الصراخ في القلمون والهجوم في الريف الجنوبي لحلب وشرقها، واستعدادات للهجوم في المدينة انطلاقا الى الريف الشمالي، هذا هو الكلام المتداول هذه الأيام في أوساط المعارضات السورية في الخارج
واشنطن لموسكو: اذا استرجع النظام السوري مدينة حلب على ماذا سوف نتفاوض في جنيف 2؟
الصراخ في القلمون والهجوم في الريف الجنوبي لحلب وشرقها، واستعدادات للهجوم في المدينة انطلاقا الى الريف الشمالي، هذا هو الكلام المتداول هذه الأيام في أوساط المعارضات السورية في الخارج من الذين هم على تماس دائم مع السفراء الغربيين الموكلين من قبل دولهم متابعة الملف السوري عبر هذه المعارضات.
حشد الجيش السوري في القلمون من الجهة السورية وحشد حزب الله من الجهة اللبنانية، يقول معارض سوري. وتوجهت الانظار الى قرى وبلدات القلمون الدمشقي ، وفي نفس الوقت كان الطرفان يسترجعان كل القرى الواقعة بين سلمية وحلب من خناصر الى السفيرة، وكافة القرى الكردية الواقعة جنوب خناصر، التفافا الى تل شغيب القريب من معامل الدفاع ومطار (كويرس) العسكري المجاور لمطار حلب الدولي، واللواء 80 قرب مطار حلب في تقدم نوعي للجيش السوري وحلفائه كانت بداياته باستعادة بلدة السفيرة الاستراتيجية والصناعية، الواقعة على كل تقاطعات الطرق في الريف الجنوبي الشرقي لحلب. والتي يستخدمها الجيش السوري حاليا نقطة تجمع وتمركز وانطلاق باتجاه حلب واريافها.
أتى انتصار السفيرة هذه المرة حاسماً ونهائياً، ودمرت كل البنى التحتية للمسلحين في المنطقة، على عكس ما حصل في حملة شباط 2012 عندما تجنب الرتل السوري المرسل من حماه يومها دخول السفيرة ، وقام بحركة التفافية شرقا انطلاقا من خناصر عبر القرى الكردية المعروفة بقرى التلال وهي تل عرن وتل حاصل وتل شغيب . ليؤسس لمرحلة جديدة أصبح فيها هدف الجيش السوري الاستراتيجي القادم استعادة السيطرة على مدينة حلب، مع كل ما يمثله هذا من تغيير لموازين القوة العسكرية والمعنوية والشعبية على الأرض وتغيير في قواعد اللعبة الدولية التي تتحكم بمسار الحرب السورية .
ماذا تقول مصادر المعارضة السورية ؟
تفيد مصادر في المعارضة السورية أن الدولة السورية تعتبر المعركة الحاسمة للحرب في حلب. وينقلون كلاما عن ضباط سوريين كبار، يقولون فيه إن النظام إذا استرجع مدينة حلب فهذا يعني بكل بساطة أن الحرب انتهت عمليا وانتهى المفعول الديناميكي المسير لعمل المعارضة المسلحة في كافة المناطق السورية. وتضيف المصادر ان الأمريكي والفرنسي على قناعة أن الجيش السوري يتجه هذه المرة لخوض معركة حلب وهو استكمل حشده لها، ويضع على الأرض منذ شهر الخطط الأولى لاسترجاع المدينة موضع التنفيذ بدأ من خوض معركة السفيرة بالإمكانيات الضخمة التي استقدمت اليها على حساب المنطقة الوسطى والمنطقة الجنوبية ، وهذه القناعة المبنية على المعلومات الاستخبارية وعلى صور الأقمار الصناعية، التي تظهر حجم الحشود وتوضح خطة الزحف السورية الى حلب -حسب ما ينقله الغربيون للمعارضين السوريين- والتي تشابه الى حد كبير خطة فك الطوق عن العاصمة دمشق عبر تقطيع أوصال المسلحين في الريف الدمشقي خصوصا في الغوطتين الشرقية والغربية. وتعتبر الدول الغربية أن القيادة السورية وحلفائها قرروا شن الهجوم في مدينة حلب ، وأن الهجوم الكبير أصبح مسألة وقت بالنسبة لهم. وبناء على هذا التقدير الغربي، قال وزير الخارجية الأمريكي لنظيره الروسي إن النظام في حشوده الرامية لاستعادة حلب سوف ينهي عقد مؤتمر جنيف 2 ، وطرح كيري هذا السؤال على لافروف: "في حال استرجع بشار الاسد مدينة حلب على ماذا سوف نتفاوض في جنيف؟"
وتصف مصادر في المعارضة السورية، الخطة العسكرية التي يتبعها الجيش السوري في ريف حلب، بأنها الخطة التوأم التي تنفذ من بداية الصيف الماضي في ريف دمشق، حيث يقوم الجيش السوري بعمليات عزل لمناطق المسلحين وتقطيع اوصال مناطق تواجدهم سعياً منه لحصارهم في حلب قبل بدء العملية العسكرية في المدينة .
وتتصاعد أزمة المعارضة السورية في الشمال السوري مع استمرار الحرب بين فصائلها المختلفة، في عملية السعي السعودي لتوحيد كافة الفصائل المقاتلة تحت قيادة واحدة وغرفة عمليات موحدة، استعدادا لهجوم الجيش السوري على حلب وهذا ما تدرك مخاطره الدول الداعمة للمعارضة السورية خصوصا الرباعي (السعودية، قطر، تركيا ، فرنسا). حيث تتولى السعودية دعم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في سعيها للسيطرة على مناطق نفوذ المجموعات الاخرى، غير أن عملية التوحيد هذه اصطدمت بعقبة (لواء التوحيد) التابع لجماعة الاخوان المسلمين والمدعوم من قبل تركيا وبالعقبة الكردية ما اجبر الداعم الإقليمي على تعديل جزئي في خططه الساعية لتحييد المعارضة، وبالتالي تأجيل لحظة الصدام بين داعش وباقي الفصائل بسبب تقدم الجيش السوري في السفيرة والريف الجنوبي وتقدم الأكراد في الريف الشمالي وفي الحسكة ، وظهر التفاهم حول تأجيل الصدام في اشتراك اكثر من فصيل مسلح في مواجهة هجوم الجيش السوري على اللواء 80 المحاذي لمطار حلب الدولي حيث شاركت داعش والنصرة ولواء التوحيد وأحرار الشام والجيش الحر تحت قيادة غرفة عمليات موحدة في هذه المعركة.
في الجزء الثاني: كمين كفريا ومأزق المعارضة المسلحة في ريف إدلب.
الشمال السوري ومسار الحرب السورية 3/2
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه