فالأصفر يدلّ على الضوء الساطع، بعدما رفع الإمام الحسين في كربلاء الدماء بين كفيّه إلى السماء، وتحوّل هذا الأحمر إلى ضوء، أما الأبيض فيعود إلى وضوحه والأسود للعزاء».
تنفرد مجموعة من الفنّانين كلّ عام بتصميم شعار لعاشوراء، يرفع مشهد هذه المناسبة بتقنيّات غرافيكيّة محترفة، ويحمل رسالة دينيّة وسياسيّة في بعض الأحيان.
غفران مصطفى / جريدة السفير
غير أن الأعمال الفنيّة المنجزة لهذا العام كانت مختلفة ومتميّزة، حين قررت الجمعية اللبنانية للفنون «رسالات»، أن يصير الفنّ جزءاً تفصيلياً أساسياً من رحلة النضال والمقاومة، المستمدّة من عاشوراء. الجمعيّة التي تكفّل عدد من فنّانيها بتصميم عشر لوحات فنيّة، رفعت على جوانب الطرقات ونشرت على مواقع الإعلام الجديد، اختارت أن تنوّع وتعدّد في أعمالها، بخلاف السنوات الماضية، وأن تقارب رسالة عاشوراء من واقع يشبهها اليوم.
«هيهات»، شعار الحملة العاشورائية لهذه السنة، اتخذته «رسالات» بالتعاون مع نخبة من فنانين شباب. «هي كلمة لكلّ حامل حق، وليست محصورة بفئة أو طائفة أو حزب، لأن عاشوراء هي لكلّ العالم»، بحسب الفنانة في «رسالات» والمشرفة على إعداد التصاميم سكينة مطّوط. تشرح مطّوط كيفية العمل على التصاميم ومحتواها، والتي تعددت بين «تصميم الشخصيات illustration، تشكيل حروفي calligraphy، وصور معالجة، بالإضافة إلى ملصقات كبيرة تشمل الأعمال كافّة».
وتضمّنت الأعمال رسوماً لرموز عاشوراء كالإمام الحسين، ومسلم بن عقيل، وأبي الفضل العباس، والطفل الرضيع وغيرهم، وأرفقت بعبارات كانت تتداول أثناء الواقعة مثل «هيهات منا الذلّة»، «هوّن ما نزل بي إنه بعين الله»، «اللهم تقبّل منّا هذا القربان»، «بغية أن يرتقي الفنّ إلى ساحة المقاومة»، تعلّق مطوط.
بخلاف اللون الأحمر الذي اعتلى شعارات عاشوراء السابقة، اختارت «رسالات» اللون الأصفر في شعاراتها الجديدة، بالإضافة إلى الأبيض والأسود. وعند السؤال عمّا إذا كان اللون الأصفر رمزاً لربط المناسبة بـ «حزب الله»، نفت مطّوط أن تكون للأصفر علاقة بأيّ حزب، وتقول: «اختيار الألوان صار بعد دراسة دقيقة.
فالأصفر يدلّ على الضوء الساطع، بعدما رفع الإمام الحسين في كربلاء الدماء بين كفيّه إلى السماء، وتحوّل هذا الأحمر إلى ضوء، أما الأبيض فيعود إلى وضوحه والأسود للعزاء».
لم تكتفِ الجمعيّةُ بتصميم الملصقات، بل تعدّته إلى إعداد مقاطع فيديو قصيرة، تعرض فيها التصاميم على شكل قصّة متسلسلة لواقعة كربلاء، يرافقها موسيقى ثوريّة حزينة، «بهدف تحريك هوية عاشوراء وإظهارها بشكل تفاعلي. الفنّ هو الوسيلة الأقوى لإعادة الروح لهذه المراسم وإعطائها بعداً وعمقاً تٌبَيِّن قيمتَها الحقيقيّة». ويستمرّ عرض مقاطع الفيديو على شاشة «المنار» وتحميلها على مواقع الإعلام الجديد طيلة أيّام عاشوراء.