أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الجمعة 01-11-2013
أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الجمعة 01-11-2013
عناوين الصحف
- الأخبار
رسالة أمنية لاستخبارات الجيش في البقــاع
- السفير
واشنطن تبحث للرياض عن «جائزة ترضية» .. مفقودة لبنانياً!
السعودية تسترضي سليمان بدعوته.. فتحرج «التمديد»
- النهار
إسرائيل هاجمت شحنة صواريخ روسية باللاذقية
فورد: المعارضة كانت تدفعنا إلى التدخل العسكري
- المستقبل
ضحايا العبّارة الأندونيسية يعودون في رحلتهم الأخيرة إلى الشمال
- البلد
الابراهيمي في بيروت وجثامين العبّارة الى مثواها الاخير
- الأنوار
بري: لبنان يرفض اي دور في الخلاص من الكيماوي السوري
- البناء
الملفّ السوريّ والثروة النفطية محور المحادثات مع الإبراهيمي اليوم
طرابلس أسيرة مزاج المسلّحين والجيش يتصدّى
- الشرق الأوسط
«الكيماوي» السوري تحت السيطرة الدولية
- الجمهورية
تقارير عن غارتين إسرائيلتين على اللاذقية وجبلة إستهدفتا صواريخ للنظام و"حزب الله"
الكونغرس لفتح ممرات آمنة في سوريا
- الديار
اسـرائيل تقصف موقعين سـوريين بصواريخ على شـواطئ اللاذقية
طرابلس تغلي والوضع خطر وقد ينفجر والدولة تتفرج
أبرز الأخبار
- السفير: واشنطن تبحث للرياض عن «جائزة ترضية» .. مفقودة لبنانياً!.. السعودية تسترضي سليمان بدعوته .. فتحرج «التمديد»
هل قرّر السعوديون توجيه دعوة رسمية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان لزيارة المملكة تعويضاً عن زيارة نهاية أيلول المنصرم التي طارت «من جانب واحد»؟ على الأرجح، فإن اتصالاً ما حصل في الساعات الأخيرة بين الديوان الملكي السعودي والقصر الجمهوري في بعبدا، تم التداول خلاله في موضوع توجيه الدعوة، وما اذا كان رئيس الجمهورية يستطيع تلبيتها في الثلث الأول من تشرين الطالع. في المبدأ، حصل السعوديون على وعد رئاسي لبناني بتلبية الدعوة، لكن دوائر القصر الجمهوري بدأت نقاشاً مختلفاً حول توقيت الدعوة ومضمونها، وهل يمكن أن تشكل احراجا لرئاسة الجمهورية، في هذا الزمن الاقليمي الصعب، خاصة في ظل الانفعال السعودي المتصاعد منذ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك حتى الآن. لعلّ ميشال سليمان هو أحد الذين لمسوا حدة الموقف السعودي من خلال العبارات التي استخدمها وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل في اللقاء الأخير الذي جمعهما في جناحه الرئاسي في «نيويورك بالاس» في نيويورك، حيث غادر أعتق ديبلوماسي عربي، وربما دولي، كل اللباقات، وصب جام غضبه على الرئيس الأميركي باراك أوباما وكل ادارته، على خلفية قرار واشنطن بالخوض في حوار ديبلوماسي مفتوح مع طهران من جهة، واستبعاد خيار الضربة العسكرية لسوريا من جهة ثانية. بالطبع، كان ميشال سليمان، وعلى جاري عادته، حريصاً على ألا يكون الاجتماع بينه وبين الفيصل ثنائياً ومغلقاً، وأعاد التأكيد على أهمية التوصل الى تسوية سياسية في سوريا، غير أن الوزير السعودي، كان ينتظر من مستضيفه اللبناني أن يبوح أمامه بما جاهر به أمام اثنين آخرين، أولهما، رئيس فرنسا فرانسوا هولاند في اللقاء الذي جمعهما في نيس في السابع من ايلول الماضي على هامش انطلاق الدورة السابعة للألعاب الفرنكوفونية، وثانيهما، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في الأمم المتحدة، غير أن شيئاً من ذلك لم يحصل. فاتح رئيس الجمهورية هولاند بموضوع التمديد الرئاسي، وكان موقف سيّد الإليزيه ايجابيا أكثر من المتوقع. فقد اعتبر أن التمديد يشكل استمرارا لمفاعيل اتفاق الدوحة، وما دام لا وجود لمظلة تحمي لبنان من خارج الاتفاق المذكور، وما دام التمديد شمل المجلس النيابي والمواقع الاساسية في السلطة، وخاصة قيادة الجيش، فإن اتفاق الدوحة بشقه الرئاسي لا يزال قائما، بما فيه التمديد، شرط ايجاد المخرج الملائم لذلك. وعندما انفرد سليمان بباراك أوباما على هامش الجمعية العامة، في الخلوة المغلقة التي دامت حوالي عشر دقائق، تحدث معه بالأمر ذاته، وكان لافتاً للانتباه، وفق التقارير الديبلوماسية، أن الرئيس الأميركي لم يقدم أي جواب سلبي أو ايجابي، مفضلا أن يبقى الأمر في عهدة الفرنسيين (هولاند)، وهي النقطة التي شعر سليمان أنها تشكل اساساً ايجابياً للأخذ والرد مع الأميركيين، على قاعدة أنهم يفوّضون الملف برمته لحليفهم الأوروبي. وعندما اجتمع الفيصل برئيس الجمهورية، انتظر منه أن يصارحه كما صارح الآخرين، خاصة أن وزير خارجية السعودية كان قد علم بما فضفض به سليمان لكل من رئيس فرنسا وأمير قطر الجديد. انتهى اللقاء بين رئيس لبنان والفيصل ولم يأت الأول على ذكر موضوع التمديد. فسّر البعض من فريق عمل الوزير السعودي ذلك بأنه «اهانة» (استشارة قطر وقبلها فرنسا وإهمال المملكة). هل من علاقة بين إلغاء السعوديين (وبعدهم الاماراتيون) زيارة سليمان، وبين وقائع نيويورك، أم أن للمسألة أبعادا أخرى؟ لا أحد يملك جوابا نهائيا. كان حَرَد السعوديين من الأميركيين كافياً لاعطاء الجواب السهل، ذلك أنهم كانوا يعتبرون، قبل شهر من الآن، أن ملف لبنان لا يدخل ضمن أولوياتهم وهم ليسوا معنيين بتقديم أي التزام، سواء يتعلق بالحكومة أو الحوار أو أي أمر آخر، كما أنهم ليسوا في وارد الإقدام على أي دعسة ناقصة تؤدّي إلى عكس الهدف المتوخّى منها. السؤال البديهي: لماذا سيقرّر السعوديون الآن توجيه دعوة لسليمان، وأي مصلحة للأخير في تلبيتها، وهل يستطيع العودة منها بما يأمل به، وهل يستطيع تقديم أي التزام للسعوديين؟ من الواضح أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للسعودية هدفها تبديد التباعد الكبير القائم بين البلدين في مقاربتهما للملفين السوري والايراني. الأرجح أن كيري يحاول البحث عن «جائزة ترضية» يقدمها للسعوديين في مقابل «انخراطهم الايجابي» في ملفي «جنيف 2» و«النووي الايراني» بكل مستلزماتهما، غير أن «جائزة الترضية» الموعودة غير متوفرة في البحرين، حيث سيحاول الأميركي اقناع الرياض بتقديم جارته الصغيرة تنازلات لمصلحة المعارضة، وأقصى ما يمكن أن يقدمه نوري المالكي في العراق هو توسيع هامش مشاركة حلفاء السعودية في السلطة من دون أن تتغير المعادلات التي كرسها الأميركيون، ولو أن ثمة من يردّد، في كل من طهران وواشنطن والرياض، أن نوري المالكي الموجود في واشنطن صار عبئاً على الجميع... لكن لا بديل له. ماذا عن لبنان؟ وهل يمكن أن يشكل جائزة ترضية للسعوديين؟ من سمع مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع «الميادين»، ومن بعدها خطاب السيد حسن نصر الله، أدرك الجواب النهائي عن هذا السؤال. ماذا يمكن أن يُحصّل ميشال سليمان من زيارة السعودية؟ قبل شهر من الآن، عوّل «فريق 14 آذار» على الزيارة الرئاسية لاعطاء زخم ملكي لقرار ميشال سليمان بتغطية توجّه الرئيس المكلف تمام سلام الى تشكيل حكومة الثلاث ثمانات. اما اليوم، فإن السعودي «الثائر»، قد عاد الى الوراء. هو لن يكتفي بالصيغة الحكومية التي تناسبه، بل سيضع شروطاً على مبدأ الجلوس إلى طاولة واحدة مع «حزب الله»، خاصة بعد «خطاب الانتصار» الأخير. لذلك، هل يستطيع رئيس الجمهورية أن يحصد شيئا من الزيارة... إن حصلت؟ يأمل ميشال سليمان أمرا واحدا، وهو تثبيت مظلة الاستقرار التي لا تزال تحظى باجماع دولي. هل من حسابات أخرى؟ هذا الأمر متروك لربع الساعة الأخير من عمر العهد. فإذا انطوى أمر التمديد الرئاسي، بصورة لا تقبل الجدل، فلا بد من اقناع وليد جنبلاط بأن يكون شريكا في حكومة أمر واقع، تطوي صفحة حكومة نجيب ميقاتي. هنا يواجه سليمان معضلة قرار الزعيم الدرزي بتثبيت تموضعه السياسي الجديد على مقربة أكثر من الرئيس نبيه بري و«حزب الله»، فهو لن يكتفي بشراكة الـ 9/9/6، بل سيطلب من الوزراء الدروز في اية حكومة أمر واقع يوقع مراسيمها ميشال سليمان، أن يكونوا أول المستقيلين، فهل تتكرر تجربة «الحكومتين» في نهاية عهد أمين الجميل؟ لننتظر ما ستحمله التطورات السورية أولا، والايرانية ـ الأميركية ثانياً، ومن بعدها تنجلي صورة الواقع اللبناني الذي لن يجد مفتاحا أفضل من المفتاح السعودي ـ الايراني لتشريع كل الأبواب والاحتمالات، من دون استثناء. أما بديل ذلك، فيعني أن التجاذب السوري ـ السعودي يدفع في اتجاه استخدام مختلف الساحات بينهما، وفي مقدّمها، لبنانياً، مدينة طرابلس التي تخضع منذ أكثر من عشرة أيام لمنازلة ساخنة وصعبة، تحاول فيها كل من الرياض ودمشق ليّ ذراع الآخرى، في حين أن الألم في الحالتين هو من نصيب عاصمة الشمال وأهلها. وإذا كان واضحاً أن كلتا العاصمتين ليست في وارد التنازل عن «ورقة طرابلس»، فإن كلاً منهما اتخذت قرار تحويل المدينة إلى جبهة مفتوحة، باعتبارها خط تماس «تقليدياً» على امتداد المواجهة بينهما، ما يعني أن النزف مرجّح أن يستمر في طرابلس، كما هو مرشّح للتمدّد نحو خطوط التداخل الأخرى بينهما، سواء في مناطق أخرى من الشمال أو باعادة الاعتبار الى لغة السيارات المفخخة.
- الأخبار: رسالة أمنية لاستخبارات الجيش في البقــاع
تلقت استخبارات الجيش في البقاع رسالة أمنية مفخخة، فيما واصلت قوى 14 آذار حملتها على مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فرأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن «المستقبل لنا»، مؤكداً أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبقى في السلطة. تلقّت استخبارات الجيش في البقاع «رسالة أمنية مفخخة» بزرع عبوة ناسفة على طريق تسلكها عادة دورياتها لكونها تربط طريق دمشق الدولي بطريق زحلة شتوره. وكتب مراسل «الأخبار» أسامة القادري أن عبوة ناسفة تزن 300 غرام زرعت في جانب الطريق الفرعية في منطقة جلالا التحتا، التي تربط طريق المصنع الدولية بطريق شتوره ــ زحلة، وتبعد 200 متر عن مركز للاستخبارات.وأدى الانفجار الذي وضع أمام مبنى مهجور إلى أضرار في سيارة الزميل نايف درويش، لحظة ترجّله منها، وابتعاده عنها أمتاراً قليلة قبل حدوث الانفجار.ورأى مصدر أمني أن العبوة «رسالة» الى استخبارات الجيش، رابطاً إياها بحادثة حوش الحريمة في البقاع الغربي، قبل أيام، والتي أدت الى مقتل عنصرين من إحدى المجموعات المسلحة العاملة بين لبنان وسوريا إثر مطاردة عناصر الاستخبارات لهذه المجموعة. وقال المصدر إن عناصر الجيش لحظة انفجار العبوة كانوا في حالة بحث عنها، بناءً على معلومات مسبقة. وإثر الانفجار ضربت قوة من الجيش والاستخبارات طوقاً أمنياً حول المكان، كذلك حضر ضباط وعناصر من قوى الأمن الداخلي، وأمن الدولة، وفرع المعلومات، والأمن العام، إضافة الى الشرطة العسكرية وأدلة الجيش التي باشرت جمع المعلومات. ولفت مصدر أمني إلى أن الجيش أوقف شخصين صودف وجودهما بمحاذاة المبنى الذي انفجرت العبوة قربه.يذكر أن طريق المصنع الدولي شهد تفجير عبوات عدة سابقاً، أثناء مرور مواكب لعناصر من حزب الله، أوقف على إثرها أشخاص مشتبه في تورطهم فيها....
- الأخبار: رغم أميركا وإسرائيل... غامبيا تعفو عن «تاجكو»
أصدر رئيس جمهورية غامبيا يحيى جامع «عفواً» عن رجل الأعمال اللبناني حسين تاج الدين، بعد خمسة أشهر من إصداره قراراً في حزيران الفائت باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه في أصغر دول غرب أفريقيا. وإذ طرده حينها «لقيامه بنشاطات اقتصادية غير مرغوب فيها»، أعلن جامع أن تاج الدين «بات حراً في العودة إليها بدءاً من الأسبوع الجاري»، من دون ذكر أسباب العودة.وكانت شائعات عدة ارتبطت بقرار الطرد، منها اتهامه بتخزين وبيع أطعمة فاسدة في أحد أكبر المتاجر الاستهلاكية التي يملكها في غامبيا حيث يعدّ المستورد الرئيسي للأرز والطحين من خلال فرع «تاجكو» الغامبي. إلا أن التعليقات المحلية والدولية على القرار ربطته بالضغوط الأميركية للتضييق على «تاجكو» بعدما اتهمتها واشنطن بتبييض الأموال لحساب حزب الله. تاج الدين سرعان ما توجه إلى غامبيا فور تبلغه القرار.وفي اتصال مع «الأخبار»، رحّبت أوساط شقيقه علي تاج الدين بقرار العودة، رافضة الحديث عن الجهود التي بذلت لإقناع جامع بالتراجع. وقال المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة لـ «الأخبار» ان وزارة الخارجية لم تتبلغ القرار في شأن حسين تاج الدين رسمياً، لكنه أعرب عن ارتياحه لأي انفراج يحصل عليه أي مغترب لبناني.واستحضرت المصادر تجربة أنغولا قبل عامين، عندما طلبت من «تاجكو» بيع مؤسساتها للدولة بأسعار أقل، بضغط أميركي وإسرائيلي. وحتى الآن، لم تفلح في استعادة حضورها الأنغولي باستثناء الاستمرار في تشغيل بعض المصانع في البلد الغني بالمواد الأولية والمعادن.وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية أعلنت في نهاية 2010 عقوبات اقتصادية بحق «تاجكو» في أنغولا وغامبيا بتهمة تمويل حزب الله، فيما أدرج اسم قاسم تاج الدين على اللائحة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية عام 2009.
■ ترك مشتبه فيهم خلافاً للأصول
حضر إلى مفرزة التحري في بيروت ثلاثة أشخاص ممن يُشتبه في أنّهم اعتدوا على سعيد شملة في محلة الطريق الجديدة في أول أيام عيد الأضحى، علماً أنه سبق أن عُمِّمت أسماؤهم بموجب مذكرة توقيف صادرة عن القضاء العسكري. وأشارت المعلومات إلى أحمد الجمل، شقيق المسؤول العسكري في تيار المستقبل العميد المتقاعد محمود الجمل، كان برفقة الأشخاص الثلاثة. وعلمت «الأخبار» أن الثلاثة استجوابوا ثم أخلي سبيلهم من دون تنفيذ مذكرة التوقيف، أو حتى تسليمهم للجيش، بحسب الأصول المعمول بها. وقد عُرف من هؤلاء م.هـ. وهـ.هـ.، وهما موظفان في دوائر رسمية.
■ جنبلاط لا يهاجم الأسد
يطلّ النائب وليد جنبلاط في حلقة الثلاثاء المقبل من برنامج «كلام الناس» ليتحدث عن الوضعين المحلي والإقليمي وتطورات المنطقة. وسيمتنع جنبلاط عن مهاجمة الرئيس بشار الأسد والنظام السوري، فيما سيوّجه انتقادات لاذعة الى المعارضة والجماعات التكفيرية المسلحّة، وسيدعو إلى حل سياسي للأزمة السورية من خلال مؤتمر «جنيف 2».
- الأخبار: الحزب العربي: جنون استدعاء عيد سيقابله جنون
علي عيد يساوي الطائفة العلوية في لبنان. هذا ما جزم به رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي. العلويون في لبنان، في جبل محسن وخارجه، لا يمكنهم تصديق «مستوى الجنون»، الذي وصل إليه فرع المعلومات و«فريقه السياسي». عيد، لن يمثل أمام القضاء، لتبقى كل احتمالات التصعيد مفتوحة. قبل 42 عاماً، سمع علي عيد أحد أمراء آل سعود يشتم الشعب اللبناني، فاعترض عليه. وقع شجار بينهما ثم تضارب بالأيدي. حصل ذلك أمام البوابة الرئيسية للجامعة الأميركية في منطقة الحمرا ـــ بيروت. تدخّل أحد مرافقي الأمير السعودي، السائح في لبنان، وطعن عيد بخنجر في ظهره. أصيب الشاب اللبناني، وهو ابن 31 عاماً، بشلل جزئي أبقاه أسير الفراش مدّة عامين.كانت هذه الحادثة سبباً لظهور اسم عيد في وسائل الإعلام. بات اسمه مقروناً بما حصل، وشاع اسمه على أنه «الطرابلسي الذي غار على سمعة بلده». لم يكن آنذاك حديث عن جبل محسن وبابة التبانة. كلها كانت أحياءً طرابلسية.عيد اليوم مطلوب للمثول أمام القضاء. تحديداً أمام مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، في قضية تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس. أهالي جبل محسن، وغالبية أبناء الطائفة الإسلامية العلوية، لم يصدقوا ما أوردته وسائل الإعلام أول من أمس. «الأستاذ علي عيد مطلوب للقضاء! مستحيل. لقد جنّ فرع المعلومات، ومن يقف وراءه، تماماً». كثيرون ممن واكبوا أحداث السنوات الأخيرة في طرابلس، عرفوا رفعت عيد، نجل علي، لكنهم لا يعرفون الأخير. يظنون أن رفعت هو «القائد» الأول، فيما هو في الواقع رئيس العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي، بينما الأمين العام هو علي عيد. الأخير، بالنسبة الى علويي لبنان ممن يودون آل عيد أو يعارضونهم، «الوالد الروحي للطائفة العلوية في لبنان، الذي جعل لها كياناً خاصاً، ومؤسسة دينية، بعدما كان أبناؤها يُسجلون في قيود السنة أو الشيعة». هذا ما يرويه الشيخ علي قدور، عضو المجلس الإسلامي العلوي، الذي «أنشئ قبل سنوات قليلة، وكان آخر مجلس ديني لطائفة في لبنان».أن يصبح علي عيد مطلوباً للقضاء هو «مطلب قديم لزعران المحاور في التبانة، وقبلهم لتيار المستقبل وكل هذا الفريق السياسي... لطالما طالبوا بحل الحزب العربي الديمقراطي، وملاحقة آل عيد، واليوم يبدو أن الأجهزة الرسمية تريد أن تحقق لهم تلك الأمنية».هذا ما يقوله القيادي في جبل محسن علي فضة لـ «الأخبار». ويضيف: «ربما ظنوا أنهم بطلب علي عيد، بدل رفعت، يخففون من وطأة الأمر، لكن فاتهم أن هذا يعني المس برمز لنا. ولمن لا يعرف فإن علي عيد بالنسبة إلى كل علوي في لبنان، بمثابة السيد موسى الصدر للشيعة، الذي جمع شمل طائفته وأصبح رمزاً لا ينسونه. الأمر عندنا هكذا تماماً». واستغرب فضة «الوقاحة التي وصل إليها فرع المعلومات، ففي لبنان أعراف وأصول وتقاليد، هل يمكنهم استدعاء الرئيس نبيه بري أو وليد جنبلاط أو أي زعيم آخر إلى التحقيق؟ لماذا هذا الاستخفاف المهين بنا؟».وقال مسؤولون في الحزب العربي في جبل محسن لـ «الأخبار»: «كل الاحتمالات واردة، فما أقدم عليه فرع المعلومات إهانة لا يمكن أن نسمح بها. بعد كل هذا الحصار الأمني والاجتماعي والاقتصادي الذي نعانيه، ها هم يريدون ضرب الرأس عندنا! يبدو أنهم، ومن خلفهم السعودية، قد فقدوا صوابهم نهائياً، وبالتالي عليهم أن يتوقعوا الجنون أيضاً من الطرف الآخر».ويوم أمس عقد الشيخ أسد عاصي، رئيس المجلس الإسلامي العلوي مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أن «فرع المعلومات استدعى الأستاذ علي يوسف عيد للتحقيق معه، هذا ما بلغنا، لكنّ هذا يعني استدعاء رمز الطائفة الاسلامية العلوية. هذا الأمر غير مقبول وغير مسموح به ولن يمر مهما كلف الأمر، ونحن جميعاً نطالب باستجلاء الحقيقة، ولكن أن يصل الأمر الى درجة النيل من زعيم ورمز للطائفة فهذا ما لا يصحّ السكوت عنه». وأكّد عاصي وقوف الطائفة العلوية كلها وراء عيد، قائلاً: «طائفتنا هي من تختار ممثيلها، وقد فعلت واختارت زعامة الأستاذ علي يوسف عيد. أناشد رؤساء الطوائف صاحب الغبطة الكاردينال بشارة الراعي، سماحة الشيخ محمد رشيد قباني، سماحة الشيخ الامام عبد الأمير قبلان، وسماحة شيخ العقل نعيم حسن، عقد اجتماع طارئ في مدينة الفيحاء (طرابلس) يتداولون فيه الوضع المأزوم في المدينة، قبل أن يستفحل الأمر لمصلحة المشروع الفتنوي في لبنان».وكان عيد قد عقد مؤتمراً صحافياً في منزله في منطقة حكر الضاهري - عكار أمس، أعلن فيه انه «إذا ثبت بعد التحقيق أن من جرى توقيفهم متورطون ومذنبون، فنحن مستعدون لأن نطالب باعدامهم في ساحة عبد الحميد كرامي، وإذا ثبت أيضاً تورط الحزب العربي الديمقراطي فأيضاً نحن مع حلّه». وأكّد ثقته بكل الأجهزة الأمنية في لبنان، باستثناء فرع المعلومات، بسبب «تاريخه غير المشرف، وخصوصاً مع حلفاء سوريا في لبنان، وأنا على استعداد لأن البي دعوة أي جهاز الا فرع المعلومات، لن أذهب ولو أتى رب ربّو للقاضي صقر صقر».يُذكر أن عيد نائب سابق في مجلس النواب، وهو أسس عام 1978 «حركة الشباب العلوي» التي أصبحت لاحقاً الإطار السياسي الأساسي للطائفة العلوية في لبنان. وقد جمعته بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد علاقة متينة، لكن بعد وفاة الأسد، ونتيجة خلاف قديم بينه وبين نائب الرئيس آنذاك عبد الحليم خدام، أسقط في اكثر من دورة انتخابات نيابية، لكنه، في كل انتخابات كان يشارك فيها، كان يحصد نسبة ساحقة من أصوات العلويين.
الحلبي والشلوف
طالب مسؤولون في الحزب العربي الديمقراطي القضاء بـ«التحقيق مع رئيس فرع المعلومات العقيد عماد عثمان، لأن عناصر من الفرع ساهموا في تهريب المشتبه فيهم بتفجيري مسجدي السلام والتقوى». وكشف المسؤولون أن «المدعو بسام الحلبي، وهو عنصر في فرع المعلومات، طلب قبل بداية التوقيفات من (المشتبه فيه) خضر شدود وذويه مغادرة المنطقة، لأن مذكرة توقيف ستصدر بحقه». يُذكر أن شدود مشتبه فيه، من قبل فرع المعلومات، بنقل الموقوف يوسف دياب على دراجة نارية بعد التفجير في طرابلس. وتضيف مصادر الحزب أن «دياب تعرّض للضرب والتهديد، ومورست عليه ضغوط نفسية وتهديدات لعائلته». وفي السياق نفسه، ذكرت المصادر نفسها لـ«الأخبار» أن على القضاء «أن يطلب اللواء أشرف ريفي للتحقيق معه، وذلك لمعرفه طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بالمطلوب للتوقيف حيان رمضان، ولتحديد هوية ودور شخص يُلقّب بـ«الشلوف» كان ينسق التواصل بين ريفي ورمضان». إلى ذلك، تلقى مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح، مساء أمس، تهديدات على هاتفه الخلوي، وذلك من شخص عرّف عن نفسه بأنه من «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
- السفير: العرب كشف معلومات «خطرة».. فقُتل بفتوى.. «جبهة النصرة» تقود عمليات إرهابية.. من سجن «رومية»
كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ«السفير»، أمس، عن معلومات موثقة تثبت وجود سجناء في «رومية» ينتمون إلى «جبهة النصرة» يقومون بالإشراف على عمليات إرهابية عسكرية وتحضيرها، وتجنيد أصوليين وتهريب أسلحة بين لبنان وسوريا، عبر اتصالاتهم الهاتفية بشبكات أصولية مرتبطة بـ«القاعدة»، واستخدامهم مواقع الكترونية «خاصة»، من داخل السجن. وأكدت المصادر وجود «أدلّة تظهر بوضوح أن لدى الأصوليين في السجن كميات من المتفجرات، يريدون الاستفادة منها للهروب». وعلمت «السفير» أن السجين محمد العرب (مواليد 1969، اسمه ليس نور العرب كما تردد)، قُتل على يد الأصوليين في المبنى «ب» ولم «ينتحر كما تردد بسبب تراكم ديونه المالية، بل قتلوه شنقاً فجر الأحد الماضي».وأوضحت مصادر أمنية مطلعة أن «العرب كشف لضبّاط معنيين، عن معلومة خطيرة كلّفته حياته»: عرف أن أصوليين يشرفون، من داخل السجن، على عملية تهريب سلاح بين عكار وبيروت ينظمها السجين بلال إ.، فنقلها بسرعة إلى الأمن ثم كُشف أمره وصدرت بحقه فتوى تبيح قتله».وتشير المعلومات الأمنية إلى أن جهازاً أمنياً معنياً أوقف المتورّطين بعملية تهريب السلاح المذكورة خارج السجن، في أيلول الماضي، وتم التحقيق معهم، ثم عرف المنتمون إلى «جبهة النصرة» في السجن أن مسرّب المعلومة هو سجين في المبنى «ب»، وتم تحديد اسمه: محمد العرب.استفاد الأصوليون في السجن من الثغرات والأخطاء التقنية، التي ارتكبوها عندما قتلوا السجين غسان قندقلي في كانون الثاني الماضي. حينها، شنقوا القندقلي بعدما سرّب للأمن معلومة تفيد بتحضيرهم عملية فرار كبيرة من داخل السجن، وتمكنوا من إظهار مقتله شنقاً على أنه انتحار، لكن القضاء ادّعى لاحقاً على المتورطين في القتل بعد توافر أدلّة أكدت هوية مرتكبي الجريمة. وتكمن أبرز الثغرات التي تمكن القاتلون من ردمها، في عدم لجوئهم إلى ترك أي آثار ضرب وتعذيب على جسد العرب، بينما القندقلي بدا واضحاً - في التقرير الثاني للطبيب الشرعي - أنه تعرّض لضرب مبرّح قبل شنقه، علماً أن التقرير الأول نفى وجود آثار تعذيب بسبب خوف الطبيب من الأصوليين. إلى ذلك، تمكن قاتلو العرب من ترهيب السجناء وتخويفهم من الإدلاء بأي شهادة قد تُعتبر دليلاً ضدهم، خلافاً لما حدث بعد مقتل القندقلي، إذ تشجع آنذاك بعض السجناء غير الإسلاميين على الإدلاء بإفادات ساعدت التحقيقات. لكن حتى الساعة، لم يتقدم أي سجين بمعلومة واحدة من شأنها إدانة قاتلي العرب. وبينما ينفي الأصوليون المتهمون بقتل العرب علاقتهم بموته، ويتابع القضاء تحقيقاته من دون وجود «أدلة قاطعة» حتى الساعة، إلا أن إفادات مصادر من أجهزة أمنية متباينة، تتقاطع في «ضرورة وضع حدّ لظاهرة هؤلاء الذين يقتلون مَن في السجن وخارجه، ويتحدّون الدولة من خلال التخطيط لعمليات إرهابية وتجنيد من داخل زنزاناتهم».وحصلت «السفير» على وثيقة أمنية تؤكد أن المبنى الذي يضم الأصوليين تحوّل إلى «بؤرة للفساد وتصدير أوامر الإرهاب، وملجأ لشبكات تهريب الأسلحة». وتؤكد الوثيقة أن «القوى الأمنية جاهزة للحسم مهما كلّف الأمر، لكنها تحتاج إلى موافقة الرؤساء الثلاثة والسلطات السياسية المعنية، التي طالبناها مراراً وتكراراً لكننا لم نحصل على جواب واضح حتى الآن». وتشير معلومات رسمية إلى أن المبنى «ب» يضمّ 174 سجيناً أصولياً، تقدم نصفهم بمبايعة أمير «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، داخل السجن، اثر اندلاع المعارك في سوريا. يبلغ عدد البارزين من هؤلاء الـ174 نحو 36 سجيناً، أخطرهم ينتمون إلى جنسيات عربية، وحاولوا الهروب من السجن أخيراً، بينما يُعتبر اللبناني «أبو الوليد»، وفق مصادر أمنية، مجرّد «واجهة، وهو معروف بولعه بالظهور إعلامياً. لكن الأساسي بينهم، والذي ينسق بصورة مباشرة مع تنظيم القاعدة، هو أبو تراب اليمني».وسط ذلك، لم تعد «إمارة الأصوليين» في «رومية» تحتمل تبريرات السياسيين، الذين يبدو أنهم يتناسون الاتهامات الأساسية التي قادت هؤلاء السجناء إلى زنزاناتهم: قاتلوا الجيش وحاربوه. وبعدما زُجوا في السجن، لم يجدوا رادعاً لتنفيذ خططهم التكفيرية، بينما المعنيون من السياسيين يخافون المسّ بهم.
- السفير: عيد: لا أثق بفرع المعلومات ولن أذهب إليه..طرابلس: أدوات التفجير حاضرة.. والهدنة تترنح
يبدو أن القرار بجعل طرابلس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات المحلية والاقليمية، تمهيدا لاستخدامها كورقة ضغط بين الأطراف المتنازعة، والذي أنتج جولة العنف رقم 17، لا يزال ساري المفعول، لا بل يحاول إيجاد أدوات التفجير الواحدة تلو الأخرى ليبقي النفوس مشتعلة، ويبقي العاصمة الثانية أسيرة جولات العنف.وأيقن أبناء طرابلس أن الهدنة الهشة التي نعموا بها منذ ليل الثلاثاء ـ الأربعاء الماضي، كانت بفعل الردّ الناري العنيف للجيش اللبناني على المسلحين، سواء في التبانة أو في جبل محسن، ليفرض الهدوء بقوة سلاح الشرعية، وأن ثمة من يعبث بهذه الهدنة التي ترنحت أمس عندما تعرض الجيش لاعتداء في شارع سوريا خلال قيامه بمداهمة مطلوب، وذلك على غرار الكمين الذي تعرض له ظهر الاثنين الماضي خلال محاولة انتشاره، ما أدى الى اشتعال عدد من المحاور بشكل سريع، وأسفر ذلك عن إصابة أربعة عسكريين وشخص من التبانة يدعى حسام التركماني.لا شيء في طرابلس يبشر بانتهاء الجولة 17 بشكل كامل، فالاستدعاء الذي سطرته «شعبة المعلومات» للأمين العام لـ«الحزب العربي الديموقراطي» النائب السابق علي عيد، أشعل النفوس في جبل محسن، وكذلك في التبانة والقبة والمنكوبين التي يكثر فيها الحديث عن تمكين أولياء الدم من أخذ ثأرهم بيدهم من عناصر الحزب.والحصار المفروض على جبل محسن، والاعتداءات التي تطال أبناءه في مختلف أرجاء المدينة، بلغت حصيلتهما خلال الساعات الـ 24 الماضية 9 اشخاص تعرضوا الى إطلاق رصاص بالأرجل والضرب بالآلات الحادة، يبقيان الأرضية ساخنة وقابلة للاشتعال. كما أن التحريض القائم على الجيش لم يتوقف وهو يترجم باعتداءات متواصلة على وحداته خلال تنفيذ المهام المطلوبة منها.
وكذلك الإشكالات المسلحة التي عادت لتتنقل بين شوارع المدينة بعيدا عن المحاور التقليدية، على خلفيات عائلية وفردية وتترجم الفلتان الأمني الأفقي فيها.كل ذلك كفيل بإبقاء طرابلس على فوهة بركان، وبتمديد الجولة 17 الى ما لا نهاية، والتعمية أكثر فأكثر على قضية تفجير المسجدَين وعرقلة مسار التحقيقات التي تجري بزخم.وما يثير الاستغراب هو أن القيادات السياسية والدينية لم تواكب كل هذه الخروق، بل تتعامل معها بأضعف الايمان، فلا استنكار واضحا وصريحا لما يتعرض له الجيش من اعتداءات، ولا تحريم للاعتداء على العزّل من أبناء جبل محسن أو إحراق محلاتهم في طرابلس، ولا جهود تبذل للجم بعض المسلحين عن القيام بكل ما من شأنه أن يشوه صورة المدينة، بل ترك معالجة كل الأمور للجيش الذي يؤدي التحريض عليه الى عمله في بيئة غير حاضنة تنتظر قيامه بأي خطأ للانقضاض عليه ومواجهته.
الهدنة تترنح
وكادت الهدنة الهشة تسقط ظهر أمس، خلال قيام الجيش بمداهمة المدعو ع . ش. في شارع سوريا بعد أن أقدم على أطلاق النار على بائع قهوة من جبل محسن صباحا، وهو سارع الى رمي قنبلة يدوية على الدورية، وإطلاق النار عليها، وقد تجمع عدد كبير من المسلحين وفتحوا نيرانهم باتجاه الجيش الذي رد بالرشّاشات الثقيلة وقذائف الأربي جي، وأجبر المسلحين على الانكفاء، فيما فرّ ع . ش الى جهة مجهولة.وعلى الفور تحركت بعض المحاور التي شهدت تبادلا لاطلاق النار، سارع الجيش في الرد على مصادرها وأعاد فرض الأمن، لكن ذلك أدى الى حالة ذعر في المنطقة فأقفل سوق الخضار والمحلات التي فتحت أبوابها بعد تسعة أيام من العطلة القسرية، كما انسحبت حالة الذعر على عمق طرابلس التي سارع أهلها الى استعادة أبنائهم من المدارس، وأقفلت محلاتها التجارية، لتشهد المدينة شللا شبه تام في الحركة بعد الظهر. كما ساهم ذلك بتعطيل كل الاجراءات التي كانت متخذة على صعيد استقبال جثامين ضحايا عبارة الموت في أندونيسيا لجهة الصلاة الجماعية عليهم وتأبينهم.
علي عيد
الى ذلك استمر حبس الأنفاس في جبل محسن وانسحب أمس على البلدات العلوية في عكار، وذلك على خلفية استدعاء فرع «المعلومات» النائب السابق علي عيد للتحقيق معه، بشأن المعلومات التي أدلى بها سائقه أحمد محمد علي والمتعلقة بفرار أحمد مرعي أحد المتورطين في تفجيرات طرابلس.وكما في جبل محسن، ساد التوتر مختلف قرى وبلدات سهل عكار، وأقفلت جميع المدارس الرسمية في بلدات: حكر الضاهري وتلبيبة وتلبيرة والحيصة والمسعودية والريحانية، وغصت دارة عيد في بلدة حكر الضاهري بالوفود الشعبية المتضامنة يتقدمهم رئيس «الحركة الشعبية» النائب السابق مصطفى علي حسين وعدد من مشايخ الطائفة.وشن عيد في تصريح له هجوما على «شعبة المعلومات»، وأكد «أنه أبلغ من قبل أحد ضباط فرع المعلومات في عكار باستدعائه للتحقيق معه»، وقال: «أنا لن أذهب الى فرع المعلومات على الاطلاق، حتى وإن تم إبلاغي عبر القاضي صقر صقر، لأن تاريخ هذا الفرع غير مشرف، خاصة بالنسبة لحلفاء سورية». وشدد على «أننا تحت سقف الدولة ومن الممكن الذهاب الى أي جهة أمنية أو قضائية لأننا تحت سقف الدولة والقانون، ولكن ليس الى فرع المعلومات».وتابع: «هناك مؤامرة واضحة لانهاء حلفاء سوريا في هذا البلد، وأنا أقول على رأس السطح بأنني جندي بسيط لدى الرئيس بشار الأسد، والخلاف ليس خلافاً مذهبياً، علويا ـ سنيا، بل هو خلاف سياسي، ومؤامرة ترعاها مخابرات دولية بقيادة الأمير بندر بن سلطان وبإيعاز من المغترب الذي يريد الحضور عبر مطار دمشق». ودعا عيد كل من يدعون «أن علي عيد وابنه رفعت لا يمثلان أي شيء ويطلقون علينا عصابة بعل محسن، أن يعودوا الى ملفات وزارة الداخلية والبلديات ويطلعوا على نتائج الانتخابات النيابية». وأكد عيد أنه «غير مطلع على التحقيقات، ولكننا نطالب بانتظار نتائج التحقيقات والحكم القضائي، وكل التسريبات هدفها الفتنة، وأنا أكرر ما قاله إبني رفعت بأنه إذا ثبت تورطنا بالجريمة فنحن ندعو الى إعدام المجرمين وحل الحزب، وإذا تبين العكس فنحن نطالب بحل فرع المعلومات». وتساءل: «ما الهدف من هذا التحدي؟ هناك تاريخ للطائفة العلوية لا يمكن اختزاله بهذا الشكل. ولماذا تم التحقيق مع السائق أحمد محمد علي من قبل المحكمة العسكرية ومن ثم إحالته مجددا الى فرع المعلومات؟ علما أنه يجب أن يحول الى القضاء، حتى انهم لم يوجهوا تهمة إليه، وأنا متأكد بأنه لم يقم بنقل أحد الى سوريا وليس له علاقة بالموضوع». وبخصوص قرارات المجلس الاسلامي العلوي تمنى عيد «أن لا يطلب مني الذهاب الى فرع المعلومات».
المجلس الإسلامي العلوي
ولم يخذل المجلس الاسلامي العلوي عيد، فأكد رئيسه الشيخ اسد عاصي في مؤتمر صحافي عقده عصر أمس، ان «الطائفة العلوية تتبرأ قلبا وقالبا من منفذي المجزرتين، ونحن ننتظر تحقيقا قانونيا ووطنيا لا سياسيا مرتهناً لمشروع خارجي».واشار الى ان «استدعاء رئيس الحزب العربي الديموقراطي علي عيد من قبل شعبة المعلومات، امر غير مقبول وغير مسموح به، ولن يمر مهما كلف ذلك من امر»، وقال: «نحن جميعنا نطالب بجلاء الحقيقة».واعتبر عاصي ان «اتهام طائفة برمتها يعد ظلما لا يرضاه الله ولا يرضاه عاقل مسلم، واذ بنا نشهد محاصرة واعتداء على المسلمين العلويين في طرابلس، وهي لجميع مسلميها»، داعيا «العقلاء في طرابلس للتنبه الى ما يحاك للمنطقة». كما دعا «الدولة بكل قياداتها الى الحضور شخصيا الى طرابلس لمعالجة الامور والاشراف على المصالحة».وطالب عاصي قائد الجيش جان قهوجي «بأن لا ينتظر غطاء سياسيا ليعالج امر الفريقين في طرابلس»، معتبرا ان «الغطاء الوطني هو الغطاء المناسب لجميع اللبنانيين، وليضرب الجيش بيد من حديد كل من يخالف الاتجاه الوطني».
الشعار
ورد المفتي مالك الشعار بشكل غير مباشر على عاصي، فدعا في بيان له «أبناء طرابلس إلى انتظار نتائج التحقيقات في تفجيرات المسجدين»، مشددا على «وجوب أن يأخذ القضاء مداه دون خطوط حمر أو صفر، فالمدان يجب أن يعاقب والبريء يخلى سبيله». وأكد الشعار «أنه لا يجوز أن يؤخذ البريء بجريمة المجرم الآثم»، وإعتبر «أن التعرض لمواطنين من جبل محسن في طرابلس تأباه قيمنا الدينية والإنسانية، وهو غريب عن عادات المدينة وتقاليد أهلها».
كرامي
من جهته أكد، الوزير فيصل كرامي خلال استقباله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي أن «جولة العنف الأخيرة في طرابلس لم تنته بعد»، لافتاً الى «أن تداعيات الأزمة في سوريا تنعكس بشكل سلبي على طرابلس»، مشيراً «أن المعركة لم تبق محدودة ومحصورة في ما يجري في جبل محسن وباب التبانة، بل أصبح الفلتان الأمني في كل طرابلس». وشدد كرامي على «أنه لا خيار للطرابلسيين واللبنانيين إلا الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش والقوى الأمنية»، رافضاً «التشكيك بدور المؤسسات الأمنية والقضائية».
- السفير: المملكة بين ضرورة فصل المسارين.. وضرر تلازم الخسارتين.. هل تخدم السعودية خصومها أكثر من حلفائها؟
تتقاطع «قراءة وسطية» للموقف السعودي من الملفين اللبناني والسوري مع ما ذهب إليه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله لجهة تخيير المملكة بين الخسارة الصغرى الآن، وبين الخسارة الكبرى في الآتي من الايام.ترتكز القراءة على قناعة بان المملكة مصممة على خوض المعركة على الجبهتين في آن واحد، وترفض فصل المسارين اللبناني والسوري، برغم ما تؤشر اليه كل الدلائل والوقائع الاقليمية والدولية من ان كليهما يؤدي الى حائط مسدود، وبالتالي الذهاب الى «الخسارة الصغرى» الآن اقرب ما يكون الى «نصف خسارة» بدل ان تصل، مع الاصرار على تلازم المسارين، الى خسارة كاملة.على المسار السوري، تنطلق القراءة الوسطية من ان الخط البياني السعودي في سوريا متجه نزولا، وبسرعة قياسية، ومع ذلك ما زالت المملكة تعتقد ان اسقاط بشار الأسد ما زال ممكنا، وكذلك تحقيق انجازات نوعية في الميدان العسكري وتغيير المعادلة القائمة. في حين ان «جماعتها» في سوريا يتراجعون، والأسد يحقق مكتسبات على الارض وكذلك على المستوى الدولي، وها هو الغرب يفتش عن قنوات اتصال معه، وها هي قطر تتودد اليه، وها هم الاميركيون يشيدون به ويفتحون على النظام والرسائل على قدم وساق من تحت الطاولة.
وعلى المسار اللبناني، وفقا للقراءة نفسها، فشلت المملكة في الامساك بالملف وتشكيل حكومتها، رغم كل محاولاتها المتكررة منذ استقالة نجيب ميقاتي. ومع ذلك، ما زالت مصممة على ان تمسك بالحكم مجددا عبر فريقها في لبنان، ولا شريك لها في القرار ولا محل لـ«حزب الله» فيه، واذا كان لا بد من اشراكه في «حكومتها» فليكن بشكل رمزي ومحدود من دون اي قدرة على التأثير بالقرار. تبعا لذلك، تلحظ القراءة الوسطية ان السعودية ترفض تكرار تجربة السنتين الماضيتين اللتين خسرت فيهما لبنان، ولم تجد في استقالة الحكومة فرصة لإعادة الإمساك بها، بل بالغت الى حد الاعتقاد بانها وضعت يدها على لبنان، لكنها اصطدمت بعدم قدرتها على تحقيق هدفها بمعزل عن سائر المكونات اللبنانية، وتحديدا «حزب الله» وحلفاؤه. لكنها لم تسلـِّم بذلك، فراهنت على وليد جنبلاط لعله يميل الدفة في اتجاهها، لكن لجنبلاط قراءته لمشهد لبنان والمنطقة، وفاجأ الجميع بأنه رفع لواء الثلثين المعطلين. كما راهنت على ميشال سليمان الذي أطفأ فجأة حماسته للحكومة الحيادية، واستحسن حكومة الثلث المعطل.اكثر ما يلفت الانتباه في القراءة الوسطية، ليس الانفعال والتوتر اللذين يحكمان المقاربة السعودية للملف اللبناني وتجميدها الوضع الحكومي، بل الاستنتاج بأن المقاربة السعودية تخدم مصلحة من تعتبرهم خصومها في لبنان وليس حلفاءها. ويستند هذا الاستنتاج الى الآتي:
ــ افتقاد المملكة قدرة الترجمة اللبنانية لما تريده، وفريقها في لبنان يعاني الوهن والارتباك، في مقابل قوة حضور «حزب الله» وحلفائه.
ــ اصرار المملكة على شروطها جعل مهمة تمام سلام اكثر صعوبة من ذي قبل، إن لم تكن مستحيلة. وبالتالي يهدد استمراره في ميدان التكليف.
ــ ميزان المعادلة الداخلية يؤشر الى انعدام أية امكانية لحكومة برئاسة سعد الحريري، او برئاسة فؤاد السنيورة، او امكانية لتشكيل حكومة خارج اطار الشراكة وصيغة 9-9-6. وثمة نافذة ما زالت مفتوحة لتشكيل حكومة ترأسها «14 اذار» بشخص تمام سلام ووفق الصيغة المذكورة.. الا اذا كان فريق سلام يريد خلاف ذلك.
ــ «حزب الله» وحلفاؤه ليسوا معنيين الا بتشكيل حكومة 9-9-6. وبالتالي لا يعتبرون انفسهم متضررين من الفراغ الحكومي، خاصة وان حكومة تصريف الاعمال التي تضمهم تملأ بعضا من هذا الفراغ، ولو بالشكل.
ــ المملكة وحلفاؤها في لبنان امام خيارين احلاهما مرّ: الاول حكومة الـ9-9-6، والثاني ابقاء حكومة تصريف الاعمال. واما الاول فهو اقل ضررا كونه يعيد «المستقبل» وفريقه الى رئاسة الحكومة، بينما بالنسبة الى «حزب الله» وحلفائه كلا الخيارين حلو بالمعنى السياسي، واما الاول فأقل حلاوة، وان كان يعطيهم الثلث المعطل في حكومة جامعة برئاسة «المستقبل»، بينما الثاني يبقي حكومة تصريف الاعمال التي يديرونها بمعزل عن «المستقبل» و«14 اذار»، لذلك فإن الحزب وحلفاءه متعايشون مع واقع تصريف الاعمال، ولا يعتبرون انفسهم مضطرين لأن يمارسوا اي ضغط على اي فريق سياسي لتشكيل حكومة، حتى ولو كانت حكومة 9-9-6. ولو اراد الفريق الاخر تشكيلها وفق هذه الصيغة فلا مانع.
ــ تعطيل تأليف الحكومة حتى الآن، يرشح حكومة تصريف الاعمال بقوة لكي تشرف على الانتخابات الرئاسية، وايضا تولي مهمة تصريف الاعمال الرئاسية والقيام مقام رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي وتعذر انتخاب بديل.
تخلص القراءة الوسطية الى يقين بأن المملكة كان يمكن ان تحقق انجازين على المسارين اللبناني والسوري، لو ان الحياة كتبت لـ«الشرق الاوسط الاميركي الجديد»، الذي سقط مرتين منذ احتلال العراق، مرة بعد حرب تموز 2006، ومرة بالنتائج العكسية لثورات «الربيع العربي». لكن الحال اليوم ان الشرق الاوسط الجديد لم يعد على المقاس الاميركي، بل اصبح على مقاس الحضور الروسي الالزامي في المنطقة والتفاهم الاميركي ـ الايراني. وتبعا لا يستبعد صاحب القراءة الوسطية التحاق السعودية بالتسوية، خاصة وان تصعيدها في لبنان وسوريا يتوخى جعل المملكة نفسها جزءا من اي تسوية نهائية ولها دورها كمرجعية في العالم الاسلامي للسنة وحامية لهم، كما ايران بالنسبة الى الشيعة.
- السفير: الإبراهيمي في بيروت.. ولبنان يشارك في «جنيف 2» إذا تلقّى دعوة
لم يعد الموقف الرسمي اللبناني من الازمة السورية بحاجة الى المزيد من الشرح والتفسير، فهو معلن ويعرفه الداخل والخارج ويقوم على «النأي بالنفس» عن التداعيات السلبية للأزمة السورية وتشجيع الحل السلمي بعيدا عن العنف ورفض التدخل العسكري الخارجي. وانطلاقا من هذه السياسة المعتمدة، يلاقي المسؤولون اللبنانيون اليوم الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، في اطار تكوين الصورة الكاملة حول مآل مؤتمر «جنيف 2». ويوضح مصدرٌ لبنانيٌ رفيعُ المستوى مواكبٌ لجولة الابراهيمي ان «هذه الجولة، وكذلك زيارته الى لبنان، تندرج في اطار رسم معالم الصورة كاملة لإعداد التقرير الذي سيرفعه الى المعنيين في الامم المتحدة والذي على اساسه يتحدد مسار مؤتمر جنيف 2، وهو لم يحضر الى لبنان لتسليم دعوة الى الجهات الرسمية لحضور هذا المؤتمر، انما سيسأل إذا كان لبنان سيحضر جنيف 2 في حال دعي إليه». ويقول المصدر: «ان الموفد الدولي سيرفع تقريرا عن نتائج جولته ومحادثاته مع كل الدول المعنية والافرقاء السوريين، وفي ضوء هذا التقرير يتحدد موعد مؤتمر جنيف 2، وهذا هو الامر الاسهل، الا ان الاصعب هو من سيشارك في المؤتمر، والاكثر صعوبة هو الهدف من المؤتمر. اما عن الذي سيشارك في المؤتمر، فإن رأي الابراهيمي، ومعه الجانب التركي، هو مشاركة كل الدول المعنية المؤثرة، بما فيها السعودية وايران، ولكن الى الآن لم تعلن السعودية موقفا رسميا، برغم تردد معلومات في عواصم عربية، لا سيما خليجية، تقول إن السعودية لن تشارك اذا كانت ايران مدعوة. لذلك، هناك ثلاثة احتمالات ـ أسئلة: هل تشارك ايران من دون السعودية؟ هل تشارك ايران والسعودية معا؟ هل تغيب ايران والسعودية معاً؟ علماً أنه يرجّح أن تعلن السعودية موقفها في اجتماع جامعة الدول العربية يوم الأحد». ويضيف المصدر: «اما السؤال الآخر فهو حول ازمة تمثيل المعارضة السورية، وهل هناك امكانية ان تمثّل المعارضة، بما فيها المعارضة المقبولة من السعودية، اي رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا؟ فإذا شاركت السعودية في المؤتمر يصبح تمثيل المعارضة السورية اسهل، اما اذا لم تشارك فتصبح مشاركة المعارضة اصعب، وبالتالي تصبح الأمور امام احد خيارين: اما