22-11-2024 04:17 PM بتوقيت القدس المحتلة

تفاصيل عن الخلاف السعودي – الفرنسي حول لبنان

تفاصيل عن الخلاف السعودي – الفرنسي حول لبنان

ليس الحال بين فرنسا والسعودية على ما يرام في كل الملفات

ليس الحال بين فرنسا والسعودية على ما يرام في كل الملفات، فالتوافق شبه الكامل بين البلدين في الحرب على سوريا والسعي المشترك بين البلدين لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، يعكره خلاف كبير حول لبنان والتواصل مع ايران حيث يعيش البلدان خلافا صامتا ولكنه كبير حول الوضع اللبناني في ملفاته المتشعبة ابتداءً من حركة الانفتاح الفرنسية على حزب الله مرورا بالوضع الحكومي القائم حاليا وصولا الى الاستحقاق الرئاسي المقبل على بلاد الأرز في الأشهر القادمة.

وتعتبر فرنسا لبنان مركز نفوذها الحقيقي والثابت في الشرق العربي ، ويتحكم في موقفها المخالف للسياسة السعودية في بلاد الأرز عوامل كثيرة أهمها ضغوط الفاتيكان القوية على فرنسا والتي ظهرت نتائجها بعد يوم الصلاة من اجل سوريا الذي دعا اليه البابا (فرنسيس الأول)، حيث ارتفعت نسبة المعارضين للحرب ضد سوريا في فرنسا الى سبعين بالمائة ، وتقول مصادر فرنسية ان الفاتيكان ابلغ السلطات الفرنسية اكثر من مرة ان سياستها في سوريا تدعو للقلق وهي تؤسس لنهاية الوجود المسيحي في الشرق.

وتشير مصادر فرنسية الى نقاط الخلاف السعودي  الفرنسي في لبنان حيث قررت باريس فتح بابا التواصل مع حزب الله بعدما وقفت في تموز الماضي خلف وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية، وهذا الانفتاح أغضب السعوديين الذين أبلغوا السلطات الفرنسية انزعاجهم من استقبال نائب عن حزب الله في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية، كما أن فرنسا قررت الاستماع الى رأي بكركي التي أبلغت السلطات الفرنسية انها ضد التمديد لرئيس الجمهورية من حيث المبدأ، فيما تريد السعودية ان تبقي مسألة التمديد ورقة مقايضة بيدها على الرئيس اللبناني ميشال سليمان المطلوب منه سعوديا تبني حكومة امر واقع في لبنان تخرج حزب الله من معادلة الحكم في بيروت، في مقابلها تسعى السعودية دوليا وعربيا للتمديد له.

وتشير المصادر الى طلب سعودي قُدم الى باريس في شهر آب/اغسطس الماضي لم تستطع فرنسا تلبيته ، ويتعلق بخريطة توزيع البوارج الأمريكية في البحر، وهل سوف تقوم بحماية مراكز النفط السعودية من رد فعل ايراني او سوري محتمل، حيث ابلغت السلطات الفرنسية السعوديين ان عليهم تقديم هذا الطلب للجانب الأمريكي الذي يملك هذه المعلومات. 

 وعلى عادتها في ارسال اشارات الامتعاض ، بدأت السعودية حملة اقتصادية صامتة ضد شركات فرنسية لها علاقات تجارية معها لإجبار باريس على تغيير موقفها من الوضع في لبنان الذي يتعارض كليا مع السياسة السعودية فيه.

وتشير المصادر الفرنسية الى أن شركة الكهرباء الفرنسية (او دي أف) التي كانت مرشحة للحصول على عقدين لبناء مفاعلين نووين في السعودية بناء على وعد من بندر وسعود الفيصل أثناء زيارتهما باريس في شهر حزيران/يونيو الماضي ، تجد نفسها منذ شهر في مجموعة مشاكل وعراقيل تقوم بها شركة (صروف العالمية) التي يمتلكها الامير بند بن عبدالله بن عبد العزيز ال سعود ومقرها الخبر. وشركة صروف تعتبر الضامن السعودي لشركة (او دي اف) الفرنسية في اعمالها في ألسعودية ، ويبدو ان المناقصة السعودية سوف ترسو على شركة بريطانية.

المصادر الفرنسية تقول ايضا ان رجل الأعمال السعودي ( مازن الصواف) الذي يعمل لدى مجموعة بن لادن للبناء والذي يعتبر احد السماسرة الفرنسيين في السعودية ابلغ من رئيس المجموعة (باقر بن لادن) أن هناك قرارا من الجهات العليا في المملكة بتخفيف المشاريع الفرنسية في الوقت الحالي.

في الوقت ذاته لا ترى السعودية بعين الرضا عملية التقارب التي بدأتها  فرنسا مع ايران خصوصا بعد قرار الحكومة الفرنسية إعادة فتح المكتب التجاري في السفارة الفرنسية في طهران ، وبعد قرار نقابة أصحاب الشركات الفرنسية بإرسال وفد من رجال الأعمال الفرنسيين الى ايران خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه