16-11-2024 09:59 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اللبنانية : عودة مصر إلى هويتها الأصلية 12-02-2011

الصحافة اللبنانية : عودة مصر إلى هويتها الأصلية 12-02-2011

اعتبرت الصحف اللبنانية الصادرة في اليوم الأول بعد انتصار ثورة 25 يوليو المصرية وتنحي الرئيس حسني مبارك أن مصر عادت إلى هويتها والى دورها الكبير والمؤثر في المنطقة .

اعتبرت الصحف اللبنانية الصادرة في اليوم الأول بعد انتصار ثورة 25 يوليو المصرية وتنحي الرئيس حسني مبارك أن مصر عادت إلى هويتها والى دورها الكبير والمؤثر في المنطقة .


طلال سلمان كتب في  صحيفة السفير "انه مع لحظة سقوط حسني مبارك ومعه نائبه عمر سليمان ، اندفعت العواصم تستذكر كم نصحته، وكم تمنت عليه أن يكون ديموقراطيا فأبى، لانه لا يعرف أن يزوّر طبيعته" .

وأضاف الكاتب "مع سقوطه الفعلي تبارت العواصم بقيادة واسنطن ورئيسها الأسمر ذي الجذور الإسلامية باراك اوباما، تحاول إدعاء أبوة الانتصار الذي حققه فتية مصر، وتحاول إستمالتهم بوصفها الوكيل الوحيد للديموقراطية ، إنتاجا وتوزيعا في العالم كله ، وبإدعائها أنها المرجع الفرد للحرية وصناعة التاريخ ، اما نادي الملوك والامراء والسلاطين والرؤساء المزمنين ، فانهم  ارتعدوا من هذا التغيير الآتي اليهم".

 وخلص الكاتب الى القول اليوم عادت مصر إلى مصر ، عادت  مصر إلى هويتها الأصلية ، وستعود غداً إلى دورها المفتقد ، والذي لا يعوضه غيرها .


بدوره أكد ساطع نور الدين في صحيفة السفير أيضا "أن الرئيس مبارك لم يكن فرعونا أو طاغية أو حتى مستبدا، بل كان حاكما أحمق ، أهان صورة الحكام الطغاة الذين يدبون الرعب في شعوبهم ويسرقون النوم من عيون أطفالهم .

فهو أساء اليهم جميعا ، في سنوات حكمه وفي لحظات سقوطه ، التي كانت سمتها الوحيدة هي العناد ، الذي لا يستند الى جبروت أو كبرياء أو حتى كرامة بل مجرد حماقة خالصة كادت تهدم الهيكل على رؤوس المصريين جميعا ، لولا وعيهم وحرصهم على بلدهم ، وخلص نور الدين الى القول في حكمه وفي سقوطه ، ألحق مبارك الأذى الفادح بفكرة الطاغية ، ونظرية الطغيان ، وصار كل مستبد يراجع طرائق إستبداده ، لكي لا يدخل كتب التاريخ مثلما دخلها مبارك باعتباره حاكما أخرق لبلد عظيم وشعب حكيم .

من جهتها أكدت صحيفة الأخبار "أن سؤالين باتا منذ فجر اليوم مطروحين على المصريين والعرب ، الأول ، كيف سيدير الجيش المصري المرحلة الإنتقالية في ظل شرعية ثورة لم يقم بها ؟ والثاني ، من سيكون الشخص الثالث على لائحة السقوط بعد زين العابدين بن علي وحسني مبارك ؟ وقدمت الصحيفة رواية عن الساعات القليلة التي تلت السقوط  وقالت إن بيان عمر سليمان حسم صراعا كان يدور بين الجيش بعد مليونية الثلاثاء وبداية العصيان المدني ، أن "الرئيس أصبح خطراً على أمن البلاد " .

وبحسب مصادر الاخبار كان عمر سليمان يعد لخطة لإخلاء ميدان التحرير رفضها الجيش ، ومنذ تلك اللحظة أصبحت المعركة بين نهجين ، النهج الأول ، نهج النظام يفيد بأن هذا الأخير يريد الحفاظ على نفسه محتميا بشرعية مبارك وبإدارة عمر سليمان . أما النهج الثاني ، وهو نهج الجيش ، فكان مراقبة اتجاه الأوضاع لاتخاذ قرارات عبر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تحرير وزير الدفاع حسين طنطاوي عن النقاشات الدائرة داخله على قاعدة أنه ينتمي إلى النظام أكثر منه الى قيادة الأركان . وبحسب الأخبار فإن الجيش بدأ منذ الأربعاء يصر على النظام لكي يحسم أمره ويقدم مشروعا مناسبا لإنهاء الأزمة ، فكانت فكرة التفويض الى عمر سليمان التي أصر عليها مبارك على اعلانها اول أمس برغم رفض الجيش الذي اعتبرها تحايلا .

في مقابل هذا الإصرار ، سرّب العسكر البيان رقم واحد وسجل مبارك الخطاب، عند الرابعة من بعد ظهر الخميس وغادر الى شرم الشيخ ، واندلع سجال بين الجيش وسليمان حول إذاعته من عدمه ، فكان موقف مبارك "أذيعوه وافعلوا ما شئتم بعد ذلك ، واكدت الصحيفة أن عدم استجابة المتظاهرين لخطابي مبارك وسليمان إستلزم إجراءات من نوع مختلف فطلب الجيش من سليمان حل الموضوع فرفض ، عندها توجه رئيس الأركان سامي عنان إلى مبنى التلفزيون وأعد بيانا بتحويل مبارك وسليمان إلى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، وكانت هذه ورقة الضغط التي اجبرت سليمان على الخروج ببيان تنحي مبارك وتكليف الهيئة العليا للقوات المسلحة بإدارة البلاد .

من جهته عدد سميح صعب في صحيفة النهار بعض من مآثر النظام المصري وقال ان كل الاحداث والصراعات التي نشبت بعد كامب ديفيد ، التزمت مصر الحياد، ولم تكن فاعلة في أي منها باستثناء مساعدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حربه على ايران، لأن هذه مسألة تقع خارج قيود المعاهدة مع إسرائيل ، وأشار الكاتب الى ان مصر لم يكن لديها اي رد فعل على القمع الذي مارسته اسرائيل ضد الإنتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 1987 ولا في الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1993 ولا في حرب 1996 ولا في حرب 2006.

لا بل في الحرب الأخيرة لم يكن دور مبارك حياديا بل كان مشجعا لإسرائيل على المضي في الهجوم على لبنان وحزب الله حتى النهاية .
أما في ذروة الحرب الإسرائيلية على غزة في أواخر 2008 ومطلع 2009 ،لم يتجرأ مبارك على فتح معبر رفح حتى أمام الحالات الإنسانية ولم يسمح بعبور اطباء الى القطاع حتى تتهمه اسرائيل بالإنحياز وتقف ضد خططه لتوريث ابنه جمال .