27-11-2024 05:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

وزير النفط العماني ينتقد ثقافة دعم الطاقة في الخليج

وزير النفط العماني ينتقد ثقافة دعم الطاقة في الخليج

وتحتل السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم المركز السادس عالميا كأكبر مستهلك للخام، رغم أن اقتصاد المملكة يأتي في المرتبة العشرين بين أكبر اقتصادات العالم

وزير النفط العماني ينتقد ثقافة دعم الطاقة في الخليجقال وزير النفط والغاز العماني يوم الأحد إن برامج دعم أسعار البنزين والكهرباء تسبب هدرا ضخما في الطاقة بمنطقة الخليج، وتهدد اقتصاداتها، وذلك في تحذير رسمي نادر بشأن تنامي الطلب في المنطقة.

وتدعم دول مجلس التعاون الخليجي الست أسعار الطاقة دعما كبيرا، مما يقلل حوافز ترشيد الاستهلاك وسط نمو سكاني سريع.


وتحتل السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم المركز السادس عالميا كأكبر مستهلك للخام، رغم أن اقتصاد المملكة يأتي في المرتبة العشرين بين أكبر اقتصادات العالم. ودول مجلس التعاون الخليجي من أقل الدول في ترشيد استخدام الطاقة على مستوى العالم.

وتؤدي الزيادة الضخمة في الطلب المحلي إلى كبح صادرات الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان من الغاز. وقال الوزير محمد بن حمد الرمحي خلال مؤتمر للطاقة في أبوظبي إن منطقة الخليج تهدر كميات كبيرة من الطاقة، وإن استهلاكها أصبح يشكل تهديدا ومشكلة خطيرة مضيفا أن الدعم أصبح المشكلة الكبيرة وأن دول المنطقة بحاجة إلى زيادة أسعار البنزين والكهرباء.

وقال ‘في بعض الدول بمنطقتنا الكهرباء بالمجان والناس يبقون أجهزة التكييف تعمل طوال الصيف حتى عندما يسافرون لقضاء العطلات. هذه جريمة. أحجام السيارات تزيد واستهلاكنا يزيد والسعر شبه مجاني. ينبغي أن نبعث بإشارة إلى جيوب الناس.’
ولم يتضح بعد إذا كان الرمحي يلمح إلى تغيير جديد في سياسات تسعير الطاقة في عمان، وهو أمر حساس من الناحية السياسية. وجاءت تصريحاته قوية على غير المعتاد لوزير خليجي، حيث يميل المسؤولون في المنطقة إلى تفادي توجيه النقد العلني للسياسات القائمة منذ أمد طويل.

وفي إصلاح نادر من نوعه أعلنت عمان عن خطط في أوائل 2013 لزيادة أسعار إمدادات الغاز إلى المصانع لمثليها إلى ثلاثة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، لكن الأسعار تظل رخيصة بالمعايير العالمية.
وتواجه عمان ضغوطا ملحة للإصلاح بدرجة أكبر من جاراتها الخليجيات الأكثر ثراء، حيث أن مواردها للطاقة أقل. وحذر صندوق النقد الدولي من أن ميزانية السلطنة قد تواجه عجزا في الأعوام القادمة نظرا لزيادة الإنفاق العام في الفترة الأخيرة.

وفي 2010 رفعت حكومة الإمارات أسعار البنزين إلى 1.72 درهم (0.47 دولار) للتر لتخفيف عبء الدعم وتشجيع ترشيد الاستهلاك. لكن خطط رفع الأسعار تجمدت بعد اندلاع انتفاضات الربيع العربي في العام التالي تفاديا لإثارة الاستياء الشعبي.
ومازالت أسعار الديزل في عمان رخيصة وهو ما يدفع سائقي الشاحنات الإماراتية إلى عبور الحدود للتزود بالوقود. ويعني النمو السكاني والانخفاض المصطنع في أسعار الطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي أنه سيكون على تلك الدول التي يعتمد عليها العالم منذ فترة طويلة في الحصول على احتياجاته من النفط والغاز أن تنفق بكثافة على مدى السنوات العشر القادمة لتلبية حاجاتها المحلية من الطاقة.

وأظهرت دراسة نشرتها آي.اتش.اس للاستشارات صدرت امس أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحتاج إلى استثمار أكثر من تريليون دولار على مدى السبعة عشر عاما القادمة لتلبية متطلباتها من الغاز والكهرباء.

ومن المرجح بحسب تقديرات آي.اتش.اس أن يزيد الطلب على الغاز الطبيعي في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 50 بالمئة من 256 مليار متر مكعب في 2011 إلى 400 مليار متر مكعب في 2023.  وقالت آي.اتش.اس إن الطلب على النفط سينمو أكثر من 50 بالمئة أيضا في الفترة نفسها من نحو أربعة ملايين برميل يوميا إلى أكثر من 6.2 مليون برميل يوميا.