رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، قلق سكان "كيليز" التركية، جراء تدفق المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة إلى مدينتهم الهانئة.
رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في عددها الصادر، اليوم الخميس، قلق سكان "كيليز" التركية، جراء تدفق المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة إلى مدينتهم الهانئة قبيل تسللهم إلى الأراضي السورية لمحاربة القوات النظامية هناك.
ونقلت الصحيفة عن أحد المهربين المختصين بنقل المسلحين إلى سوريا، ويدعى ناصر، قوله: ''هل تشاهد هذين المنزلين الأبيضين، هناك يوجد عناصر دولة العراق والشام الإسلامية، التي تعرف اختصاراً بـداعش".
فوهات البنادق
وتصف "فايننشال تايمز" تنظيم "داعش" بأنه أكثر الوحدات القتالية تعزيزاً وقوة في سوريا، إذ استطاع أن يسيطر على عدة مناطق حدودية تكفل له تهريب الكوادر والسلاح والعتاد، فضلاً عن نجاحه في السيطرة على المناطق التي تحوي حقولاً نفطية مما مكنه من الاتجار بها والاستفادة من الأموال.
وتتابع الصحيفة :"لم يعد سلاح داعش موجهاً للقوات النظامية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، بل أصبحت الفوهات أيضاً موجهة إلى القوى الثورية الأخرى".
بدوره، شكى أحد مسلحي الجيش الحر لـ"فايننشال تايمز" من التمويل الضئيل الذين يحصلون عليه مقارنة بـ"داعش" التي تحصل على المال والعتاد من الخارج باستمرار "فيما مقاتلو الجيش الحر ينامون في العراء تحت الأشجار".
ويضيف: نشرت ''داعش'' مقاتليها القادمين من الشيشان وليبيا وباكستان وغيرها في أنحاء سوريا كلها، تمهيداً لإقامة دولة تطبق الشريعة الإسلامية".
صعود القاعدة
وتلفت الصحيفة إلى أن صعود القاعدة في سوريا "لا يتعلق بالتمويل الأجنبي والرفد المستمر للمقاتلين الأجانب، بل أيضاَ تلقي مسؤولية ذلك على الحكومة التركية التي لم تتخذ موقفاً من تدفق المسلحين المتشددين إلا في الأشهر الأخيرة فقط".
كما حمّلت "فايننشال تايمز" المعارضة السورية مسؤولية الاستمرار بانقسامها، والتعاون مع مسلحي القاعدة في حربها ضد النظام السوري.
تورط أنقرة
وبحسب الصحيفة فقد غيّرت أنقرة موقفها أخيراً من تدفق الجهاديين إليها، بعد تصاعد الانتقادات الدولية ضدها، وتحميلها مسؤولية تصاعد قوة "داعش" في سوريا.
وتكلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، صراحة ضد تنامي قوة القاعدة في سوريا، فيما عمدت السلطات التركية إلى تجميد أصول المجموعات ورؤوس الأموال المرتبطة بالقاعدة.
كما عمد الجيش التركي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضين إلى قصف مواقع تنظيم داعش على الحدود السورية، وذلك بعد سقوط قذيفة مورتر على "كيليز".
معركة القلوب
من جانبهم، أفاد مقاتلون في الجيش الحر وعمال إغاثة أن "داعش تخوض معركة لكسب عقول وقلوب السوريين، وذلك من خلال تقديم الهبات المالية والمؤن الغذائية وغيرها".
في حين، يتخوف سكان "كليز" من أن تتوجه أسلحة "داعش" إلى صدورهم قريباً، بعد أن أصبحت تستقبل بيوتهم الريفية البسيطة الجهاديين القادمين من الشيشان وباكستان وغيرها.