معارضون سوريون يتحدثون عن تورط مقربين من عبد الحليم خدام في انتحال شخصية السفيرة السورية في باريس.
كتب نضال حمادة
تبحث السلطات الفرنسية بشكل جدي وحثيث عن الجهة التي تقف وراء فضيحة انتحال شخصية السفيرة السورية في باريس (لمياء شكور) والتحدث باسمها في برنامج سياسي بث على قناة (فرانس 24).
وتتعامل السلطات الفرنسية مع هذا الموضوع من موقع المصاب بمقتل في المصداقية الإعلامية والسياسية في كل ما يخص الموضوع السوري هذه الأيام، كون إدارة الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) تشكل رأس الحربة الغربية والدولية في الهجوم على نظام الرئيس بشار الأسد بعد القرار الفرنسي بركوب موجة الثورات العربية، وبناء على نظرية وزير خارجية قطر (حمد بن جاسم) التي تعتبر أن هذه الثورات سوف تصب في النهاية في مصلحة أمن إسرائيل وتساهم في حصار إيران وسقوط حزب الله وحماس ومجمل حركات المقاومة في العالم العربي بناء على الشرح الذي قدمه الوزير القطري لبنيامين نتنياهو في اجتماعهما الشهر الماضي في قصر الإليزيه.
وكانت أسبوعية "لوكانار أنشيني Le Canard Enchaine " القريبة من دوائر استخبارية فرنسية قد ذكرت في عددها الصادر نهار الأربعاء الواقع في 11-5-2011 أن اجتماعا عقد في قصر الإليزيه نهار الثلاثاء ضم كلاً من رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي من دون أن تذكر تفاصيل. |
وفي سياق الموضوع يتحدث معارضون سوريون عن تورط مقربين من النائب السابق للرئيس السوري (عبد الحليم خدام) في هذه القضية تدبيراً وتنفيذاً وتسويقاً، فيما يتضارب كلامهم عن تنسيق مسبق بين جماعة خدام وإعلاميين سوريين في قناة (فرانس 24)، وشخصين لبنانيين يصنّفان في الأشد عداء لسورية في فرنسا وكان ضيفا البرنامج المذكور.
وبحسب بعض المعارضين السوريين في باريس، فإن مدبر عملية الإتصال والذي يقف مباشرة ورائها هو شخص مقرب من (عبد الحليم خدام) حالياً وظهر معه بلقطة سريعة في صور المقابلة التي أجرتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مع خدام بتاريخ 15 شهر أيار الماضي.
ويضيف الجمع المذكور من المعارضين السوريين في باريس أن الشخص المذكور يتنقل بين (خدام) و(رفعت الأسد) ويبدو أنه في الفترة الأخيرة استقر على البقاء إلى جانب (أبو جمال) حسب قولهم.
بالعودة إلى الجانب الفرنسي، تتحدث أوساط فرنسية مطلعة ومقربة من الخارجية الفرنسية عن أربعة احتمالات تقوم الأجهزة الفرنسية بمتابعتها والتحقيق في دورها بهذه القضية وهي على الشكل التالي:
أ- جهات سياسية في المعارضة السورية أو أشخاص يعملون في فلكها قاموا بالعملية بدفع من هذه الجهات أو من دون علمها.
ب- سوريين يعملون في قناة (فرانس 24) بالتنسيق مع معارضين سوريين مع ملاحظة أن هناك من سوريي (فرانس 24) من يعمل خارج دوامه في القناة مستشاراً سياسيا لمعارضين ويقوم بعمل المترجم لهم في المؤتمرات الصحفية التي يعقدونها.
ج : يتحدث البعض عن الخلافات الداخلية في قناة (فرانس 24) على أنها السبب في هذه الفضيحة خصوصا وأن القناة مسرح لصراعات ونفوذ وفساد تحدثت عنه الصحافة الفرنسية مراراً، وهي كانت إلى وقت قريب خاضعة لمشيئة وزير الخارجية الفرنسي السابق (برنارد كوشنير) عبر زوجته (كريستين أوكران) مسؤولة الإعلام الخارجي في القطب السمعي والبصري في فرنسا.
د – دور أميركي محتمل في القضية بسبب سيطرة الأميركيين على الانترنت تقنياً وعملاتياً.
وحول النقطة الأخيرة يبدو أن هناك ثغرة في عنوان البريد الإلكتروني المستخدم. فقد استعمل عنوان تستخدمه السفيرة مع تحريف بسيط يكمن في نقطة أو شحطة، وتم عبره خداع إعلاميي (فرانس 24) وإيهامهم بأن السفيرة هي المتصلة.
هذه المحصلة التي تورد الأوساط الفرنسية أن السلطات في باريس تتابعها. وتبقى ملاحظتان أساسيتان تكمنان في الجمع بين الضيفين اللبنانيين في هذه الحلقة بالتحديد وعدم سعي القناة لإجراء مقابلة تلفزيونية مصورة بدلا من بث تسجيل صوتي تذكرنا بتسجيلات (أسامة بن لادن) في الماضي القريب وببدعة شاهد العيان حاليا...