة حياة جديدة فهل نستجيب؟".
وخلصت الى القول "الإجابة من حق طرف واحد فقط هو اصحاب الثورة الشعب فهم الذين يقررون".