وكان قمر بني هاشم فارساً شجاعاً قويّ البنية ممتلئ الجسم، وكان تقيّاً صالحاً إلى الحدّ الذي عرف بالعبد الصالح. ويصفه الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: "كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان
لبني هاشم حضور جميل وممّيز في ملحمة كربلاء وقد سجّلوا بذلك ذكراً خالداً، وقد اختلفت الأقوال والآراء حول عدد الشخصيّات الهاشميّة في هذه الملحمة..
إلّا أنّ أشهرها يشير إلى كونهم 17 رجلا، وفي الحدّ الأقصى أنّهم 27 شهيدا. وسوف نشير في هذا الفصل بالترتيب إلى وجوه بني هاشم (باستثناء النساء والأطفال) والتي كان لها دور مؤثّر وفعّال في وقائع ملحمة عاشوراء :
أـ أبناء أمير المؤمنين عليه السلام
اعتبر البعض أنّ عدد الشهداء من أولاد عليّ عليه السلام في كربلاء هو 11شهيدا.
وباستثناء الإمام الحسين عليه السلام فهم:
إبراهيم بن عليّ عليه السلام
جعفر بن عليّ عليه السلام
العبّاس بن عليّ عليه السلام :
ولد العبّاس عليه السلام في سنة 26 للهجرة، أمّه فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّ، والمشهورة بأمّ البنين، والعبّاس هو الابن البكر لأمّ البنين، وأشهر كنية له هي "أبو الفضل"، ولجمال وجهه وإشراقه يقال له قمر بني هاشم. وقد أمضى أبو الفضل العبّاس 14 عاماً من عمره مع أبيه عليه السلام ومن ثمّ أمضى 24 عاماً مع أخيه الإمام الحسن عليه السلام و34 عاماً من عمره مع أخيه الإمام الحسين عليه السلام، وعليه فقد كان سنّه في كربلاء 34 سنة عند شهادته.
وكان قمر بني هاشم فارساً شجاعاً قويّ البنية ممتلئ الجسم، وكان تقيّاً صالحاً إلى الحدّ الذي عرف بالعبد الصالح. ويصفه الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: "كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً". وعندما منعوا الماء عن الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء واشتدّ بهم العطش، دعا الإمام عليه السلام أخاه العبّاس فأرسله إلى الشريعة مع ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً وبعد معركة عظيمة جاء بقرب الماء إلى الخيام9. وقد حمل الماء إليهم مراراً وتكراراً ولذا لقّب بالسقّاء.
ورفض قمر بني هاشم وأخوته الأمان الذي عرضه عليهم شمر بن ذي الجوشن وأكّدوا وقوفهم إلى جانب أبي عبد الله عليه السلام، وفي ليلة عاشوراء وبعد أن خاطب الإمام عليه السلام كلّ أنصاره من بني هاشم وغيرهم طالباً منهم الانصراف، كان العبّاس أوّل المتكلّمين فقال:
"لمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك!، لا أرانا الله ذلك أبدا.
وكان الإمام عليه السلام يحبّ أخاه أبا الفضل حبّاً عظيماً وقد خاطبه يوم عاشوراء بهذه العبارة قائلاً له: "بنفسي أنت يا أخي".
وفي يوم عاشوراء دفع سيّد الشهداء بالراية إلى أخيه أبي الفضل العبّاس. وعندما رأى أبو الفضل أخاه الإمام عليه السلام وحيداً في عصر عاشوراء أقبل نحو أخيه يستأذنه في النزول إلى الميدان، فقال له الإمام: "يا أخي كنت العلامة من عسكري، ومجمع عددنا، فإذا أنت غدوت يؤول جمعنا إلى الشتات، وعمارتنا تنبعث إلى الخراب".
فقال له العبّاس: "قد ضاق صدري، وسئمت من الحياة".
فقال له الحسين عليه السلام: "فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء".
فذهب أبو الفضل إلى الميدان وفرّق جيش الأعداء وورد على شريعة الفرات وملأ القربة وأخذ غرفة من الماء ولكنّه تذكّر عطش الحسين عليه السلام فرمى الماء من يده، وتوجّه مسرعاً نحو الخيمة، فسدّوا عليه الطريق فحمل عليهم بسيفه وهو يرتجز ويقول: "إنّي أنا العبّاس أغدو بالسقا".
فضربه حكيم بن الطفيل على يده اليمنى فقطعها، ومن ثمّ ضربه زيد بن ورقاء على يده اليسرى فقطعها، وهو لم يزل متوجّهاً نحو الخيام وإذا برجل تميميّ يضربه بعمودٍ على رأسه فسقط أبو الفضل من على فرسه إلى الأرض ونادى أخاه الحسين عليه السلام: "أدركني"، فأسرع الحسين عليه السلام إلى مصرع العبّاس، وعندما نظر إلى بدن أخيه وجراحاته قال: "الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي.
يقول الإمام السجّاد عليه السلام عن مقام ومنزلة عمّه العبّاس:
"رحم الله العبّاس، فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه فأبدله الله عزَّ وجلَّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة".
عبد الله بن عليّ عليه السلام
عبيد الله بن عليّ عليه السلام
عدّه الشيخ المفيد من جملة شهداء كربلاء ووافقه في ذلك الطبرسيّ والقلقشنديّ واستند جملة من المؤرّخين إليه في ذلك، وقد ورد ذكره في الزيارة الرجبيّة، ولكن هناك العديد من المؤرّخين أكّدوا على عدم استشهاده في كربلاء.
عتيق بن عليّ عليه السلام
عدّه بعض المؤرّخين من جملة شهداء كربلاء.
عثمان بن عليّ
عمر بن عليّ عليه السلام
وأمّه تدعى الصهباء، واشتهر بعمر الأطرف، اعتبره البعض من شهداء كربلاء، إلّا أنّ الكثير من المؤرّخين أنكروا ذلك وأكّدوا على عدم حضور عمر بن عليّ عليه السلام في كربلاء.
عون بن عليّ عليه السلام
اعتبر بعض المؤرّخين بأنّ عون من شهداء ملحمة كربلاء.
محمّد الأصغر بن عليّ عليه السلام
يحيى بن عليّ عليه السلام
أمّه أسماء بنت عميس وذكر أنّه من شهداء كربلاء، إلّا أنّ بعض المؤرّخين يعتقد بأنّ يحيى مات في حياة أمير المؤمنين عليه السلام.
ب ـ أبناء الإمام الحسن عليه السلام
أبو بكر بن الحسن
حضر في كربلاء وقاتل العدوّ في ركاب أبي عبد الله عليه السلام، ورماه عبد الله بن عقبة الغنويّ بسهمٍ أرداه شهيد وله من العمر حينئذٍ خمسة وثلاثون عاماً.
الأطفال : أحمد بن الحسن عليه السلام
الحسن بن الحسن عليه السلام
عبد الله بن الحسن عليه السلام
عمر بن الحسن عليه السلام
قاسم بن الحسن عليه السلام
ج ـ أبناء الإمام الحسين عليه السلام
عليّ الأصغر
عليّ الأكبر
عليّ (الأوسط) زين العابدين
د ـ آل جعفر بن أبي طالب
عبيد الله بن عبد الله بن جعفر
أمّه تدعى الخوصاء، وقد استشهد عبيد الله35 في يوم عاشوراء.
عون بن عبد الله بن جعفر
أمّه السيّدة زينب الكبرى، التحق بركب الإمام الحسين عليه السلام مع أخيه محمّد في وادي العقيق حاملاً رسالة من أبيه أوصلها للإمام عليه السلام.
وعندما برز في يوم عاشوراء نحو الأعداء ارتجز قائلاً:
إِنْ تُنْكِرُونِي فَأَنا ابْنُ جَعْفَرٍ شَهِيدُ صِدْقٍ فِي الجِنَانِ أَزْهَرْ
يَطِيرُ فِيها بِجَنَاحٍ أَخْضَرٍ كَفَى بِهَذا شَرَفاً فِي المَحْشَرْ
وقتل عدداً من الأعداء ثمّ استشهد على يد عبد الله قطنة الطائيّ.
القاسم بن محمّد بن جعفر
وهو صهر عمّه عبد الله بن جعفر والسيّدة زينب الكبرى، رافق الإمام الحسين عليه السلام مع زوجته أمّ كلثوم الصغرى ونزل معه في كربلاء. وبرز القاسم إلى الميدان بعد شهادة عون بن عبد الله بن جعفر وقاتل قتالاً عظيماً ثمّ استشهد.
محمّد بن عبد الله بن جعفر
وأمّه الخوصاء بنت حفصة بنت ثقيف، التحق مع أخيه عون بقافلة الإمام الحسين عليه السلام وبرز إلى الميدان قبل أخيه عون وهو يرتجز ويقول:
نَشْكُو إِلى اللهِ مِنَ العُدْوَانِ فِعَالَ قَوْمٍ فِي الرَدَى عُمْيَانِ
قَدْ بَدَّلُوا مَعَالِمَ القُرْآنِ وَمُحْكَمَ التَنْزِيلِ والتِّبْيَانِ
وَأَظْهَرُوا الكُفْرَ مَعَ الطُّغْيَانِ
فهجم عليه القوم جماعات من كلّ جانب ثمّ استشهد على يد عامر بن نهشل التميميّ.
آل عقيل
إنّ لآل عقيل منزلة مرموقة من بين أبطال عاشوراء، حتّى أنّ الإمام الحسين عليه السلام أوصاهم بالصبر والثبات وبشّرهم بالجنّة قائلاً لهم: "صبراً آل عقيل إنّ موعدكم الجنّة.
والشهداء من آل عقيل الذين استشهدوا في كربلاء هم:
أحمد بن محمّد بن عقيل
برز إلى الميدان في كربلاء يقاتل بحماسة وهو يرتجز الشعر ثمّ استشهد (رضوان الله عليه).
جعفر بن عقيل
عبد الرحمن بن عقيل
وهو من أوائل المبارزين من آل أبي طالب يوم عاشوراء بعد أن استشهد كلّ أنصار الإمام الحسين عليه السلام، وكان له من العمر حينها 35 عاماً45. وانبرى إلى ساحة القتال وهو يرتجز ويقول:
أَبِي عَقيلٌ فَاعْرِفُوا مَكَانِي مِنْ هَاشِمٍ وهَاشِمٌ إِخْوَانِي
كُهُولُ صِدْقٍ سَادَةُ القُرْآنِ هَذَا حُسَيْنٌ شَامِخُ البُنْيَانِ
وقاتل قتالاً عظيماً فقتل سبعة عشر فارساً، ثمّ استشهد على يد عثمان بن خالد الجهنيّ وبشر بن سوط الهمداني.
عبد الله بن عقيل
قاتل في كربلاء قتال الأبطال ثمّ استشهد على يد عثمان بن خالد أشيم الجهنيّ ورجل من همدان، وذكر أنّه قتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
عبد الله بن مسلم بن عقيل الشباب
عبيد الله بن عقيل
اعتبره ابن قتيبة من شهداء كربلاء.
عليّ بن عقيل
وكان له من العمر ثمانية وثلاثون سنة51 عندما كان في كربلاء واستشهد بين يدي الإمام الحسين عليه السلام.
عون بن عقيل
ذكره البعض في جملة شهداء ملحمة كربلاء.
محمّد بن أبي سعيد بن عقيل
محمّد بن عقيل
وهو صهر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. وذكر بعض المؤرّخين أنّه حضر في كربلاء واستشهد على يد لقيط بن ناشر الجهنيّ.
محمّد بن مسلم بن عقيل
مسلم بن عقيل
موقع المعارف الإسلامية