"لم يتبقى ذكرى لعوائل الشهداء سوى هذه المقتنيات التي عرضت في المتحف وتمت كذلك مصادرتها، لماذا يتم مصادرة ملابس الشهداء؟"
أكد مسؤول دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية السيد هادي الموسوي أن قوات النظام تعدت حرمة مؤسسة سياسية لأكثر من 9 ساعات يوم أمس وصادروا أدوات من دون وجود ممثل للمؤسسة، وهو انتهاك سنقدم كل ماجرى فيه ليد المقرر الأممي الخاص بحرية الرأي والتعبير والمقرر الخاص بحرية التعبير والتجمع وجمعيات المجتمع المدني.
وقال الموسوي في مؤتمر صحفي عقده في مقر الجمعية، الذي جرى اقتحامه أول من أمس الثلاثاء، أن هناك أمور لا علاقة لها بالمتحف وصفتها النيابة بأنها "أدوات الجرائم" مثل أجهزة الكومبيوتر، مشيراً أن الجمعية ستقوم باستردادها لأنها من حقنا.وعن مسألة اقامة المتحف في الخارج، أوضح الموسوي بأنه ما دامت الانتهاكات قائمة فمن حق اي متعاطف أو مواطن في الخارج أن يقيم مثل هذه المتاحف والمعارض في الخارج.
وتابع الموسوي: نحن في موقع متحف الثورة، ليس في وقت وجود مقتنيات المتحف الفنية واللوحات والأدوات التي عبرت عنها النيابة العامة بأنها أدوات الجريمة، وانما بعد أن تعرض المتحف لمصادرة كل تلك المقتنيات.متحف الثورة لا يتعدى كونه عملا فنياً ابداعياً حقوقياً يحاكي تقريراً تتعهد السلطة إلى هذه اللحظة بإلتزام التوصيات التي خرج بها ذلك التقرير.. تقرير لجنة تقصي الحقائق خرج "ليعطي انذاراً بل صدر بعد جرائم شنيعة وتجاوز على كل معنى للانسانية في البحرين وخرج هذا التقرير واستلمه ملك البلاد في 23 نوفمبر 2011".
وتابع: "أقول للنيابة العامة ولوزارة الداخلية ولكل المسؤولين ولكل من يعتقد بأن هذا المتحف يدعو للتحريض، أيهما أشد حقيقة الجريمة أم تمثيل الجريمة؟ حقيقة الجريمة هي الداعي للتحريض على النظام، فلماذا تلقون بالتهمة التي تقع على كاهلكم علينا؟"
"يؤسفنا جداً أن الكلمة الهادفة، أن الاسلوب السلمي، أن العمل الفني، أن النشاط الحقوقي، أن الارادة الشعبية جميعها ملاحقة، ومستهدفة، لتقدير فرد أو أفراد أو جهة، ومحاكمة النوايا"، أردف الموسوي.
ثم تابع: "يوم أمس تم دخول هذا المبنى من دون أذن، وأحتج الضباط بأننا لم نستجب لهم، يوم أمس استلمت بنفسي احضارية الساعة تقريباً 12:30 لكنهم اقتحموا المبنى قبل أن نذهب إليهم! حينما حضر السيد المحامي لم يسمح له بالدخول والتواجد مع القوات في الجمعية، لنا أن نقول بأن الانتهاك يوم أمس لمقر الجمعية سنضيفه إلى الانتهاكات وسنبقى نزيد على هذه القائمة، ومن يدفع الثمن هو الوطن لأن البحرين سمعتها في الحضيض في مواقع وأروقة السياسة والحقوق في العالم".
ميلاد: هل فقد النظام البحريني توازنه بسبب متحف؟
من جانبه، قال القيادي بجمعية الوفاق نائب رئيس الكتلة البلدية مجيد ميلاد أن دخول القوات النظامية للمبنى جرى منع تصويره، ومنعت جميع وسائل الاعلام ومحامي الجمعية للوصول للمقر.
وتساءل ميلاد:" فهل فقد النظام البحريني توازنه في التعامل مع جمعية الوفاق ومع العمل السلمي في البحرين؟ أستغرب، ماذا يوجد في هذا المتحف من استفزاز ليقتحم النظام هذا المتحف ويصادر كل ما فيه؟ ثورة الصورة بدأت ثورتها منذ أن بدأ اقتحام هذا المقر".
واستنكر باسم الوفاق مصادرة متحف الثورة ومقر الجمعية. وتسائل ميلاد عن أصل منع هذا العمل السلمي، وقال: "لم يتبقى ذكرى لعوائل الشهداء سوى هذه المقتنيات التي عرضت في المتحف وتمت كذلك مصادرتها، لماذا يتم مصادرة ملابس الشهداء؟ وهي لا تقدر بثمن لما كان يحمله هؤلاء الشهداء الذين فدوا وطنهم بدمهم."
وتابع متسائلاً: "لماذا يتم مواجهة الصورة والكلمة بقوة من قبل النظام؟ هذه صورة معبرة وابداع وفن، فلماذا يتم مواجهته بالقوة؟.. المتحف كان جزء بسيط مما شهد به السيد بسويني في تقريره، الذي ما زال يحتاج إلى علاج حقيقي".
"يعتبر الاقتحام جريمة وهو انتهاك للعمل المسالم السياسي في البحرين. ويجب أن يكون هناك نوع من التوازن والعقلانية من قبل الذين يواجهون الثورة في البحرين، ونحن منطلقون من هذا الاقتحام ومن معاناة شعب البحرين لنقول بأن الثورة مستمرة، وأن المطالب مشروعة سنبقى ننادي بها بشكل سلمي وسنواصل درب النضال".
وختم: "أعتقد بأن هناك سبب آخر لاقتحام المتحف، وهو أن الصورة كانت طوال عمر الثورة هي السلاح الأمضى لفضح انتهاكات النظام، ولذلك تم اعتقال الكثير من المصورين في البحرين".